Part 33

191 11 4
                                    

{بيت الجد }
الجد كان جالس بالصاله ويحس بضيق نفس وبدأ المرض يشتد عليه وما لقى إلا يتصل بأحد من احفاده يطلب عونه
رفع السماعه وما يدري مين الي اتصل عليه
لكنه سمع صوت امير وبقوله وصوته المبحوح والجد بدأ يفقد وعيه تدريجيًا : تعال ابغاك بالصاله
وتوجه امير للصاله وشاف جده كيف طايح وانفجع توجه له بخوف ويحاول ما يرفع صوته عشان ما يفجع احد وسند الجد عليه ومشى للسياره وحرك للمستشفى بخوف
ودخل الجد العنايه لفقده الأكسجين بحكم كبر سنه
واخذ يدور
توجه له الطبيب : جدك كتبت له تنويم وممنوعه عنه الزياره حالته خطيره  والله يشفيه
امير بلع ريقه بصعوبه وما عرف وش يسوي اتصل على فارس وحكاله الي صار وثواني وفارس في المستشفى وبخوف : وش فيه جدي؟؟
امير : يقولون نقص اكسجين ممنوعه عنه الزياره يا فارس
فارس : توه الداق علي الصباح شفيه شلون انتكس ؟
امير يتماسك : مدري مدري كبير بالسن ومريض
فارس الي حط يده على راسه بهلع وبقوله: احد يدري؟
امير : لا محد انت بس
فارس الي فتح قروب العائله الي يضم جميع الأحفاد والحفيدات والأبناء
وكتب :
لا حول ولا قوه إلا بالله
جدي منوّم بالمستشفى وحالته خطيره وممنوعه عنه الزياره
كل من وصله الرساله فز يتوجه للمستشفى والبنات دقوا على السواق وثواني وكلهم عند الجد بالمستشفى الأحفاد والأبناء
ينتظرونه يقوم
ومر اسبوع
وأسبوعين
والجد للحين ما خرج من العنايه
وكانت غسق تصلي وهي تبكي وتدعي ان ربي يشفي الجد ياسر ويرده لهم سالم معافى
وسحاب وباقي البنات الي جنب الجده وضحى
ولكن جمدت اطرافها من قرت الصوره الي ارسلها سيف وكانت بعنوان
أنا لله وان اليه راجعون
-يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِ-
انتقل إلى رحمه الله
"جدي ياسر بن عبدالله ال ياسر "
ما صدقت واخذت تقرا الرساله اكثر من مره على امل تكون كذبه
ولكن للأسف كانت حقيقه
اسقامت بطولها ودموعها تنزل بشكل هيستيري وانفجعت الجده وبقولها : شفيك؟؟
عذاري وقفت : لا تقولينها
سحاب التفت على عذاري وهي تبكي وعذاري تردد بخوف من الي ببالها يكون صحيح : لا تقولينها لا لا
سحاب بصوت مكسور : جدي ياسر يطلبكم الحل !
وهنا وقفو البنات وعذاري كأنها بحلم : لا إله إلا الله لا إله إلا الله
وانهارت هتاف تليها معالي ودُرة وسحاب الي قبلهم والجده الي تتماسك وتمسك دموعها وصعدت لغرفتها
ونزلت غسق تبكي وكان الجميع يبكي إلا عذاري الي كانت مو مستوعبه ومو مقتنعه انه راح راحت صعدت غرفتها وتلحفت وهي مو مستوعبه ونامت
صباح اليوم الكئيب على الجميع
والي كانو متوجهين للمغسله يودعون جدهم الوداع الاخير
قوت قلبها عذاري وهي تدخل وتشوف الجد ملتف بقماش ابييض وقربت منه وهي تبوس راسه لاخر مره بالحياه كلها ولكنها استوعبت وهي تشوف الجد وتتحس بروده جسمه وانفجرت بالبكاء بقولها : حرام عليكم ليه بارد كذا ما تخافون الله بجدي؟
وصاروا يهدونها ويبعدونها عنه
وصارت تبكي وهي تضمه الضمه بقوه لاخر مره الي من بعدها ماعد بتشوفه بحياتها كلها وتقدموا باقي البنات الي يسلمون عليه واخرهم سحاب وتهمس بأذنه ببكيه:
الله يسقيك من عرش الملا رحمه ..
انقطعت كلماتها وغمضت عينها بأسى لما شالوه من قدامها ويودونه للدفن
وهي تراقبهم من بعيد يدفنونه والكل منهار ويبكون بشده على فرقاه
ويشلون جسمانه ويحطونه بالقبر وينهمر التراب عليه واغلق كتابه وسلم روحه لبارئها وعذاري تشوفهم بغصه وتدعي : يارب لا يوجعونه التراب فيه حصى يارب
وقلبها يتقطع كل ما رمى احد التراب عليه وكلهم يدعون له الرحمه والمغفره
وسحاب تشوفهم والدمعه خنقت عينها من لما اندفن وسكر عليه القبر وهي تكمل ببكيه والدموع خنقت عينها :
الله يسقيك من عرش الملا رحمه يا قبرٍ ضمه اغلى فقيد بحياتي ..
_
ومرت ايام العزاء الثقيله وجدا خاصه على قولي الأحفاد وليلى كانت معهم بكل لحضه وتواسيهم دايم بقولها : سمعت ان الاجداد ما يموتون يبقون احياء بقلوب احفادهم
سحاب الي بكت اكثر وليلى تحضنها وهتاف ودره ومعالي وغسق الي كانت وجيهم بلا حياة ويبكون 
بعد انتهاء ايام العزاء الثقيله على الكل توجهوا لبيت الجد كلهم ورقوا  مع ليلى غرفهم وعيونهم على المكان الي كان دايم الجد يجلس فيه ويرحب فيهم
مين يرحب الحين؟ الجد راح
تقدمت عذاري وهي تشوف اغراض الجد موجوده على الكنب عكازه الي يتكي عليه دايم إذا جاء يوقف وسبحته ومصحفه ونظارته والبطانيه الي دايم يتلحف فيهم وجلست مكانه ماسكه اغراضه وتتذكر ابتسامته وتنزل دموعها  التفت وهي تشوف جواله وكان بدون قفل وبهمس : يغلا الي راح دخل نايف وهو عيونه محمره من حرته على فقد جده والتفت لها وجلس جنبها بقوله : كيف حالك؟
عذاري بعبره : بخير
نايف : لا تكتمين تكلمي
عذاري : وش اقول؟ الفقد وكلنا عارفينه لكن جدي ياسر غير والله غير
وتكلمت : ممكن طلب؟
نايف : امري
عذاري : افتح لي يدينك كذا
وفتح يدينه مثل ما قالت وارتمت بأحضانه تشهق وتبكي وتضمه بقوه ما ينكر انه انصدم ولكن ضمها بالمقابل واخذ يمسح عليها لين هدت ولازالت ضامته وترفض تتركه وهو نفس الشي بالمقابل
{ العيال }
الي كانوا بالملحق ويتداركون خسارتهم بجدهم وكيف الكل هدوء وكل واحد يبكي بمكانه بدون صوت والكل عارف ان الجد ياسر ما كان اي شخص كان الصغير والكبير يحبه ويحب يسمع له

كان حنون وعطوف جدًا على حفيداته وأحفاده ولكن الحفيدات اكثر كان ما يقصر عليهم بشي أبدا ويعتني فيهم ويدافع عنهم ويحبهم ويحتويهم وراح لأرحم الراحمين وترك فجوه كبيره بقلوب احفاده من فقده
اما ليلى الي تحاول تغير جوهم وتنزل تطبخ لهم بقولها: لازم تأكلون شي ما ينفع كذا
هتاف : والله مالي نفس
ليلى : مين له نفس بس شي بسيط عشان ما تجيكم مشاكل
انسدحت عذاري وهي تتلحف ببطانيه الجد وتغفى
وتقدم لعذاري بقولها : عشاني بس لقمه
وهي تاكل ومتعصبه عشان خاطر ليلى وليلى وصلت للجده وبيدها فول وخبز وبقولها : يا جده بس لقمه لا يجيك  هبوط وتاكل الجده لقمه صغيره من يد ليلى الي تحاول وبكل الطرق تسعدهم وتخفف أوجاعهم وهي متوجه للمطبخ وتحط الصحن بالثلاجه وبتربط الخبز وتغسل يدينها بأسى دخل سيف وهو يداري دمعته ومتوجه للثلاجه ياخذ ماء ولكن انصدم لما شاف ليلى وهي انصدمت وبهمس له : عظم الله اجرك
نزلت دموعه لكنه صد وهو يتذكر جده ورد بعبره: اجرنا واجرك واخذ الماء من الثلاجه وهي تحاول تخفف عنه : صدقني ما بتنسونه الاجداد بقلوب احفادهم ياسيف
بعز ضيقته وحزنه على جده تأسره بكل ما فيه وما عرف الرد الممكن لها وبقولها الاخير : فيه اكل بالثلاجه كل منه إذا جعت
وطلعت من المطبخ متوجه للبنات الي حول الجده ويكونون حول الجده في حدادها لكن فجهم شهقه عذاري فازه من نومها وتبكي
سحاب : وش فيك!
عذاري : حلمت بجدي حلمت فيه
فزوا كلهم : وش حلمك؟
حلمت انه جالس مكانه واحنا حوله ويضحك لنا وكانت شيباته البيضا سوده ووجهه رجع شباب ويقولي علميهم لا يبكون علي واني موجود بمكان افضل وبعدها قام وضمنا كلنا مثل ما كان يضمنا ويضحك
وانهمرت دموعها وجلست جدتها يمها تضمها وتمسح على شعرها وعذاري بدموع: اشتقت له كيف ما ابكي على فرقاه ؟ ومالنا في هالدنيا تلاقي
وبدأ الجميع يبكي وانفتح الجرح الي توه ما سكر
بعد ما سكن الجميع
دخلوا الأعمام
عبدالله (ابو سيف)  - بشّار (ابو عسّاف) - عبدالعزيز (ابو مالك) - عماد (ابو امير ) -ثابت( ابو سليمان)  -حسام (ابو فارس )
والتمور حول الجده ويسولفون معها ويغيرون جوها لكن الجده كان لها رده فعل ثانيه
الجده : وينكم يومه عايش وينتظركم تجون جنبه ويستند عليكم؟ويييين!!
والتفت على عبدالله بقولها : ولا الواحد ما يتذكر أبوه إلا إذا طاح بمصيبه جاي يستفزع فيه.؟  وصيه أبوكم الاخيره كانت تهتمون في عيالكم وبناتكم ولكن أنا وهو متأكدين منتوا قدها وبنحيب : اه يا كسر ظهري فيك يا ياسر اااه ااه
وهنا عذاري ضمت الجده الي كانت يمعها وهي تكتم دموعها
وقاموا وهم ما يشوفون درب لكثره الدموع المتجمعه في محاجرهم
{العيال،الملحق}
الي كانوا يخفون أحزانهم عن بعض وكل واحد يقوي نفسه بالثاني ومن بينهم ليث وهتان وريان الي واقفين معهم ويساندونهم ويحاولون يغيرون نفسيتهم
بعد مرور سبع شهور على وفاه الجد ياسر الي ترك ندبه في قلوب احفاده ولو مر عليها دهر ما راحت وكان الجميع يستعد لزواج عذاري ونايف الي تأجل
كانت الجده تترتب غرفتها وتفتح الدولاب الكبير الي كان يضم اغراضها واغراض الجد ياسر الي ما انفتح من وفاته  التفت للألبوم الصغير واخذته وهي تفتح بفضول وهي تتصفحه وكان عباره عن صور الجد ياسر مع اهم لحضات حياته
كانت عنده صوره لسيف وهو جالس بحضه وبحضن سيف سحاب الي كانت رضيعه
وصور كثيره له هو وأحفاده مره مع عذاري ومره معهم كلهم
نزلت من الدرج وهي ماسكه الألبوم ومدت الصور لسحاب وهي تبتسم بقولها : هذا جدك وسيف وانتي
واعطتها صوره ثانيه للجد مع سحاب ومره عليهم واعطت كل وحده صورتها مع جدها وبقولها : كل ما شفتوها ادعو له بالرحمه

وقَلبي على حُب رمشك السود ميّال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن