الفصل العاشر |أزمــة جـديـدة|

1.9K 118 28
                                    

" لم اعش الكثير ولكني اؤكد لكم في كل مرحلة عمرية مررت بها وتعارفت بها على إناسٍ من مختلف الأشكال; أنه لا يخلو بشري من المشاكل النفسية التي تُثقِل كاهله، فجميعنا مرضى نفسيين يا عزيزي ولا استثني أحدًا ..

لذا علينا بالتهاون، خلقنا الله أسبابًا للسعادة، فلا تنحرف عن المبدأ وتمسى تنشر السلبية من حولك "

*
*
*
تجتمع الفتيات الثلاثة على كورنيش البحر بيد كل واحدة كوبًا من المثلجات، يتمشين ويتسامرن في شتى الأحاديث ..

_ بس الفراولة جامدة على فكرة .. فايتك كتير .

كان هذا قول نازلي موجّهة كلامها لجميلة التي تسير بجانبها ومن جانبها الآخر تسير ليلة فكانت جميلة تتوسط الفتاتان ..

ردت عليها جميلة وهي تلعق محتوى الملعقة :
_ التوت البري أجمد .

عارضت ليلة حديثهما متمتمة :
_ الآيس كريم اللي بعمله في البيت مفيد أكتر على فكرة .
رمقاها الفتاتان بإشمئزاز، فهتفت بها جميلة مستاءة :
_ أمهات .. بجد كلام أمهات أوي !!

أكملت حديثها نازلي قائلة :
_ كفاية إنك اخدتي حليب بس من غير إضافات تانية .
حدقت ليلة محتوى كوبها الذي كان عبارة عن نكهة واحدة فقط ثم حركت كتفيها بغير مبالاة وهي تتمتم :
_ مليش في الألوان الصناعية .. أنا بحاول احافظ على صحتي على قد ما اقدر

حدجتهما بجانب عينها مُردِفة :
_ أنا ليا نظام غذائي وكون إني كسرته النهاردة بآيس كريم عشان خاطرهم دي تضحية جامدة مني .. فلو فرفرت منكم الحقوني على المستشفى .

نبست جميلة :
_ بعد الشر عليكِ .. جزاتنا يعني إننا بنفسّحك بدل ما أنتِ غرقانة بين الحلويات اللي بتعمليها
تابعت نازلي قول جميلة سائلة :
_ ألا أنتِ بتوديهم فين صحيح ؟

همهمت ليلة :
_ بدي حتة ليكِ أنتِ ومصطفى وحتة لجميلة وعمر وحتة ليونس .
سألتها جميلة :
_ ومش بتاكلي منها ؟

_ يعني بنأنأ حتة صغيرة على قدي كدة .

اندفعت نازلي بسؤالها :
_ أنتِ مبتزهقيش من النظام الغذائي اللي ماشية عليه بقالك أربع سنين ده ؟

لكزتها جميلة في ذراعها فابتسمت ليلة بخفوت مُجيبة :
_ لما الإنسان يوهِم دماغه بحاجة بيصدقها وبيتعود عليها .. أنا وهمت دماغي إن ده أكلي المفضل وإن مفيش مشكلة يعني لو مكلتش الأكل العادي اللي كنت باكله زمان .. وحقيقي الموضوع كان صعب في الأول بس دلوقتي اتعودت وبقيت احس إنه عادي .

ارتسمت ابتسامة مُعجبة على شفتي نازلي وجميلة وهما ينظران لها بفخرٍ شديد، وكأنها فازت بجائزة نوبل ..

عقدت ليلة حاجبيها من منظرهما ذاك وهتفت بتساؤل :
_ مالكم ؟؟
أجابتها جميلة :
_ أصلك مكافحة أوي يا ليلة .. مش بحسك بتشتكي أو بتعترضي على اللي حصل لك ده .

عَـجلِـة الـبَـخـتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن