الفصل الأول |أخـشـى مَـللِـه|

8.2K 234 48
                                    

" ربما تأتي أيام ليست على هوانا ..
ربما تأتي لحظة ينقلب بها كل شيء ..
لنعلم أن الحياة كانت بلحظة نحن نملُكها ثم تنفلِت من بين أيدينا ..
بالطبع تتغير الحياة، و لكن مع تغيرها ..
هل تتغير المشاعر ؟ "

*
*
*
ديسمبر ٢٠١٩ الأسكندرية ..

تقف أمام الشاطئ عاقدة ذراعيها أمام صدرها ناظرة للأمواج المتضاربة بشرود ..
يلتقط وجهها حبات المطر الخفيف و على شفتيها ابتسامة هادئة ..

" كنت أظن أن الحُب ليس من نصيبي و لكن عندما قابلتهِ فهِمت أنه من نصيب أي شخصٍ يحمل قلبًا يستطيع العِشق به ..
و ها قد غرِقت بعشقه تمامًا "
.
.

شعرَت به يلف يديه حول خصرها و يسند ذقنه على كتِفها و ينظر معها للبحر الهائج مُتأثِرًا بالشِتاء العاصِف ..

تمتم من بين شفتيه برِقة :
_ مبردتيش ؟
هزت رأسها نافية و أغمضت عينيها تتنفس بعمق طيفه مستمتعة بالقرب منه ..

قالت له بهدوء :
_ هو انتَ مش هتزهق مني خالص ؟
أجابها :
_ و ازهق ليه ؟ مش أنا بحبِك ؟
قالت له :
_ الحب أحيانًا مش كفاية إنه يمنع زهقك .

أجابها :
_ بس انا شايفه كفاية عشان أحب العيشة معاكِ .

مالت برأسها قليلًا تنظر له بابتسامة حنونة :
_ المشوار هيبقى طويل .

تأمل بنيتيها الساحرتين ثوانٍ ثم قال :
_ و ايه أحلى من أن المشوار يطول بيني و بين حبيبتي ؟

ضمها إليه أكثر و هو يميل برأسه يطبع قبلة على كتفها متابعًا :
_ لو المشوار هيطوِّل خليه يطوِّل .. هو فيه أجمل من أني أفضل جنبك لأطول مدة أقدر عليها ؟!

علا وجهها الشاحب ضحكة واسعة صادقة نابعة من قلبها المريض، أحاطت كفيه المُمسِكة بخصرها و لثمت وجنته برقة ثم تطلعا لعيون بعضِهما لحظات بحُب و عادا ينظران للبحر من جديد غير مباليين بالحياة التي اختارت بأن تختبر كلا منهما، هل هناكَ صبر ؟ هل هناك حُب ؟

هذه اسئلتها و مع مرورها نعرف الإجابة، و لكن يا للخوف إن لم تكن الإجابة نعم !

و على صعيدٍ آخر، لا نبالِ بإجاباتها بل نتجرأ و نخطو الخطوة الأولى، فلا حياة تتكرر مرتين .. هل تؤمن معي بهذا أيضًا ؟
*
*
*
أكتوبر ٢٠٢٢ الأسكندرية ..

وضعت أطباق الفطور على المائدة و نادته ليخرج لها من الغرفة و على شفتيه ابتسامة، اقترب منها و قبَّل وجنتها قائلًا :
_ صباح الخير يا ليلو .

نظرت له و ابتسمت بحنان مجيبة :
_ صباح الخير يا حبيبي .
جلست على الكرسي بجواره فنظر للطعام و ضحكَ باستمتاع يتمتم :
_ بحب فطارك أوي بيحسسني أن كل حاجة ماشية تمام .

ضحكت لكلماته اللطيفة و وضعت كفها على وجنتها تُطالِع ملامحه بحُب ..
تتأمل بشرته ذي اللون القمحي و شعره الكثيف المُرَتَب بعناية ذو اللون البني اللامع و عينيه البنيتين و لحيته مُتحدة بشارب مُحدَد جيدًا، كانت هيئته رائعة جذابة ساحرة ..
بالطبع فهل هي عشقته من قليل ؟

عَـجلِـة الـبَـخـتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن