٩

173 6 1
                                    

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اصبِروا وَصابِروا وَرابِطوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ}

*كانت واقفة في المطبخ بتحضِّر في الشاي المُقنَّن، اللي كانت ريحته مالية المحل، وبتهمهم بآيات من سورة مريم مع نفسها، فجأة سمعت صوت وراها بيقول "وه" اتفزعت وقبَّلت وراها لقتها سما..*

رحاب: فزعتيني استغفر الله

سما: معليش معليش، يا الله دا شنو؟ ريحة شاي من يد ريري؟

رحاب بإبتسامة: آي

سما: احيييَّا ياخي، أحبَّك يا لوز.

رحاب: وأنا أيضًا يا سكر.

سما: صاحية من الصبح انتِ؟

رحاب: آي

سما: عيييك نحن من صلينا الصبح تاني ما فهمنا أيييَّا حاجة

رحاب بتضحك: حاصل.

سما: أنا حأشرب الشاي وأمش البيت طوالي، بجيك بعدين ظابط؟!

رحاب: إن شاء الله.

سما: عااااايني السيِّدات الكسلانات يادابهم قاموا.

رحاب بتضحك: خليهم خليهم

*قفلت النار بتاعة البوتجاز وأمنته وكبَّت الشاي في السيرمس، سما رصَّت الكبابي في الصينية وختت بسكويت في  وشالوا الصينية والسيرمس وطلعوا، قعدوا في الحوش وشربوا الشاي وهم بيتونَّسوا، بعد خلَّصوا دخلوا رتَّبوا الغرفة ورحاب غسلت عدة الشاي ورتبتهم، ودَّعوها وفاتوا، شالت فستان رمادي سادة من أكمامه كاملة، لونه كان هادي وجميل جدًا، ضمَّت الفستان شديد وشمَّت ريحته، رجعت بذاكرتها لوراء، يوم نجحت وأمَّها أهدتها الفستان دا، كان تبع أمَّها لما كانت في عمرها، سمَّته فستان التفوق، وفعلًا كان فستان التفوق، يوم سجدت من الفرح، وأبوها كبَّر الله تلاتة مرات وبشَّر، يوم بكت مع أمها زيين، كانت دموع الفرح مالية العيون، وزغاريت أمَّهات صاحباتها الفرحوا ليها أكتر من بناتهم، والليلة البيت خالي من أصواتهم، الليلة البيت هاديء تماماً، دموعها جرت من غير استئذان، حسَّت بطعنة قويَّة في قلبها، قبضت بقوة على صدرها وبقت تستغفر، والدموع بتسيل من غير تقيف، استغفرت كتير وقرت آيات من البقرة ومسحت على صدرها، مسحت دموعها واتنَّهدت بتعب، وكلَّ القالته في اللحظة ديك "يا حيُّ يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كلَّه ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين" شالت ملابسها ومشت على الحمام، أخدت حمام ومشت قعدت قدام التسريحة، أخدت مسافة بتتأمَّل فيها وبتتذكر لمن أمَّها كانت بتسرح ليها فيها وهي صغيرة، ابتسمت إبتسامة باهتة وضمت يدينها مسافة وهي بتدعي ليهم، عاينت لنفسها في المراية، لشكلها الإتغير، ملامحها البقت باهتة، والهالات تحت عيونها، وحتى شعرها بدأ يتساقط، أبدًا ما زعلت وبكت بالعكس قالت لنفسها الجملة المعتادة "ولو كان، نسيتي حلم أبوك؟!" وابتسمت، سرحت شعرها وطلعت غسلت يديها، لبست عبايتها وطرحتها اللي كانت كبيرة ومغطية نص جسمها، والشراب والإسبورت وطلعت، لمَّا وصلت لبيت ناس الخالة حليمة، قبل ما تدق الباب فتح وكان الطالع محمَّد، اتوترت في اللحظة ونزلت راسها للأرض، حتى هو اتوتر ولفت وشه بالجهة التانية منَّها، أداها السلام وردت عليه، وبسرعة طلع وبقى ماشي دغري في طريقه، اتنهدت واستغفرت ودقت الباب ودخلت، بقت حايمة بتفتش على الخالة حليمة وهي بتنده عليها، سمعت صوتها وهي بترد عليها جاي من المطبخ، على طول مشت المطبخ وسلَّمت عليها، استلمت منَّها الشغل طوالي، الخالة حليمة انبسطت شديد ودعت ليها دعوات مارقة من قلبها، فجأة خطر للخالة سؤال..*

خدينتي من الجنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن