الفصل الثالث والثلاثون |مـشهـد الـفـراق|

1K 98 9
                                    

" أردته دائمًا أن يكون المشهد الأخير، ولا اضطر أن افارق عزيز لديّ مرة آخرى ..
وددت الشعور بالأمان دون التفكير في مشهد الفراق التالي ..
رغم يقيني بأن هناك مشاهد جديدة للفراق، ولكني تمنيته أن يكون الأخير ..

وهذه المرة اتمنى أن يكون كذلك "

*
*
*

تفاجئ يونس بباب مكتبه يُفتح على مصراعيه دفعة واحدة وظهور غزل من خلاله بملامح مفتتة من شدة ذعرها ..
عقد حاجبيه بإستفهام ونهض واقفًا في حين كانت تثرثر بكلمات مشتتة تبعثرت حروفها في كل مكان وعيونها تذرف الدموع ..

فاقترب منها مسرعًا وهو يقول :
_ غزل غزل اهدي

أمسك ذراعها وقادها حتى الأريكة لتجلس ثم ألقى نظره لسطح المكتب ليلاحظ كوب ماء، فأسرع بالتقاطه وتقديمه لها، فأخذته بكفٍ مرتعشٍ ورشفت قطرات منه ثم أعادته له ليضعه على سطح طاولة صغيرة أمامها ..

سحب مقعدًا أمامها وجلس قائلًا :
_ بالراحة كدة قولي لي ايه اللي حصل ؟!

نظرت له ثوانٍ ثم انفجرت باكية متحدثة من بين نحيبها :
_ تيتة تعبانة أوي ومش عارفة هلحق اوصلّ لها ولا لأ .

_ طيب اهدي أنا هخلي عمر يوصلك .

وجِّهت عينيها له باستفهام فتابع :
_ عمر عنده عربية وهيوصلك .. هو عصام لسة مرجعش ؟

هزت رأسها بالنفي ونحيبها لم يتوقف وعبراتها مستمرة في النزول فأردف :
_ خلاص متقلقيش

التقط هاتفه من المكتب وأجرى اتصاله بعمر ..
بعد دقيقة من إجابته قال دون أن يعطيه فرصة للسلام :
_ خمس دقايق والاقيك عندي في الشركة وياريت تحط بنزين كفاية في عربيتك قبل ما تيجي .

أغلق في وجهه دون الانتظار لاستفساره فلا يهم على أي حال .. المهم حالتها هي ..
استمر ينظر لها بصمتٍ وعينيه ترقرق من الحزن عليها ما يكفي ..

وآه عزيزتي .. لا تبكين كل شيءٍ سيكون على ما يرام ..
اكره رؤيتكِ حزينة ..
طالت نظراته الآسفة نحوها متألمًا لتألمها .
*
*
*
فتح عمر باب المكتب مُتطلعًا ليونس بنظرات مستفهِمة ثم وقع بصره على غزل التي هدأت قليلًا من روعها ..

وقف يونس قبالته قائلًا :
_ عمر خُد غزل وديها لجدتها قرية الإسماعيلية في المنيا وخليك معاها ومتسبهاش
نظر لغزل مستطردًا بأسف :
_ كان نفسي ابقى أنا معاكِ بس الظروف بقى .

هزت رأسها بتفهُّم وشكرته مهمهمة :
_ شكرًا يا يونس بجد كتر خيرك .

ابتسم لها نابسًا :
_ سيبك من الكلام ده وابقي طمنيني عليكِ .

هزت رأسها موافقةً ثم استدارت لتخرج من الغرفة، ملقًيا عمر نظرة أخيرة مستغربة نحوه ثم لحقها للخارج .

عَـجلِـة الـبَـخـتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن