36

170 28 15
                                    


اللهم صلٍ على محمد وآل محمد

(كوابيس أدونيس)

أدونيس

منذ خروجي من المشفى وأنا لا أستطيع النوم الكثير من اليالي تظاهرت بالنوم الكاذب وفي الصباح أشعر بأني أفقد طاقتي
لا أشعر بنور الفجر يحيط عالمي فكل شيء به متهالك ينذر للأنهيار
على وشك زرع كسر آخر بروحي لم يتركني عمي أنام بمفردي لكنه بالنهاية يستسلم و يغفو لعدة ساعات بسبب تعبه في النهار

أعاني من كوابيس و مخاوف وكأنها تهطل علي كالأمطار بعضها أستطيع اخفائها و بعضها الآخر تفضحني أمام عمي لينوس لكن الآن بالتحديد يحاصرني خوف ونعاس مباغت  كيف أنام ؟

ومن أين أغفو ؟ و صوت الحزن برأسي يطرقه بصخب غير سامح لي بالراحة قليلاً أشعر بأن هناك صوت آخر يحذرني أجهل تفسيرها ، أصوات كثر برأسي وكأنها أجراس فهي أجراس تسحق في أجراس وأنا و الذكرى التي عجزت عن إزالتها من مخيلتي بصمت تخبو أنفاسي

و ترتعش نبضات قلبي وكأني بحرب ما ،  أنتفضت من سريري بأختناق أحاول أخذ أكبر كمية من الهواء خرجت من الغرفة و شعرت بخطوات خلفي
لم أفعل شيء سوى الوقوف على الشرفة و التنفس بألم

شعرت بيد توضع على رأسي
الذي أدرته لأجيب عمي القلق

" أشعر بالأختناق لا أستطيع النوم أنا خائف أشعر بالوحدة "

أجل فأنا رغم محاولاتي لكتمان ما بداخلي أعود و أستسلم أمام هذا الركن الدافئ من العالم أنه منزلي الأمن هو لم يكن عمي لينوس فقط

بل هو أبي الأقرب إلى روحي نظرت له يقف جواري ينظر في الأفق بشيء من الحزن الدفين بعينيه

أنا أعلم أن سوء ما مررنا به يدفع بكلانا للهاوية فهو فقد اقرب صديق إليه

أشعر به لأني حينما فقدت أبي شعرت وكأن جزء من روحي تم أقتلاعه لا يعود المرء طبيعياً بعد موت من يحب

لا يعود حتى وإن عاش السعادة شعرت بهدوء تنفسي و عودته لحاله الطبيعية

كما وقد تسلل ألي بعض النعاس
أمسك عمي لينوس كفي يسحبني

خلفه بهدوء متحدثاً

" هيا صغيري لنحاول النوم"

وضعت رأسي على ساعده
بعد أن أحتضنني برفق شعرت
بالدفئ لأول مرة بعد زمن طويل جداً إلى أن غرقت بالضلام ونمت بعمق
لم أعلم بأن عمي ضل مستيقض

.......

في اليوم التالي

صباحاً عند الساعة السابعة و نصف

رحيلك عني (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن