الفصل الخامس والعشرون ....."استغلال "
صعد "رفعت " إلى غرفته وملامح الضيق قد سيطرت عليه ،فقد أصيب بخيبه أمل كبيره بها لقد كان يدافع عنها بشراسه واستماته ولكن بعدما رأى هذا البارد ينزل من شقتها خابت ظنونه بها ،خلع سترته بإهمال وجلس فوق الفراش بشرود كم دعي ربه بأن يكون في عون صاحبه وابن عمه فالامر ليس بالهين عليه ،أغمض عينيه عندما وجدها تدلف إليه يعلم بأنها لم تنم وجاءت للاطمئنان على صديقتها ،اقتربت منه تنظر إليه بعينان متسائلتان وقالت بتوتر
_انت ..... عملت ايه يا "رفعت "فى موضوع ابيه و"ميلا "
تنهد بضيق وهو ينهض ويقترب منها ونظر إليها نظرات غاضبه وقال بعصبيه
_افتكر .....أن" عاصم " قالك متجبيش سيرتها تاني وإلا أنا غلطان يا"رؤي "
ابتلعت ريقها وقد اهتزت حدقتيها اللامعتين تنظر إليه بعدم تصديق ،هذا ما كانت تخشاه أن يتغير هو الآخر ويكن نسخه من شقيقها ،حدقت به كثيرا لتصل إلى داخل عينيه لم تصبحا دافئتين مثلما اعتادت من قبل قالت بعدم تصديق
_مش .....ممكن ...مكنش ده كلامك يا" رفعت " ،انت وعدتني انك تحل المشكله دي
استدار بجسده بعيدا عنها يعلم بأنها مصدومه من طريقته القاسيه هذه ولكن هو لم يستطع أن يتمالك نفسه عندما لمحه يخرج من بنايتها ،ليت ابن عمه سمح له ليهشم عظامه ، لم تجد في حياتها غير ابن "القاضي" لتصبح على علاقه به علم لما كان ابن عمه منفعلاً والحقيقه الصدمه كبيره عليه ايضاً،ضرب بقبضته الكمود وقال من بين أسنانه
_"رؤى " .....اقفلي على الموضوع ده لان بجد أعصابي مش متحمله
هزت رأسها بعدم تصدق تحاول أن تستوعب كلماته الجامده رفعت أصابعها تتحسس قميصه من الخلف وقالت بإستغراب
_مالك .....يا "رفعت" انت مكنتش كده ،انت كنت متحمس للموضوع أكتر مني !!
استدار إليها وتحركت عيناه يمينا ويساراً عليها يحاول أن يلتزم الهدوء وقال
_روحي ......نامي دلوقتي يا "رؤى " انتي منمتيش من امبارح
_لا ......مش هنام قبل ماتقولي عملت ايه فى الموضوع !! .....اتكلمت مع "ميلا " ورفضت ترجع لأبيه صح ....قولي ريح قلبي يا "رفعت " متسبنيش كده
لقد فقد أعصابه من هذا الإلحاح ضغط بكف يده على معصمها بقوه وقال صارخاً بها
_قولت ......متتكلميش في الموضوع ده وياريت متعرفهاش تاني ابدا انتي سامعه !!
انكمشت ملامحها الرقيقه وتحركت حدقتيها المصدومتان وقالت بعصبيه
_ليه .....عملت لكم ايه !! بتعملوها كده ليه حرام عليكم كلكم ظلمتوها ،بس انا هتصرف
ترقب كلماتها المنفعله حدق بها كثيرا غير مدرك تصرفتها الحمقاء نفضت أصابعه من حول ذراعها واستدارت بجسدها لتغادر غرفته وهي لا تري أمامها فلقد تحول وأصبح يحمل القسوه
ركضت إلى غرفتها ترتدي كنزتها فوق ملابسها وسحبت حقيبتها ووضعتها على كتفها وعقصت شعرها إلى الخلف وصفعت باب غرفتها بقوه وهبطت الدرج بخطوات مسرعه وما ان وصلت إلى الباب الرئيسي وجدته يقف أمامها واضعاً ذراعه على الباب وقال بتهكم
_هاااا ......حضرتك راحه فين يا هانم !!
_رايحه .....في داهيه سيبني مالكش دعوه بيه ابدا
ضيق عينيه يتطلع إلى غضبها وطريقتها المندفعه والتي باتت تتحدث بها مؤخراً وهو يقول
_والداهيه ....دي ملهاش اسم انطقي وقولي رايحه فين دلوقتي !!
عقدت ذراعيها أمام صدرها تحدق به تراقب عيناه المسلطتان عليها وقالت بدون تفكير
_طالما ...حضرتك معرفتش تحل المشكله ...أنا هتصرف وهروح ل "ميلا " وهقف جنبها
اشتعلت حدقتيه فقد أدرك الآن أنها ضربت بحديثه عرض الحائط وستنفذ ما في عقلها ،فتح الباب على مصراعيه واشاراليها نحو الخارج بكف يده وقال بعصبيه
_تمام ... اقفي جنبها .....وبعدين دوري بقى على اللي هيقف جنبك
وقفت مسمره مكانها تنظر إليه بعدم تصديق فقد توحشت نظراته وايقنت انه لا يمزح وقالت بعدم استيعاب
_تقصد ......ايه !!! بكلامك ده مش فاهمه !!
اقترب منها يحملق بها واصبحت عينيه كجمرتين من النار وهدرا بعصبيه وهو يستدير بجسده واضعا كفيه في جيبي بنطاله وقال بتحذير
_أقصد .....عليكي تختاري لو خرجتي من هنا وروحتي ليها وبقي ليكي أي علاقه بيه تبقى طالق يا "رؤى " القرار ليكي وعليكي تختاري وحااااالا
وضعت أصابع يدها تلقائياً على شفتيها تمنع شهقه عاليه من الخروج فأصبحت الآن في موضع اختيار أما حياتها معه وأما أن تختار من وقفت معها وكانت بجوارها وحملت سرها ترقرقت الدموع من حدقتيها وهزت رأسها بضعف لا تكاد تصدق اذنيها لقد تغير نعم تغير كثيراً عن السابق ولكن ماهو سر تغيره بهذا الشكل من المؤكد أن هناك أخرى بحياته نعم أنها هذه الطبيبه المتطفله والتي تكن له مشاعر دفينه ،تأمل صمتها علم بأنها في صراع مع عقلها ،سحب المقعد وجلس عليه يراقب سكونها والذي أدهش عقله ولكن تجمد مكانه عندما قالت بدون تصديق
_بقى كده يا ابن عمي ......بقيت بتستقوي عليه اوى اوى يا "رفعت " ،لو كان حد تاني كنت صدقت أنه يتكلم كده لكن انت يا" رفعت " تحطني في موضع اختيار وانت عارف ومتاكد انك متتحطش في مقارنه مع حد لأنك أنت اللي هتفوز في النهايه
الجمت كلماتها لسانه وعقله بضعه كلمات نعم بضعه كلمات جعلته يلتزم الصمت لوهله ،هل احبته لهذه الدرجه لقد فاقت توقعاته كان يعتقد أنها ستختار علاقتها بصديقتها أو ستستخدم عقلها المتحجر وتحنث يمينه ومن ثم تنتهي حياتهما الزوجيه قبل أن تبدأ ،تنفس بهدوء ولانت ملامحه وقال لها بنبره شبه هادئه
_انتي .....السبب ....انتي اللي خرجتيني عن شعوري ،وأنا محدش يتحداني يا"رؤي " لأنك لسه متعرفنيش كويس .....ومن أولها لازم تعرفى أن لصبري حدود
رفرفت باهدابها عده مرات ومسحت باناملها دموعها والتي انزلقت على خدها ،وابتسمت لنفسها بسخريه كيف جهلت بأنه يحمل الصفات الزيدانيه العصبيه برغم خفته وهدوئه إلا أنه لا يختلف كثيراً عن شقيقها ،تنهدت بضيق واردفت بعدم استيعاب
_ازاي ......نسيت انك زيهم ....كنت لازم اعرف انك نسخه منهم وأنك ممكن تدمر كل شئ في لحظه .......كلامك ده مالوش غير معني واحد انك لا يمكن تكون حبتني ابدا
نهض من مكانه واقترب منها ينظر إليها ،هز رأسه بيأس فلقد أصبح اتهامها له واضحاً بأنه لا يكن لها إي مشاعر داخله ليته استطاع أن يفتح قلبه لترى نفسها داخله ولكن حبه لهذه العائله يجعله غير مدرك لافعاله بالرغم من انها كل شئ بالنسبه إليه ،إلا أنها تجهل سر عداوتهم لهذه العائله والتي يكن لها كل الكراهيه فكيف لشقيقها ان يتحمل ان تكون حبيبته على علاقه بأحد أبناء هذه العائله ،قبض على ذراعها والصقها بالحائط وقال من بين أسنانه
_لازم ......تعرفى حاجه ....ان اللي بدافعي عنها دي انا شفت بعيني دول القذر اللي متجوازه عرفي وهو نازل من عندها في نص الليل كان بيعمل ايه عندها يا هانم !!
شهقت بصوت مسموع وضربت خدها بخفه وقالت بلهفه
_و......."عاصم " كان معاك وشافه نازل من عندها أنطق رد عليه
سحب قبضته وهو يتحاشي النظر إليها وقال بشرود
_أيوه ....كان موجود معايا ....وشافه وأنا كنت هنزل ادغدغه بس للأسف اخوكي منعني
ابتسمت بتهكم فقد أغلقت أمامها جميع الطرق لهذه المصالحه فقد ادركت الآن أن الطريق للصلح أصبح مستحيل فقد رحلت "ميلا " من حياتهم وبلا عوده استدارت بجسدها متجهه إلى غرفتها فاستوقفها بصوته المتساءل
_رايحه ......على فين يا.. ........."رؤي " !!
توقفت على الدرج ودموعها منهمره على خديها وتحدثت من فوق كتفها وقالت بيأس وقله حيله
_هطلع .....أوضتي ........خلاص الموضوع انتهى يا "رفعت "
ضرب بقبضته الحائط وأخذ ينظر إليها وهي تصعد بخطوات شارده وكأنها تائهه وقال بخفوت وهو يهز رأسه بيأس وعدم تصديق وكأنه يحدث نفسه
_فعلاً .........انتهى ونهايته كانت أبشع مما أنا أتخيل يا "رؤى "
____________________________________
اتكأت " سهام " بكف يدها على المقعد الذي كانت تجلس عليه ووضعت أصابع يدها أسفل فكها وأخذت تستمع إلى حديث صديقتها "اميمه " والتي كانت تتحدث بثبات وثقه ،هزت رأسها ببطء وهي تتابع حديثها الذي أخرجها عن شعورها وقالت بعدم تصديق
_يعني .....ايه !!!! يعني انتي اطلقتي يا"اميمه " اتسرعت اوى ورد فعلك كان صادم
اخفضت "اميمه " رأسها وبدأت تفرك أصابعها ببعضهما وقد لمعت حدقتيها بالدموع وقالت بتساءل وهي تنظر إلى ابنها الذي كان يجلس فوق الفراش وينظر إليهما
_كنتي ......عايزاني اعمل ايه !!! استنى لحد لما يتجوزها ويدخل بيها عليه
رفعت" سهام " أصابع يدها ووضعتها فوق جبهتها بضيق فلقد كان حديثها وتسرعها يثير دهشتها واشمئزازها في أن واحد واردفت بعصبيه
_لا .....كنتي تستنى في بيتك يا"اميمه " ابنك ذنبه ايه يفضل في مكان غريب عليه وفي نفس الوقت يبقى بعيد عن باباه انتي مفكرتيش إلا في نفسك وبس
_أنا .......أنا مفكرتش غير في نفسي وبس وهومكنش اناني لما خاني وعمل علاقه قذره مع واحده زباله وجاي يندم بعد فوات الأوان وكمان حامل منه يا"سهام" عارفه يعني ايه حامل !!
تنهدت "سهام " تنهيده مسموعه ووضعت كأس العصير على المنضده ونظرت إليها بعينان ضيقتان وقالت بنبره صادقه
_كان ....ممكن متعرفيش أنها حامل .....وكان ممكن ميقولكيش كمان وكان زمانك عايشه معاه دلوقتي على كدبه كبيره ....أنا مش ببرر خيانته بس هو فعلاً ندم بس للأسف انتي أساسا مغفرتيش يا"اميمه " وده شئ أنا متأكده منه
وضعت أصابع يدها على صدرها تحاول أن تهدأ من ضربات قلبها السريعه وقالت بعدم استيعاب وانفاس مختنقه
_أنا .....مغفرتش،أنا اللي قبلت الذل والاهانه والضرب وقبلت أنه كمان يخوني وبعد كل ده بتلوميني أنا وهو مين يلومه وإلا علشان هو الراجل يبقى خلاص يعمل اللي هو عايزه
هزت "سهام " رأسها نافيه حديثها فهي لا تري نفسها مخطئه مطلقاً في هذا الأمر لوت فكها وهي تقول
_لا ........مغفرتيش يا "اميمه " انتي كنتي متشوقه له مش اكتر اكيد أنتم بعيد عن بعض من فتره طويله فحاولتي انك تنسى مش تغفري وأول مااعترف لك بالحقيقه حاولتي تنجي بنفسك علشان تطلعي بدون خساير مش مهم هو هيعمل ايه أو هيتصرف ازاي ......وقولت له اللي مش ممكن اي راجل انه يتحمله كنتي بتضغطي عليه بكل قوتك علشان توصلي لبر الامان ..لكن انتي دلوقتي فعلاً في أمان من غيره
سؤال يصعب الاجابه عليه وخاصه في وجود شخصيه مثل "عمر " فهي لا تشعر بالأمان في وجوده مطلقاً لقد رحل امانها ،ابتسمت بسخريه وهي تنظر إليها بشرود
_فين ......بر الأمان ده ، انتي مش متخيله هو كان منتهي الأمان بالنسبه ليا ،انا ممكن اكون هربت فعلاً لأني مش هتحمل اشوفها معاه مش هقدر صدقيني ،انتي مش مدركه الموقف اللي انا فيه ،لو كنت شوفتها معاها في إي وضع أو تحت أي ظرف كان ممكن اقتلها ،كده أفضل ليا وله
نهضت" سهام " من مكانها وهي تحمل حقيبتها على كتفها واتجهت إلى فراش الصغير"أنس " وهي تربت على خصلاته الناعمه ووضعت قبله على خده الأيسر وقالت بهدوء
_خدى .....بالك من نفسك ومن ابنك مبقاش ليكي غيره دلوقتي ،وحاولي تراجعي أخطائك من تاني محدش فينا معصوم من الخطأ واحنا متخلقناش ملايكه كلنا عندنا عيوب
نهضت هي الأخرى من مكانها واحتضنتها وربتت على كتفها وقالت بهدوء
_انتي .....هتمشي كنتي خليكي معايا شويه علشان كمان تشوفي عمك" عبدالحميد " كان عايز يشوفك هو خرج من شويه هو وطنط "زينات " وزمانه جاي
رفعت معصمها تنظر إلى ساعه يدها ونظرت إليها نظرات مصدومه وقالت بعدم تصديق
_خرجوا .......خدى بالك من نفسك يا اميمه" عمر "مش مضمون هو خرج أمتي من المصحه
_من .....شهرين ربنا يستر يا"سهام " أنا خايفه اوى ،تفتكري ممكن ياذيني بس اكيد هو بقى كويس صح وإلا أنا بيتهيألي
مطت سهام شفتيها ورفعت منكبيها لأعلى واردفت بثبات
_مش ....عارفه هو وصل لأي مرحله بس بردو خدى بالك منه
كان يقف بالخارج عاقدا ذراعيه أمام صدره فقد استمع الى حديثهما منذ الوهله الأولى علم عن حياتها الكثير وعلم أنها قد انتهت حياتها مع زوجها" خالد " وأنها مازالت تعاني فراقه
_____________________________________
ابتسمت لنفسها بتهكم فلقد فقدت اغلي إنسان لديها وهو حب عمرها ولكن هي غير نادمه على هذه التضحيه فهو يستحق هذا وأكثر من ذلك ولكن إذا كانت خسرت حبها فلاداعي ان تخسر عملها ايضاً فهو أصبح كل شئ لديها وصلت إلى البنايه المزعومه التقطت أنفاسها وهي تقف
امامها وحملت الصناديق بين يديها واتجهت بها إلى الطابق الرابع حيث الدور الخاص بالانسه "جيهان "والتي قد حجزت عده فستاين ودفعت الأموال الخاصه بكل فستان والآن جاء وقت الاستلام فتبدو من عائله مرموقه من طريقه حديثها وأسلوبها المهذب وما ان وصلت إلى شقتها طرقت على الباب بأدب وانتظرت الرد ،خرجت إليها فتاه محتشمه مرتديه ملابس فضفاضه ووشاح كبير يغطي جسدها يبدو عليها الرقه وابتسمت إليها وهي تقول بثبات
_ على ما اعتقد ان ......حضرتك الآنسه ......."ميلا " !!
هزت "ميلا " رأسها بأدب وهي تعطيها الصناديق بإبتسامه هادئه وقالت بطاعه
_أيوه .....يا فندم حضرتك آنسه" جيهان " !!
ابتسمت "جيهان" إليها وهي تلتقط الصناديق من بين يديها ودلفت بهم إلى الداخل وهي تقول
_أيوه ....أنا اتفضلي ادخلي كده ميصحش ابدا تفضلي كده واقفه قدام باب الشقه
هزت رأسها نافيه وابتسامتها لا تفارق وجهها عكس الحزن الدفين داخل قلبها وقالت وهي ترفع إليها ورقه الاستلام إلى عينيها
_شكراً ......يا فندم ممكن لو مفيهاش ازعاج بس تمضي على ورقه الاستلام دي
أمسكت بذراعها وهي تنظر إليها بعينان مصدومتان وقالت بعدم تصديق
_لا .....يمكن لازم تدخلي الأول كده ميصحش أنا كده هزعل منك جداً
أمام هذا الإلحاح وطريقتها المهذبه دلفت على مضض تترقب المكان بعينان ذاهلتان فلقد كان يبدو عليه الفخامه والأثاث راقي بطريقه منمقه ولكن مااثار دهشتها أنها تقيم بمفردها فقالت لها بتساؤل وعيناها تراقب المكان
_انتي عايشه لوحدك .....واضح ان المكان مافيش فيه غيرك
رفعت "جيهان " عيناها تنظر إليها نظرات ذات مغزى وقالت وهي تأخذ الصناديق وورقه الاستلام من على المائده واتجهت بهما إلى إحدى الغرف الداخليه
_لا .......ماما عايشه معايا بس هي للأسف مش بتفارق السرير لأنها مريضه جدا
انكمشت ملامحها فلقد تذكرت والدتها المريضه والتي تقيم لديه في المشفى ،كيف حالها الآن رفعت رأسها تناجي ربها بأن يحفظ والدتها من كل سوء ،انتبهت على أصابع يدها التي استقرت على كتفها وهي تقول
_مالك ......يا" ميلا " شكلك مضايقه جدا ،واضح ان موضوع ماما ضايقك اوى
جلست على إحدى المقاعد وقد بدأت تبكي على حال والدتها فهي لم تراها منذ فتره ولا تعلم حالتها الآن ،جلست" جيهان " بجانبها وقالت لها بخفوت وهي تربت على ذراعها
_انتي في حاجه مضايقاكي كبيره يا"ميلا " مهما ان كان لازم تبقى قويه
اومأت برأسها ايجاباً وقد كفكفت دموعها بأصابع يدها وقالت بحزن
_ماما .......وحشتيني اوى ونفسي اشوفها جدا بس مش هينفع دلوقتي
احتضنتها "جيهان " إلى صدرها وأخذت تربت على ظهرها وقالت بتساءل
_ليه .....مش هينفع تشوفيها يا"ميلا " هي حالتها خطر للدرجه دي
لم تكمل حديثها إلا وانتبهت "جيهان " على حديث والدتها من الداخل والتي كانت تشعر بالتعب الشديد ،ركضت "جيهان " إلى غرفه والدتها وتبعتها" ميلا " إلى الداخل وجدت والدتها تحاول أن تلتقط أنفاسها ولكن لا تستطيع ،صرخت "جيهان " وهي تلتقط بعد الادويه مع فوق الكمود وتعطيها إليها وقالت بعدم تصديق
_ماما .......مالك ردي عليه علشان خاطري ، اوعى تسبيني هبقي لوحدي
كانت تراقب الأحداث وهي تقف بجانب الباب نفس المعاناه نفس المرض ،إلى متى كل هذا الحزن !!،اقتربت منهما أكثر وجدت "جيهان " تقبل كف والدتها وتقول لها من بين دموعها
_وبعدين ....يا ماما معاكى مااخدتيش العلاج وحالتك بتدهور ليه كده عايزاني ابقى لوحدي
لم تستطع والدتها الحديث نظراً لسوء حاله قلبها الصحيه ،أسرعت "ميلا " بعرض المساعده إليها وقالت بدون تفكير
_دي ......عايزه دكتور يشوفها ضروري ،ممكن ننقلها أي مستشفى يا"جيهان "
مسحت "جيهان" دموعها وامسكت بكف والدتها وقالت بخفوت
_الدكتور اللي متابع حالتها ساكن في الدور التالت ممكن تخليكي جنبها وأنا هنادي عليه حالا
_لا خليكي .....جنبها وأنا هوصل للدكتور ده دلوقتي مش هتاخر
أسرعت "ميلا " إلى الخارج تحمل حقيبتها على كتفها وهبطت إلى الطابق الثالث ووقفت أمام الشقه المزعومه وطرقت على الباب بكل قوتها ،خرجت إليها فتاه شبهه عاريه لا يستر جسدها إلى القليل وقالت لها
_ يا ..........نعم .......انتي مين يا حلوه !!!!
ازاحتها" ميلا " من طريقها وهي تتوجه إلى الداخل تنظر إلى المكان وقالت بتساءل
_اومال ......فين الدكتور اللي هنا يااسمك ايه انتي !!
أغلقت الفتاه الباب وأطلقت ضحكه صاخبه وهي تمسك بخصلاتها الناعمه وقالت بسخريه
_دكتور .......ايه بالظبط احنا عندنا هنا جميع التخصصات ،انتي جميله اوى
ترقبت "ميلا "المكان بعينان ذاهلتان فلقد كان المكان يحتوي على فتيات شبهه عاريات في أوضاع مخله بالآداب ،ارتعشت شفتاها وهي تصرخ بها
_افتحي .....الباب ده خليني أخرج من هنا ايه المكان ده !!
لوت الفتاه شدقها وهي تربت على خدها الناعم بسخريه وقالت
_ومين قالك انك هتخرجي من هنا هو دخول الحمام زي خروجه وإلا ايه !!
تراجعت "ميلا " إلى الخلف وقبضت على مقدمه ملابسها بقوه وهي تري أحد الشباب يتقدم نحوها فصرخت وهي تسحب حقيبتها وجعلتها كدرع واقي تحمي به نفسها وقالت بتحذير
_ابعد عني ......انت عايز ايه !!
انقض على جسدها وهو يحاول أن يقبلها فصرخت ولكن لاحياه لمن تنادي ،أخذت تضربه بحقيبتها ولكن لم تقارن قوتها بقوته حملها من خصرها واتجهه بها إلى إحدى الغرف وأعتلي جسدها بجراه وفي أقل من دقيقه كانت قوات الشرطه تقتحم المكان وتلقي القبض على جميع من في الشقه ،تم إلقاء القبض عليها هي وكل من كان بالمكان صرخت رغماً عنها لا تصدق كل ما حدث إليها هبطت الدرج وكان أحد أفراد الشرطه ممسكاً بذراعها وصلت إلى سياره الشرطه نظرت إليها بذهول هل ينتهي بها الأمر إلى قضيه مخله بالشرف ،هزت رأسها نافيه فكره صعودها هذه السياره وجدت من يدفعها من الخلف ويقول لها بتهكم
_اطلعي .......يا اختي ،ولا كنتي فاكره ايه !!هتفضلي في الحرام ده كتير
_أنا .......مظلومه والله انا مش كده ....أنا مظلومه
رفع "سليم " حاجبه لأعلى وهو يستمع إلى حديثها والذي لا يصدقه عقل وقال من بين أسنانه
_مظلومه .......نغمه قديمه سمعناها كتير يلا اطلع وإلا !!
هزت رأسها ببطء وكأنها توافقه حديثه قالت بخفوت وهي تمسك مقدمه قميصها المفتوح
_خلاص .....مافيش داعي للكلام ده يا فندم
صعدت السياره وأخذت تبكي وتشهق ،ماذا فعلت في حياتها لكي يحدث لها كل هذا العذاب ،تحركت السياره بسرعه متجهه بهم إلى قسم الشرطه بعد ضبطهم في حاله تلبس
ركضت "جيهان " تنظر من النافذه الزجاجيه المطله على الشارع الرئيسي إلى سياره الشرطه والتي تحركت أمام عيناها الآن ،أخرجت هاتفها بسرعه البرق تجيب على هذه المكالمه وعيناها الماكرتان تتحركان يمينا ويسارا وقالت بخبث
_أيوه .......يا جووووو كله تمام والخطه ماشيه تمام ،عيب أنا" جيجي "يا حبيبي
____________________________________
قام "سليم " بعمل محضر الضبط بعد أن تقدم مجهول بالإبلاغ عن هذه الشقه بأنها بها بعض الشباب يتعاطوا المخدرات بداخلها لم يصدق بأنها وكر للدعارة ايضاً وقد تضمن المحضر بأن من كانت تستقطب الفتيات من السنتر إلى هذه الشقه هي "ميلا السيوفي " وذلك بعد اعتراف الفتيات عليها بذلك تم اخذ أقوالها أيضا والتحفظ عليها ، وفي المساء تم اخذ "ميلا" لعرضها على النيابه للتحقيق معها ،سارت بجوار أحد أفراد الشرطه بخطوات شارده تنظر إلى ما آل إليه حالها الآن سقطت دموعها على خديها تنعي حظها لقد زج بها إلى السجن والآن ماذا سيحدث لها ،وقفت أمام مكتب وكيل النيابه تنظر إلى هذا القيد الحديدي الذي التف حول كفها إلى متى هذا العذاب ، دلفت هي أولا إلى مكتب وكيل النيابه ،تحركت بخطوات مرتعشه فقد كان جسدها يرتجف بأكمله رفع "أكمل " حدقتيه ينظر إليها بشك ثم أعاد النظر إلى الأوراق التي أمامه وقال لها دون ينظر إليها
_انتي ....."ميلا السيوفي "والمتهمه الأولى في قضيه استقطاب الفتيات لممارسه الدعاره !!
نظرت إليه بعدم تصديق تحاول أن تستوعب هذه الكلمات ،هل أصبحت المتهمه الأولى في هذه القضيه هي لم تفعل شئ كيف ستثبت بأنها خدعه قد تم خداعها بها ابتلعت ريقها بتوجس وقالت له بخفوت
_أنا ....... مظلومه معرفش حاجه عن الموضوع ده والله مظلومه أنا لسه عذراء حاولني للطب الشرعي
تافف" أكمل " فلقد استمع الى هذه الكلمات كثيراً وأصبح لا يصدق هذه الدموع ولا يكترث بها
رفع حاجبه لأعلى بشك وقال وهو يقرأ الأوراق التي أمامه
_ما قولك فيما هو منسوب إليكي بأنك كنتي تتقاضى أجر على هذا الاستقطاب !!
ضمت حاجبيها بصدمه وهزت رأسها بهستريه تنفي هذا الظلم الذي وقع عليها فلقد احكم القضيه على حجمها بالفعل فقالت بنبره صارخه
_محصلش .....والله العظيم محصل أنا ....مكنش ده يبقى حالي ابدا ،أنا بشتغل علشان أقدر اصرف على دراستي الجامعيه أنا متعلمه ومتربيه كويس
لوي "أكمل" فكه بسخريه وهو يستمع إلى حديثها وأسلوبها ،فتح حقيبه يدها وأخرج العلبه الزرقاء المستديره وقام بفتحها ووضعها على المكتب وقال لها بتساؤل ممزوجاً بالتهكم
_الاسوره ......دي جت شنطتك ازاي يا متعلمه يا بنت الناس !!
اتسعت عيناها على وسعهما هل هي أمام تهمه أخرى يوجهها إليها ،ابتسمت بسخريه فالاجابه باتت واضحه أمامها لم تحتاج إلى توضيح ،قطع صمتها وهو يقول
_مدام ...."سالي نصار "حررت محضر باختفاء الاسوره التي تملكها عندما ترددت على سنتر "كارما "واتهمتك بأنك سرقتيها من شنطتها فما هو قولك بسرقه هذا الأسوار !!
انتفضت عروقها فلقد تحملت الكثير وأصبحت الآن لا تحتمل أكثر من ذلك ،سقطت دموعها على وجهها بغزاره فمنذ أن تركته وهي لم تهنأ في حياتها ،مسحت دموعها وقالت بمراره
_الست .....دي كدابه ... منها لله هي عايزه مني ايه انا وعدتها مش هتكلم !! ....ليه عملت كده
ضيق عينيه يحاول أن يفهم مغزى حديثها المبهم هل تتحدث عن وعي أم هي تهذي فقال لها بشك
_تقصدي .....ايه !!!! بكلامك ده وضحى اكتر انتي وعدتيها بإيه بالظبط !!
لم يكن لديها الشجاعه لاسترسال حديثها خشت ان يحدثها لها أكثر من ذلك ،وضعت يدها على رأسها تحاول أن تكون أكثر اتزاناً أمامه فقالت بتردد
_مافيش .....يافندم !!!!!! واضح اني تعبانه ومش عارفه انا بقول ايه !!
تحجرت عينيه فهو لا يحب المراوغه في الحديث فهدرا بعصبيه
_واحده زباله ....زيك هتحور معايا في الكلام انتي فكراني بهزر معاكى انت يا بت اتكلمي عدل وإلا متلوميش غير نفسك في الآخر
تحركت حدقتيها الزرقاء يمينا ويسارا بصدمه تراقبه وهو يتراجع بجسده إلى الخلف ليستقر على مقعده بثبات ممسكاً بقلمه بين سبابتيه ليبث الرعب داخل قلبها أكثر وعيناه لاتحيدان عنها فقطعت هذا الهدوء وهي تقول بانفاس متهدجه
_حضرتك .......لو كان لك أخت هتكلمها بالشكل ده
ألقى القلم بإهمال وضرب بيديه سطح المكتب وقال لها من بين أسنانه وهو يشهر سبابته أمام وجهها
_اوعى تتعدي .....حدودك معايا انا هنا بطبق القانون قطبت جبينها بدهشه ولقد اغرورقت مقلتيها بالدموع والتوي فكها ببسمه ساخره وقالت بتساؤل
_بتطبق القانون ........وفين روح القانون يا فندم !!
هب واقفاً من مقعده واتجه ناحيتها وعقد ذراعيه أمام صدره ينظر إليها من أعلى إلى أسفل بإشمئزاز وقال بتهكم
_مش ........لأمثالك اكيد اللي مالهمش مبدأ وعايشين حياتهم بالطول والعرض ويتمسكوا في قضايا من النوع ده عايشين عيشه قذره علشان شويه فلوس
اطبقت جفنيها بشده وابتلعت اهانته رغماً عنها ،نعم لقد وعدها بأن يحول حياتها لجحيم ولقداوفي بوعده همست من بين شفتيها بتضرع
_لله الأمر ......من قبل ومن بعد
عند سماعه هذه الكلمات من بين شفتيها ابتسم بسخريه وهو يتوجه ناحيه مقعده مره أخرى وجلس بثباته المعتاد وأشار إلى كاتبه ليمليه
_قررنا نحن "أكمل حسين مصطفى " وكيل النائب العام حبس المتهمه "ميلا حسن السيوفي "اربعه أيام على ذمه التحقيق كما يتم عرضها على الطب الشرعي لبيان صدق ادعائها أم لا
وضعت يدها على جبينها المتعرق تمسح حبات العرق اللامعه وقد بدأت أنفاسها تنخفض بشكل ملحوظ ،أعاد النظر اليها مره أخرى ونظر إلى هذه العلبه الزرقاء والتي كانت بداخلها أسوار ماسي فاخر لم يلفت انتباهها منذ أن وضع داخل حقيبتها
_كماامرنا باستدعاء السيده "سالي نصار "لسؤالها ما إذا كان هذا الاسوار الذي وجد في حقيبه المتهمه هو ملكاً لها أم لا ،وقد أقفل المحضر في ساعته وتاريخه
لم يعد بمقدورها التحمل أكثر من هذا تشوشت الرؤيه أمامها فسقطت مغشياً عليها في الحال
______________________________________
دلف "أكمل " إلى غرفته يشعر بالإختناق فك أزرار قميصه لعله يستطيع التنفس فأصبح يشعر بثقل الجبال على صدره لا يعرف سر هذه الخنقه التي يمر بها ،وقف أمام خزانه ملابسه والحيره تعصف برأسه هل هذه الفتاه مظلومه أم أنها تدعى هذا ولكن لقد ساءت حالتها الصحيه ونقلت إلى إحدى المستشفيات الحكوميه ،لم يرى في حياته شئ كهذا ، آفاق على هذه الاصابع الرقيقه التي تحتضن صدره فهو يحفظها جيدا ابتسم إليها وهو مازال يواليها ظهره وقال
_دايما ......بتحسي بيه لما اكون مضايق وبلاقيكي دايما في ضهري
ابتسمت هي الأخرى لهذا الحديث فهي دائما تشعر به دفنت رأسها في ظهره وقالت بهدوء
_اكيد .....يا"اكمل " أنا وأنت بنكمل بعض انت كمان دايما في ضهري
أخفض رأسه ارضاً يعلم بأنه قد انشغل عنها في الفتره الاخيره ولكن سيعوضها في الأيام القادمه التفت إليها ينظر إليها وكأنه يحاول أن يشبع من ملامحها فقد تشوق لها كثيراً
_ايه .....رأيك يا "دينا " نتجوز قريب أنا محتاجك تكونى معايا دايما وجنبي
ارتبكت ملامحها وأصبحت شاحبه أكثر وبدأت تفرك في أصابعها بتوتر ،لم يكن صعب عليه أن يقرأ هذا التردد فهو يعرفها جيدا فهي لا تثق به مطلقاً ،أغمض عينيه ليستقبل رفضها بصدر رحب ،ولكن أعاد فتحهما بيأس عندما قالت
_واعمل ايه في الدراسه يا"اكمل " احنا متفقين لمااخلص دراسه نتجوز وإلا انت ناسي
هز رأسه بيأس فها هي اعذارها الواهيه تتكرر مازالت حجتها لم تنتهي بعد تنهد بضيق وقال
_الدراسه .....مالها يا "دينا " بقى جوازنا اللي هيعطلك عن دراستك شوفي حجه تانيه غير دي
_انت ....عارف ان قدامي سنتين على ما خلص دراستي مش هعرف أركز ابدا فى المذاكره يا"اكمل " وبعدين هعمل ايه لو حصل يعني .......
صمتت فحياءها يمنعها من الحديث ،رفع حاجبه بمكر وهو يراقب خجلها وقال بجراه
_لو ......حصل ايه !! تقصدي حمل يعني فين المشكله بقى !!
احمرت وجنتيها من أثر حديثه وجرأته استدارت تغادر غرفته ولكن استوقفها عندما أمسك كف يدها وطبع عليه قبله هادئه ليبث لها شوقه إليها وهو يقول
_عارف .......انك خايفه بس صدقيني هتلاقي الأمان معايا ادي لنفسك فرصه علشان خاطري ليه تحكمي على حياتنا بالفشل وتبقى رافضه لمجرد الرفض يا" دينا "
افترق جفنيها وهي تنظر إليه تحاول أن تطمئن نفسها تستمد الأمان منه ولكن عقلها يرفض بقوه ولكن قلبها يريده وامام صراع العقل والقلب ينتصر القلب لبعض الوقت فقالت بخفوت
_ أنا مش خايفه .....أنا كل اللي عايزاه اننا لو اتجوزنا مافيش داعي اننا نجيب أطفال
اعتصر قبضه يده حتى انتفضت عروقه ما هذا الهراء ،كيف تجرأت على هذا الحديث أمامه ،كيف سمحت لنفسها بأن تحرمه من أن يكون لديه أطفال ،لمجرد صدمه تعرضت لها في حياتها امسكها من كتفيها يهزها بقوه وقال بعصبيه
_انتي .....مدركه اللي بتقوليه ده انتي مابقتيش في وعيك ،قولي ان اللي سمعته ده مش حقيقي
ارتعشت شفتاها وهي تحاول أن تبدو ثابته غير مهتزه وقالت بخفوت
_اسمعني .....بس يا"اكمل " أنا مقصدتش ازعلك بس حقيقي أنا ........
أشار إليها بكف يده بالصمت ،فصمتت وضغط على نواجزه وقال بعصبيه
_يا تبقى زي أي واحده طبيعيه وتتقبلي تكونى زوجه وأم ويبقى عندك أولاد يا اما كل واحد فين يشوف طريقه بعيد عن التاني فكري يا بنت الناس وعرفيني قرارك والقرار اللي هتوصلي ليه انا هتقبله
وضعت أصابعها على صدرها تحاول ان تهدأ دقات قلبها المتمرده وقالت بصدمه
_انت .......بتهددني يا "أكمل " ده الأمان اللي انت لسه وعدني بيه
مسح على خصلاته بضيق وهدرا بعصبيه
_أنا ......بفوقك ....لأنك مبقتيش مدركه كلامك
سقطت دموعها علي خديها وركضت إلى غرفته بسرعه البرق ،فأصبح حديثه لها واضحاً فهي أمام خيارين لا ثالث لهما أما أن تتقبل حياتها وتحيا حياه طبيعيه وأما أن يفترقا إلى الأبد
_______________________________________
بعد مرور ثلاث ايام عليها داخل المشفى كانت مغمضه العينين مستسلمه لاحلامها التي لا تنتهي هبطت دموعها على وجهها في صمت فلقد خسرت كل شئ ،خسرت حبيبها وخسرت سمعتها وعملها لم يعد لديها أمل في إي شئ وفي انتظار الحكم عليها في عده اتهامات لم ترتكب منهم اي شئ فتحت عيناها بضعف وجدت كف يدها ملتصق بإبره تضخ لجسدها محلول فهي كانت فاقده الوعي منذ ثلاثه ايام وذراعها الآخر مقيد بقيد حديدي والقيد الآخر مغلق بأحكام عند حافه السرير نظرت أمامها وجدت من يجلس على المقعد ينظر إليها بتشفي
_هاااا .........عامله ايه دلوقتي !!!
كان وجهها شاحب وعينيها لا يوجد بهما حياه خاليه من أي شئ خرجت نبرتها الضعيفه والتي لم تحرك له ساكنا ،ولكن كانت تمزق روحها من الداخل
_هعمل .......ايه وعدت ونفذت متاخرتش دقيقه بصراحه
ابتسم بتشفي وهو يراها بهذا الانهيار عكس طريقتها القويه الجامده امامه ،أصبحت وحيده لا يوجد معها أحد هذا ماكان يريده أن تكون فريسه شارده سهله المنال
_لازم تعرفى ان "يوسف مختار " محدش يقدر يتحداه واللي يتحداني أنا بدمره
ابتسمت بتهكم وهزت رأسها بوهن فهو محق لقد دمرها نفسياً ،لقد انهارت من الداخل ومن الخارج ايضاً أصبحت بلا حاضر وبلا مستقبل ،رفعت حدقتيها تنظر إلى عيناه الماكرتان
_انت ......جاي عايز ايه مش عملت اللي عليك خلاص ودخلتني السجن بمنتهى البساطه
سحب المقعد وجلس بجانبها واضعاً ساق على الأخرى وعيناه الحادتان لا تحيدان عنها
_عرفتي ان ابن "زيدان " مش هينفعك وعرفتي ان مافيش حاجه اسمها حب ده كلام فارغ لأنه مش موجود من الأساس ده وهم وشكلك بتحبي تجري ورا السراب
ابتلعت ريقها بصعوبه وحدقت به ملياً لم ترى في حياتها شخصيه معقده وشيطانيه مثله جاء ليتشفي بها بعد أن اوصمها بوصمه عار مدى الحياه تنحنحت بهدوء وقالت
_بردو .....جاي ليه اكيد في شئ ورا تكرمك ووجودك هنا !!
رفع حاجبه لأعلى بخبث ،فها هو سيتحقق ماكان يسعى إليه فقال بجراه
_عايزك ..............!!!!
شهقت بصدمه من وقاحته فلقد قالها بمنتهى الصراحه دون أن يخجل ،حاولت النهوض من مكانها ولكن منعها هذا القيد الحديدي الملتف حول كفها فتآوهت بخفوت وقالت بعصبيه
_انت ......وقح وقليل الأدب انت فاكرني ايه بالظبط !!
_وبعدين ........لسه لسانك طويل أنا ممكن أقطعولك على فكره
أغمضت عيناها بقوه واعتصرت جفونها وقالت بتساؤل
_انت مش محتاج تقول الكلام ده على فكره ....لأنك سبب المصايب اللي انا فيها دي
رفعت حدقتيها وقد قررت مراوغته فقالت بتساؤل
_هتخرجني ازاي .......على كده يا "يوسف "بيه
ابتسم بمكر وهو يراها تستسلم له وكأنها مغيبه لم تعي ما تقول فقال لها بخبث
_بسيطه جدا ........البنات وهيغيروا اقوالهم قدام وكيل النيابه ،ومحضر السرقه "سالي " هتنكر ان الاسوره دي تخصها ....عرفتي ان اقدر اعمل أي حاجه بس انتي توافقي يا"ميلا "
أصبحت مقيده من كل الاتجاهات كل الطرق باتت تؤدي إليه لقد احكم قبضته حول عنقها لم تستطع الفرار تعالت دقات قلبها وبدأ صدرها يعلو ويهبط وكأنها في صراع داخلي مع نفسها ،هزت رأسها ببطء وكأنها تتحدث إلى نفسها وقالت بنبره خاليه من الحياه بدون وعي ولا تفكير
_وأنا ..........مواااااافقه
يتبع
أنت تقرأ
الخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمد
Romanceالخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمد جميع الحقوق محفوظة للكاتبة .... يست قويه على الإطلاق ليت لديها أنياب لتكشر عنها ولكن ضعفها وقله حيلتها جعلها لقمه سائغه سهل الحصول عليها وقفت تتأمل نفسها في المرأه وما آلا اليه حالها لم تتعرف على ملامحها من كث...