الفصل الخامس والعشرون |لـيلـة فـي مسـرح السيـد درويـش|

1.7K 94 83
                                    

خلونا مننساش الأحداث اللي لسة مستمرة في فلسطين .. كانوا مفكرين إن الهدنة هتنسينا بس أحنا عمرنا ما هننسى، ومتنسوش إنكم مقاطعين ودايمًا في أي وقت ادعوا لأخواتنا ربنا يعينهم وينصرهم 🇵🇸

.
.

" لا استطيع منع نفسي من البحث عنك ♡ "

- أديل .

*
*
*
نهـــايـــات لـيـــالـــي ديــسمبــــر البــــاردة ..
يقفان في شرفة منزلهما، يحتسي هو مشروب غازي وهي بجانبه تأكل المارشميللو، تنظر بشرود إلى الطريق وهؤلاء البشر المتزاحمين في هذا الوقت من الليل، حيث كانت التاسعة مساءً ..

وجّه الحديث لها دون أن يحيد أنظاره عن الطريق :
_ فكرتي هتعملي ايه يوم عيد ميلادك .. خلاص السبت اللي جاي .

أجابته غزل بلا مبالاة :
_ هعمل ايه يعني .. ما عادي زي كل سنة هنجيب وافل بالمارشميللو نحط عليه شمعة ١٨ ونقول سنة حلوة يا جميل واتمنى أمنية وانفخ الشمع .. فيه حاجة جديدة يعني !

تساءل عصام :
_ ويا ترى ايه هي أمنيتك السنة دي ؟!

بلعت جوفها ولم تجِبه، هل لأنها لا تعلم ؟ لا هي تعلم جيدًا ما تبغاه، ولكن لا تريد الفصح عنه ..

نظرت له قليلًا ثم همهمت :
_ لو قولت لك معرفش رد فعلك هيكون ايه .
عقد حاجبيه بتعجب وترك العلبة المعدنية على الطاولة بجانبه معاودًا النظر لها باهتمام وهو يقول :
_ شكلها حاجة خطيرة

تنهد عند سكوتها وتابع بضيق مكتوم :
_ بس يارب ميكونش اللي في دماغي .
نظرت له غزل بإستفسار سائلة :
_ اللي هو ايه بقى ؟!

ظل صامتًا دقيقة ثم صرّح :
_ تحولي من الكلية ؟!
أشاحت بنظرها بعيدًا فتابع هو بغضبٍ دفين :
_ أنتِ دخلتيها ليه من الأول لو مش عايزاها !!

رفعت كف يدها أمام وجهه تلزمه بالصمت وقالت :
_ بس خلاص مش عايزة اتكلم في الموضوع ده .. لما احوّل نبقى نتكلم .
تركته ودلفت فنظر إليها ثوانٍ ثم تبعها قائلًا بنبرته المستاءة :
_ غزل بطلي لعب عيال .. ده مستقبلك ولازم تبقي مسؤولة عنه أكتر من كدة !!

التفتت له وقالت :
_ ماهو عشان كدة عايزة احوّل .
أمسكها من ذراعيها يجبرها على الجلوس على الأريكة وهو بجانبها يقول :
_ أنا عايز اعرف بقى ايه اللي جبرك تدخليها ؟

صمتت وهي تنظر داخل عينيه وعينيه بالفعل تنظر لها بشرارة تتقافز، يتأهب لإجابتها التي كانت خائفة عن التصريح بها ..
أشاحت بنظرها وتنهدت بهمٍّ وها تشعر بشيءٍ يولد داخلها، شعور رحل عنها منذ أسابيع وكانت مُستريحة منه، وقد عاد ليشرف حياتها مرة آخرى ..
يا لك من مزعج بغيض !!

أسقطت رأسها لأسفل والوجوم احتل كيانها كله، عينيها وكأنهما ذُبِلا و جسدها وكأنه انخار ..
ظلت هكذا لعدة ثوانٍ فاحتل القلق عصام وظهر في صوته قائلًا :
_ غزل !

عَـجلِـة الـبَـخـتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن