الفصل التاسع |عَــرضُ عَـمــل|

2K 131 18
                                    

" أصدقاء يا صديقي، نحن أصدقاء وإن اشتكت الظروف وصاحت الحياة بعكس ذلك ستظل صديقي ..

هل أبدو لك أحمق ؟ ربما ولكن أحبك فأنتَ أخي أنتَ ونيسي .. أنتَ خليلي يا عزيزي لا أقدر مفارقتك فأنت الشيء الوحيد الصادق في حياتي ..

أنت نكهة يومي اللذيذة التي أتتوق بأن اتذوقها بعد يومٍ حافل .. كل ما مررنا به يجعلني أؤكد لك ..
أنك الأفضل في حياتي العشوائية تلك .. وربما أحبك أكثر من نفسي، فلتصدقني عندما أقول لك هذا "

*
*
*
يجلس مصطفى أمام شاطئ البحر مباشرة على الرمال يشرد في الأمواج الهائجة بعيني ملتمعة لا آراها بوضوح في الظلام ولكني أؤكد لكم أنها تشع حزنًا ..

اليأس عزيزي .. عندما يتملك منك اليأس في شخصك المفضل، الذي حاولت من أجله كثيرًا ووضعت عليه آمالك الكاذبة ..

إنه خزى تشعر به عندما يخيب ظنك فيه ..

بمسافة قصيرة يقف عمر يطالعه، يجلس بجانبه هاتفه تتصاعد منه أنغام أغنيته المفضلة عندما يشعر بالخزى منه أو بخيانته لثقته .. فهو صديقه ويعرف كل تفصيلة في حياته ..

اقترب منه ببطءٍ حتى جلس بجانبه متأمِلًا البحر معه، التفت مصطفى بوجهه ناظرًا له نظرة باهتة تحمل التساؤل، فبادله عمر النظر وقال :
_ مش أنتَ لوحدك اللي عارف عني كل حاجة على فكرة .

لم يهتم مصطفى ونظر أمامه مُجددًا، ليتنهد عمر بقوة ويتمتم بنبرة خافتة حاول جعلها آسفة :
_ أسمع أنا عارف إنك زهقت مني ومن كل اللي بعمله وعارف إني بزعلك
زفر بتذمُر وتابع :
_ مش عارف ليه لازم يعني تكون خطيبتي بنت خالتك .. ايه الحظ ده !

التفت له مصطفى ورفع حاجبيه مُستنكرًا قائلًا :
_ أنتَ عبيط يابني ؟؟
نظر له عمر بتعجب فأردف :
_ العك اللي بتعمله ملوش علاقة بس بجميلة .. أنا آه أكيد لازم ازعل إنك بتخونها والمفروض اقول لها على القاذورات اللي بتعملها دي

شحب وجه عمر وحدق بمصطفى بقوة ولكنه تنهد بيأس مُتابعًا :
_ بس أنا مش هعمل كدة عشان أنا مش خرّاب .. أنا بزعل عشانك أنتَ يا عمر .. مش حابب أبدًا الحياة اللي أنتَ عايشها دي والمفروض متعجبكش أنتَ كمان بس أنتَ اللي مُغفل

لم يجِبه عمر بل ظل صامتًا يستمع لكلمات الأغنية وينظر للبحر بشرود، طالعه مصطفى سائلًا :
_ أنتَ بتعمل كدة ليه يا عمر ؟

رمقه عمر بعينيه فأستطرد مصطفى قوله :
_ بتتبسط لما تعمل كدة ؟ بتحس بالمُتعة ؟
صمت عمر قليلًا لم يجِبه فورًا ولكنه هتف بعد ثوانٍ :
_ بصراحة .. آه .

رفع مصطفى حاجبيه باستنكار فضرب على فخذه بيده وهو يقول بسخط :
_ كان لازم اتوقع الرد السفيه ده من واحد فاسد زيك
صمت ثوانِ ثم أردف :
_ بص يا عمر قدامك حل من الاتنين لأن جميلة ويونس ولاد خالتي ومقدرش اغشّهم وأخليهم يناسبوا عيّل مراهق فاسد زيك ..

عَـجلِـة الـبَـخـتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن