﴿وَما تَنقِمُ مِنّا إِلّا أَن آمَنّا بِآياتِ رَبِّنا لَمّا جاءَتنا رَبَّنا أَفرِغ عَلَينا صَبرًا وَتَوَفَّنا مُسلِمينَ﴾
*في المستشفى*
*جرت بكل سرعتها، ركبت السلالم وكانت في درجة بتركبها بتتعتر وقلبها بدق بسرعة اكبر، لما وصلت لقت خالاتها متلميين حولين أمها وهي بتبكي، وعماتها فيهم القاعدة وبتبكي، وفيهم اللي ماشة وجاية، جات على أمها بخطوات بطيئة، بتتنفس بسرعة وبخوف، وقفت قدامها وخالاتها كلهم التفتوا عليها، بلعت ريقها وسألت أمها بخوف...*وتين: يمة ف في شنو؟؟!
الأم"زينب": أبوكِ
وتين بلهفة خوف: بابا ماله؟!
زينب: حيدخلوه عملية، ويا نجحت يا ما نجحت.
وتين بصوت عالي: كيف؟؟؟؟!
زينب: أدعي ليه يا بتي أدعي لأبوك
*في نفس اللحظة جوا فريق طبي لابسين أخضر جاريين على غرفة أبوها، طلعوه بنقالة وبقوا جاريين بيه بسرعة تجاه غرفة العمليات، من غير ما تحس رجولها شالتها وبقت جارية بسرعة وراء نقالة أبوها وبتنادي بصوت عالي"يابا، يابا انت سامعني" ودموعها كانت بتسيل عشرة عشرة، طاقتها خذلتها أول ما دخلوه الغرفة، وقعدت في الأرض جنب باب العملية وهي لسة بتنادي بصوت مهزوز"بابا، بابا حتكون كويس أنا متأكدة"، رفعت راسها على صوت حد بيقول لها "يا آنسة"، لقته نفس الدكتور اللي جاء ماري عليهم قبيل، مسحت دموعها ووقفت على حيلها، شبكت أصابعها سواء ونزلت عينيها فيها...*
الدكتور: ممكن ما تبكي؟! إن شاء الله ما حيحصل ليه شيء محتاج دعواتك بس
وتين: طيب بسرعة انا ما عايزة أبوي يحصل عليه شيء ما تضيع وقتك معاي
الدكتور: إن شاء الله، ممكن ما تصدري أي صوت جنب الغرفة؟ لأنه لازم الجو يكون هادي تماماً أثناء العملية
وتين: طيب طيب
*هز ليها برأسه ولبس كمامته على وشه ودخل، مشت وقعدت في البينش المقاصد الغرفة تماماً، مرت زي ساعة تقريباً، والضوء الأخضر ولع، اول ما شافته جات جارية على الباب بلهفة منتظرة حد يطلع ويبشرها، أول حد طلع كان الدكتور داك نفسه، قبل ما تسأله أي سؤال جوا عليه ناس أمها والكل إتلموا حولينه وبقوا يسألوه، بقى ساكت لمدة، هنا وتين قلبها انقبض، وختت يدها على صدرها وغمضت عيونها شديد، فتحتهم على صوت واحدة من عماتها وهي بتقول"ألف ألف الحمدلله على السلامة الحمد لله يا اخويا" أول ما سمعت الجملة دي عرفت إنه العملية نجحت، جرت على أمها ومسكت يدها وسألتها بلهفة...*
وتين: أمي بابا كويس صح؟ العملية نجحت صح
زينب وهي بتهز رأسها: أيي نجحت يا بتي نجحت الحمدلله
*من دون ما تحس لقت روحها بتنطط وهي فرحانة شديد، وكأنها رجعت طفلة تاني، والحولينها كلهم بيضحكوا ومبسوطين، قبلت على الدكتور وفردت يدينها وقربت تحضنه، بس نزلت يدينها واتحرجت من تصرفها دا، واتعقدت لمن شافتهم كلهم بيضحكوا عليها، نزلت راسها واتدست وراء أمها وهي متوترة وبتقول"واي لا واي"...*
![](https://img.wattpad.com/cover/323180276-288-k566388.jpg)