بكيت بصوت أعلى عندما وضع يداه الدافئة على ظهري.
"أ-أبي..."
"نعم."
"أبي..."
"أنا ما زلت هنا."
هو نفسه، وهو فاقد الذاكرة، أخبرني أنه ليس أبي. لكنه ظل يرد عليّ، وأنا أناديه بـ'أبي'.
أوه، نحن الإثنان حمقى...
ربما لم أتوقف بكائي لأنني كنت أحبس دموعي في مواقف عديدة. اشتممت من كلود رائحة شيء مألوف جداً مع دفئه وكأنه يخبرني أنه لا بأس بالبقاء هنا وأنني أستحق هذا.
أدركت أخيراً أنني التقيت به ولست أحلم وأنا أبكي بين ذراعيه.
آه، لقد عدت إلى المنزل. بعد كل هذا الوقت. عدت إلى من اشتقت إليه.
بكيت حتى لم أعد أستطع بعد الآن مع تربيته الغريب بعض الشيء على ظهري.
********************
"ليلي، هل كنتِ تعلمين عن تلك التعويذة؟"
استعددت للذهاب للنوم في قصر الزمرد حيث ساعدتني ليلي لأول مرة بعد مرور وقت طويل.
عيناها لا تزال شبه رطبة بسبب الحديث معي والبكاء. عيناي حمراوان أيضاً، ولكن بسبب حقيقة أنني بدأت في البكاء بعد وقت قصير من دخولي إلى القصر.
"لقد زار جلالته مكان الصورة التي كلاكما مرسومان بها معاً كل يوم."
ابتسمت ليلي وهي تغطيني ببطانية.
"كان يرى حجر الرؤية في غرفته كل يوم."
أغمضت عينيّ للحظات وفتحتهما عندما شعرت بلمسة حنونة. ظهر وجه كلود في عقلي ثم اختفى تدريجياً.
"لم يقل ذلك صراحةً لكنه كان نادماً وغاضباً من أفعاله السابقة."
ليلى محقة. لقد بدا كلود حقاً وكأنه برج جينجا* غير متوازن على وشك الإنهيار في أي لحظة. بالإضافة إلى أنه جعل نفسه يتقيأ الدماء بسبب ذلك السحر الغبي... يا له من أحمق.
(*: هي لعبة ابتكرتها مصممة ألعاب اللوح والمؤلفة البريطانية ليزلي سكوت وسوقتها شركة هاسبرو الأمريكية. تُلعب اللعبة عن طريق ترتيب مجموعة قوالب خشبية فوق بعضها حتى يصبح برج خشبي طويل، ثم يبدأ اللاعب في إزالة تلك القوالب واحداً تلو الآخر بالتناوب مع اللاعبين الأخرين، حتى يسقط البرج ويقع.)
"بالطبع كنت غاضبة من جلالته لأنكِ أهم شخص في العالم بالنسبة لي."
"لا، لا... أنا من تسبب في كل هذا على أي حال."
"من المفترض أن يكون الآباء والأطفال مختلفين. ربما لأنني تجرأت على التفكير فيكِ وكأنكِ ابنتي."
ترددت ضحكة رقيقة مع تنهيدة فوق رأسي. ارتجفت عندما شعرت بلمسة هادئة على جسدي وسمعت همسها الهاديء.