الفصل الثامن عشر |انـتـهـت الـصـداقـة|

1.7K 109 23
                                    

ادعوا لأخواتنا في غزة ربنا ينصرهم ويصبرهم على ما بلاهم ♡
.
.

" جُستوه : واقف مكتئب كدة ليه ؟
ريمي : أصلي توهت عن عيلتي وكل صحابي .. غالبًا للأبد .
جُستوه : وعرفت منين ؟
ريمي : اصل أنا ...
أنتَ مجرد رسمة في كتاب، أنا مش فاهم أنا بتكلم معاك ليه !
جُستوه : لأنك توهت عن كل عيلتك وكل صحابك وبقيت لوحدك .
ريمي ( ضحكة ساخرة ) : أيوة وأنتَ ميت !
جُستوه : اااه بس ده ميمنعش إن أنا متفائل .. لو ركزت على اللي ضاع منك عمرك ما هتشوف اللي بيستناك .. شوف رزقك الدنيا واسعة . "

- الفأر الطباخ " Ratatouille "

*
*
*
قرأت الرسالة مرارًا وتكرارًا .. وأصبحت الآن الحادية عشر والنصف قبل منتصف الليل ..
مر عليها الكثير حتى أستطاعت تجميع نفسها التي انفجرت وشُعِّثَت في الغرفة .. ومن الجيد أنها لم تُلطخ صديقتها ماريا الغارقة في سباتها بجانبها، فإن علمت بالأمر لن تهدأ حتى تهبط له وتنعته بأفظع الشتائم والألفاظ البذيئة، فهي مُحمّلَة بالقدر الكافٍ وتريد تخليص روحها المستاءة منه ..

على عكس أعز صديقاتها التي لا تشعر بشيءٍ .. حتى بعدما قرأت رسالته لم تشعر بأي شيءٍ سوى البلبلة ..
وتتساءل .. أعليها إعطاء نفسها فرصة أخيرة ؟
لا لا لا تسيئوا فهمي .. لن تسامحه هذا أمرًا مفروغًا منه على كل حال، فقط هي تريد فرصة لنفسها لمعاتبته ..
لزجّ كل ما هو عصيب أُتدُخِر في قلبها طوال السنتين الماضيتين ..

ستـقـابلــه مــن أجــل نفســـهــا ..
.
.

رأته في الخارج .. يجلس بداخل سيارته
حتى لا يكلف خاطره للخروج من أجلها، لإستقبالها ببسمة مزيفة ..
تنـهـدت بـيـأس ..
لا يوجد يأس بعد الآن، فكل شيءٍ انتهى .

اقتربت وفتحت الباب المجاور له ومكثت على المقعد صامتة، بعدما جُمِد رأسه لثوانٍ مال ناحيتها متأملًا ملامحها بصمتٍ ..
صمــــــت مهيـــــــب يحوم حولهما .. نسماته ثقيلة

نبست بأول كلمة باردة خطرت على ذهنها :
_ نــــعــــم ؟؟!
ظل يرمقها لوقتٍ سُرق منه .. أو بالأحرى الكلمات هي التي سُرِقَت منه ..

_ أنا آسف .

يا لسخافتك يا ابن رشدي ، ما هذا العبث ؟
أهذا ما قدّرك الله على قوله ؟

رمقته بجانب عينيها وتفوّهت بخفوت :
_ على ايه ؟
التقط نفسًا عميقًا وأجاب بخيبة :
_ على كل حاجة بقى

ابتسمت بحزنٍ وقالت :
_ حتى أنتَ مش عارف ايه اللي عملته خلّا كل ده يحصل .

قال لها :
_ لا عارف كويس يا جميلة .. بس صدقيني أنا حاولت اتغير وفشلت .
هزت رأسها ببطءٍ وهي شاردة أمامها وهمهمت :
_ لا يا عمر .. لو كنت بتحبني مكنتش هتسمح لنفسك تأذي قلبي اللي بيحبك .

عَـجلِـة الـبَـخـتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن