الجزء الرابع عشر

281 11 4
                                        


و توكل على الله 💙

كان يصلى قيام الليل كما اعتاد أن يفعل و لكن ما زاد اليوم و خرج عن المعتاد هو انه سأل الله أن يلهمه الصبر فغداً خطبه من ارادها أن تكون زوجه له و رفيقه له فى الجنه و لكن قدّر الله و ما شاء فعل .... و كل ما قدّر الرحمن مفعول .....و بعدما انتهى من الدعاء قام ليصلى ركعتين و يستخير الله فى أمر الزواج من تلك الفتاه التى عرضتها أخته الكبرى عليه صباح ذلك اليوم ... و لكن هناك سؤال خطر بباله و لم يجد له إجابة ... كيف علمت أخته أنه قد جمع المال للزواج ؟!

و بعدما استخار ربه ظل جالساً على سجاده الصلاه و هو شارد فى أفكاره المتلاحقة ... حسناً هو أذنب و فرّط فى جنب الله و نظر لها فى الحرام فمنعها الله عنه .... ربما كانت شراً له و الله ابعدها عنه لكيلا يتأذى بسببها .... و لم تمر فتره على معرفته بالأمر إلا و قد وجد أخته تقترح عليه إحدى الفتيات القانتات لتكون زوجه له ... حقاً إنه تدبير من الله و له فى ذلك حكمه

و من كثره الأفكار التى فكّر فيها نام فى مكانه على سجاده الصلاه

*************************************

و من عرف الله لم يعد له رغبه فيما سواه 💙

استيقظ مبكرا حتى يقرأ فى ذلك الكتاب الذى أعطاه له البائع فى المكتبه قبل أن يستيقظ أحد من أفراد أسرته ... فهو لا يريد أن يشك به أحد ... فهو يعلم أن رده فعلهم ستكون قاسيه و عنيفة جدا إذا اكتشفوا أنه يبحث حول الإسلام و أنه يشك فى كلام القسيس ... حسناً هو لم يعد يشك فى كلام القسيس لأنه أيقن أنه كاذب و أدرك انه يُزيّف الحقائق و أدرك انهم ينساقون ورائه بكل جهل كالخراف

لقد كان اسم الكتاب "ماذا تعرف عن الله " حسناً لو كان سُئل هذا السؤال منذ اسبوعين فقط كانت ستكون إجابته مختلفه حتماً عن الآن ... فالآن يعجز لسانه عن اجابه ذلك السؤال لأنه فى حاله تشتت ذهنى رهيب

ظل يقرأ فى الكتاب حتى وصل إلى أحد الأحاديث النبويه الشريفه " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله عز و جل ، إنه يُشرَك به و يُجعَل له الولد ، ثم هو يعافيهم و يرزقهم ) " رواه مسلم

قال النووى _ رحمه الله _ فى شرح مسلم :
قال العلماء : معناه أن الله تعالى واسع الحلم حتى على الكافر الذى ينسب إليه الولد و الند

توقف عن القراءه و هو يفكر ... هذا فعلا صحيح ، فهم ينسبون له الولد و هو حليم بهم و يرزقهم من كل الطيبات و يتمتعون فى الدنيا و هم غافلون عن الآخره .... كم انت عظيم يا رب

و لكن قاطع أفكاره سماعه لصوت فتح باب إحدى الغرف فأغلق الكتاب بسرعه و قام بتخبئته و بدأ فى الاستعداد للذهاب إلى عمله و لازالت الكلمات تتردد فى عقله

*************************************

و هل قد شعرت به حينما   بنظره عفو إليك نظر

لؤلؤه لغواص واحدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن