عَـجلِـة الـبَـخـتْ

الفصل العشرون |أنـكَ هُـنـا مَـعْـي|

متنسوش أخواتنا أهل غزة في دعاءكم ..
ربنا يصبرهم على بلاءهم ويقدّرنا نساعد بأي حاجة

.
.

" إن الاسوأ من الحزن بأن تحزن وحدك ..
ولكن لا بأس فسوف نحزن معًا ؛ لأنك لست وحيدًا وأنتَ معي "

*
*
*
على حسب اعتقادي فأنه مرّ أسبوع أو أكثر بقليل وظلّت الأحداث برتمها الممل ..
وكأن الحياة قد خاضت حلقة زمنية ليتكرر بها نفس اليوم بتفاصيله ..

اسـتـيـقـــاظ ، عــمــــل ، نــــــوم

ثلاثة عناصر لم يفارقوه خلال هذا الأسبوع فباتت حياته رتيبة بشكل لا يوصف ..

ولكن عزيزي .. يومًا ما يأتي مُحمَّلًا بالمفاجآت السارة - أو غير السارة - لتخطو الحماسة سطور يومك وتجعل طاقتك تدب في عروقك من جديد ..
.
.

لم تتغير جلسته عن المعتاد وكأن الإنطفاء يعبر عن نفسه بإراحة جسده على المقعد والشرود بنقطة ما في سقف غرفة مكتبه ..

ذاب جمود حدقتيه حينما فُتِح باب المكتب ودلفت منه فتاة جميلة تبدو من النوع الذي يروق لعمر، نظرت له بابتسامة لا تبشّر بالنية الحسنة واقتربت منه ..

وجّه رأسه صوبها يراقب خطواتها التي تدلّ على دلالها حتى صارت على مقربة شديدة منه فمالت عليه قائلة بنبرة عذبة :
_ ايه يا عموري بقالك فترة مختفي
رفعت أناملها لتداعب شعره برقة متابعة :
_ وحشتني خالص .. موحشتكش ولا ايه ؟

لمستها كلمسة لفحة نارية أصابت رأسه فانتفض جسده لينهض واقفًا مبتعدًا عنها ويقول :
_ أنتِ بتعملي ايه يا دينا أحنا في الشركة !!

ضحكت بإستهانة معلّقة :
_ وفيها ايه ؟ هي أول مرة ؟!
واقتربت ثانيةً منه لتضع يديها علي صدره مستأنفة :
_ ويا سيدي لو خايف تعالى نروح بيتك على الأقل محدش هيقاطع كلامنا .

مجهود جبار عزيزي القارئ صنعه لإخماد ما دار بروحه، فمقاومة فتاة جميلة مثلها بالنسبة له ليس بالأمر الهيّن ..
لذا قبض على كفيها بقوة ليبعدهما عن صدره ويقول بحِدة :
_ اخرجي يا دينا وقصِري الشر .. أنا أصلًا ماسك نفسي بالعافية .

لم تبتعد قدر بسيط عنه بل ظلّت تلتصق به مستمرة بالتأثير عليه :
_ وتمسك نفسك ليه يا حبيبي .. ما تسيبها تاخد راحتها .

زفر الهواء في ثانية طالت .. محاولة فاشلة آخرى للسيطرة على ذاته المنحرفة ..

ولكنه قاومها مرة آخرى رغم زجّها له بقوة فرفضها وقال بصرامة :
_ اخرجي يا دينا .

عبس وجهها .. هذه المرة حاولت بث نظرات القطة في عينيها حتى يخرج إشعاعها المؤثر لعينيه ويجعله ينخار .. فقالت بدلال :
_ على الأقل صبّرني بحضن صغير لحد ما اشوفك تاني .