عاصفة الهوى (٦٣)
بقلم : الشيماء محمد أحمد
#شيمووووسيف وصل الشركة ودخل مكتبه متنرفز، مش طايق أي حد. دخل مروان عليه يطمن على الامتحان، لكن سيف كلمه بعصبية، وبعدها اعتذر وطلب منه يسيبه لوحده، فاحترم رغبته وخرج.
بعد شوية، طلع سيف موبايله وفكر يعتذر لهمس، لكنه لقى نفسه بيكتب: "بطلي تعانديني بالشكل ده، كذا مرة تعاندي قصادي وفي كل مرة بنخسر إحنا الاتنين."
وصلت الرسالة لهمس، فكرت كتير ترد، لكنها ما كانتش عارفة تكتب إيه. أخيرًا، قفلت موبايلها وقررت ما تردش، الموضوع بالنسبة لها مش ناقص زعل أكتر من كده.
سيف انتظر ردها، لكن ما وصلش أي رسالة، فكتب رسالة تانية: "همس؟"
ما ردتش، والمرادي حتى ما شافتش الرسالة، وده زود عصبيته أكتر. حاول يتصل بيها، لكنه لقى موبايلها مغلق. حاول يقنع نفسه إنه فصل شحن، لكن عقله كان بيقوله إنها قفلته بإيدها.
فضل يفكر: هل ممكن تكون زعلت وبتعيط؟ ومش هتذاكر آخر مادة؟
لا، يمكن موبايلها فصل شحن وهي بتذاكر أو حتى بتنام شوية ترتاح.
لكن... هي شافت الرسالة الأولى، فده معناه إن الموبايل كان قدامها، يبقى قفلته بإرادتها.
يبقى زعلانة منه، والمفروض يروح يصالحها علشان تعرف تركز.
لكنها بتعانده وبتعصبه، كان هيجرى إيه لو ردت عليه كويس وقالتله حاتم قالها إيه؟
أفكار كتير ملخبطة بتعصبه أكتر، ومش قادر يخرج منها.
مريم دخلت مكتبه، قام ووقف بسرعة: "مريم، الغي مواعيدي."
ردت بسرعة: "الأستاذ إمام بره ومعاه الأستاذ رجائي، وأكدت عليك الميعاد الصبح، وقلتلي تمام. أقولهم إيه؟"
كان متعصب وبصلها شوية وهو بيحاول يقرر يعمل إيه.
مريم كررت: "باشمهندس، أقولهم إيه؟"
أخذ نفس باستسلام: "دخليهم طيب."
خرجت مريم ودخل إمام ورجائي. سلم عليهم سيف، بعدها إمام عرفه: "ده الأستاذ رجائي عطية، من أكبر محامين الجنايات في مصر، اسمه غني عن التعريف."
سيف رحب به، بعدها بص لإمام اللي كمل: "عرفته كل حاجة عن شذى وكل اللي حصل الفترة اللي فاتت، يعني هو ملم بالموضوع وبإذن الله خير."
سيف سأل: "هو إمتى المحاكمة بالظبط؟"
إمام رد: "يوم الأحد إن شاء الله."
سيف بتفكير: "ده خلاص. طيب، الوضع إيه؟"
رجائي حمحم قبل ما يتكلم: "مش عايز أطمنك وأقولك إنه تمام، لأن للأسف في ثغرات كتير جدًا، ومفيش دليل قوي ضدها."
سيف اللي أصلًا متنرفز، ما كانش محتاج حاجة تزود توتره: "يعني إيه مفيش دليل؟ واعتراف ماجدة؟"
رجائي لاحظ عصبيته وقال بهدوء: "حضرتك عايزني أطمنك وأقولك أي كلام وخلاص؟ ولا عايز تسمع أبعاد الموضوع؟ لأنه لو عايز حد يطمنك بكلمتين، فأنا مش الشخص ده."
سيف اتراجع وأخذ نفس طويل: "سامحني لو متعصب شوية، بس أنا أصلًا مضايق. اتفضل، فهمني الوضع وإيه اللي ممكن نقابله في المحاكمة؟"إيليجا اتصل بكريم علشان يقابله في المستشفى، فراح هو وأمل. هناك كان إيليجا في انتظاره مع كام واحد من رجالته وعربية فان كبيرة بتراقب المكان. أول ما شاف أمل مع كريم، سأل: "هل تعتقد أنه من الحكمة تواجدها معنا؟"
كريم بصلها ورجع له بنبرة هادئة: "لا أدري، ولكن وجودها مهم."
إيليجا شرح لكريم: "لقد استطعت الوصول إلى رجل يعمل هنا، سيساعدنا."
بالفعل، قابلوا الراجل اللي أخذ من إيليجا شنطة، وبعدها بدأ يتحرك. لما لقى الكل وراه، وقفهم بصرامة : "واحد فقط يتبعني، لا أستطيع إدخالكم جميعًا."
كلهم بصو لبعضهم، لكن كريم قرب منه وحسم الأمر: "سأدخل أنا برفقته."
أمل مسكت إيده بخوف، لكنه طمنها بنظرته: "هدخل معاه لأني مش هثق في حد تاني يقدر يبحث في الكاميرات. غير كده، إنتِ هتابعيني وهتفضلي في أمان مع إيليجا ورجالته."
إيليجا ناوله كاميرا صغيرة وحطها في ياقة قميصه: "ستمكننا من رؤيتك طوال الوقت، ولو احتجت للمساعدة ستجدنا معك."
بعدها، دخل إيليجا وأمل العربية الفان علشان يراقبوا تحركات كريم، اللي كان بيتحرك وراء الراجل لحد ما وصله لأوضة مليانة كمبيوترات. الراجل قال له بجدية: "سأعطيك قدر استطاعتي من الوقت، ولكن عليك الإسراع. إذا تم ضبطك هنا، سأنكر معرفتي بك."
كريم قعد على الجهاز الرئيسي وبدأ يدخل على كاميرات المستشفى، ورجع للتاريخ اللي كان موجود فيه مع سيف. أخيرًا وصل لليلة دخوله المستشفى، وكلم إيليجا عبر السماعة في أذنه: "هل ترون ما أراه؟"
إيليجا رد: "نعم، ونسجله أيضًا. فلتكمل."
كريم فضل يتابع الكاميرات، ولاحظ إن سيف كان معاه طول الوقت لحد ما استقر في أوضته. بعدها، مفيش أي حاجة غير عادية بتحصل؛ سيف قاعد جنبه، وكريم بدأ يفقد الأمل إنه ممكن يثبت براءته.
أمل كانت متابعة وهي بتدعي ربنا إنه يظهر الحقيقة، وكل دقيقة كانت بتعدي كانت تفقد الأمل واحدة واحدة.
فجأة، دخلت الممرضة، والكل انتبه. كلمت سيف شوية، وغيرت المحلول لكريم، وبعدها خرجت.
سيف خرج وفضل قدام الأوضة وهو بيتكلم في الموبايل. شوية، ورجع للأوضة تاني. الممرضة رجعت كمان، بس المرة دي كانت معاها كوباية، شكلها قهوة، لسيف اللي أخذها وشربها، وبعدها قعد على الكرسي ونام في لحظات.
إيليجا سأل بفضول: "هل تم تخديره أم أنه غفى من التعب؟"
الكل انتبه للحركة اللي على الشاشة، وشوية ودخلت الممرضة تاني. المرة دي راحت لسيف، ولمسته علشان تتأكد إذا كان نايم، وفعلًا كان نايم.
أمل بتوتر: "ده فعلًا اتخدر. ما ينفعش يكون نايم وواحدة تدخل وتلمسه كده وما يصحاش."
كريم كان قلبه بيدق بسرعة، لكن الصدمة الكبيرة لما شاف مين اللي دخل الأوضة عنده بعدها.
أمل أول ما شافتها شهقت. إيليجا لاحظ وسألها: "هل تعرفينها؟"
أمل بصوت مليان صدمة: "انها مديرة المستشفى التي عالجت يد كريم في شهر العسل، صح يا كريم؟"
كريم بتأكيد: "هي فعلًا دكتورة جوزفين، بس ليه؟ إحنا ساعدناها وقتها."
إيليجا بتفكير عميق: "ربما هي لم تطلب المساعدة."
الكل ركز على الشاشة، وشافوا جوزفين داخلة ومعاها كذا شخص، واللي أخذوا كريم واتحركوا بيه. كريم كان بيحاول يتتبعهم، لحد ما وصلوا لدور مغلق في المستشفى لإصلاحات. دعا في سره إنه يكون في كاميرات شغالة هناك.
أخيرًا، كريم قدر يوصلهم لما دخلوا معمل فيه كذا دكتور، واللي قربوا منه وأخذوا منه عينات دم.
أمل سألته: "هو مفيش أي كاميرا بتسجل صوت يا كريم؟"
كريم بدأ يدور على كل الكاميرات في المكان، لحد ما لقى واحدة بعيدة شوية بتسجل صوت. حاول يشغلها بالتزامن مع الكاميرا القريبة اللي بتسجل الصورة فقط.
قسم الشاشة نصين: واحدة بتعرض الصورة لكريم، والثانية الصوت.
ناريمان وصلت عندهم، وجوزفين استقبلتها بتوتر: "مازلت غير واثقة في خطتك."
ناريمان ابتسمت بثقة: "أنتِ تريدين الانتقام، وأنا سأعطيكِ ما تريدين."
جوزفين صرخت بغضب: "أريد تدميره، شركته، زوجته، طفله الصغير... أريده أن يجثو أمامي يترجاني كي أعفو عنه!"
ناريمان ردت بابتسامة باردة: "الشركة والمادة لا تهمه كثيرًا، فهو صاحب مبادئ. إن أردتِ تحطيمه، فلتبدئي بزوجته. هو يعشقها حد الجنون، دمّري زواجه أولًا."
جوزفين رفعت حاجبها بتساؤل: "وما يدريكِ أن زواجه يهمه فعلًا؟"
ناريمان ردت بنفس الهدوء: "أنا أعرفه منذ أن تزوجها، وأعرف أي نوع من الرجال هو. هو حقًا من ذلك النوع الذي يعشق زوجته حد الجنون. الاقتراب منه يكلفك الكثير. حاولت كثيرًا الاقتراب منه، لكني لم أستطع، حتى مجرد مصافحته. هذا النوع سيقتله ما ننوي فعله."
جوزفين فكرت للحظة ثم علقت بحدة: "سأجرب طريقتكِ، ولكن إن لم تأتِ بثمارها، سأقتل زوجته وطفله."
وقفت جوزفين تراقب ناريمان وكل رجالتها وهم بيصوروا كريم في أوضاع مختلفة معاها. كانوا يغيرون المكان والخلفية وحتى الغطاء على السرير، بحيث يظهر وكأن التصوير تم على مدار أيام وفي مواقف متعددة.
انتبهت جوزفين من شرودها على ناريمان جنبها والدكتور اللي قرب منهم: "نحن مستعدون لأخذ عينة السائل المنوي."
ناريمان استفسرت: "هل تستطيع أخذها منه وهو تحت التخدير؟"
الدكتور ابتسم بثقة: "نعم، نأخذها من المصدر الأساسي، وصدقيني، هو لن يعرف من أين وكيف أتته تلك الضربة."
جوزفين علقت بابتسامة شريرة: "سيطلب تحليل الـDNA، وكم أتمنى أن أرى وجهه حين يرى النتيجة إيجابية مرة بعد مرة."
ناريمان ضحكت بتهكم: "هنا ستتركه زوجته وتأخذ ابنها بعيدًا."
جوزفين ردت بنبرة حادة: "سأقتلهما سويًا، وسأتركه هو ليعيش عالمًا أن موتهما بسبب تدخله غير المرغوب فيه."
ناريمان كملت بفخر: "وأنا سألد ولي العهد لإمبراطورية المرشدي، فإبني سيكون الوريث الوحيد."
ناريمان فجأة سألت جوزفين: "علمت إنكِ حصلتي على الملفات من دكتور ديريك قبل موته، كيف استطعتي الدخول لملفاته المحمية بواسطة كريم؟ برامجه غير قابلة للاختراق."
جوزفين ابتسمت بخبث: "طلبت من ماكس مراجعتها معه، فذهبت لمعمله برفقته، وحين فتح الملفات، قتلته وأخذت نسخة منها. هو اضطرني للقتل، وسيدفع ثمن كل هذا."
الاتنين راقبوا الدكتور وهو بيسحب العينة من كريم، وأمل من جواها حمدت ربنا إن الكاميرا ما جابتش المنظر نفسه لأن جسم الدكتور حجب جسم كريم. كانت شاكرة إنه ثبتها وألهمها الصواب إنها تقف جنب جوزها وتختار تثق فيه للنهاية.
الدكتور أخذ العينات ووضعها في المبرد، بعدها التفت لناريمان: "لقد بدأت اللعبة، فهل أنتِ مستعدة؟"
ناريمان بصتلهم بنظرة حادة: "الآن، ما الذي سيتم؟"
جوزفين ردت بثقة: "سيتم تجهيز العينة وتلقيحها، ثم زراعتها في رحمك. ألم تسمعي عن أطفال الأنابيب؟"
كريم تفاجأ بدخول الراجل اللي كان معاه: "انتهى الوقت يا صديقي، لا أستطيع منحك المزيد من الوقت. سيتم تغيير ورديتي الآن."
كريم وقف وهو مصدوم من كم المعلومات اللي عرفها: "شكرًا، لقد انتهيت.
كريم خرج لعند إيليجا، وأول ما أمل شافته حضنته. هو ابتسم وهمس لها: "لا يمكن كنت أتخيل كل اللي شوفته ده، بس كنت واثق إن ربنا هيقف معانا."
أمل ابتسمت: "وأنا كمان كنت واثقة إنه لا يمكن يتخلى عننا، كنت هتجنن وأعرف عملوها إزاي؟ إزاي التحليل بيطلع إيجابي كل مرة؟ والحمد لله عرفت."
إيليجا تدخل: "يجب أن نرحل، هيا."
تحركوا كلهم لبيت إيليجا، اللي سأل كريم: "الآن ما الخطوة القادمة؟"
كريم بتفكير وعينه على أمل: "يجب أن أعود للقاهرة، ولكن أولًا سأجعلها تدفع ثمن أخطائها."
إيليجا ربت على كتفه: "نعم، سنجعلها تدفع الثمن. الآن يجب أن نعيد فتح قضية مقتل الطبيب، وبما أنها طليقة معناه أنه تم إغلاق القضية."
كريم ابتسم: "سنُعيد فتحها بالتأكيد.
كريم أخذ أمل وراحوا الفندق اللي نقلوا فيه، لأنه ما حبش يكون متقيد في بيت إيليجا. دخلوا أوضتهم في الفندق، وصمت غريب خيم بينهم.
محدش منهم اتكلم، مجرد نظرات وأفكار كتير. أمل قربت منه بتردد، مدت إيدها بكل هدوء، وعنيها متثبتة في عينيه وهي بتفك زرار قميصه. اتصال عيونهم ما اتقطعش للحظة، واستمر الصمت بينهم. أيدها اتلفت حوالين رقبته، شدته عليها، وغابوا الاتنين في عالم خاص، محدش منهم نطق حرف، لكن نظرات عيونهم قالت كتير.
بعد فترة طويلة، أمل كانت نايمة على صدره، والصمت ما زال مسيطر، قطعه كريم أخيرًا: "ليه؟"
صوته كان مجرد همس. رفعت رأسها، بصت له بملامح صافية مليانة حب: "ليه إيه؟"
ابتسامتها الصافية ونور عيونها المبتسمة خلته يتردد في الكلام. هي مسكت وشه بلطف: "ما تهربش، وقولي ليه إيه؟"
فكر يقول أي حاجة غير سؤاله الحقيقي، لكنه تراجع، لأنه عارف إنها هتعرف. هو حاليًا عريان قدامها، بعقله، بأفكاره، مشاعره، هي شايفاه كويس، وقارياه كويس، وأي كلمة هينطقها هتعرف لو حقيقية أو مزيفة، فكان لازم يكون صادق.
أمل لاحظت حيرته: "أوعى تتكلم عن اللي حصل بينا، لأنه مش جديد ولا..."
قاطعها: "لا، اللي بيحصل بينا طول عمره مميز، بس..."
سكت، فسألت: "بس إيه؟ عايز تقول إيه؟"
عدل جلسته على السرير، فشدت الغطا عليها وقعدت قصاده. انتظرته يتكلم، فبص لعينيها. هي سألته: "علشان الصمت اللي كان بينا؟"
نفى بسرعة: "الصمت ده كان بيتخلله كلام كتير. إحنا مش بنحتاج كلمات علشان نعبر بيها عن مشاعرنا أو عن اللي جوانا. عنينا بتتكلم، فلأ، يا أمل، ما أقصدش الصمت نهائي."
قربت منه بحيرة: "أمال تقصد إيه؟ عايز تحيرني معاك؟"
نفى بهدوء: "لا، يا حبيبتي... أمل، حسيت براحة جواكِ، راحة غريبة. نظراتك، لمساتك، قربك مني، فيكِ حاجة غريبة كنت مفتقدها. ومكنتش عارف إني مفتقدها غير دلوقتي لما حسيتها. مش عارف، فهماني ولا لأ؟ في حاجات ما بتحسيش إنها ناقصاكِ غير لما تلاقيها. أنا كنت مفتقد الراحة اللي في عينيكِ..." أضاف بابتسامة حزينة: "كنت مفتقد عينيكِ يا أمل."
بصت للأرض، وبعدها رفعت عينيها عليه، فسأل السؤال اللي كان بيهرب منه: "شكيتي فيا، صح؟ اتمسكتِ بجوزك وأبو إبنك، ووقفتي جنبي علشان المركب تمشي؟ قومتي بدورك على أكمل وجه، صح؟"
قربت أكتر، وسابت الغطا يقع منها، وتحديدًا دي كانت أول مرة ما تهتمش إنها تغطي جسمها قدامه. قعدت قصاده، ومسكت وشه بإيديها، وعنيهم كانوا متعلقين ببعض: "أيوة، حسيت براحة كبيرة فوق ما تتخيل."
كريم مسك إيديها براحة عشان يبعدهم، لكنها ما سمحتلوش يتحرك. سألته: "إنت مكنتش محتاج تعرف اللي حصل ده حصل إزاي؟"
كريم حاول يبرر: "كنت هتجنن، لأني عارف إني ما لمستش واحدة في الكون غير مراتي. فكنت عايز الحقيقة تظهر، عايز أرفع راسي في وش مراتي، وعيلتي، وحتى موظفيني. كان لازم أفهم اللي حصل ده حصل إزاي. بعدين، يا أمل، أنا مش بلومك أصلًا، وزي ما قلت، إنتِ قومتي بدورك بمثالية شديدة."
حاول يبعد تاني، لكنها فضلت ماسكة وشه بإصرار: "سمعتك، فتسمعني. أنا ما قومتش بدوري بمثالية زي ما بتقول، ومكنش سهل، بس المقابل كان مستحيل. أنا قبلت كريم بكل ما فيه، بتهوره، بمشاكله، بعيوبه، بعصبيته، بحنيته، وبحبه. فهنا، إنت واجهت مصيبة، وكان لازم نواجهها مع بعض. يا إما كنت هبعد وأسيبك، وكنت هتوصل للحقيقة، بس أي حبيبة هكونها لو اتخليت عن حبيبي؟
فأنا ما قومتش بدوري كزوجة، لأني لو زوجة، كان تصرفي اختلف تمامًا. قومت بدوري كحبيبة. وكحبيبة، يا كريم، كنت عايزة أعرف إزاي واحدة حامل منك؟ أنا كنت واثقة تمام الثقة إن ده حصل وإنت مش في وعيك. كريم في وعيه لا يمكن يخوني. مكنش عندي شك ولو واحد في المية في أخلاقك. كنت واثقة فيك، بس قلت أكيد خدروك، أكيد مش في وعيك. افترضت أي افتراض غير إنك تكون لمست واحدة غيري. بس من جوايا، كان ده واجعني. حتى لو مش في وعيك، فكرة إن واحدة شاركتني فيك قتلاني. فلما عرفت الحقيقة، وعرفت إن ده كله شغل دكاترة، وإن حبيبي ليا أنا لوحدي، حسيت براحة لا يمكن تتخيليها. فلا، يا كريم، أنا ما شكيتش فيك للحظة، بس ارتحت نفسيًا، وغروري وصل لحد السما لما عرفت الطريقة اللي حصل بيها الحمل. جوزي، حبيبي، ملكي أنا وبس، ومفيش واحدة قدرت تشاركني فيه، سواء في وعيه أو غير وعيه. إنت ملكي أنا وبس. كنت بدعي ربنا وأقوله: يارب، اظهرلي الحقيقة وخليني أقبلها كحبيبة قبل كزوجة. فربنا حفظك ليا، وحفظ طهر علاقتنا، وحفظك في عنيا. فآه، عنيا فيها راحة غير طبيعية. أي حاجة تحصل بعد كده مش مهمة، مش فارق معايا. المهم، إنت حبيبي وبس."
أخذها في حضنه وفضل حاضنها كتير وهمسلها: "كنت خايف فعلًا يكون حد خدرني وعملت حاجة معاها، ومع الشخصية دي بالذات. لدرجة فكرت أقتلها مهما تكون العواقب. بس الحمد لله، إنتِ وبس في حضني. إنتِ وبس، يا أمل، ومش عايز غيرك أصلًا."
بعدت عنه، واتقابلت نظراتهم. ابتسم وعلق: "تعرفي إن دي أول مرة تفضلي قدامي كده وتتكلمي معايا كده؟"
أمل كانت مبتسمة ومغيبة عن الواقع. فضلت للحظات تحاول تفهم هو بيتكلم عن إيه، ولما لاحظت نظرات عينيه، صرخت وشدت الغطا عليها. فضحك جامد، وأخذها كلها في حضنه: "بحبك يا أمل يا بنت عبدالله. بحبك، يا مراتي، ياللي بعد كل السنين دي بتتكسفي لسه مني."
![](https://img.wattpad.com/cover/376580014-288-k294415.jpg)
أنت تقرأ
عاصفة الهوى
Romanceعاصفة الهوى هي الجزء الثالث من جانا الهوى وتعتبر الجزء الثالث من العاصفة الدراما مع الرومانسية ، الحب مع القسوة ، الشوق واللهفه وقصص حب سنعيش مع أبطالها الرواية حصريه و ممنوع نشرها او نقلها في اي جروب بقلمي : الشيماء محمد أحمد #شيموووو