الفصل التاسع والعشرون |إهــانــة|

1.3K 95 15
                                    

عارفة إن الحياة لهتنا .. بس ده ميمنعش إننا نفضل فاكرين أهل فلسطين والسودان في دعواتنا .

.
.

" عصف حبها قلبه ودفنه بداخله منتظرًا الوقت الملائم لإخبارها به ..

فعصفت هي به عندما قالت له :
" سأتزوج من غيرك "

فعصف بها حتى جعل قلبها فتاتًا "

*
*
*
صمت .. دفع للاقتراب ..
للنظرة العاشقة والصوت الحاني والعيون الملتمعة ..
لكي تعبّر عن مقادير لا حصر لها من الشوق والغرام ..
من الرغبة والأمل والثقة في رحمة الله ورأفته بقلبه المولع بغرامها ..

كل الأصوات حولها قد تم كتمِها، إلا صوته العذب وهو ينبس لها بهدوء حث مشاعرها على الاندفاع حتى قلبها :
_ أنا عارف إنك متلغبطة ومش عارفة تحددي مشاعرك، فاهم برضو إنك تكوني خايفة توافقي ألا تفكري إنك بتنسيه بيا، كل الدوشة اللي في دماغك دي سامعها كأنها تغريدة عصفور

تعلّقت أنظارهما طويلًا، لم تستطِع إزاحة عينيها بعيدًا وهو قلص المسافة أكثر بينهما، رغب لو يعتصرها بين ذراعيه ودفسها داخل قلبه، علّها هذه الطريقة الوحيدة لإخماد لهيبها ..

تابع بنفس نبرته الرقيقة المحتفظة بوتيرة هدوئها كنغمة كمان راكزة :
_ أنا فاهمك وحاسس بكل العشوائية اللي جواكِ
عقّب ببسمة رائعة متابعًا :
_ ومش عايزك تقلقي .. هفضل موجود وهساعدك تتخطيها .

ارتعشت جفنيها وتلألأتا حدقتيها الغائصة بخاصته لم تغفل ثانية عنه وقالت مهمهمة :
_ بس أنا خايفة غصب عني اجرحك .. أنا مشتتة وحاسة إني هتصرف معاك تصرف يجي عليك ويزعلك .. وأنا مش عايزة اعمل كدة حتى لو غصب عني .

لم تزِل ابتسامته بل أضاءت أكثر حينما أدرك كم هو مهم بالنسبة لها لدرجة أنها لا تستطيع جرحه، فقال مطمئنًا :
_ أي حاجة هتحصل هفهم هي ليه حصلت .. وهنتكلم وهنحل المشكلة وهنتفاهم .. وهعذرك .

نبتت دموعها بمقلتيها وقالت :
_ حاسة إني مستاهلش كل الحب والكرم ده كله .

_ تستاهلي أكتر من كدة يا جميلة .. بس يجي الوقت اللي يسمح أظهر لك فيه قد ايه أنا حبيتك .
نبض قلبها وخجلت وجنتيها فأسقطت رأسها لأسفل، ابتسم برقة وقال هامسًا :
_ روحي كملي شغلك يلا .. وجودك معايا في نفس المكان بيوترني .

رفعت رأسها مجددًا له وطالعته متعجبة ورددت :
_ بيوترك ؟
هز رأسه مكملًا :
_ بتبقي محتلة عقلي ومش بعرف افكر في حاجة غيرك
تابع بضحكة مداعبة :
_ كدة شغلي هيروح في داهية لو فضلتي معايا اليوم كله .

عادت الحُمرة تغزو وجنتيها، كل هذه الرقة كثيرة عليها ..
التفّت لتخرج من غرفته شاعرة بالراحة بعدما اكتنفها الهواء، فكان مسحوبًا بأكمله في الداخل ..

عَـجلِـة الـبَـخـتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن