الفصل الأول

82.9K 920 26
                                    

  الفصل الأول
أصبحت لاتحصي عدد المرات التي حاولت فيها
الفرار من هذا المكان الذي شهد آلامها واجتياح
براءتها ليتها لم تستسلم لهذا الذئب البشري
حاولت النجاه بحياتها من بين انيابه ولكن
كانت محاولاتها دائما تنتهي بالفشل
_ارتسمت ابتسامه ساخره على ثغرها
عندما اعتقدت أنها تخلصت منه بهروبها
ولكن كان دائما سريع اللحاق بها
_ أغمضت عيناها بقوه متذكره ملامحه القاسيه
ونظرته الحاده فور وقوعها في قبضته
كما تذكرت الحزام الجلدي الذي انهال به
على جسدها حتى لا تفكر في الهروب مره
أخرى
_وقفت تتأمل نفسها في المرآه وما آل إليه
حالها الآن لم تتعرف على ملامحها من كثره ما
مانالته من صفعات على وجهها
_لمست بأصابع مرتجفه وجهها المتورم والذي
أصبح مزيج بين اللون الأحمر والأزرق
شهقت حينما رأت الخدوش البارزه على حافه
عنقها والكدمات المرسومه على طول ذراعها
أقسمت أنه لن ينالها إلا بالقوه حتى يعتقها
لم تشعر بدخوله إلا عندما صفع الباب خلفه
فقد اعتادت طريقته القاسيه هذه
انتفضت في مكانها وارتعش جسدها
_التفتت إليه بذعر ونظرت إلى عيناه الحاده ذات
اللون الأسود وشعره الأسود الكثيف الناعم
وإلى صدره العاري فقد كان يرتدي بنطال من الجينزالازرق وترك الجزء العلوي عاري الصدر
وقف خلفها ونظر إليها في المرآه وتحدث
من بين أسنانه بقسوه
(ايه ياحلوه عجبك اللوحه الفنيه دي عجبك
شكلك كده أحمدي ربنا انك لسه عايشه )
استدارت اليه والدموع متحجره في عينيها
(انت متأكد اني لسه عايشه انت قضيت على
مستقبلي خلاص )
كان يدخن بشراهه وهي تتحدث فلم تدري إلا
وبقايا السيجاره تتطاير على جسدها
صرخت بقوه لم تعد تحتمل الألم
_نظر إليها نظره جعل الكلام يقف في حلقها
ثم تحدث بفحيح مثل فحيح الأفاعي
(كان بمزاجك وقتها وجايه دلوقتي تفكري
تهربي وتمنعي نفسك عني متخلقش لسه اللي
يمنع عن يوسف القاضي حاجه هو لسه نفسه
فيها )
نظرت إليه وعقدت ذراعيها أمام صدرها ورفعت
إحدى حاجبيها لأعلى وتحدثت بتهكم
(كان بإيه بمزاجي انت عارف ان مافيش شئ تم
بمزاجي ده كان بترتيب منك استغليت ضعفي
واحتياجي وقله حيلتي واحكمت الطعم وطلعت
بالفريسه اللي قدامك دي )
من أين أتت إليها هذه القوه لتلقي على سمعه
هذه الكلمات ولكن هو من استنفز صبرها
(ميلاااااااا)
هكذا صرخ بهاااا
وضعت يديها على وجهها فجأه خشت من ضربه لها مجددا اولته ظهرها واغمضت عيناهابقوه خوفا من بطشه
إلا أنه سار إليها واحتضنها من الخلف بشده
ومال برأسه علي كتفها ليدفن وجهه في عنقها
أخذ يتلمس بلحيته بشرتها الرقيقه والخدوش
البارزه على حافه عنقها
_كانت هذه اللمسات تثير اشمئزازها وحنقها
أدارها اليه بخفه ونظر إلى عيناها الزرقاء بتأمل
وإلى شفتيها المكنتزه ومسح على شعرها الأسود اللامع
وهمس في اذنها بنعومه زائفه
(محدش اتعدي حدوده معايا كده ولا اتحداني
زيك بلاش رفضك ليا وادي لنفسك فرصه معايا )
ابتلعت ريقها وهمست بتوسل
(ياريت تسيبني امشي من هنا واسترد
آدميتي وكرامتي اللي راحت على ايديك )
همس بمكر
(مقدرش أتخيل حياتي من غيرك
ثم مال بشفتيه على وجهها يقبل ثغرها فما كان
منها إلا أنها دفعته إلى الخلف
وهتفت بحده
(انسى طريقتك دي مش هتجيب معايا نتيجه )
جز على أسنانه وصرخ بقوه
(عايزاني اسيبك علشان تروحي لحبيب القلب )
رعشه اجتاحت جسدها وخفق قلبها بقوه عندما
سمعت جملته الاخيره
تساقطت الدموع على وجهها بغزاره وهمست
باختناق (صدقني مابقاش ينفع خلاص )
مسح على جبهته بضيق متحدثا بثبات
(واضح ان اعصابك تعبانه هسيبك دلوقتي )

هزت رأسها وهمست بضعف
(واضح فعلا ان أعصابي تعبانه )
قبل جبهتها وتحدث باهتمام متنسيش العلاج
نظرت إلى العلاج الخاص بالكدمات والجروح
دمعه خائنه سقطت على خدها فازالتها بسرعه
قبل أن يراها وهمست بألم
(مش هنسي )
تنهدت بارتياح عندما خرج وأغلق الباب خلفه
وضعت يدها على صدرها وتنفست بعمق
اغمضت عيناها تتذكر ملامح قد اشتاقت لها
وجدت نفسها تردد اسمه باشتياق
(عااااااصم)
ابتسمت حين تذكرت أول لقاء جمع بينهما
جلست على السرير واسندت ظهرها خلف وسادتها
وغاصت في بحر ذكرياتها قبل دلوفها إلى هذا
المكان المؤلم
*****************************************
فلاااااش باااااك
في إحدى الأحياء الراقيه والتي يتميز سكانها
بالثراء الفاحش كانت تقيم عائله زيدان هذه
العائله العريقه في هذا القصر والذي توارثه الآباء
عن الأجداد
كان يقيم الدكتور شاكر زيدان في هذا القصر
وابنه عاصم وابنته رؤى وزوجته الهام وابن أخيه رفعت
*********************************
ألقى نظره اخيره على نفسه في المرآه قبل خروجه
فقد كان راضيا عن هيئته كان يرتدي بنطال جينز
اسود وقميص باللون النبيتي لائم بشرته البيضاء
وفوقه سترت بدله باللون الاسود وصفف شعره البني
إلى الخلف وارتدي ساعته ذو الماركه العالميه
نزل درجات السلم بخفه فقد كان يتميز بالبنيه
القويه والطول الفارع
دلف إلى حجره المائده ليجد والدته تجلس برشاقه
واضعه ساق على الأخرى وتحتسي فنجان القهوه
الخاص بها هي سيده في العقد الخامس من عمرها
لا يبدو عليها الكبر مطلقا لاحتفاظها باناقتها واهتمامها
بنفسها فملامحها الجذابه ذات الشعر الأصفر القصير
والعيون الواسعه ذات اللون العسلي الفاتح
وانفها الصغير ووجهها المستدير أعطاها جاذبيه
تنحنح ونظر إليها بعيناه الزيتونيه والتي اخذها
عن أبيه
عاصم :صبااح الخير يا امي
الهام :صباااح الخير يا عاصم انت رايح المستشفى
أماء برأسه وهو ينظر إلى ساعته
أيوه يا امي هو بابا مش ناوي يجي قريب
من ألمانيا علشان يمسك اداره المستشفى
همست باشتياق وقد توردت وجنتيها
(هيجي بكره بس مش هيتاخر وهيسافر تاني
علشان في مشاكل في المستشفى الألماني )
زفر بضيق وتحدث بجديه
(والله يا امي انا شايف ان مكنش ضروري ابدا
فتح مستشفى ألمانيا دي طالما احنا مش قائمين هناك
ده حتى تعب عليه سفر كل شويه )
الهام :(هعمل ايه معاه انت عارف أبوك اذااصر على شئ
لازم يتنفذ )
تابعت بذكاء بس انت شكلك مضايق في ايه مضايقك
حك مقدمه جبهته بسبابته وأردف باهتمام
(شويه لخبطه في الشغل عرفت حالا
إن الدكتور الألماني اعتذر وهيجي بكره )
نهضت من مكانها وربتت على كتفه وهمست
بحنان (كل شئ يتصلح بس بلاش عصيبتك
دي انت دكتور شاطر ومدير شاطر كمان
وعارفه انك اد المسئوليه )
طبع قبله حانيه على كفها واستاذنها بالمغادره
ارتدى نظارته السوداء واستقل سيارته الفارهه
وانطلق في اتجاه مشفى زيدان الخاص
بينما هو يقود سيارته إذا باتصال يجعله
يغير مساره إلى مكان اخر

يتبع  

الخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن