Part 39

209 11 3
                                    

-في اليل -
بعد ما هتان وريان اشتغلو معهم وغسلوا الحديقه الخارجيه ونظفوا كل شي وصار يبرق ويلمع
وبدأت المعازيم تروح وتجي وجاء ليث الي كان لابس بشته الابيض ووقف بوسط المجلس الكبير  الي كان ما يُفتتح إلا بالعيد ومناسبات فخمه مقابله غُرفه كبيره للأكل والعشاء فيها طاولها طويله وكراسي بعدد جدا  كبير
وقف ليث بالنص وجنبه اليمين ابوه واليسار واقف سيف وجنب سيف عبدالله ويتوزعون عيال العم على الأطراف وكان نايف وهتان وفارس جنب ابو ليث على الجنب وجنب عبدالله ريان وامير وعساف وبالجهه المقابله كانو الأعمام
وجلسوا يسلمون على المعازيم ومن بينهم شايب دخل من الباب وماسك عكازه وقفوا الأعمام بصدمه  والي من دخل عيون الأحفاد عليه لانه ذكرهم بجدهم ونفس مشيته وعكازته جاء يسلم عليهم ونطق بسُخريه : وين كبيركم؟
رد عبدالله بربكه : الله يرحمه
ضحك وبقوله : جزاته وقليل بحقه والنار تاكله يمناه ليساره
ازدادت نبضات القلب عند الاحفاد بعصبيه وصدمه
عسّاف بعصبيه : خير ان شاء الله الله يجعله بروضه من رياض الجنه
سيف بذات العصبيه : ومن انت تتكلم عنه كذا راح رحمه الله عليه جاي تدمع وهو في قبره
التفت عليهم وبقوله : النار في صدري تأكلني عساه من هالنار ذايق
ولع قلب نايف بخوف على جده وبقوله : المجلس يتعذرك
امير : ولا لك رجعه
وقف ليث وابوه مستغربين ومستنكرين ولكن ما سمحوا لشي يعكر مزاجهم ورجعت الابتسامه الي كانت مرسومه على وجيهم
وطلع هالشايب من المجلس بعصبيه وهو يعرج وغادر ارجاء القصر الكبير وجلسوا الجميع والتفت سيف لابوه وبقوله : مين ذا وليه يتكلم عن جدي كذا؟؟
ابو سيف توتر وما عرف وش يقول وبلع ريقه وانخطف لونه : سالفته سالفه سكر الموضوع ولا ينفتح
سيف استغرب وكل العيال طالعوه وسيف يصر على ابوه يعرف السالفه وابو سيف مو مستعد ينطق
{سَحاب}
الي كانت سحاب تتجهز ولابسه الفستان وتطل على الصاله  وتشوف كيف المكان مزدحم والناس طالعه ورايحه توترت وهي تلمح ام ليث بينهم رجعت لغرفتها وهي تشوف البنات معها و عذاري تناظر ساعتها وبقولها : الساعه 12 يا سندريلا
ضحكت سحاب من عرفت ان عذاري ترد لها الحركه بيوم زواجها وهي تمسك مسكه الورد الي نوعه توليب وتتوتر وهي تشوفهم حولها وتشتغل الزفه بصوت عالي وواضح لبيت كله ووهي تنزل من الدرج والورد يتطاير من كل مكان عليها والمصوره تصور من بعيد والكل كان شاهد على اللحضه الجميله الي مستحيل تنمحي من ذاكره احد كان الزواج جدا بسيط وهادي وما فيه تكلفه كبيره حتى الفستان لو قارنته بالمعازيم كانت هي الفائزه بالنعومه والاناقه الي تفوق عليهم بالكثير
وتنزل من آخر درجه وتمشي بخطوات هاديه يكسيها التوتر للكوشه وكأنها تشوف الجد الي جالس يتأملها ويبتسم ابتساامه هااديه ويستند على العكاز ولمعت عينها بصدمه وتقرب اكثر وهي تصير قريبه جدا من الكوشه إلا وهو سراب ويتشتت قدامها ويتلاشى
تمتمت بحزن
تلاحقني طيوفه كل ما اتناسى واصد
كانها تقول حتى بالبعد لا تناسيني
وتجلس على الكوشه والمصور تصور ولكن سحاب الي التفت للكرسي الي مسند عليه  شماغ الجد وعكازه واخذتهم وهي تطلب من المصوره تصور تفاصيل جدها وكأنها تتخيله معها وتحط الشماغ على حضنها وتمسك العكاز وتبتسم وتمنع دموعها
وجلست وهي تناظرهم وكيف كان مأثره عليهم وكانو نص الي بالمكان يدمعون بحزن
ولكن طار الحزن مع الموسيقى الحماسيه الي احيت الزواج وقامو البنات يرقصون  حول سحاب والجده وسطهم والكل كان يضحك ويبتسم من تفاصيل ذي العائله الي يأثرون عليهم بشكل جمييل
نزلت  سحاب راسها لمسكه الورد وهي تتذكر ابتسامه الجد ووتشوف التعليقه الي كانت حرف ( ل & س ) مكتوب بخط رُقعه وخلفيه الحروف كانت  الصوره الي معلقتها في المسكه وتتأملها :
كنت اتمنى أبقى احبك للأبد ، مت انت ولا مات حُبي ..
ضحكت ضحكت باكيه على موقف تذكرته
لما كانت يدها مكسوره من فعايل ابوها ، كانت تحاول تربط شعرها وترفع يدها المكسوره بألم والتفت على البنات الي تشوفوهم مشغولين مع الجده تنهدت والتفت لما سمعت صوته الي اشتاقت له وكثير : تعالي يمه أنا اربطه لش
ضحكت وهي تروح تعطيه الربطه ويربط لها
وتذكر موقف ثاني لما كان جدهم منوم في المشتشفى وصارو ينامون ببيته مع الجده عشان لا تحس بالوحده
ولحظه وصوله وكان يناديهم لما وصل ويصحيهم من النوم وكلهم من يسمعون صوته يفرون بكششهم وينزلون ويلتمون حوله  ويسلمون عليه ويتحملون له بالسلامه
وين ما تروح ايقنت ان ذكرياته ماليه حياتهم
الساعه الفضيه الي بيدها كانت هديه نجاح من جدها
العقد الذهب الي علبته بدرجها
صورته الكبيره المعلقه وسط الصاله
ابتسمت وهي تلمح الصوره الصوره الكبيره وودها كل شي يكون حلم وتصحى وتلقى جدها يناظرها بنفس الضحه الي يضحكها لهم دايم تنهدت وهي تدعي له بالرحمه والمغفره وخانتها ذيك الدمعه الي اخذت مجراها لاسفل فكها انتبهت لها هتاف وبقولها : ليش الدموع
سحاب : دموع فرح شفيك وزعلانه عشان بفارقكم
ضحكت هتاف وهي تمسحها
وبقولها : حبيبتي انتي لا تبكين
ابتسمت سحاب وقعدوا يكملون رقص لين الجده ضحكت بقولها : يالله سمو على العشا
وقامو المعازيم وهم يروحون صاله العشاء وراحو كل البنات مع الجده وبقت سحاب لحالها وبزعل انهم راحو وخلوها وعتبانه عليهم
لكن فتحت عينها بصدمه من دخل صاحب البشت الابيض ويضحك وبقوله: تاركينك لحالك؟
سحاب بزعل : ايه 
قرب اكثر واصبح مقابلها بالضبط وهي وقفت له  واخت يتأمل رموشها الكثيفه والطويله الي محاوطه عينها 
ليث : قلت لك واكرر
وقلبي على حُب رمشك السود ميّال
ورمشك يستهلك الشاعر و قصّايده
مثل القمر وجهكِ مع الليل وضاح
سبحان من صوّر جمالك وتمه
ضحكت بخجل وأخذها داخل بشته وهي تضحك وهو يضحك
وبقوله لها : زعلوك وانا موجود؟ ماعاش من يزعلك
ومسك يدها وكمل : يالله ننحاش خلاص خلص العرس
سحاب انصدمت : لا ما ودعت جدتي وبنات عمي
ليث يسحبها بخفه ويضحك : ما راح تقطعينهم وبكرا وانتي عندهم ، بس ليله
وسحاب برفض : على الاقل أودعهم 
وما كملت كلامها لان ليث شالها وهي توطي صوتها عشان محد يسمعها : نزلني ليث تكفى
ليث انقبض قلبه من نطقت اسمه وسوى نفسه ما سمعها وهو يحط بشته عليها ويطلع من بوابه البيت الكبير
وهي متفشله من احد يشوفها ويفتح سيارته بالمفتاح ويحطها جنبه قدام وهي تغطي نفسها ببشته ومنحرجة منه
وحرك سيارته ويمشي
{سيف}
الي اصر على ابوه  وسحبه من المجلس وبقوله : قل يا يبه يرضيك جدي يتعذب بدعوات هالشيبه!
ابو سيف : السالفه مسكره من زمان
سيف : أنا ابي اعرفها
تكلم ابو سيف وهو وده ما ينطق وتنهد وهو مو عارف كيف يبدا :
الصدق مدري شقول بس هو وجدك في شبابهم اقرب الناس لبعض وكل واحد فيهم يحكي سره للثاني كانو اعز الناس على بعض وتربو مع بعض عند جدي عبدالله ولكن يوم من الايام كان ابوي ناوي يخطب بنت عمه الي هي امي وضحى وخطبها وكل شي ويوم جاء وقت العرس انفجر ذا الشايب الي اسمه ابو جراح وكان يقول لج أنا احبها وأبيها وتقوم تاخذها مني وكلام طويل زبدته ان الشايب ذا يبي جدتك ولكنها اخذت ولد عمها الي هو جدك ياسر ومن يومها وهو حاقد عليه وجدك ما هان عليه زعله وحاول يرضيه اكثر من مره ولكن ابو جراح باسه قوي دخل بيننا احنا وسبب بينا مشاكل و أشياء مالي نفس اقولها !!
سيف : حلفت عليك بالله الذي لا إله إلا هو تنطق
ابو سيف عصب : ما راح اقول خلاص يا سيف عرفت الي تبيه!
سيف بأصرار : قول!
تنهد ابو عبدالله وبقوله
قبل 23 سنه كانت امك حامل بسحاب وإبو جراح مدري كيف وصل له الخبر ولكن كانت حامل بتؤام وكانت سحاب وبنت ثانيه
راح خطفها ومن يومك ما ندري وينها ..
انجن سيف من كلام ابوه وصار يفكر بنفسه  يعني عندي اخت ثانيه؟؟ تؤام سحاب ؟؟؟
والتفت لابوه وبعصبيه قويه : وانت ليه ساكت؟ ماراح تدورها؟ اقل شي تبلغ الشرطه
ابو سيف صد بندم : ماكنت مقدر النعمه يا سيف ومقدر اوصل لها اصر علي جدك وما لقيتها قلت البنت ميته مقدر أوصل لها مقدر حاولت وتحت اصرار جدك لكن مدري وينها مقدر القاها !
انصدم سيف اكثر وراح وما يدري وين يروح وقرر يعدي الليله وما يدري كيف يهديها رجع المجلس وهو مو على بعضه وواضح عليه ولكن تجاهل مثل انه بخير وجلس بالمجلس والضيوف في صاله العشاء قسم الرجال 
{ليث}
الي كانت سحاب جاله جنبه وهم يضحك على خجلها وانتبه للبرق الي انور السماء وبقوله : لا إله إلا الله
وما هي إلا ثواني إلا وصوت البرق ارعد والغيوم تبدا تنزل مطرها
التفت للشارع الفاضي لان الساعه متأخره وهي تضحك من المطر وفرحانه ووقف ليف ونزل وهو يسحبها وهي توطي على الارض بكعبها وفستانها الابيض وبشته فوق راسها وترفع كفينها وتقول لنفسها : اذكرك تحب المطرر
يا عسااه لقبرك وصل !
وتضحك وتنزل عينها لفستانها الي عليه اثار قطرات المطر وأطرافه الي كانت متسخه ولكن طنشت من جاء ليث وضمها من وراها بقوه ويضحك ويناظر السماء المليانه غيم والمطر ينزل عليه ويشدها لصدره اكثر
وهي الي زاد خجلها وطبع قُبله على شعرها ولفّها عليه :
ويحضنها اكثر وهي رفعت يدينها تقاوم خجلها وتضمه لها وترفع نفسها لتوازي طوله الشاهق وابتسمت بحب كبير
اعتقها من حضنه وبقوله : يالله لا تمرضين
ناظرته بضحكه : تمام
وركبت السياره وركب معها والدنيا مو سايعته من الوناسه
وحرك لبيته الي يسكنه هو وهي من اليوم ورايح
{ البنات }
بعد ما طلعت سحاب اخذو يدورونها بأرجاء البيت الكبير وانصدمت لما ما شافوها والتفتوا على الجده
عذاري : وينها سحاب؟
الجده ضحكت : مخطوفه
غسق جنبها مالك : ايشش
الجده بذات الضحكه : خطفها واحد اسمه ليث
معالي : اوهوو هذا زوجها ما امداها تلبس ابيض خطفها ولا رجعها
ليلى: الله يوفقها وترفع جوالها وبقولها: أنا لازم اروح البيت
الجده : وين ولا عشان سحاب مو هنا بتروحين
ليلى تبوس راسها : لا والله بس امي تبيني بالبيت عندها
الجده ما قدرت تقول شي: بحفظ الله يا بنتي ولا تقطعينا
ليلى تلبس عبايتها : ان شاء الله
وطلعت وهي تمر ببوابه القصر الكبير وتفتح سيارتها بالمفتاح وتركب وتشغلها وتمشي وسط نظرات سيف الي جالس على درجه باب الملحق يراقبها وعرفها من مشيتها وعيونها وهي ما رفعت عينها ولا انتبهت له من الاساس
وجلس يفكر بأخته الي حرفيًا ما يعرف عنها شي وكيف تكون تؤام لسحاب ويعاتب ابوه كيف سمح لضناه يضيع من يدينه عشانها بنت وعشان فكره القديم والمعقد ضاعت هالبنت من يده ونسبه رجوعها قليلله وقليله جدا
{ نايف }
الي كان يحوس بالحديقه الخلفيه ويدق على عذاري تقابله لان وده يودعها قبل يروح بحكم ان دوامه يبدا من الظهر ثواني ونزلت له وظهرت أمامه بطلتها الجميله الي تأسره كالعاده وهي لسى ما شالت فستانها او مسحت مكياجها لشده إرهاقها ورقصها
تقدم لها وهو يرميها بأحضانه بشوق وهي تبادله الحضن بذات مشاعر الشوق اخذ يمسح على شعرها الناعم ويحرك خصله شعرها بين أنامله ويرفعها له ويقبل شعرها الي بين يدينه وهي حمرت بأحراج
تكلم وهو لازال يلعب بشعرها : أنا لازم اروح بدري عشان يمدي الحق الدوام وجيت اودعك وبس
تغيرت نظرات عذاري للحزن من فراقه وهزت راسها بالموافقه وبقوله الاخير : تبين تقولين لي شي؟
تنهدت وهي مو عارفه تصيغ له كميه الاشتياق وانها تبغى وجوده جنبها ولكن تخونها الكلمات وتسعفها النظرات
عذاري بهدوء : لا ما عندي شي اقوله
ابتسم بهداوه وهو فاهمها وفاهم تصرفاتها لكن ما حب يضغط عليها ونزل يلتقط شماغه من الكنبه واردف: يالله أنا رايح أشوفك على خير
وعطاها ظهره وهو يتأمل ما تخيب ضنه وتناديه وتعبر له لكن خابت توقعاته لما سمع خطواتها من خلفه دليل انها دخلت البيت ، لكن انصدم من اليدين الي حاوطت خصره وشدته لها فكت يدينها ولف عليها ينتظر منها كلام لكنها مسكت ثوبه وترتفع على اطراف اقدمها عشان توازي طوله وهي تطبع قُبله سريعه على خده وترجع ورا بخطوات خجله وتتكلم بصوت مليان خجل: ودعتك الله ، لا تطول عليّ !

وقَلبي على حُب رمشك السود ميّال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن