الفصل الثامن |ذَيــلُ الـكـلـبْ|

2.1K 123 7
                                    

" كنت اعتقد بأن الحب يمكن أن يغير الصفات السيئة في من أحبه ..

ولكن كما يقولون دائمًا " you can't fix him "

*
*
*
تستقر غزل بسيارة أخيها على مقعد السائق، تنتشر ألحان الأغنية التي تشغلها مدندنة مع كلماتها ..

تتصفح في الهاتف دون اهتمامٍ بادٍ حتى أوقفها منشور جذب عينيها على قراءته ..

ابتسامة خافتة اعتلت شفتيها وهي تستمر بقراءته، إنه عن مسابقة غنائية في مسرح الجامعة؛ التي شاهدت إعلانه منذ يومين في كليتها ولم تعِره اهتمامها برغم تتوقها للمشاركة ..

وماذا يمنعها إن لديها الموهبة وموهبة فذّة حقًا ؟
أقول لكم برغم هذه الحيوية التي تنطلق منها ولكنها خائفة من الرفض والنفور ..

ليس لديها ثقة كبيرة بصوتها، ولكنها تغني من أجل نفسها ومن أجل المتعة ..
فالغناء الصديق الحميم الذي يرافقها أثناء عُزلتها، وهو اليد الحنونة التي تُحسس على ظهرها حينما تتعرض لحالتها البكائية ..

أغلقت الهاتف ووضعته في حقيبتها وأمست تتأمل الطريق لحين قدوم أخيها؛ فكان يبتاع شيئًا لهما ..

انتبهت لفتح باب المقعد القابعه فيه مُطلًّا منه عصام يقول لها باستياء :
_ أنتِ ايه اللي مقعدك هنا يابت أنتِ ارجعي مكانك .

رمقته بملل وحركت جسدها للمقعد الآخر بجانبه حتى جلست عليه، فدلف مكانه غالقًا الباب وهو يمد الأكياس التي بيده لها مُردِفًا :
_ ملقتش فيروز مانجة فجبت لك فانتا تفاح .

أبعدت أنظارها عن الأشياء الموضوعة في الأكياس زافرة بسخطٍ وهتفت :
_ أنتَ ليه بتشغل دماغك ؟ أنا مش بحب فانتا تفاح وهتفضل محطوطة في التلاجة مش هتتشرب .. يا أخي كنت جبت لي بفلوسها مارشميللو .

_ غزل أنتِ عندك دولاب مليان مارشميللو خلصيه الأول .

أعادت الحقائب للأريكة بالخلف بوجهٍ متجهّم، فتأملها قليلًا ثم قال :
_ ايه مالِك وشِك مقلوب !

أجابته ببساطة دون أن تطالعه :
_ على مشارف إن الحالة تشرّف .

اتسعت مقلتيه بخوفٍ هاتفًا :
_ إن شاء الله لأ متفوّليش .

نظرت له قائلة :
_ البرشام خلص اسيطر عليها ازاي أنا يعني !!

_ ما تروحي للدكتورة بتاعتك مادام مش لاقية الروشتة اللي فيها العلاج !

حركت رأسها بالنفي نابسة :
_ لا مش عايزة .. هتقعد تتكلم معايا وتقول لي افتحي لي قلبك وأنا مش بحب أجواء الدكاترة النفسيين دي .

تنهد سائلًا :
_ يعني هتعملي ايه ؟

أشاحت بوجهها ناظرة للطريق من خلال النافذة وقالت :
_ مش عارفة يا عصام ومتضغطش عليا لأحسن وحياة ربنا هعيط .

عَـجلِـة الـبَـخـتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن