الفصل الثالث عشر |دعـيـه يـتـزوج|

2.1K 114 53
                                    

" إن الحياة لا تعطيك ملاذً معينًا، بل تجعلك تتذوق جميع النكهات ولا تستقر على واحدة، حتى أنها لا تترك لك اختيار لما أحببته أكثر ..

هي التي تختار لك النكهة المناسبة وتجبرك على حُبَّها "

*
*
*
كانت المسافة بعيدة بين المكتب والمكان التي أرادت الذهاب فيه معه، لذا اتخذا الترام ..
يجلسان بجانب بعضهما في العربة المختلطة، يخرجان الشطائر من أكياسها ويتناول كلًا منهما خاصته بتلذذ ..

مالت غزل بصرها نحوه وتمتمت وهي تمضغ طعامها :
_ كان نفسي نصبر لحد ما نوصل المكان اللي هاخدك فيه بس مش قادرة جعانة أوي .

ابتلع ما بفمه ببطءٍ شاردًا لحظات في طعمه المميز، طالعها سائلًا :
_ حلو أوي الساندويتش ده .. جبتيه منين ؟

ابتسمت وقالت مشاكِسة :
_ لا مش هقول لك عشان أسعاره رخيصة ومش عايزة الناس تتملي عنده والأسعار بعدها تغلى
نظرت له متابعة :
_ هبقى اجيب لك أنا لما تعوز .

ضحك بخفة ولم يعقِّب على قولها .. انتهيا من طعامهما بعد دقائق قليلة فوضعت غزل الأكياس الفارغة في حقيبتها لحين نزولها وإلقاءها في صندوق قمامة ..

مازالت المحطات تتوالى واحدة بعد الآخرى ولكن لتباطؤ حركات المرور يستغرق الترام وقتًا أطول، لذا لإشغال الوقت بدأ بثرثرة عشوائية معها :
_ عاملة ايه في دراستك ؟

حركت شفتيها بغير اكتراث مُجيبة :
_ عادي مش حاسة بحاجة .. أصلي مش بذاكر عشان كدة مش مهتمة .

سألها باستغراب :
_ مش بتذاكري بهدف قلة الشغف بعد بهدلة ثانوية عامة ولا حاجة تانية ؟

تمتمت بحيرة :
_ مش عارفة بس كل لما افتح ال pdf عشان ابتدي اذاكر بحس إني مقريفة ومقفولة فبقفله واروح اعمل حاجة تانية
ثم استرسلت :
_ معرفش دي بقى بوادر قريفة ثانوية عامة ولا أنا اللي مخنوقة من الكلية .. خصوصًا إني مش طايقة أي شبر فيها لما بروحها بحس إني مخنوقة .

_ ليه ؟ مش أنتِ مختاراها بمزاجك ؟

صمتت ثوانٍ ثم حدقت به قائلة :
_ هتصدق لو قولت إنها مش من اختياري ؟

عقد حاجبيه بتساؤل وهتف :
_ مامتك وباباكي أختاروها لك ؟

ضحكت ساخرة من داخلها .. يا ليتهما كانا اختارا، يا ليتهما كان اختارا أي شيء أقل جفاءً من تركها وحيدة ..

لم تتكوم دمعة في عينها فقد أجبرتها على عدم فعل ذلك، اكتفت فقط بإشاحة وجهها ناحية الترام لتهمهم بخفوت :
_ لا .. حاجة تانية .

تأملها لحظات ثم قال :
_ حاسس إني ضايقتك .

أبصرته قائلة :
_ لا لا مضايقتنيش عادي
سكنت لحظة ثم تابعت :
_ بابا وماما اتطلقوا وأنا صغيرة وكل واحد راح يشوف حياته وسابوني لتيتة هي اللي تكمل تربيتي .. في الفترة دي أو قبلها أنا وعصام كنا قريبين أوي من بعض، بالمناسبة لو متعرفش أنا وعصام أخوات في الرضاعة، هو أكبر مني بشهرين مامته جالها الجدري وكانت مينفعش ترضعه، حاولت ترضعه صناعي بس هو كان عنده حساسية من اللبن الصناعي فلما أنا اتولدت مامة عصام أدته لماما عشان ترضعه ورضع أكتر من خمس مرات فبقينا أخوات وميجوزلناش جواز

عَـجلِـة الـبَـخـتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن