" كُنتُ دائمًا أحِبُها حتى عِندما اختارت غيري ظللتُ أحِبُها ..
لمـــاذا ؟!
لأنها الهواء الذي اتنفس منه، عندما لا أجدها حولي أشعر أن صدري قد ضاق ..
هي اللِذة الحُلوة في حياتي التي من دونها لا أشعر بالحياة ..
ليست لي و لكني أحِبُها .. دائمًا أحِبُها ..
لعل الحياة تفاجئني و تجعلها من نصيبي يومًا ما ..
و لحين قدومه .. سأظل أحِبُها . "*
*
*تجلس جميلة على مقعد بالمزرعة التي تعمل بها كطبيبة بيطرية، شاردة تتأمل الخيول كُلٍ مِنهم في الإسطبل المخصص له فكم تعشق الخيول و بسببهم أصبحت هكذا الآن، طبيبتهم ..
فاعتقد أنه من العَدل أن تداويهم و هي بمرآهم هكذا تداوي روحها ..تُلاحِظ هذا الواقف من بعيد يتأملها لا يترك عينيه بعيدًا عنها لحظة ..
يتأمل تِلك الملامح الخلابة التي أبدع الله في خَلقِها من بشرة بيضاء و شعر قصير أسود اللون يصل لآخر عنقها خصلاته ناعمة ..
عينين سوداوين و ما أجملهما و هما يتزينان بأهداب قصيرة، و شفتين صغيرتين رقيقتين ليُكمِل جمالها جسدها الممشوق فكانت طويلة القامة ..
للعلم هو يصفها بعينيه و لكن إن رآها أي شخصٍ آخر سيقول عنها عادية، و لكن المُحب مرآة عينيه مختلفة عن البقية ..
بدأت تتوتر من نظراته و بدأت تبحث بعينيها عن صديقتها المقربة علَّها تأتي لها و تنقذها من تلك العيون الغارقة في العشق ..
تتعجب من أمره برغم معرفته التامة بأنها على علاقة رسمية مع شابٍ آخر بل و تحِبه و تذوب عِشقًا به و هو يعرف هذا جيدًا، إلا إنه يتجاهل كل ما يعرفه و يستمر بالتودد لها ..
هي لا تتضايق من أجل نفسها، بل من أجله لأنه لا يستحق هذا الجفاء الذي تعامله به و لكنها مضطرة على أي حال ..
أما عنده فكانت مشاعره متضاربة لا يعلم ماذا يفعل !
هل يذهب لها يتحجج بأي شيء ليحظى بدقيقة معها يحادثها خاصة و أنه مديرها فلا عجب بأن يقترب منها ..
أم يظل مكانه و يستمر بالنظر لها من بعيد هكذا و كأنه لص يسرق ما لا يخصه و الذي برغم عدم رضاه لكنه يتلذذ بسرقته تِلك ..
كم يعشقها و كم يتألم لتفضيلها غيره !
لا من طريقة لإخراجها من عقله، إذن فليستسلم لمشاعره القاتلة تِلك التي مع مرور الوقت تزداد عُنفًا فتأخذ جزءًا من روحه و يعطيه لها فيغرق بها أكثر ..
.
.و أخيرًا ها هي صديقتها آتية من بعيد يبدو عليها الإرهاق، جَلست ماريا بجوارها على المقعد و أراحت رأسها على كتِف جميلة بتعب مغمغمة :
_ الحصان الجديد ده شادد حيله أوي ماشاء الله .. مش راضي يخضع عشان اكشف عليه .
أنت تقرأ
عَـجلِـة الـبَـخـتْ
Romanceيُقال القدر هو المنعطف الأخير لحياتنا و أننا نُميل نحوه في النهاية .. و لكن هل لأختياراتنا ثمنًا ندفعه قبل الخضوع لإختيار القدر ؟ . . فتاة حطّمها القدر من جانب مُظلِّم .. تحاول بكل جُهدها أختيار الأفضل لها على يقين بأن قدرها القادم سيمسى أفضل من سا...