{ قَالَ رَبِّ ٱشۡرَحۡ لِی صَدۡرِی (٢٥) وَیَسِّرۡ لِیۤ أَمۡرِی (٢٦) وَٱحۡلُلۡ عُقۡدَةࣰ مِّن لِّسَانِی (٢٧) }
صباح اليوم التالي
"كالروتين المعتاد في كُل يوم قاعدة في غُرفة عائشة وبتهتم بيها، بس الشاغل بالها موضوع الزواج المطروح عليها، رُغم إنَّه الكُل في الفيلا استقبلها أحلى إستقبال، ورُغم إنَّه أجواء الفيلا ممتلئة بالفرح وتجهيزات الزواج وزحمة من الناس، إلى أنَّها لحد هسِّي مترددة، بس الحاجة الخلَّتها تفكِّر بالموافقة، لمَّا في ليلة الأمس استخارت ربَّنا في موضوع الزواج، والليلة الصبح شافت منام إنَّها بتتزوج نديم، الحاجة دي خلَّتها تفكِّر، ليه ترفض؟ مادام ربَّنا وضع ليها الرؤية دي واضحة معناتها فعلًا زواجها منَّه حيكون فيه خير، استغفرت وطلبت من حنين تكلِّم جلال الدين إنَّها عايزة تتكلَّم معاه، فعلًا مشت كلمته بسرعة وجات قالت لها تلحقه على السطوح، رحاب قامت ومشت لقته منتظرها، أدَّته التحيَّة ورد عليها..."
رحاب: عمِّي عايزة اسألك، انت ليه اخترتني أنا بالذات عشان أكون زوجة نديم؟ في ألف بنت غيري بتتمناه وأسمح وأرقى من مستواي لنديم..
جلال الدين: هسسس، بزعل منِّك لو سمعت كلام زي دا منِّك تاني، حتَّى ولو كانوا ألف بنت أنا عارف إنَّه ماف أنسب منِّك لنديم، انتِ أكتر إنسانة ممكن توعِّي نديم على طريق الحق، بالرغم من إنَّه مليان عيوب، عايز أورِّيك بالواضح الصريح ولدي نديم زول عاصي جدًا، ودائمًا بيعمل الفي هواه لازم أكون معاك صريح عشان ما أورِّطك ساي، بس أنا واثق انتِ حتكوني النور في آخر النفق وانتِ الحتكوني النبراس البيهدي قلبه، عشان كدا اخترتك زوجة ليه، زائدًا لإنِّي بعتبرك بنتي، أنا مسافر بعد أسبوع لأمريكا وتاني الوصول ليك حيبقى صعب عشان كدا قررت أزوِّجك لولدي نديم لأنِّي ما بضمن وجودك لوحدك في السودان حتَّى ولو كان حولك ألف شخص بعد الحصل لك دا، وبعرف إنِّك كبنت أنوريَّة وقلبك حي زي أبوك ما حتقبلي تقعدي في بيت في أولاد من دون ما يكون في روابط بتجمعكم، ولو كُنتِ بنتي بنت اخوي وصاحبي، عايزك انتِ واختك تكونوا بجنبي، بعتبركم أمانة من أنور وعلي حملها، ودا أبدًا ما استهزاء أو قصدي إنِّك ضعيفة لاا، انتِ الليلة قدرتي تصنعي إسم مشهور الممرضة رحاب أنور، قدرتي تعملي كل شيء بيتمنَّاه أنور، الفخر والصلاح وخير الخلفة فا حاشاك الاستهزاء والضعف، بس أنا إحساسي بالمسؤولية ما بيسمح لي أخلِّيك هنا وبالي يكون مشغول هناك، فهمتيني يا بنتي؟؟.
"رحاب عيونها لمعت وهي بتعاين ليه، سكتت للحظات، رجعت زفرت..."
رحاب: محظوظ أبوي ربَّنا يرحمه بوجود رفيق زيَّك يا عمِّي..
جلال الدين: أنا المحظوظ برفيق زيَّه.
رحاب: طيِّب يا عمِّي العرس حيكون بس بعد اسبوع وقلت لأنَّك مسافر، طيِّب ما خايف يقولوا عليك زوجته لبنت بدون ولي؟ في النهاية أنا ما عندي ولي..