لؤلؤه لغواص واحد

الجزء التاسع

و من عرف الله لم يعد له رغبه فيمن سواه

فى صباح يوم الاحد

ارتدت ملابسها الفضفاضة الواسعه و نقابها و جوربها و لم تنس القفاز بالطبع و عندما كادت ان تخرج من المنزل مع طفلها استوقفها صوت زوجها

زين : استنى يا حبيبه انا جاى معاكى و هاخدك فى طريقى

حبيبه بحب : يلا طيب انا واقفه مستنياك اهو

زين بانتباه لما ترتديه : ضيّقى النقاب ناحيه عيونك شويه

حبيبه : ما انت عارف ان عيونى بتوجعنى يا زين

زين : ما اكتر حاجه بتلفت النظر فى المنتقبة هيا عيونها يا وصيه رسولى و عشان كده انا عاوزك تعملى البيشه الشفافه دى و تخيّطيها فى النقاب عشان تدارى عيون قمرى عشان محدش يبص عليها غيرى

حبيبه : يعنى عينى مش هتوجعنى بزياده يا زين

زين : ان شاء الله لأ ، ربنا هيعينك طالما عاوزه تطيعيه و عاوزه تزوّدى فى الستر و الاحتشام

حبيبه : انت شايف كده

زين : و مش شايف غير كده

حبيبه : خلاص و انا عند ماما هروح عند ام محمود جارتنا الخياطه و هخليها تعمل بيشتين لنقاباتى

زين : ربنا يجعل الفردوس مثواكى و اياى

حبيبه : آمين ، مش يلا عشان منتأخرش يا بعلى الحبيب

فابتسم زين و خرجوا من المنزل و قام بإيصالها إلى منزل والديها و غادر هو إلى عمله بعد ان افلت بصعوبه من يد حماته التى كانت مصره على استضافته مع وعد بالمرور عليهم مره أخرى للجلوس معهم

***************************************************************

ان الذين اتقَوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكّروا

كانت تتجهز فى غرفتها و ترتدى ملابس المدرسه و عندما جائت لحظه ارتداء الخمار نظرت إلى الطرحة المُعلّقه على الباب ثم نظرت إلى الخمار و ظلت تفكر و تقول فى نفسها : بس انا شكلى بالطرحه حلو ، ثم تعود لتقول : لا لا مينفعش الشيطان يضحك عليا ، الخمار فرض يبقى لازم البسه و استر نفسى و الدين مش بيؤمرنا بأى شئ غير لما يكون خير لينا ، رب اعوذ بك من همزات الشياطين و اعوذ بك ربّ أن يحضرون

و قامت بلفّ الخمار بحيث يستر من جسدها قدر المستطاع و ابتسمت لنفسها فى المرآه و هى تقول : انا بحب ابقى جميله بس بحب ربنا و الجنه اكتر و غادرت بعدما انتصرت على شيطانها و على هوى نفسها ، فهل ستنتصر المره القادمه ؟

***************************************************************

نعم العبد ليس الطائع العابد القانت، و لكنه العبد الاواب الذى يخطئ و يتوب و يخطئ و يتوب ، فاللهم اجعلنا من الاوابين