يقول الله تعالى في سورة - فصلت - :
" وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ "متنسوش أخواتنا الفلسطينيين في دعاءكم .. وكل لما تضيق عليكم افتكروهم وافتكروا قد ايه هما شعب قوي وصابر ♡
*
*
*
تلك الآيات القرآنية التي تريح القلوب تتصاعد من مذياعها الخاص بالمنزل ..توجّهت ليلة خارج مطبخها وهي تمسك أطباق الفطور في يديها، عادت مرة آخرى إليه بعدما وضعت الصحون على طاولة السفرة لتجهز له كوب القهوة خاصته الذي اشتاق ليديها كثيرًا ..
يقسم أنه لا يتلذذ بطعمه إلا من تحضيرها، فلها لمسة سحرية .. مع الدندنة والتمايل وهي تصنعه يخرج كــ .. كـكوب قهوة طازج لذيذ يوضع على اللسان يتذوقه فيطير من سعادته ..
ليــست للقــهوة مثيــلًا فـي لذاذتــها .. ليــست لهــا مقارنــة ..تائهة ولا تشعر حتى بنسمات الهواء التي تخرج من نافذة الصالة لتداعب شعرها مداعبة لطيفة ..
ولكنها شعرت بلمسته على خصلاتها وشفتيه وهي تلامس وجنتها من الخلف .. فانتفضت فزعًا والتفّت للوراء .._ قلبك بقى خفيف أوي يا ليلو .
قالها يونس بعبث فتنهدت لتهدئ روع قلبها وقالت :
_ سرحت .سألها بابتسامة هادئة :
_ في ايه ؟
ولكن سبقها متابعًا :
_ في ليلة أمبارح ؟خرجت من نبرته بمشاكسة فجعل وجنتيها تتورد خجلًا، همهم لسانها كأن الحروف أثقلته :
_ لا في حاجة تانية .. حاجة حلوة .اقترب منها وعيناه تنبع بالحنان، أحاط خصرها بين ذراعيه وهمس لها برقة :
_ هو فيه أحلى من اللي حصل أمبارح
اقترب أكثر حتى صار بجانب أذنها وتابع بخفوت :
_ أنتِ كنتِ وحشاني أوي يا ليلة .أمعنت النظر بعينيه قليلًا وعليها علامات التتيم وابتسامة تلتمع بحدقتيها، أشاحت عنه بحرج وتحدثت بهمسٍ :
_ وأنتَ كمان .
رفعت عينيها له مجددًا وأضافت إثباتًا على إحساسها :
_ وحشتني أوي .لامست أنامله خدّها وقال بلطفٍ :
_ بلاش خصام تاني عشان مش بستحمل بُعدك عني .ثانية آخرى وسيلجم لسانها ولن تستطيع التحدث، ستربط عينيها بعينيه وستكتفي بهما طوال اليوم ..
وهو بالأساس لن يمانع، فهو في أمسّ الحاجة لرحيقها وهاتين اللمعتين اللتان يخرجان من مقلتيها من أجله ..ولكنها حركت رأسها ببطءٍ لتفيق وقالت مجمعة رباط جأشها :
_ اسمعني عشان فيه حاجة مهمة عايزة أخد رأيك فيها .هز رأسه بإنصاع وأمسك كفها ليخرجا معًا متوجّهين للصالة وجلسا متجاورين على الأريكة ..
فسردت بقليل من التلعثم :
_ بص .. أنا طول اليوم قاعدة لوحدي .. وببقى زهقانة، فبما إنك مش راضي إني انزل اشتغل
أنت تقرأ
عَـجلِـة الـبَـخـتْ
Romanceيُقال القدر هو المنعطف الأخير لحياتنا و أننا نُميل نحوه في النهاية .. و لكن هل لأختياراتنا ثمنًا ندفعه قبل الخضوع لإختيار القدر ؟ . . فتاة حطّمها القدر من جانب مُظلِّم .. تحاول بكل جُهدها أختيار الأفضل لها على يقين بأن قدرها القادم سيمسى أفضل من سا...