" أحيانًا تنقلب الأحداث كإنقلاب جناح بعوضة لم يستغرق جزءًا من الثانية .. "
*
*
*
يستقر عصام بغرفته في منزله، على أذنه هاتفه منتظرًا الرد على هذه المكالمة الثقيلة على قلبه كثيرًا ..فأحتجّت غزل على إجراء هذه المكالمة بنفسها وتركت الأمر لعصام مثل العادة ..
.
._ بصي حضرتك دلوقتي علي بيهدد غزل وجابرها على حاجات هتضرها .. عايزها تتجوز واحد أكبر منها ب ١٥ سنة وكمان تسيب التعليم .. لو سمحتِ اتصرفي لو مرة واحدة بس معاها .. هتشيلهالك جِميلة والله .
ترك هذه الرسالة الصوتية بعدما لم يتلقَ ردًّا منها ..
هذه الوالدة الضالة التي لا تهتم بنفسية ابنتها، ولو كانت تهتم بمقدار ذرة لما كانت لتتركها شاردة هكذا ..
مذلولة هكذا، لا من ناجٍ ينقذها من هذا المفترس الذي يريد التهامها بجشعه وأنانيته القاتلة ..
.
.خرج عصام من غرفته وسار ناحية الأريكة التي تجلس عليها غزل ..
فور خروجه تحفز جسدها وانتبهت بحواسها له سائلة :
_ قالت لك ايه ؟؟تنهد بضيق وهو ينظر لها بجانب عينه وجلس بجانبها مجيبًا بتجهّم :
_ مش بترد .التمعت عينيّ غزل بصدمة وأشاحت بوجهها بعيدًا ..
كانت تعلم أن هذا سيحدث ولكن كان بداخلها أملًا بالكاد ينير ..أعادت نظرها له عندما أستأنف :
_ بعت لها ريكورد وهي تسمعه بقى وتتصرف .طالعها بنظرة رقيقة وربت على كتفها بحنان مسترسلًا :
_ متخافيش يا غزل .. لو الدنيا كلها هاجمتك ووقعتك أنا اللي هقوّمك ومش هتخلى عنك أبدًا .أدمعت عيناها وهي تنظر لعينيه نظرة خاوية مليئة بالحزن ويرى هذا في تفاصيل معالمها الخائفة ..
قرع جرس الباب فقصده عصام فاتحًا للطارق ..
_ مش تقولوا لي إنكم مشيتوا من لوران .. ينفع كدة اتشحطط بين هنا وهناك ؟
هتف بها علي بنبرة مُستفزة وهو يدلف متطلعًا لهما ببرود، فرمقه عصام بشزرٍ صافعًا من وراءه الباب ..
سار علي نحو غزل وخلفه عصام، تطلع لها باستهزاء وقال :
_ فيه عروسة تبقى ضاربة بوز وهي رايحة تقابل عريسها كدة ؟؟حدقته غزل بغضبٍ شديد ونهضت واقفة ثائرةً في وجهه :
_ أبعد عني وسيبني في حالي .. أنا مش هسمع كلامك مهما حصل ومش هستسلم لتهديداتك دي أبدًا .تمتم علي بملل :
_ يا غزل يا حبيبة قلب خالو ملهاش لازمة كل الطاقة اللي بتضيعيها هباءً دي .. وفّريها لما تشوفيه أحسن .عقدت غزل حاجبيها باستغراب مُهمهمة :
_ اقابل مين واشوف ايه ؟!_ عريسك يا حبيبتي .. أخدت لك معاه ميعاد وهو في الانتظار دلوقتي .
أنت تقرأ
عَـجلِـة الـبَـخـتْ
Romanceيُقال القدر هو المنعطف الأخير لحياتنا و أننا نُميل نحوه في النهاية .. و لكن هل لأختياراتنا ثمنًا ندفعه قبل الخضوع لإختيار القدر ؟ . . فتاة حطّمها القدر من جانب مُظلِّم .. تحاول بكل جُهدها أختيار الأفضل لها على يقين بأن قدرها القادم سيمسى أفضل من سا...