الفصل الواحد والأربعون |الــعـمـليـة|

1.4K 96 16
                                    

" _ أنتَ أول حد هبص له لما افتح عيني .. مش كدة ؟
= مش هفارق أوضتك لحد ما تصحي وتلاقيني قاعد قدامك وماسك أيدك  "

*
*
*
يأخذ عمر الغرفة التي يجلسان بها ذهابًا وإيابًا، سمع ما سمعه من صديقه وأصغى لكافة مبرراته التي من المفترض وضعته تحت ضغط الزواج بها ..

لا يزال يونس جالسًا على الأريكة لا يتضح منه ردة فعل سوى مراقبته لعمر، بعد مدة وجيزة استدار له قائلًا باعتراض :
_ أنتَ كان عقلك فين وأنتَ بتعمل الكارثة دي ؟؟

أجابه متمتمًا :
_ مش عارف .. صدقني أنا لحد دلوقتي مش عارف عملت كدة ازاي
صمت لحظات ليعطيه عقله ومضات حينما كانت تبكي له مترجية وتابع :
_ بس مقدرتش اشوفها محتاجة مساعدتي ومعملش حاجة .

هتف به ذاهلًا :
_ فتقوم متجوزها !!
خرجت تنهيدته مختنقة وقال :
_ كان قدامي حل تاني ؟
ظل عمر ساكنًا ثواني ثم صرّح بسؤاله :
_ أنتَ بتحبها ؟

ما باله نهض واقفًا فجأة وكأنه صُعِقَ بتيار كهربي فبان عليه الاستياء هاتفًا :
_ ايه العبط اللي بتقوله ده !!
نبس عمر معترضًا :
_ مفيش مبرر للي عملته معاها غير إنك بتحبها .. كان فيه مليون حل تاني بس لو فكرت أو على الأقل كنت جيت أخدت رأينا بدل المصيبة اللي عملتها دي
صمت قليلًا ثم أردف :
_ لما عملت عملتك مفكرتش في رد فعل مراتك .. ولا نسيتها ولا ايه !

أطلق يونس كل الهواء الذي بصدره ليمنع أي شعور بالجُرم يأتيه من جديد وقال :
_ عمر بالله عليك أنا حكيت لك عشان تساعدني مش تتعبني أكتر .
تأمله عمر قليلًا وقال :
_ يعني عايزني اقول لك ايه يا يونس .. برافو عليك إنك اتجوزت من ورا ليلة اللي لو عرفت هتروح فيها !!

طالعه يونس قائلًا :
_ أنا مش هقول لها حاجة .
رفع عمر حاجبيه ساخرًا وقال :
_ يا سلام ؟ وهي دي حاجة تستخبى .. حتى لو طلقت غزل مسيرك في يوم تقول لليلة إنك كنت متجوز .

تنهد يونس مجددًا ولكن هذه المرة لم يدخل الهواء في صدره فبقى دون أكسجين، سأله :
_ المفروض اعمل ايه دلوقتي ؟ أطلقها واسيبها لخالها يعمل فيها اللي عايز يعمله ؟ أصلك مشوفتش وشها لما جات واستنجدت بيا .. مكنتش عارف اقول لها ايه ولا احلّ لها الأزمة دي ازاي خصوصًا بعد ما حكت لي إن أمها وأبوها معملوش أي حاجة .. صعبت عليا ولقيت نفسي فجأة بقول لها نتجوز !

بقى عمر يستمع له ناظرًا دون أن يفتح فاهه بتعليق، فبصره يونس مسترسلًا :
_ لو كنت مكاني كنت هتعمل ايه ؟
أجابه عمر بهدوء :
_ كنت هتجوزها .

برقت عينا يونس بأمل فأخيرًا فهمه صديقه وهذا الخزى الذي يعيش معه ليلًا ونهارًا لن يأتيه مجددًا، ولكن اصطدمت آماله بالحائط وهي تتأرجح حينما تابع :
_ عشان أنا مش متجوز ولا مرتبط .. وبعدين ده فعل يناسبني مش يناسبك أنتَ يا يونس .. أنتَ عمرك ما كنت راجل خاين .

عَـجلِـة الـبَـخـتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن