٣٣

70 2 0
                                    

(وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ)

صباح اليوم التالي

"ماسكة التلفون وبتعاين للشاشة في حيرة واستغراب، من ليلة أمس بعد ما فتحت تلفون أختها وشالت آخر رقم كان متصل عليها وسيفته وظهر ليها على الواتساب وهي في حالة استغراب وتساؤل..."

شجن مع نفسها: أنا ما قادرة أفهم شنو البيجمع شهد وأبرار سواء؟ معقول في شيء جمع أبرار مع شهد خلَّى أبرار تنقطع منِّي كل السنوات الفايتة دي؟ اووف ياخ.

"فتحت دولابها شالت ملابس بعد اتذكَّرت إنَّها عندها موعد مع رفيقة عمرها اللي حتلاقيها بعد سنين، أخدت حمَّام لطيف وجهَّزت نفسها وعلى طول طلعت على واحدة من المطاعم، أوَّل ما شافتها انفعلوا بطريقة خلَّت كُل الموجودين ينتبهوا وحضنوا بعض..."

شجن: بكرهك عدييل يا متاب يعني ما حلِّك نتلاقى من أمس.

متاب: بسم الله الرحمن الرحيم الناس بتقول مشتاقين مشتاق ليك بطريقة حنينة كدا انتِ تتعولقي لي؟.

شجن: ما شغلتي أنا دي طريقتي في التعبير.

متاب: مُعاقة بس أصلًا ما بتتغيَّري، افتكرت الكويت حتخلِّيك شويَّة تكوني أنثى ورقيقة وبتاع لكن شكلي كنت غلطانة.

شجن: نيهيهييي حسستيني مشيت كوكب زمرَّدة ياخ.

متاب: تعالي أقعدي الناس بيتفرَّجوا علينا..

"قعدوا وبدأوا يحكوا ويدردشوا والزمن ماشي، رُغم تواصلهم الكتير لكن ماف حاجة بتعادل لقاءات الأحبَّة وشوفة ملامحهم والقعدة معاهم فعلًا...."

متاب: طيِّب أنا دايرة أجي لموضوع يمكن حسَّاس شويَّة ما تزعلي ظابط؟.

شجن: ما عرفتك وانتِ بتقولي مقدِّمات طويلة أحكي أحكي.

متاب: أكرم...

"شجن زفرت بضيق وعاينت بالجهة التانية..."

شجن: خلاص؟ ناوية تفتحي السيرة انتِ كمان؟ ألقاها منِّك ولا من رنا؟

متاب: شجن نكون صريحين، ما بتحسِّي بأي مشاعر تجاه أكرم؟

"شجن عاينت ليها وضغطت على رجلها، جات على النقطة الما بتحب تتناقش فيها..."

متاب: جاوبيني.

شجن: حتَّى لو بحس صدِّقيني ما حتكون مشاعر حُب أبدًا، يمكن إعجاب ودي حاجة طبيعيَّة نظرًا للعمله لي أكرم طول السنوات الفاتت دي.

متاب: اعتبريني سلَّة تفريغ حاليًا كدا وما تتخيلي ولا شيء تاني، وأحكي لي بتحسِّي بشنو تجاه أكرم بالضبط.. عايني اخدي نفس عميق وغمِّضي عيونك وأحكي.

"شجن عاينت ليها مسافة وعملت على القالته ليها وفتحت عيونها وهي بتعاين ليدّيها..."

شجن: الثقة، رُغم أزمة الثقة الكُنت مارَّة بيها ورُغم إنِّي نفيت كلمة الثقة دي من حياتي بس أكرم قدر يرجع ويربطني بيها مرَّة تانية، ما بقدر أثق في حد إلَّا فيه هو، الأمان، الشعور دا فقدته ورجعت حسِّيت بيه تاني مع أكرم، الوحيد الما شفت منَّة نيَّة سيئة تخليني أتخوف منَّه، بالعكس هو قدر يخترق حدود الخوف الكنت راسماها في التعامل مع الناس بسبب الماضي تبعي، وبعدين هو كإنسان دائمًا  بيذكرني بإنَّه الله موجود معانا دا شيء وحده كفيل يحسسني بالأمان تجاهه لأن متمسِّك بربَّنا قبل كل شيء، أكرم الإنسان الوحيد الإتحمَّلني بكل مزاجاتي وتقلَّباتي وشاف الجانب المظلم فيني وبرضه مُصر يقيف معاي، علَّمني ما اتوقَّف عن طموحي، علَّمني خبرات إدارة المطعم وبفضله بعد ربَّنا أنا الليلة قدرت اصنع اسم للمطعم واسمي يعتلي بالطريقة دي، ولا شيء حيوصف البحسَّه تجاهه.

خدينتي من الجنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن