الفصل السابع والثلاثون |هـل سـأتـزوجـهـا ؟|

2K 101 47
                                    

منذ قديم الأزل ومنذ ظهور عبادة الله، أصبح الآن الملايين يؤمنون به وبقدرته على فعل المعجزات ..
ومن ضمن هذه المعجزات هي القدرة الاحترافية لتغيير دفة الأحداث .. فيما يسمى بالقدر ..

هل هو إلزامي علينا أم هو اختيار منّا ؟
وإن كان اختيار .. هل ممكن أن يصبح خاطئًا ؟
أيسمى في هذا الحين قدرًا ؟ أم ابتلاءً ؟!

سؤال يتوغل بين خلايا عقولنا ..
وإن كُنّا ننجرف نحو القدر في النهاية ؟ لِم لدينا حق الاختيار ؟؟

لأنها الحياة التي خلقها الله -العادل-  أعطانا حق من حقوقنا المعتادة وهي الحرية ..
حريتنا في اختيار من سنكون وماذا سنفعل وأين سنذهب في هذه الحياة ..
وهي أيضًا طريق فاصل بين الجنة والجحيم ..

أجل القدر مكتوب منذ قديم الزمان .. ولكن ما قيمتنا نحن كبشر إن ذهبنا نحوه دون أي اختيارات ؟
ما قيمة الحياة في ذلك الحين ؟

ما قيمة الخطأ إن لم نقترفه وكيف نعرف الصواب إذا لم نُخطئ ..
فلسفة شديدة التعقيد وأسألة وجودية يستغرق التفكير بها آلاف من الساعات وكي تجد إجابة ستحتاج لآلاف من السنين ..

لأن كل هذه الأسئلة تبقى معلّقة في الهواء دون إجابة رسمية ..

ولكن في النهاية نتأمل .. ونربط الخيوط ببعضها كي نتمكن من إيجاد إجابات ولو مؤقتة تريح عقلنا وتزيد من قوة إيماننا بالقدر ..

أجل القدر حتميّ .. ولكن دائمًا ما يوجد حرية الاختيار ..

وعلى أثره يتحمل الإنسان نتيجة اختياراته مهما كانت سيئة ..
على أمل أن يصحح لنا قدرنا الأخطاء التي اقترفناها ..

قولوا لي .. هل هناك أرحم من الله الذي يعطينا حق الاختيار وفي ذاك الوقت يرشدنا لطريقنا الصحيح بعدما نقترف الخطأ ؟
*
*
*
تسير وحيدة في الطريق تعقد ذراعيها أمام صدرها وتخطو خطى بطيئة، عينيها شاردة مثل عقلها الذي يعاود استرجاع هذا الحديث العجيب الذي جمعهما منذ هوينة ..

فبعدما قدّم عرضه اتسع بؤبؤ عيناها صدمة، وهو حلّق فوق رأسه الصمت من بعد ذلك ..
لم يستطِع أن يضيف جملة زائدة فقط تتذكر أنه ظلَّ صامتًا لدقائق عديدة ومن بعدها قال لها جملة وحيدة :
" فكري وكلميني "
ثم تركها ورحل .. وكأنه لم يصدق ما قاله لها ..
غالبًا فرّ هاربًا .. فإن كانت لديه خلية واحدة سليمة في عقله لما كان تفوّه بهذه الحماقة ..

وعقلها يتأرجح أيضًا .. لِم قال ذلك، وهل هو واعٍ لما قاله، وكيف سيحدث ما قاله، وماذا عن زوجته، هل فقد هذا الرجل عقله ؟؟
وأسئلة عديدة آخرى تدور حول مخها ..

ولكن رغم ذلك القلق والحيرة .. إلا إنها لم تمنع هذه الابتسامة التي دقت على قلبها ليزوره ويشرقه ..
فبرغم كل الممنوعات التي تجعلهما معًا .. ولكنها تخيلتهما لحظة تحت سقف واحد ..

عَـجلِـة الـبَـخـتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن