٢٣

84 2 0
                                    

﴿  قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  ﴾

"سمعت منَّهم شيء، لمس في جوَّاها جُرح عميق، سمعتهم بيتكلَّموا عنَّها وعن كيف مُستقبلها حيكون..."

محور الحديث

_: عاد يا انتِ أنور ومرته رحلوا خلُّوا بتِّهم دي مقطوعة كدا، عاد تاني البيعاين ليها منو بت لا أهل ولا زولًا يضاري سترتها عريس ذاته الله أعلم يجيها...

_: مُش بري ياختي ماف زول بيعرِّس ليه واحدة ما عندها ولي، عاد لكن.

_: حال الدُنيا.

_: صح والله، هسِّي عليك الله جِنس دي أخير ليها تنتحر.

_: هي شايفاها معيِّشة روحها، لكن عاد تقوم وتموت كدي دا الله كتب ليها تقعد مقطوعة.

"وكأنَّه كلماتهم دي نزلت عليها صاقعة، حسَّت بألم شديد بيعتصر قلبها، دخلت بسرعة وقفلت الباب، بقت بتتنفس بسرعة وقعدت على السرير، كل دمعة بتتذكَّر فيها أمَّها وأبوها..."

رحاب بصوت مهزوز وباكي: آخ ربِّي يرحمكم يا أبوي وأمِّي،الدُنيا تقلت علي من غيركم، أنا فقدت هويتي من بعدكم حتَّى وسمُّوني المقطوعة، يا أبوي كلمهم إنِّك لسَّة عايش معاي، أمِّي تعالي دافعي لي، رحمةُ الله تغشاكم...

"رفعت رأسها ومسحت دموعها، قامت بقلب مكسور وحيل بارد، بتحاول تخفي حُزنها، دخلت لجوَّة وهي بتعصر على قلبها عشان تخفي ملامحها، لمَّا وصلت الغُرفة استغفرت ورسمت ابتسامة مصطنعة على وشَّها، كانت يديها بترجف، بس حاولت تثبتهم، دخلت بمظهرها الثابت، شافت شجن راقدة جنب بنتها النايمة وهي بتبكي، جات قعدت جنبها في السرير، شجن اتهلعت لما شافتها لأنَّها ما كانت منتبهة لدخلتها، قامت والدموع مبللة خدَّها..."

شجن بصوت باكي: ر رحاب؟ جيتِ متى؟

رحاب: هسِّي دخلت، كويسة يا شجن؟.

شجن: ما قادرة أحدد حالتي النفسيَّة حاليًا، هل أنا كويسة أو لأ، متألمَّة شديد يا رحاب، أنا نهيت البيناتنا كلَّه الليلة في لحظات.

"ضمتها عليها ومررت يدها برفق على رأسها، وكأنَّها عارفة هي أكتر شيء محتاجاه في الوقت الحالي إنَّه تختبي في حُضن دافي، اتنهَّدت بيدها المرتجفة..."

رحاب: لو عارفة الدُنيا قاسية كيف يا شجن، لسَّة تفاصيل الحياة ما بتخلص، بس لازم تكوني قويَّة، تشدِّي الوتد مع ربَّنا، لازم تعرفي إنَّه هو اللي وقت تضلِّي بينوِّرك، اللي وقت تتوهي بيرشدك، اللي وقت تضعفي وتتشرَّدي حيأويك، ربَّنا الملاذ الوحيد من كل الحياة المؤذية دي، استغفري ربَّنا وخلِّي إيمانك كبير يا شجن، إنفصالكم أكيد لخير، أحمدي ربَّنا وقومي نصلي ركعتين.

شجن: آخ يا رحاب آخ..

رحاب: معليش ربِّك قال: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" خلِّينا نصبر، الدُنيا ما دار بقاء أبدًا عشان نعمل ليها حساب، خلِّينا نلجأ للبينجينا في الآخرة، يلا يا شجن.

خدينتي من الجنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن