الفصل السابع والعشرون |فــي مـنتـصـف الـلـيـل|

1.5K 101 21
                                    

اللهم كن لأهل غزة عونًا ونصيرًا وبدّل خوفهم أمنًا واحرسهم بعينك التي لا تنام 🇵🇸✨️

.
.

" لقد حرصتُ على غلق الباب بمئة قِفل لكي لا يتسرب من خلاله أي رائحة للماضي الذي أبغضه وأريد نسيانه ..

ولكن من المحتمل أنني نسيتُ تفقد الأنحاء، فتفاجئت الآن بأن الماضي لم يخرج من حياتي حتى الآن بل ظل مختبئًا وعاود الظهور عندما استشعرت الأمان برحيله ..

على ما يبدو أن الماضي جزءًا منّا لا يتركنا حتى الموت "

*
*
*
إن أنصت جيدًا في هذه اللحظة سوف تسمع صوت صرصور الحقل أو صوت تكييف الغرفة لا يهم، فقد عمّ الصمت بينهما بشكل مريب ..

هو صامت ينظر لها دون رد فعل وجديًا إن نظرت إلى وجهه لن ترى أي أمارة تجعلك تستشعر بما يفكر به ..

وهي متطلعة له بقلق وارتياب، بالله أعطي أي رد فعل لا تترك الفتاة ترتعش كالكتكوت المبتل هكذا ..

صدح صوت أنفاسه التي يأخذها بعمقٍ ثم زفرها على مهل، محاولة مريرة منه للتحكم في أعصابه وألا يصرخ في وجهها بغضب ..

تمتم بهدوء على عكس ما يشعر به :
_ ايه الهبل اللي بتقوليه ده يا حبيبتي ؟!

صمت ثانية ثم تابع :
_ أنتِ مدركة اللي بتقوليه ولا تحبي تفكري كويس في اللي قولتيه عشان تعرفي إن الكلام اللي طلع منك ده عشوائيات ملهاش معنى ؟!

عقدت حاجبيها بضيق قائلة :
_ متتريقش يا يونس أنا بتكلم بجد !

_ وأنا بتكلم بجد وشايف إن ده كلام فارغ ميطلعش من واحدة كُمل زيك .

تنهدت وهي تحاول إقناعه بالعبث الذي يدور في رأسها :
_ يونس أنا عايزاك تعيش حياتك بشكل طبيعي .. متبقاش مربوط جنب واحدة بين الحياة والموت وتوقف مصيرك على مصيرها !

هز رأسه ملامسًا ذقنه بإصابعه وقال :
_ مممم .. أنا معرفش مين اشتكى لك بس نفكنا من النقطة دي راجع لها بعدين

صمت مقتربًا منها بجزعه حيث كانت جالسة وهو واقف وأضاف :
_ بس ايه اللي جاب سيرة غزل ؟!

أسقطت رأسها لأسفل هنيهة ثم رفعتها ونظرت بعينيه متمتمة :
_ هي اللي جات في دماغي .

_ اشمعنا ؟ ايه اللي بَدَر مني خلاكي تفكري فيها بالذات ؟!

عقدت حاجبيها باستغراب وتسائلت :
_ منك ازاي يعني ؟ لا عادي هي عشان دخلت حياتنا مؤخرًا بس قولت هي دي أنسب اختيار .. لو عندي حد تاني كنت قولت .

انتصب يونس ودعك وجهه بكفه ثم نظر لها مرة آخرى صامتًا دقيقة كاملة ثم قال بحزم :
_ طيب بصي يا ليلة

عَـجلِـة الـبَـخـتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن