﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾
"°بعد مرور خمس سنوات°"
" يوم طويل ومُتعب، وزحمة من التعب الشايلاه في صدرها في صمت والأفكار المُميتة البتكتمها جوَّاها، ما ليها حل غير تحارب بنفسها وتتحمَّل لوحدها وتكمِّل المشوار رُغم كُل العقبات، الحاجة الوحيدة القادرة تخفف عليها ارتباطها القوي بربَّها، وانتصارها بإنَّها تحقق حلم أبوها وتبقى ممرضة، وأخيرًا هي لابسة اللابكوت، والحاجة الإضافية كمان إنَّها شدت الوثاق والنقاب ارتبط بيها وهي ارتبطت بيه، تفاصيل كتيرة اتغيَّرت في حياتها بعد ما انتقبت، بس في عز وجعها كانت مبسوطة بيه جدًا، بعد دوام طويل، سرح في الماضي، واستغفار كتير، وفي الطريق وهي راجعة وشايلة لابكوتها في يدَّها، مرَّت على البيت المليان ذكريات بتوجعها، وقفت قدَّامه، وهي مترددة ما بين الدخول أو تكمِّل دربها لحد البيت، في النهاية قررت تمشي وتدق الباب، فتحت ليها خالتها البتحبَّها جدًا وبتعتبرها زي أمَّها، سلَّمت عليها ومشت قعدت معاها في مظلتها البتحبَّها، رُغم التعب الفي عيون خالتها رُغم الوجع الكانت عايشاه طول السنوات المضت إلى انَّها بتفرح بوجود رحاب البقت ليها سند من بعد ولدها الوحيد، جوا بنتين صغيرات جاريين عليها وبحضنوا فيها، شالتهم وضمتهم وبقت تسأل فيهم وأحوالهم، جات طالعة أمَّهم اللي لمَّا شافت رحاب ملامحها تغيرت وبقت تعاين ليها بنظرات كلَّها كراهية، رُغم ذلك رحاب تجاهلت نظراتها وسلمت عليها بكل بشاشة، ساقت بناتها من جنبها ودخلت بيهم جوَّة..."
حليمة: عاد ياريتني بس ما كان عرستها لولدي ربَّنا يرحمه ما كُنت قايلاها حتكون كدا.
رحاب: ربَّنا يصلح بالها ويهديها ويهدينا كلَّنا.
حليمة بتتنهَّد: آمييين.
رحاب: يا خالتي بعدين ما اكلتي حاجة مالك ياخ؟!.
حليمة: سجمي يا بت عرفتي من وين؟!.
رحاب بتبتسم: بعرف كويِّس أنا، حأقوم أسوِّي ليك شويَّة أكل.
حليمة: لالا ما عايزة.
رحاب: لااا كدا يا خالتي ما ينفع، عشان أدويتك الله يرضى عليك.
حليمة: ما عندي نفس و...
"رحاب قامت على حيلها وطلَّعت النقاب وبقت ماشة على المطبخ..."
رحاب: ما ينفع يا خالتي.
"حليمة بقت تعاين ليها لحد ما دخلت المطبخ، كُل ما تعاين لحالتها للمصائب اللي هي واقعة فيها، لقوتها، ولإنَّها دائمًا بتسندها وبتقيف جنبها وهي أكتر زول محتاج يسندوه، بتبكي، وبترفع يدينها تدعي ليها، بتتوجَّع لمَّا تتذكَّر الحصل معاها قبل خمسة سنوات ولحد يوم الليلة هي بتعاني منَّه، وبتتعجَّب من قوَّة الإيمان اللي فيها، حتَّى هي حاجات كتيرة اتعلمتها منَّها، استغفرت ربَّها ومسحت دموعها ورجعت دعت ليها تلقى السعادة وبالها يرتاح لأنَّها ما بتستاهل كُل البيحصل معاها دا..."