51 • عُدتُكَ رَجُلًا

4.9K 423 73
                                    

-














نِهاية اليوم دخل جونغ كوك ذات الغرفة التي كانت له و وجدها نظيفةً تخلو من الغبار عكس ما توقع .

" هل كنت تنظفها دومًا لأجلي ؟ "

التورد داهم وجه بارك لذلك السؤال و شخر ساخرًا بينما يلمس أذنه الوردية .

" ليس لأجلك ، لأنها جزء من البيت بأي حال "

" أنت تشخر في وجهي ؟ أنا مصدوم "

ضحك جونغ كوك على إحراج جيمين البادي له بعدما حصلا على بعض الخُلوة وحدهما دون أبنائه .

" لم تُجِبني ، لِنَكُن معًا ؟ "

" نحن معًا ، في الغرفة ذاتها كما ترى "

" لا تتهرب بارك جيمين ! "

أشار بإصبعه مُهددًا جيمين الذي يتهرب من الجواب بكل وضوح و قليلٌ من الإستياء يعلو وجهه .

" جونغ كوك لا تمازحني من فضلك ، أنا في الأربعين كما ترى ، ما يفرق بيننا ثمانية عشر عامًا كاملًا ! بضع سنين و لن أمشي دون عُكازي "

" لن تحتاج عُكازًا لأني سأكون عُكازك "

" جونغ كوك- "

" جيمين "

الجِدية في صوت جونغ كوك لِتلك المُماطلة مع إستقامته زادت تنهد جيمين ينظر مُباشرةً داخل عيون الصبي الذي كبر بعيدًا عن ناظره .

" أخبرتك قبل خمسة سنوات أنني عائد لِتجعلني زوجًا لك ، لِما انتظرتني لو لم تنوي هذا ؟ لِما تُنظف الغُرفة التي مكثت فيها ؟ لِما لا أغراض فيها سوى ما تبقى من خاصتي ؟ جيمين لِما أنت تقف أمامي مُستاءً ما دُمتَ لا تُريدني ؟ لِما لا تصفعني فحسب و تطردني من بيتك عِوضًا عن تبرير عمرك ، و- "

" حسنًا توقف ! "

هتف رافعًا صوته يستدعي تحديقًا كثيفًا من جونغ كوك المُقابل له تمامًا حتى أكمل بِآخر أشياء لاحظها .

" لِما وجهك مُحمر أمامي ؟ و لِماذا تقضم شفتيك ؟ اعطني إجابات "

" جـ- "

" حالًا "

الإصرار في صوت جونغ كوك كان سبب إنسدال أهدابه في صمت و النظر بعيدًا دون جواب .

" هل يمكنني إختراق مساحتك الشخصية قليلًا ؟ "

سأل و لم يلقى جوابًا كالسابقين فَخرقها بِيده أولًا نحو ذقن الرجل الأربعيني و رفع وجهه له يتأمل ما تسرده عيونه التائهة مُنتصف أفكاره المُشوشة و المُترددة .

" جيمين استمع إلي بِحرص أرجوك ، أنا لن أتركك لِأجل فارق عُمري ، ولا لأجل المُجتمع ، أو تانيا ، أو والداي ، أو عائلة جيون الحقيرة كلها من كبيرها إلى صغيرها ، أو حتى أبناءك ! أنا لن أتركك لأجل أحد ، كان جمادًا أو بشرًا ، لا شيء سيرغمني على تركك ، حتى الوقت و المسافات لم تفلح في هذا قبلًا و لن تفعل الآن ، من فضلك أنظر إلي ، أنا لستُ خطيئةً لِتتجنبني "

" جونغ كوك أنا لا أراك خطيئة.. أنا أرى نفسي كذلك "

الإحباط في صوت جيمين المُتحسر زادهُ عزيمةً لِدوس حواجز أكثر مما فعل .

" هل لا زلت تراني ذلك الطفل الباكي ؟ "

" نوعًا ما.. أجل "

" إذًا عليك إدراك أن من تركك طفلًا عاد إليك لِتراه رَجُلًا ، أُنظر إلي كَرَجُل ، أنا بالغ ، مَسؤول عن ذاتي و حياتي ، أتحمل كامل إختياراتي ، حسنًا لا زالت دُعاباتي سيئة لم تتحسن ، لكني سأحسنها لأجلك وَعد ! "

المقطع الأخير أضحك جيمين كأن جُزءًا من الحِمل أُزيح عن كاهله يبتسم لجونغ كوك الذي حرر ذقنه أخيرًا و إستبدل حركته بِتكوير خدوده و إحتواءها مُتأملًا وجه من يحب في صمت حتى عض شفته كعادته منذ عرفه .

" سحقًا لك بارك جيمين "

" ماذا ؟ لماذا ؟! "

هتف مُتفاجئًا مما قاله الشاب أمامه فجأةً حتى كان يقتحم مساحته رُغمًا عنه للتنفس قرب وجهه و يداه الكبيرتان تضغط جانبا وجهه .

" سحقًا لك و لشفاهك التي لا زلت أتذكر مذاقها "

هسهس يُلصق شفاههما و يضغطها بِإحتدام دون المزيد من المُراعاة للرجل الذي عبث به و ماطله بِلا رحمة حتى هذه اللحظة .













-

مساء الخير ☕☁

رأيكم ؟

و بس كونوا بخير

مع خالص حبي 💕

منزل بارك ∆ KOOMI +18 ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن