على الرغم من أنه استمع إلى كلماتي بابتسامة مزيفة، إلا أن تعبير وجهه تغير في لحظة وتصلب.
"أميرة، أعتقد أنه قد يكون من الوقاحة مني أن أسأل، لكن..."
ثم أخفض صوته إلى همس، وكأنه سيكشف سراً.
"هل تؤمنين بالنظام الطبيعي للكون؟"*
(*: هو يقصد تاو أو داو وهو اعتقاد في الطَّاوِيَّة (بالصينية: 道教) والطاوية تعني هي تقليد ديني أو فلسفي ذو أصل صيني، وهي تؤكد على العيش في وئام مع الطاو، والطاو هو فكرة أساسية في معظم المدارس الفلسفية الصينية. ومعناها في الطاوية هو المبدأ الذي هو مصدر ونمط ومضمون كل شيء موجود في الحياة. الطاوية فيها عدم التشديد على الطقوس الجامدة والنظام الاجتماعي، وأيضاً فيها كامل الانضباطات والسلوكيات التي تحقق «الكمال» من خلال أن يندمج الفرد مع إيقاعات الكون غير المخطط لها والتي تسمى «الطريق» أو «داو» أو «تاو». تختلف الأخلاق الطاوية ضمن المدارس المختلفة داخلها، ولكن بشكل عام تميل إلى التأكيد على الوو وي wu wei (والذي يعني العمل بدون نية أو غرض مسبق)، والطبيعية، والبساطة، والعفوية، بالإضافة للكنوز الثلاثة: الرحمة، والتقشف، والتواضع.)
"......؟"
شككت في أذنيّ. مثل استحالة خروج الأسماك من الماء، بدت هناك علامات الإستفهام حول رأسي.
نظرت إلى فيليكس لأرى ما إذا كنت قد أخطأت السمع، لكنه أيضاً ألقى نظرات دهشة. إذن، هذا يعني أنني سمعت بشكل صحيح.
"......"
إذن، من هو هذا الشخص بالضبط؟ واعظ...؟ هل هو واعظ؟
"هل هذا نوع من المزاح؟"
"يا إلهي، هل بدت كمزحة؟"
شعرت بالإحراج. بدا الحاضرون مقتنعين بأن هذا شيء يمكن توقعه من 'ساحر غريب الأطوار'، لكنني شعرت بالشك في هذا الرجل ولم أشعر بالراحة مع تكريمهم له.
لأكون صادقة، كنت قلقة بشأن مقدار المقاومة التي سأتمكن من حشدها ضد هذا الرجل المعروف بحارس البرج الأسود.
لذلك، أفضل تجاهله على التعامل معه. عندما خطرت هذه الفكرة ببالي، ابتسمت.
"أوه لا، كنت في طريقي لرؤية والدي ولكن يبدو أنني تأخرت بشكل كبير. يجب على الساحر المغادرة قبل غروب الشمس. إذا سمحت لي."
لا أصدق ذلك، لن أصدقه! لذلك لا تبقيني هنا بعد الآن!
"إذن، هل تؤمنين بالتجسد؟"
في اللحظة التي مررت فيها به، ارتجفت أطراف أصابعي بشكل لا إرادي عند الهمس الذي اجتاح أذنيّ مثل الرياح.
لكنني قدتُ فيليكس والحاضرين الآخرين متجاوزين الرجل دون إظهار أي ردة فعل.
ماذا؟ من هو؟ لماذا يسألني ذلك؟ ما سمعته للتو جعلني أشعر بعدم الإرتياح.