(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴿٦﴾)
"°اليوم التالي°"
"بعد صوت الإمام في صلاة الصُبح، في مصلايتها، ماسكة المصحف وضامَّاه على صدرها، والمكان مليان طمأنينة بصوت تلاوتها الهاديء والعذب، قامت بنشاط بعد التلاوة دي، بدأت تكنس وتنظف لحد ما الشمس نشرت نورها والصباح وضح، بعدها استعدَّت واتوجَّهت للمستشفى، بدأت شغلها بكل نشاط وحيويَّة وإخلاص زي المعتاد منَّها، وفي أثناء الدوام والشُغل، جاءتها نقلة مفاجئة من الجناح الكانت فيه لجناح تاني، لمَّا مشت الجناح التاني، رجعت خطوة بوراء، عيونها اتوسَّعت من الصدمة لمَّا شافت المريض الحتستلم مسؤوليته، عاينت وهي كلَّها فزع..."
رحاب: خ خ خالة مريم؟؟.
"مريم عاينت ليها بكل ضعف وهي راقدة في السرير، حتَّى ملامح وشَّها اتغيَّرت، وبقت بتإن من المرض..."
مريم بصوت ضعيف: ر رحاب؟.
"رحاب زفرت وهي بتحاول تكون في منظر ثابت..."
رحاب: أيوة ياها رحاب.
مريم: كيفك يا بتِّي؟!.
"استغربت من طريقتها في الكلام، نبرتها فيها حنيَّة بالإختلاف تمامًا عن النبرة القاسية الخاطبتها بيها قبل خمس سنوات..."
رحاب: كويسة الحمدلله، انتِ البتشكي من نزيف في الرحم؟
مريم: آي يا بتِّي أنا.
"رحاب اتنهَّدت واستغفرت..."
رحاب: كفَّارة، ربَّنا يشفيك ويعافيك.
مريم: آمين يارب، تعالي جنبي دقيقة.
"اترددت لدقيقة كدا، بعدها قعدت في كرسي جنب السرير بتاعها، مريم مسكت يدَّها وعاينت ليها والدموع مالية عيونها..."
مريم: ما عارفة ابدأ ليك من وين ولا وين، أنا من خمس سنوات من لمَّا غصبتك على العرس من كامل ما ذقت طعم الراحة، مرض وراء مرض، مشاكل وراء مشاكل مع كامل، حتَّى الليلة أتخلَّى عنِّي وبقيت ما عارفة عنَّه أيَّا حاجة لحد هسِّي، هو عامل كيف ولا وين أراضيه حتَّى، كُنت قايلاه ممكن يسندني بس غلطت ، إلَّا أخوي جابني للعلاج، يعني ولدي بذاته أتخلَّى عنِّي بكل بساطة، أنا عرفت وقتها ربَّنا جازاني على عمايلي معاك، ما كان المفروض أجبرك على حاجة زي دي وأدمِّر ليك حياتك، مع إنِّي عارفة طبائع ولدي وإنَّه زول ما سوي حتَّى مع ربَّه، بس أمومتي غلبت علي، وخلتني أعمى عن إنِّي بدمِّر حياة إنسان كاملة، خلتني ما أفرِّق بين الصح والغلط وأعمل حاجة ما بيرضاها ربَّنا، وأنا هسِّي، على سريري دا وما معروف الله ياخد أمانته متى، عايزة أطلب منِّك تسامحيني وتعفي لي، مع إنِّي خجلانة أطلب منِّك طلب زي دا، بس أعفي لي يا بتِّي.