19

216 32 9
                                    

اللهم صلٍ على محمد وآل محمد

وكأن شيئًا إنطفأ في داخلي، شيءٌ ما لم يعد كما كان بعد أن تراكمت كل هذه الأحزان فوق بعضها، أنا لا أعرف أي حزن غيرني لهذا الحد.

(قاسي أم متناقض؟)

أدونيس

لم أعي بنفسي وأنا نمت خمس ساعات لأول مرة دون أي كوابيس لكن ما أيقضني صوت العصافير التي تتشاجر على النافذة خضت شجارا مع جفون عيني لأفتحها بصعوبة

قطع هدوء المكان صوت فتح الباب و تشغيل الضوء الذي أزعجني وجعلني أدير جسدي للناحية الأخرى

تزامناً مع حديث أريستارخوس الهادئ

" لقد احضرت لك ثياباً جديدة أنهض يكفي نوم العجائز هذا "

رفعت جسدي العلوي وقد أشعرني حديثه ببعض الحرج كوني لم أعتاده منه مطلقاً بعثرت شعري

وأنا أتحدث بنعاس

" هل قررت أن أخرج من هذه الغرفة المقيتة؟ "

أبتسم بخفة يجيبني

" لو تعلم مدى أهمية هذه الغرفة الطبية معدة بأفضل التقنيات والأجهزة لقد صرفت الكثير من أموالي لأعدها جيداً أنت أول شخص يمكث بها بعد سنتين من تركها أنها للطوارئ و الأشخاص المهمين "

فتحت فمي بدهشة دون إدراك لمعالم وجهي شعرت بالأهتمام لأول مرة منه يا اللهي أحقا هذا الرجل جيد هكذا ؟ بدأت حتما بتصديقه فلو كان يحاول خداعي لما تشاجر مع صديقه من أجلي ذلك المدعو كيريل

كم أبغضه أبتسمت بخفة بينما أسأله لأطمئن قلبي

الذي يتملكه الخوف بين الحين والآخر

" سيد أريستارخوس أحقا أنت لا تنوي أذيتي في الأيام القادمة بعدما بدأت أتشافى جيداً ؟"

رفع أحدى حاجبيه وتحدث وقد بدى من نبرة صوته الأستنكار

" أحقا ما تفكر به  أدونيس! أنا لو كنت أرغب بأذيتك لفعلتها منذ اللحضة الأولى من استيقاظك بعد عمليتك "

تبعثرت الحروف من فمي وشعرت بالأحراج رفعت يدي اليسرى أدلك أذني التي أحمرت أجبته بعد صمت

" كلا ؛ لا أقصد ذلك أنا فقط ....لأ....لأطمئن "

نطقت كلمتي الأخيرة بتردد كبير أبعدت نظراتي عن مجال عينيه التي أرتكزت علي

تحمحم ليتحدث بهدوء

" لا بأس ليكن لك ذلك ؛ على كل حال هيا أنهض من سريرك لكي اتأكد من طولك "

رحيلك عني (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن