" الليل طويل .. عندما يمر على الحزين الذي يقضيه بكاءً على فراش غرفته والظلام يكتنفه، يكون الليل قاسيًا عندما يتركك تعيش حزنك وحيدًا ..
قطرات تلو قطرات لتتجمع بركة من دموعك تتأمل فيها بنظرك، وبعد ذلك تسكبها وقلبك محمّلًا بالجفاء وكأن دموعك التي جفت على خدّيك أثرت على قلبك فأمسى جافًا أيضًا "
*
*
*
لم يكنا بمفرديهما على فراشهما طوال الليل، كان لديهما زائر ثقيل الظل يعكر صفو هدوئهما ويضرب وجهيهما كلما أرادا النوم ..
الحزن يا صديقي الذي لا يتركك وشأنك .. وخاصة أثناء فترة الإغفاء التي تلجأ إليها كـ حل وحيد للهروب من هذا البغيض جدًا " الحُــــــزن " ..انقضى الليل بأي حال وهلَّ الصباح، الذي لا يحدِث أختلافًا أيضًا حينما تستيقظ، فأنتَ مضطر في جميع الأحوال لمواجهة حُزنك عزيزي ..
.
.الثامنة صباحًا .. على غير العادة يجلس يونس على الأريكة متجاهلًا موعد عمله، يجلس في انتظارها فلن يرحل ويتركها حزينة ..
خرجت ليلة من غرفتها تتوجّه ناحية الحمام ولكن قدميها توقفت عندما وقع بصرها على زوجها ..
رفع عينيه يحلل هيئتها الشاحبة .. بوجهها الذي عبّر بإحتراف كم عانت ليلًا، وأكبر برهان أيضًا عينيها المنتفختين .. فبالطبع لم يتركها الحزن دون إضافة لمسته الفنية البارعة، فعلاقته وطيدة بالبكاء وكأن كُتِب عليهما التلازم .. فلا حزن دون بكاء، متكاتفين ولا أعز صديقين ..نهض واقفًا وسار نحوها حيث اقتربت المسافة بينهما قليلًا وتمتم بخفوت :
_ صباح الخير .
استرقت نظرها له للحظات ثم أبعدت عينيها مهمهمة :
_ صباح النور .سألها :
_ نمتي كويس ؟
هزت رأسها بالإيجاب دون التحدث، فربما إن فتحت فاها يكتشف كذبها فهي لم تذق لذّة النوم ..
وعلى أي حال هو لا يريدها تتحدت معه حتى يفهم أنها تكذب، فقط قلّص المسافة أكثر بينهما وكأنه يريد أن يؤكد لها أن بقربه فقط ينجح بفهمها ..هتف بثقة :
_ كذّابة .. ما أنا كنت نايم جنبك طول الليل وحاسس بيكِ، ولما نزلت أصلي الفجر ورجعت سمعتك بتعيطي وأنتِ قاعدة بتدعي
ابتلعت ريقها ودمعة ارتعشت داخل عينيها، فواصل حديثه دون أن يبتعد لحظة واحدة عن بنّيتيها :
_ أنا زيك برضو زعلان على اللي حصل بينا امبارح، ومدتنيش فرصة اتكلم وأعبر عن نفسي زيك .. قولتيها بمنتهى السهولة كدة ومشيتي وكأنها كلمة عادية بتتقال كل يومارتدت معالمه للصرامة وهو يتابع :
_ دي متنفعش تتقال ولو ايه حصل بينا مش هتتقال .. عشان أنتِ عارفة كويس إني بحبك ومقدرش اسيبكفرت دمعة بغير إرادتها فاقترب كثيرًا حتى أحاط كتفيها بيديه ممعنًا النظر لعينيها الهاربة منه، وصوته عاد لرقته وهدوءه وهو يستأنف :
_ عشان خاطري يا ليلة انسي امبارح كأنه محصلش ونبدأ من النهاردة يوم جديد .. والله العظيم أنا مش فارق معايا أي حاجة أنتِ اشتكيتي منها، أنا لا هزهق ولا هعوز اتجوز غيرك عشان اخلف .. أنا مش عايز غيرك .
أنت تقرأ
عَـجلِـة الـبَـخـتْ
Romansaيُقال القدر هو المنعطف الأخير لحياتنا و أننا نُميل نحوه في النهاية .. و لكن هل لأختياراتنا ثمنًا ندفعه قبل الخضوع لإختيار القدر ؟ . . فتاة حطّمها القدر من جانب مُظلِّم .. تحاول بكل جُهدها أختيار الأفضل لها على يقين بأن قدرها القادم سيمسى أفضل من سا...