الفصل السابع |طـــرف ثــالــث|

2.3K 124 35
                                    

" عندما غرَّد عبدالحليم بكلماته :
~ أنا لَك على طول خليك ليا .. خُد عين مني وطُل عليا، وخُد الاتنين واسأل فيا .. من أول يوم راح مني النوم ~

غالبًا كان يروي مدى معاناته مع حبيبته التي يحبها خفاءً ..
كأنه يتلصص في حبها سارقًا الهوى منها

آه أعزائي كم أن الحب من طرف واحد مُرهِق .. أتساءل هل جربت إحساسه ؟ ولو جربته فكيف يبدو ؟

لابد أنه مثل الحلوى التي تشتهيها ولكنها تسيل كلما قربت يدك منها . "

*
*
*

" لماذا طريقنا طويلٌ مليءٌ بالأشواك ؟ لماذا بين يديّ ويديكِ سرب من الأسلاك ؟ لماذا حين أكون أنا هُنا تكوني أنتِ هناك ؟
عزيزتي .. هل بيني وبينكِ سراب ؟ "

ترك القلم وأغلق دفتره بعدما دوّن هذه الكلمات التي قرأها في مكانٍ ما لا يذكره، انتبه لهذا الدخيل الذي دلف حجرته دون إستئذان مقتربًا منه ..

وضع محمد حقائب بلاستيكية على سطح المكتب وهو يزيح تلك الأوراق بعيدًا نابسًا بتذمُّر :
_ ابعد الحاجات دي .. ولا اقول لك هاتها نحط عليها المخلل .

عقد وليد حاجبيه بتعجب شديد من ما يفعله صديقه وما يخرجه من ورقٍ ملفوف يحتوي على فلافل وكيسًا ممتلئًا بالفول يرصّهم على المكتب وكأنها طاولة طعام ..

صاح به بحِنق :
_ ايه اللي أنت بتنيله ده !!
رفع محمد بصره له قائلًا :
_ مفطرتش يا عم عايز افطر !

رمقه وليد لحظات ثم هتف :
_ محمد أنا بحس إنك صايع موركش شغل من كتر ما بتتنطط لي هنا كل شوية .

لم يشغل محمد باله بحديث صديقه واستمر بفتح كيس الفول قائلًا :
_ أنا قولت لك لاقي لي شغلانة عندك هنا أسهل بدل ما أنا متشحطط بين وسط البلد والحتة المتطرفة اللي أخد فيها المزرعة
ثم تابع مشيرًا على الفول الذي في الكيس :
_ أنا قولت للراجل يحبّشه ويزود ملح .. عارفك بتتعب من الملح عشان كدة زودته .

رفع وليد حاجبيه لافظًا باستخفاف :
_ إصرارك في أذيتي بيبهرني .

_ لا عشان تضطر متاكلوش فأكله أنا وأنا بحب الحاجة اللي ملحها كتير .

فرك وليد وجهه بتعب مغمغمًا :
_ أنتَ مسبب لي إرهاق نفسي وهروح اتعالج بسببك .

التقط محمد رغيف خبز قاطعًا منه قطعة صغيرة وقال :
_ يلا بينا سوا .

_ لا أنا مش هقدر استحمل كدة كتير .

نهض واقفًا متوجِّهًا نحو باب حجرته، فراقبه محمد وهو يخرج وسأله :
_ ايه رايح فين ؟؟

أجابه وليد دون الالتفات له :
_ هخرج اشم نفسي عشان خنقتني .
ارتسمت ابتسامة جانبية على شفتي محمد وانقلبت عينيه مكرًا وهو يتمتم :
_ طيب الإسطبل التالت على إيدك الشمال مليان هوا روح شم براحتك .

عَـجلِـة الـبَـخـتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن