(يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ)
صباح اليوم التالي
"قاعدين كُل أفراد العائلة بيضحكوا ويشربوا القهوة، ما عدا هو..."
جلال الدين: تصدِّقي المفروض كان أشوفك في قسم التحرِّيات الخاصَّة ماشاء الله على كميَّة الذكاء العندك...
صفاء بتضحك: دا كلامك بنت منو كمان؟.
جلال الدين: بت جلال ياخ.
صفاء بتلوي فمها: قال بت جلال قال.
جلال الدين: بنت أنور والله، ماشاء الله أي صفة فيك بتذكرني بأنور ربَّنا يرحمه، يعني ذكاء عالي وتقوى وطيبة أنور بس ماشاء الله.
رحاب: ربَّنا يرحمه ويغفر ليه، وانتوا كمان عائلتي سواء كان انت يا عمُّو أبوي أو خالتو صفاء هي ماما.
صفاء: حبيبتي انتِ، حنونة تعالي هنا بكرة لازم تنزلي مدرسة انتِ.
جلال الدين: بالله في أحسن مدرسة تتسجل.
صفاء: ما بتوصَّى.
جلال الدين: مبسوط منِّك شديد يا رحاب، أنا اتأكَّدت إنَّه حاليًا عندي البنت البتعرف تحافظ على سمعة عائلتها قبل كل شيء، ما خلِّيتيني اتصرَّف مع نديم بتهوُّر واطرده، أنا مطمئن كدا والحمدلله.
رحاب: واجبي يا عمِّي انتوا ما قصرتوا معاي أبدًا، عن إذنكم بس ثواني.
جلال الدين: إذنك معاك.
"طلعت للغرفة فوق، لقت نديم قاعد في الأرض قُصاد شبَّاك الغُرفة، بيعاين للشمس المسلِّطة شعاعها عليه، حسَّت بإنَّه مُحتار، ضائع، غرقان في وحدته وهو كمان في النهاية محتاج زول من العائلة يواسيه مهما كان، دقَّت الباب، التفت عليها وقام على حيله..."
نديم: اتفضَّل.
"جات داخلة وهي بتفتِّش في الخزنة، نديم كان ماشي بخُطوات تقيلة لبرَّة، وقفته بصوتها..."
رحاب: نديم...
"التفت عليها..."
رحاب: كيفك؟ كيف اصبحت؟.
نديم: بخير والحمدلله.
رحاب: ممكن نتكلَّم شويَّة إذا م ما عندك مانع؟.
نديم:.....
"رحاب جات قفلت الباب وحنت رأسها..."
رحاب: تعال أقعد.
"قعد على الأريكة وهي على السرير..."
رحاب: شوف يا نديم، كُل إنسان فينا عنده في ماضيه أغلاط يمكن ما يقدر ينساها، بس على الأقل لازم يتجاوزها، الحياة ما بتستمر إلا بالتجاوزات زي ما قال ديفيد هيلبرت، ما عايزة اتكلَّم عن علاقاتك القديمة ولا شيء، بس عايزة اتكلَّم لك عن الحاضر، انت هسِّي بتقدر تغيِّر كُل شيء عن الماضي ودا طبعًا ما بعيد..