الفصل الثالث والعشرون |إثْــــم|

1.3K 86 27
                                    

دعواتكم لأخواتنا في فلسطين 🇵🇸🖤🖤

" أنا معاك وعمري ما هتخلى عنك مهما حصل .. طول ما أحنا مع بعض مش عايزك تخاف، أنت مش لوحدك أنا موجود "

*
*
*
جلس مصطفى على المقعد أمام فراشها ونظر لها نظرة حانية وهو يقول برقة :
_ جبت لك حاجة تاكليها زمانك جوعتي .

هزت نازلي رأسها بالرفض وهمهمت بتعب :
_ مش عايزة .

تنهد مصطفى بضيق وقال :
_ لازم تاكلي أي حاجة يا نازلي عشان متتعبيش أكتر .. عشان خاطري معلش .
هزت رأسها مرة آخرى بالرفض وانسابت بعض الدموع من عينيها فاقترب مصطفى منها ناهضًا من مقعده ومسح على شعرها بحنان وهمس بنبرة حزن جارفة :
_ متعمليش كدة يا نازلي عشان خاطري .. أنا مش ناقص والنبي .

أجهشت نازلي في البكاء فاقتربت شفتا مصطفى ليُقبِّل جبينها بحرارة ثم ابتعد ونظر إلى عينيها المغمضتين تتساقط منهما العبرات وقال :
_ ربنا هيعوضنا .. والله العظيم ربنا هيعوضنا يا حبيبتي بس لازم نصبر ونرضى بابتلاءه .

نظر لها قليلًا وهي تبكي ثم ابتعد ليعاود الجلوس بجانبها ويتمسك بكفها بقوة ويتأملها صامتًا ..

بعد دقائق غابت في نومٍ عميقٍ ولا تزال نظراته قائمة عليها بعطفٍ، كم أن حالها لا يسر ألد أعدائه حتى !
يدعو من الله بأن يزيح عن قلبها الغُم ويعود الأمل لها مرة آخرى، فلم ينتهي إلى هنا .. بل لدى الله ترتيبات آخرى ومفاجأت سارة بكل تأكيد ..

انتبه مصطفى لطَرقٍ على الباب فلف رأسه متطلعًا لذلك الواقف أمام الغرفة يقول بخفوت :
_ ادخل ؟
ابتسم له مصطفى ابتسامة باهتة وقال له :
_ ادخل طبعًا .

دخل عمر وبيده حقائب بلاستيكية وضعها أعلى الطاولة المستقرة على مقربة من الأريكة ..
اقترب من مصطفى وعينيه ساقطة على نازلي النائمة في سباتٍ عميقٍ ثم نظر إلى صديقه سائلًا :
_ هي أحسن دلوقتي ؟!

تنهد مصطفى بكربٍ وأجابه بيأس :
_ مش أوي .
همَّ بالنهوض واقفًا ونظر إلى تلك الحقائب الموضوعة على الطاولة وسأله بتعجب :
_ ايه دول ؟

أجابه عمر :
_ شوية عصاير وحاجات تقوي نفسك بيها .. أكيد نسيت نفسك ومحطتش لقمة في بؤك .

نظر مصطفى إلى عيني صديقه مباشرة وابتسم له بامتنان ثم اقترب منه ليعانقه فأخذه عمر فورًا داخل صدره يربت على ظهره بحبٍ ..

ابتعد عنه ونظر داخل عينيه يقول بثبات :
_ أنا معاك وعمري ما هتخلى عنك مهما حصل .. طول ما أحنا مع بعض مش عايزك تخاف، أنت مش لوحدك أنا موجود .

ابتهج داخله من تلك الكلمات وكانت مأوى له من هذا الحُطام الذي يكتنفه، كالدار هو عندما تعود له تشعر بالدفء والأمان ..
فياللصديق الذي يُشعِرك بهذا الإحساس، نعمة هو لا تجعلها تزول أبدًا ؛ لأنك ستكون أنتَ الخاسر الأكبر في الحياة .

عَـجلِـة الـبَـخـتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن