الجزء الخامس عشر

149 5 0
                                    

فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاه و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا

و أخيرا حدث ما انتظرته لسنه كامله ... لقد تقدّم احمد لخطبتها و جلس معها أخيرا أمام والديها ... سعادتها و هى جالسه معه و يتحدثان فى جلسه شرعيه مختلف حقا .. فمن قبل كانت تشعر بالذنب أحيانا و بالقليل من الاحساس بالغدر ... نعم لقد غدرت بوالديها و خانت ثقتهما ، لقد أعطاها والدها الثقه و الحريه الكامله و بكل بساطه خانت تلك الثقه و تحدثت مع أحمد فى الحرام .... و لكن كان هذا الشعور قلّما ما يأتى إليها .. ففى أغلب الأحيان تشعر باللذه و السعاده و الاستمتاع و هى جالسه مع حبيبها _ على حد قولها _ .... و فى جنح الليل تراودها تلك الأحاسيس بالذنب و لكن عندما تستيقظ تنسى كل ما فكّرت فيه بالأمس و تذهب لمقابلته مره أخرى

و لكن كل ذلك لا يهم ... فأباها سوف يأتى لسؤالها عن رأيها و ستوافق بالتأكيد و سينتهى شعورها بالذنب ، فقد أصلحت خطئها و سيتزوجان اذاً لا داعى للشعور بالذنب

و لكن هل حقاً سيتم الأمر بدون عقاب من الله _ سبحانه و تعالى _؟!

*****

كان لدىّ امنيات هائله ، و لم يتبقى الآن سوى امنيه واحده " أن أطمئن فقط "💙

أحقاً حان موعد اللقاء بعد كل هذه الفتره ... يا الله كيف لم أحسب حساب هذه المقابله؟ .. لن استطيع مقابلته ... سيؤلمنى قلبى و انا لا أطيق ذلك .... و لكن ما لا شك فيه أن علاقتنا لن تعود كالسابق

قاطع تفكير حفصه صوت دقّات على الباب و كانت نجاه

نجاه : ايه يا قمر قاعده لوحدك ليه ؟!

حفصه : مفيش ، أصل خالتى جايه بكره من السفر هيّا و ابنها و الصراحه وحشتنى اوى ، لأنها اللى مربيانى من صغرى

نجاه : توصل بالسلامه إن شاء الله ... تعالى انزلى و  اقعدى معانا شويه طيب

حفصه : تمام .. بس انزل الاقيكم حفظتم الكمّ اللى اخدتوه امبارح

نجاه : انا حفظت وجه واحد بس لكن الوجه التانى لأ

حفصه : ليه ده الوجه التانى ده سهل جدا ، ده تالت وجه فى سوره البقره

نجاه : خلاص هحاول أحفظه على ما تتوضى و تنزلى

حفصه : ربنا ييسرلك حفظ القرآن و يجعله ربيع قلبك و نور صدرك و جلاء لهمّك و حزنك

نجاه : آمين

و تركتها نجاه و انطلقت إلى الأسفل لتبدأ فى حفظ صفحه من القرآن الكريم ... فاللهم صحبه صالحه كحفصه 💙

*****

يقول ابن الجوزي _ رحمه الله _ : " الدنيا أعظم سحرا من هاروت و ماروت ، فهاروت و ماروت يفرقان بين المرء و زوجه ، أما الدنيا فإنها تُفرّق بين العبد و ربه "

لؤلؤه لغواص واحدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن