الفصل الثالث والعشرون
انسحبت "نانسي "من أمامها بعد ان الجمت لسانها وجعلتها تبتلع اهانتها رغما عنها ،أخذت تحدق في الفراغ الذي تركته، هل أصبح الماضي اللعين يؤرق حاضرها ومستقبلها وجدت نفسها تسير بعيد عن الحفل تحمل فستانها الطويل بين يديها تنظر بشرود في كل مكان وكأنها ضائعه وكأنها قد ضلت الطريق فهل بعد ما وجدت الطريق الصحيح تنحرف عن مسارها الطبيعي لتصبح تائهه ،توقفت بقدميها أمام رواق طويل ضيق نظرت إليه ملياً فقد ابتعدت عن الحفل وعن زوجها حتى لا يري كيانها الهش وقوتها المزعومه فحتما سيكشف أمرها ، سقطت دمعتان حائرتان على خديها تنعي حظها فتحت حقيبتها بأصابع مرتعشه لتخرج محرمه ورقيه لتجفف دموعها فسقطت الحقيبه من بين يديها دون أن تدري انحنت بجسدها تلتقط حقيبتها فوجدت من يمسك يديها على حين فجأه فشهقت عندما غرس أنامله حول كفها وكأن الأمر كان ينقصها الآن حاولت سحب كفها ولكن ضغط عليه بكل قوته رفعت رأسها تنظر إليه بعينان مصدومتان وقالت بنبره جامده
_سيب ......أيدي يا "حااااازم "
لمعت عينيه بوميض من المكر وهو يسحب أنامله ويمررها على طول ذراعها العاري وقال بعدم تصديق وابتسامه واسعه متهكمه وهو يلتهم جسدها بنظراته الجريئه
_معقول ...... بعد الغياب ده كله وتقوليلي سيب أيدي انتي مش مدركه اد ايه انتي وحشاني
أزاحت باصابعها المرتعشه أنامله بقوه تنظر إليه بعدم تصديق انكمشت ملامحها وقالت بعدم استيعاب وهدوء زائف
_وحشتك ......أنت بتهزر أنا دلوقتي متجوزه ازاي تقولي لفظ زي ده
تعالت ضحكاته ووضع كف يده على صدره يحاول أن يسيطر على نوبه الضحك التي سيطرت عليه للتو فالحقيقه كان حديثها العفوي يثير دهشته رفع أنامله وأمسك ذقنها المرفوع وقال بسخريه قد ارعبت اوصالها
_اتجوزتي ....... واتجوزتي مين بقي ابيه "رفعت " مش كده الباااارد بتاع زمان
ارتعشت شفتاها وتعالت دقات قلبها عندما قبض على فكها السفلي بهذه الجرأه ، ابتلعت ريقها بصعوبه بالغه وهي تحدق به وقالت بنبره عاليه
_أيوه .....اتجوزت" رفعت " كنت عايزني اعمل ايه يعني !! ،استنى البيه اللي سابني أغرق لوحدي وياريتك اتحركت من مكانك فضلت تتفرج عليه ، خلاص انسى يا"حازم " أنا بقى عندي حياتي وانت عندك حياتك مع" نانسي "
رفع حاجبه لأعلى فلقد تفاجئ بطريقتها الجامده وسحب ذراعه وحك باصابعه خصلاته الناعمه وقال بتهكم ليذكرها بفعلتها
_بس ....احنا متفقناش على كده يا "رؤى " ده كان خارج اتفاقنا خالص وبعدين مين قالك ان بحب "نانسي " أو ليه علاقه بيها من الأساس
مطت شفتيها بعدم اكتراث وهزت رأسها نافيه حديثه وتبريره لها ورفعت منكبيها لأعلى وقالت بعدم اهتمام وهي تستدير بجسدها
_لغيت اتفاقي معاك ......وحياتك مع "نانسي" متهمنيش علشان أهتم بيها عن اذنك
قبض على معصمها بشده فتآوهت بخفوت وهي تحاول أن تسحب ذراعها ولكن كانت قبضته اقوى من قوتها وقال من بين أسنانه
_دلوقتي ......مبقتش اهمك فوقي يا"رؤي " أنا "حازم مختار " وميتقليش الكلام ده ولا نسيتي زمان كنتي بتتكلمي معايا ازاي وكنتي بتقوليلي ايه ان كنتي ناسيه افكرك
ضغطت بكف يدها على صدرها تحاول أن تهدأ من هذه الدقات المتسارعه ماذا ذرعت لكي يأتي الآن وقت الحصاد إلا يكفيه أنها قد ابتعدت عن الماضي ليأتي الآن ويذكرها بافعالها في السابق
_مافيش ....داعي للكلام ده يا "حازم " ونحاول نقفل على الماضي !!
دفعها بقبضته لتلتصق بالحائط واحاط بذراعيه خصرها وهو يقترب منها بشكل مثير تعالت أنفاسها الخائفه أمام انفاسه اللاهثه وهدرا بسخريه
_مافيش داعي ......وماضي ايه اللي بتتكلمي عنه أنا "حازم "يا"رؤي " أول حد في حياتك أول حد دخل قلبك أول لمسه كانت مني أنا ولو فاكره انك تقدري تمحيني من حياتك تبقى غلطانه
ثم اقترب منها على حين غفله واطبق على شفتيها بشفتيه ليذكرها أنها مازالت بين قبضته حاولت التملص من بين يديه ولكن كانت يديه تتحرك على جسدها بجراه معتاده فعضت باسنانها الاماميه شفتيه ودون أن تشعر دفعته بكل قوتها ورفعت ذراعها وأسقطت كف يدها على خده بشراسه تحسس بانامله صفعتها وقال من بين أسنانه رافعا حاجبيه بصدمه
_ بقى ....بترفعي ايدك عليه يا"رؤي " بعد ماكنتي بدوبي بين ايديه زماااان
شهقت وهي تضع أصابعها المرتجفه على شفتيها تمنع شهقاتها من التزايد ،نظر إليها بجمود لتنظر إليه بذهول وقالت بإصرار
_انت ....اللي اتمديت في كلامك معايا ..أنت عايز مني ايه !!
مسح بظهر يده شفتيه من أثر طلائها الصارخ وتحسس شفته السفلي من أثر عضتها المفاجئه وقال بنبره متهكمه وهو يربت على منكبها بسخريه
_اتمديت .......وزمان مكنش ده تمادى ، لعلمك طريقتي دي مش جديده عليكي ابدا لأنك متعوده عليها وإلا نسيتي يا"رؤي "
أصبح حديثه واضح لديها يريد أن يذكرها باسوء مرحله مرت عليها هي لا تريد أن تتذكرها ودت لو تمحيها من حياتها من تاريخها الأسود ولكن قد دونت داخل سجل اخطائها وانتهى الأمر
رفعت رأسها لتتفاجئ بزوج من العيون تنظر إليهما بعدم تصديق توزع نظراتها بينهما بعينان ذاهلتان وقالت وهي تشير بسبابتها إلى جهه باب الخروج من هذا الرواق وهدرت بعصبيه
_اطلع ....بره يا" حازم " لأنك معملتش احترام لأصحاب المكان ولا اي حد هنا اطلع بره حالا
حدق بها وهو يشير ناحيه" رؤى " وربت على خدها الأيسر بسخريه وقال من بين أسنانه
_أنا .....خارج يا "دينا " بس عقلي صاحبتك وقوليلها قبل ما تفتح دفاترها الجديده تبقى تقفل دفاترها القديمه الأول ،وإلا متلومنيش على اللي هعمله معاها بعد كده اديني حذرتها
أشارت إليه وهدرت بعصبيه وهي تدفعه في صدره بقوه ليترنح إلى الخلف خطوتين
_قولتلك .....أخرج بره وأنا اسفه ان افتكرتك أخ ووجهت لك دعوه اخرج من هنا يلاااا
وما ان خرج من هذا الرواق أخذت "رؤى " تلطم خديها بقوه حتى احمرت بشرتها وتورمت وجنتيها بشده امتعضت ملامح" دينا " وهي تراها بهذا الانهيار أمسكت ذراعيها بكل قوتها وهتفت بحده
_خلاص يا "رؤى " ......كده حرااام عليكي ..ده كده انتي بتكفري صدقيني ومش حل ابدا
اعتصرت جفونها بقوه ومازالت تبكي بمراره فلقد ضاقت بها الدنيا بعد ظهور هذا الوغد وقالت بنبره خاليه من الحياه
_أنا ......مش عارفه كنت مع البنى آدم ده ازاي في يوم من الأيام وكنت في غفله عن أخطائه ووقحاته أنا مش عارفه اعمل ايه معاه دبريني يا "دينا "
هزت" دينا "رأسها بيأس فكانت تشعر بأنها سوف تعود لرشدها ولكن بعد فوات الأوان ليتها تستطيع أن تساعدها في هذا المأزق ولكن هي من وضعت نفسها داخله فقالت صارخه بها
_انتي ....اللي حطيتي نفسك في الموقف ده ،يا ما حذرتك منه ومسمعتيش كلامي ،كنتي بتسمعي صوت عقلك وبس تقدري تقوليلي هتتصرفي ازاي !!
وضعت أصابع يديها على جانبي رأسها وحركت رأسها نافيه ما يحدث فلقد تفاقم الوضع وأخذ لغه التهديد فقالت بعدم تصديق
_مش عارفه .....مش عارفه ده بقى بيهددني يا" دينا " بيهددني
قبضت "دينا " على منكبيها وهزت جسدها وهدرت بعصبيه
_والزفت ......ده ماسك عليكي ايه يا "رؤى " علشان يهددك انطقي
بكت كمن لم تبكي من قبل وتعالى صوت بكائها الهستيري وأخذت تمسح شفتاها من أثر قبلته القذره ضمتها "دينا " إلى صدرها بقوه وقالت لها بخفوت
_خلاص ....يا "رؤى " علشان "رفعت "بره وعينيه كانت بدور عليكي في كل مكان أنا دورت عليكي كتير لحد مالقيتك هنا بس للأسف شوفت الزفت ده وهو بيتكلم معاكى قلقت لحد يشوفكم مع بعض كانت بقت كارثه
شهقت بخفوت وكأنها قد نسيت أمر وجود زوجها في هذا المكان وأخذت تعدل من هيئتها حتى لا يكشف أمرها وأخرجت من حقيبتها لون طلاء الشفاه الاحمر القاني واعاده وضعه على شفتيها مره أخرى وجففت دموعها ووضعت حمره خديها حتى تداري هذا التورم وقالت بخفوت
_كل شئ تمام ......يا "دينا " وشكلي بقى طبيعي شويه
تنهدت بأسى وهي تنظر إليها بخوف وقالت بنبره صادقه
_قدرتي تخفي المعالم اللي بره هتقدري تخفي خوفك من جوه كمان !!
...........................................................
أخذ يلتفت برأسه يمينا ويسارا يبحث عنها في كل مكان فلم يعثر عليها ولكن لمح ذلك الوغد يتحرك بخطوات مسرعه نحو الخارج جن جنونه عندما وجده يخرج من البوابه الرئيسية للفيلا ضرب قبضته بكف يده بضيق أين اختفت ولكن تنفس الصعداء عندما وجدها تتقدم نحوه وبجانبها "دينا " ولكن كانت ملامحها تبدو غريبه هناك شئ ينقصها بالطبع كانت اشراقتها وطلتها المبهره وابتسامتها التي لاتفارقها ،رغم عنها ابتسمت ورغم عنه صدق ابتسامتها ،لمس أصابع يدهاوجدها بارده كالثلج فقال لها بتساءل
_كنتي .....فين يا "رؤى " وايديكي مالها يا حبيبتي !!
تلعثمت في حديثها ولم تستطع أن تنظر إليه فقد زاغت عيناها بعيداًعنه حتما لو نظر إليها سوف يشك في أمرها فقالت بهدوء قد اجادت التحدث به
_كنت ....بتمشي يا حبيبي ومعايا "دينا "
هز رأسه بتفهم وهو يصافح "دينا " وقال بجديه
_حقيقي الحفله كانت جميله ......بلغي سلامي ل "أكمل " لأن مش شايفه من فتره
ابتسمت "دينا " بهدوء وقد لانت ملامحها عندما وجدته يتحدث بتلقائيه وبنبره عاديه وقالت
_أن شاء الله ....يوصل سلامك يا دكتور ولو اني كنت حابه تستنوا معانا شويه
قبض على خصر "رؤى " على حين غفله ليقربها منه فارتجفت بين يديه فنظر إليها بعينان ضيقتان غير مصدق ارتعاشها فوزع نظراته بينها وبين "دينا " وقال بهدوء زائف
_معلش .....علشان ورايا مستشفى بدري و"رؤى "عارفه كده كويس
خرجا من الحفل ممسكاًبيديها وأخذ ينظر إليها من الحين للآخر حتى وصلا إلى السياره فتح لها الباب الامامي وجلست وقد التزمت الصمت تحرك بالسياره وهدوء قاتل يسود المكان جعله يقول وعيناه لا تحيدان عنها
_مالك .....يا "رؤى " شكلك مش طبيعي من وقت ما كنتي مع "دينا "
_هااا ...هيكون مالي بس يا" رفعت " جايز منمتش كويس بس مش أكتر
وكأن حديثها يبدو عليه عدم الاتزان رفع معصمه ينظر إلى ساعته وجد الوقت لم يتأخر ،رفع ذراعه واحاط جسدها إلى صدره وجد رجفتها مازالت واضحه فقال لها باهتمام
_انتي شكلك .....تعبانه يا "رؤى " جسمك بيترعش جدا
أغمضت عيناها بقوه فلقد كانت ترتجف بشده دفنت رأسها داخل صدره وقالت بنبره مرتعشه
_فعلا ......أنا شكلى اخدت برد يا "رفعت " وأنا معرفش
خلع سترته واحاط بها جسدها وضمها إليه مره أخرى ،كان شعورها مختلف فلقد كان خوفه عليها واضحاً تنهدت بحراره فشتان بين الشخصيتان زوجها وابن عمها وذلك الماكر الذي ظهر الآن ليحول حياتها الي جحيم تخشى أن تفقد اغلي ما تملك فقد أصبح زوجها بمثابه كل شئ لديها أغمضت جفونها واستسلمت لاحساس الأمان الذي سيطر عليها بين احضانه ،شعرت باصابعه تلمس خصلاتها بعد أن توقف بالسياره أمام إحدى املاك" زيدان " وقال لها بخفوت
_انتي .....أحسن دلوقتي يا "رؤى "!!!!
رفعت رأسها تنظر إلى المكان بعينان ذاهلتان وهتفت بعدم تصديق
_احنا ......فين يا "رفعت "!!
ابتسم بمكر عندما وجد سياره شقيقها أمام هذه البنايه وقال بخفه
_احنا ....هنا قدام املاكنا يا "رؤى " بس الغريب اخوكي الميمون فوق واكيد مش لوحده
شهقت بخفوت واتسعت عيناها على وسعهما وهي تنظر إلى سيارته بعدم تصديق وقالت
_تقصد ..........ايه بكلامك ده يا "رفعت " أنا مش فاهمه !!
خرج من السياره ونظر إلى البوابه المنفتحه قليلا وقال لها وهو يشير للطابق الثاني بخفه
_اممممممم .....اكيد بيرتكب الفحشاء فوق هيكون بيهبب ايه غير كده
وضعت أصابعها فوق ثغرها بعدما شهقت بصدمه وقالت بعدم تصديق
_انت ....بتهزر صح ابيه لا يمكن يكون بيعمل حاجه زي دي اكيد انت غلطان !!
فتح الباب على مصرعيه وابتسامته الساخره لاتفارق وجهه وأمسك يدها وقال بخفوت
_طيب هنطلع دلوقتي وأثبت لك أنه مش لوحده وهتشوفي حالا
استقلا المصعد الكهربائي وأخذ يحدجها بنظرات غامضه وجدها لا تنظر إليه بل تنظر إلى الأرض وضع أصابع يده أسفل ذقنها يرفع وجهها لمح عيناها ممتلئتان بالدموع لم يعقب على حالها ولكن دخل الشك قلبه فليست هي نفسها من كانت معه داخل الحفل لقد تبدلت تماماً توقف بهما المصعد حيث الطابق الثاني حيث الاضاءه تأتي من هذا الطابق تردد قبل أن يطرق باب الشقه ،فاستندت بذراعها على الحائط فقد شعرت بالإرهاق الشديد يسيطر عليها ،استجمع رابطه جاشه ودق جرس الباب ووضع ذراعه حول خصره وانتظر الرد ،كان نائم على الاريكه المبطنه وهي نائمه في غرفتها انتفضت من مكانها عندما وجدت دقات الباب خشت ان يكون والده هو الذي بالخارج فشهقت وركضت إليه توكزه في كتفه وقالت بخوف
_"عاصم " .......اصحى الباب بيخبط
انتفض من مكانه كمن لدغه عقرب ووضع كف يده على صدره وقال بعدم تصديق
_انتي ......متأكده ان الباب بيخبط يا "ميلا "
أومأت برأسها وقد اقشعر بدنها فمن المؤكد أن من سيراها الآن سيخطأ الفهم عن أخلاقها لامحاله ،نهض من مكانه وضمها إلي صدره يهدأ من روعها وخوفها وقال بإصرار
_متخافيش ....احنا مبنعملش شئ غلط وربنا شاهد على كده
_لا .....يا "عاصم " احنا أي حد هيشوفنا دلوقتي لازم هيفهمنا غلط ،افتح الباب وأنا هدخل في إي اوضه مش هقدر اتحمل الموقف كده أفضل ليك وليا كمان
وما أن استدارت بجسدها قبض على معصمها وقال بعدم تصديق
_احنا ... مش هنهرب لأننا مش بنعمل حاجه غلط وخليكي زي ما انتي أما اشوف مين اللي بره
وما إن توجه ناحيه الباب وفتح الباب وجد "رفعت " يرفع حاجباه عاليا مدعي الصدمه وهو يقول بخفته المعهوده
_ايه .....ده "عاصم زيدان "هنا مش مصدق عينيه
تنهد" عاصم "بارتياح عندما وقعت عيناه على "رفعت " رفع سبابته أمام شفتيه وقال بنبره جامده
_هش ...وطي صوتك انت جاي ليه و عايز ايه بالظبط يا أخينا انت
تراقص حاجبيه بمكر وغمز له بعدما أطلق صفيرا عالياً وقال بإصرار
_وحشتني .....بقالك مده مختفي قولت اجي أنا و"رؤى "نشوفك
ضغط على أسنانه حتى استمع صوت احتكاك أسنانه ببعضهما وأشار إليهما إلى الداخل وهو يقول بنبره متهكمه
_يا محاسن الصدف وكنت فين انت والهانم بقى يا" رفعت " بيه
دفعه" رفعت "فى ظهره بخفه ودلفا إلى داخل الشقه وقال له بتهكم
_انت .....بتحقق معايا انا ومراتي وإلا ايه !!! انت اللي بتهبب ايه ......
لم يكمل حديثه عندما لمح "ميلا " تقف على استحياء فتقدم منها وهو ينظر إليها بذهول قائلا
_عامله ....ايه يا "ميلا " أنا مكنتش اعرف انك هنا ،أنا بعتذر حقيقي
ابتسمت بمجامله وهي توزع نظراتها بينه وبين "رؤى" وقالت بخفوت
_ولا .....يهمك يا دكتور انا اللي بعتذر اني موجوده هنا لأن "عاصم "اصر ان أقيم هنا علشان مبقاش لوحدي وخصوصا ان ماما تعبانه جدا فخاف عليه من أهل الحاره
قطب جبينه بضيق فقد أيقن أنها تبرر وجودها مع "عاصم " حتى لا يفهم مكوثها في هذا المكان بشكل خاطئ وللحقيقه أنه لم يتوقع وجودها من الأساس ولكنه كان يريد مناكفه ابن عمه ليس إلا ، هم بالحديث ولكن اتسعت عيناه عندما وجد "رؤى "تترنح بجسدها بشكل ملحوظ ،تلقفها" "عاصم " لتسقط بين يديه فصرخ بذعر وهو يربت على خدها
_"رؤى " ......مالك يا "رؤى" ردي عليه يا حبيبتي
هزت رأسها بضعف وقد أصبحت الرؤيه أمامها مهتزه بعض الشئ وقالت بنبره خافته
_أنا .....كويسه يا ابيه شويه إجهاد مش أكتر صدقني
وقف" رفعت "مسمراً مكانه ونظرات الشك تقتله ماذا حدث لها اليوم فلقد كانت متوهجه ممتلئه بالطاقه والحيويه لتصبح بهذا الضعف والشحوب ،سقط على إحدى ركبتيه وأخذ يمسد على خصلاتها بخوف قد أصبح جالياً على عينيه وقال بضيق
_مالك .....يا" رؤى " انتي كنتي كويسه قبل ما نروح حفله "دينا "
أغمضت جفونها واعاده فتحهما مره أخرى وقالت بوهن
_هبقي ....كويسه انا عايزه ارتاح شويه
حملها رفعت بين يديه وهو يضمها إلي انفاسه يقربها من صدره ودخل بها إحدى الغرف ووضعها فوق الفراش وجلس بجانبها وأمسك كف يدها وقام بوضع قبله حانيه على باطن كفها وقال بخفوت
_لو ......اعرف اننا لما نخرج هيحصل لك كده مكنتش وافقتك ابدا يا "رؤى "
كان" عاصم" يقف بجانب الباب ينظر لها نظرات مذعوره فهي شقيقته الوحيده يخشى عليها كثيرا ،ولم يكن "رفعت " أقل منه خوفاً وذعراً ،تنحنحت "ميلا " وهي تتجه إليها وجلست بجانبها على الجانب الآخر وقد جلبت لها منامه لترتديها وقالت بجديه موجهه حديثها لهما
_ممكن .....تخرجوا علشان اغير لها هدومها لو سمحتم
وزع " رفعت " نظراته بينها وبين" عاصم" وقال بعدم تصديق
_هي .....هتنام هنا معاكى .....طيب اقول لعمي ايه ده اكيد هيسال عليها
_ملكش .....دعوه انا هتصرف متشغلش بالك انت .....
قالها "عاصم " وهو يخرج من الغرفه ويضع الهاتف على أذنه يتحدث إلى والده والذي أخبره بأنها قد مكثت عند" دينا " نظراً لسوء حاله "دينا" الصحيه ،أغلق الخط وهو ينظر إلى الهاتف بشرود ،أغلق "رفعت " باب الغرفه خلفه وقال باهتمام
_خد ....بالك منها يا "عاصم " هي شكلها تعبانه جدا
_انت ماشي وإلا ايه يا "رفعت " !!
حرك رأسه مؤكدا على حديثه ولكن استوقفه" عاصم " عندما قال بإصرار
_لا .....تعالا ريح جسمك على السرير وبكره نمشي سوا على المستشفى
هم بالحديث ولكن أشار إليه "عاصم " بالصمت فلم يجد من الحديث جدوى فدلفا إلى الداخل واسترخا كلا منهما بجسده فوق الفراش فكلا منهما كان غارقاً في أفكاره
بعد قليل عندما تأكد "رفعت " من هدوء انفاس "عاصم " تسلل على أطراف أصابعه حتى يطمئن عليها فلقد بدأ يشعر بالقلق ،كان عاصم مغمض العينين ولكن شعر بخطوات بطيئه نحو الخارج علم أنه هو رفع ساعده على عينيه وقال بتهكم
_عندك .........رايح فين يا" رفعت " !!
لوي "رفعت " شدقه عندما استمع الى صوته وعلم أنه لن يراها طالما شقيقها مازال مستقيظاً ،جلس بجانبه فوق الفراش وقال له بتساءل
_هو .....انت لسه منمتيش يا خفيف !!!
رفع حاجبه لأعلى ومازال يضع ساعده على عينيه وقال بسخريه
_عيب .....عليك أنام واسيبك ده انا عارفك حرامي قديم
رفع الوساده وضربه على رأسه عده مرات وقال بنفاذ صبر
_وبعدين بقى في البارد اللي قدامي ده يارب
اعتدل" عاصم " في جلسته و نظر إليه من أعلى أسفل ونفخ بضيق وقال بتهكم
_ انا .....بردو اللي بارد بقى عايز تدخل على البنات اوضتهم انت بتستعبط
تأفف "رفعت " وهو يحاول أن يستلقي على الفراش فقال بشك
_لا ....يا "عاصم " أنا فعلا قلقان على "رؤى " حالها النهارده مش عجبني
ضيق "عاصم " عينيه وقال مصدقاً على حديثه
_انا ....كمان مش مطمن "ميلا"كمان أحوالها مش عجباني خالص يا "رفعت "
.........................................................
دفنت رأسها داخل الوساده الصغيره وأخذت تشهق بخفوت لم تستطع أن تسيطر على نفسها أكثر من ذلك وتكتم كل هذا الحزن الدفين داخلها اعتدلت "ميلا " في جلستها وقالت لها بخفوت وهي تمرر يديها على خديها تزيل سيل الدموع الذي غرق وجهها
_فيكي ..شئ غريب يا "رؤى " لو خبيتي عليهم مش ممكن تخبي عليه ابدا إلا إذا كنتي شيفاني مش أهل للثقه دي
ابتلعت ريقها بتوجس فهي في أشد الاحتياج إلي صدر حنون وقلب رقيق يحنو عليها ويتفهم حديثها رغما عنها وجدت نفسها تقول بنبره خاليه من الحياه
_أنا ........حياتي مع" رفعت "هتدمر يا "ميلا " ومش بعيد لو عرف يقتلني
شهقت "ميلا " بصدمه وهي تقترب منها تنظر إليها بإستغراب فلقد أيقنت أنها قد اكترفت خطأ جسيم يصعب غفرانه فقالت لها بعدم استيعاب
_ليه ....يا "رؤى " عملتي ايه يستاهل العقاب ده
بدأت تبكي مره أخرى وأخذت تقص اليها علاقتها بهذا الحازم ودموعها تتساقط انهاراً لعل هذه الدموع تجعلها تستفيق وتعلم أنها كانت مخطئه ،تحركت حدقتي "ميلا " بعدم تصديق فآخر ما كانت تتوقع أن يكون لهذه البريئه علاقه بشخص آخر تصل لحد التهديد فقالت بدون وعي
_انتي .....بتهزري صح قولي انك كل اللي قولتيه ده هزار مش كده يا "رؤى "
هزت رأسها تنفي أنها مزحه فلم يعد الأمر يحتمل السخريه وارتمت بجسدها فوق الفراش تبكي فهي تعلم جيدا بالرغم من خفه زوجها ومرحه إلا أنه في غضبه يتحول إلى شخص آخر يصعب التعامل معه جذبتها إليها تحتضنها وقد بدأت" ميلا " تبكي هي الأخرى لحالها وقالت
_متخافيش ....كل شئ هيتحل بالعقل ،طيب ايه رأيك اتكلم مع" عاصم "وامهد له الموضوع !!
ارتعشت شفتاها وهي تستمع إلى هذا الاقتراح والذي لا يتقبله عقل أو منطق وقالت بذعر
_"عاصم " ..... انتي متعرفيش "عاصم " ده عصبي جدا واحتمال يشرب من دمي هو ورفعت ميختلفوش كتير عن بعض بس الفرق ان" رفعت" حليم شويه لكن لما بيقلب استحاله تعرفى أنه هو ده الشخصيه اللي كنتي تعرفيها أنا اعرفه كويس ...دبريني يا "ميلا " اعمل ايه !!
ربتت على ظهرها وهي تضمها إليها بقوه لم يقل خوفها هي الأخرى منه فهي تعلم عصبيته وتعلم أيضا أنه شخصيه لا تقبل الجدل أما كان الاستغراب من شخصيه "رفعت "والتي لم تصدق أنه بهذا التحول نظرت إليها ملياً فقد افتقدت ضحكتها والتي تلاشت ليحل بدل منها الجمود والحزن لا تعلم لما اهتمت بامرها وكأنها أصبحت مسئوله عنها فقالت بإصرار
_متقلقيش .....يا رؤى أنا هحاول أحل المشكله دي ونحاول نشوف حد كبير للسافل ده ونتكلم معاه علشان يضع حد لتهديده ده ويحترم نفسه ويبعد عنك
كم كانت كلماتها سهله وبسيطه ولكنها في حقيقه الأمر صعبه ومعقده في آن واحد ،مسحت "رؤى " دموعها وقالت بعدم استيعاب
_تقصدي .....ايه بكلامك ده !!!
سحبت الغطاء ودثرت به جسدها جيدا وهي تقول ببساطه
_هنشوف حد كبير، ولى أمره أو أخ كبير ونحكي له الوضع ده يمكن يقدر موقفك ويبعده عنك
أغمضت" رؤى" عينيها اخيراً فلقد توصلت لحل سليم ينتشلها من هذا المأزق وقالت بصدق
_مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه يا" ميلا " هو كان بيقول ان له أخ كبير اسمه" مراد " بيقول أنه شخصيته قويه ممكن يقدر يبعده عني بس يا ريت الموضوع ده يفضل سر توعديني انك مش ممكن تقولي السر ده لأي حد حتى "عاصم "
حركت رأسها إيجابا وأقسمت لها أنه سيظل سراً بينهما مهما كانت الظروف وقالت بخفوت
_والله العظيم ....لا يمكن اقول لأي حد على الموضوع ده حتى "عاصم " مش ممكن يعرف وده وعد مني طول ما انا عايشه يا "رؤى " أن شاء الله كل شئ يبقى تمام
_____________________________________
صعدت" دينا " الدرج بخطوات متثاقله فلقد كانت معنويتها محطمه لأقصى الدرجات لقد تركها وغادر بعد مشادتها معه ومع "سالي " تذكرت عندما سأل عليه أحد الحضور وكان الصمت هو حديثها إليه ماذا ستقول أنه قد انسحب ولم يأبى الشكل الاجتماعي،وكأن كرامته في المقدمه ثم تأتي هي بعد ذلك انتبهت على حديث "أكمل " والذي التزم المكوث داخل مكتبه حتى انتهى الحفل وقال لها بجمود
_يا ترى ....هجيلك نوم بعد ما ظلمتيني !!
توقفت عن الصعود ومازالت تواليه ظهرها فلقد أصبحت نفسيتها محطمه بعدما رأت تلك الأفعى ومرواغتها معه في الحديث فقالت له بنفاذ صبر
_أيوه ......هنام يمكن انسى اللي شوفته واللي لسه هشوفه يا"اكمل "
ابتسم بسخريه فلقد أصبح اتهامها له واضحاً هي لا تثق به مطلقاً ولكن هو لايلومها ولكن يلوم الظروف يلوم الماضي الذي جعل بينها وبينه مسافات لا حصر لها ولكن يئس نعم يئس من كثره المبررات والاعذار إلى متى سيظل يبرر وهي تتمردبهذا الشكل لم يدري بنفسه إلا وهو يصعد إليها بخفه ويطبق على مرفقها بهذه القسوه وقال من بين أسنانه
_دلوقتي ....."أكمل " بقي بيوريكي العذاب ألوان انتي مصدقه نفسك
تألمت من قبضته ولكن ادعت الجمود والبرود وقالت بدون وعي
_أيوه ....مصدقه نفسي لأن مش جديد عليك انك تعذبني ،انت قربك مني بيعذبني ،نفسك ده بيعذبني كلامك ليه بيعذبني حتى حضنك بقى بيعذبني لأنك مش ملكي
ولو كانت كلماتها تقتل لقتلته في الحال فهي أصبحت لا تحتمل هذا العذاب بل وتحمله هو المسئوليه لقد سئم طريقتها وأسلوبها الجارح له إلى متى سيتحمل تقلب مزاجها إلى متى !!
قبض على معصمها وصعدا بها الدرج ووصل إلى غرفته ودفعها بكل طاقتها وأغلق الباب عليهما وقال بعدم استيعاب ونبره محتده
_مش ....هتخرجي من هنا إلا لما تقوليلي أنا بعذبك ازاي !!
اتجهت ناحيه الباب وهي تحدجه بنظرات غاضبه وقالت صارخه به
_افتح ....الباب كده مش حل ابدا ،افتح الباب ده
حملق بها كثيرا غير مصدق عيناه عندما تقدم منها فتراجعت هي خطوتين أنها تخشى أن ينغلق عليهما باب واحد ،انعقد حاجبيه بدهشه فقد بدأ جسدها بالارتجاف واحتضنت نفسها وبدأت تتراجع إلى الخلف دون أن تشعر أوت إلى ركن بعيد تبكي فلقد خارت قواها وانهارت حصونها أمامه لمعت عيناه عندما وجدها تبكي اقترب منها وهم باحتضانها ولكن صرخت وتكورت على نفسها فقال بعدم تصديق
_"دينا"........انتي خايفه مني !!
انحدرت بجسدها على الأرضيه البارده وهزت رأسها بخفوت وقالت من بين بكائها
_أيوه ....بقيت بخاف منك ،بخاف تبعد وتسبني ،بخاف تكون اتسرعت في ارتباطك بيا وبخاف تكون لسه بتحبها وانت مش حاسس أو واعي ،أيوه الخوف بقى جزء مني يا "أكمل "
ابتعد عنها دون أن يشعر فلقد تغيرت كثيراً عن السابق أصبحت حتى لا تثق بذاتها ولا به منذ متى وكانت بهذا الضعف وباتت بهذه الهشاشه من يراها ينخدع بها وبقوتها الخارجيه ولكن من يقترب منها يفهم الحقيقه المره انها تخشى اقترابه وتخشى فقدانه ،جلس على المقعد واشاح بوجهه بعيداً عنها يحاول أن ينتقي كلمات يتحدث بها تليق بهذا الموقف وبشعوره الداخلي
_انتي ......مش بتثقي في أي حد ،انتي شايفاني نسخه من والدك ،فاكره اننا لما نتجوز ممكن اطلقك ووقتها أندم على جوازي منك أو اكون اتسرعت وحكمتي عليه فكنتي القاضي والجلاد ونسيتي انك بنت عمتي لا يمكن اضحك عليكي ابدا متفتكريش ان سعيد لما بشوف دموعك دي ، لأول مره أحس أنك مش شيفاني راجل يعتمد عليه أو يتحمل مسئوليه
رمشت بعينيها عده مرات غير مصدقه كلماته وأنه قد علم ما بداخلها ،نهضت من مكانها تنظر إليه بعينان شاردتان خاليتان من الحياه من السعاده مجرده من كل شئ فقالت بخفوت
_تفتكر ......كل اللي مريت بيه في حياتي والصدمه العصبيه اللي تعرضت ليها واكون لسه بعقلي أو في وعي أنا حاسه ان حمل على كل الناس اللي حواليه من أول ماما وانكل" حسين " حتى انت يا "أكمل " بقيت ................
ضغط بكف يده على شفتيها يمنعها من إكمال حديثها فلقد فاق الأمر قوه تحمله ،هل ترى نفسها الآن متثاقله عليه فهي مخطئه ولكنها أصبحت كل شئ لديه ولكن هي تجهل هذا بالطبع
_هش ....ولا كلمه لازم تعرفي انك لوحدك تكفيني واوعى يصورلك عقلك ان ليا علاقه بالست اللي هنا دي لأنها أقل شئ يتقال عنها أنها رخيصه فوق ماتتخيلي
رفعت راحتي يديها تتلمس وجهه بأصابع مرتجفه فقد اشتاقت إليه كثيراً ،انتبه على أصابعها التي أحاطت وجهه فابتسم إليها ابتسامه خفيفه ووضع قبله على جبينها وقربها منه أكثر وقال
_لازم .......تعرفي ان أساس إي علاقه هو الصبر والثقه ولازم يكون عندك الاثنين يا "دينا "
كانت تقف بالخارج تتنصت عليهما وضعت يدها حول خصرها ورفعت حاجبها بمكر وقالت بتوعد وانتقام قد جلي في نبرتها الشيطانيه
_ بقى انا رخيصه ،أما .....وريتك يا "أكمل" مابقاش أنا "سالي نصار "
________________________________________
مر أسبوعان كاملان ومازالت "ميلا " تفكر في أمر" رؤى " أنهت عملها ووقفت تحدق في اسم الشركه التي تقف أمامها شركات القاضي للاستيراد والتصدير تطابق الاسم بالورقه التي بين يديها فعلمت أنها تقف أمام المكان الصحيح مر من أمامها العم "مصطفى "المسئول عن المخازن وقال لها بتساءل
_بدوري على حد هنا يا بنتي !!
أومات برأسها وهي تحاول أن تتذكر الاسم فحكت خصلاتها بضيق وهي تقول بتساءل
_لو سمحت مين المسئول عن الشركه دي !!
انكمشت ملامحه فمن الواضح أنها تدعى الخجل فقال لها بشك
_انتي تقصدي البشمهندس ولا "مراد" بيه الاتنين أصحاب الشركه
علمت أن لهذا الحازم شقيقان فتذكرت الاسم الآن اسم شقيقه الأكبر فقالت بإصرار ونبره هادئه
_أنا عايزه" مراد" بيه من فضلك
أشار إليها لكي تصعد داخل الشركه وتوجه هو إلى المخازن لإنهاء بعض الأعمال الخاصه به
توقفت بالمصعد أمام مكتبه فوجدت إحدى الفتيات تنظر إليها بنفور ،مرت" ميلا " من أمامها وهي تقرأ الاسم الذي يعلو باب الغرفه مكتب مدير الشركه لم تعايرها اهتمام ولكن استوقفتها الفتاه وقالت لها بضيق
_ايه ......حيلك هي وكاله من غير بواب انتي عايزه مين !!
تاففت "ميلا "بنفاذ صبر وقالت لها بعصبيه
_أنا .....عايزه "مراد " بيه ممكن وإلا مش ممكن
رفعت "بيري " حاجبها بخبث ونهضت من مكانها تحدجها بنظرات غامضه وأخذت تدور حولها تنظر إليها بتمعن ثم قالت بتساءل
_وانتي .....عايزه" مراد "بيه في ايه بقى !!
التفتت إليها "ميلا "باستغراب وقالت بنفاذ صبر
_هو ....تحقيق وإلا ايه ،على العموم هو موضوع شخصي جدا
لوت "بيري" شدقها بتهكم وهي تقول بعدم تصديق
_للدرجه دي ....على العموم ثواني اشوفه في مكتبه وإلا خرج
جلست "ميلا "على المقعد تنفخ بضيق من هذه المتطفله التي تحشر أنفها فيما لا يعنيها ولكن نفضت عن عقلها تلك الأفكار وأخذت تفرك أصابعها ببعضهما تخشى أن تفشل في هذه المهمه
دلفت "بيري " إلى مكتب "مراد " وجدته خالي لا يوجد به غير "يوسف " الذي كان يجلس على المقعد وعيناه لا تحيد عن الأوراق التي أمامه فقال لها باهتمام
_خير ......يا "بيري " في ايه !!
تقدمت منه ووضعت أصابعها حول عنقه وقالت بخفوت
_وحشتني ......يا "يوسف " انت بقالك فتره متغير معايا
تآفف ببرود وهو يتحرك بمقعده وقال بتهكم
_وانتي ....شايفه ان الوقت مناسب للكلام ده خدى بعضك وروحي على مكتبك
_انت بتعملني كده ليه يا "يوسف " انت اتغيرت اوى
رفع حاجبه لأعلى ووضع الأوراق على المكتب بضيق وقال ليصحح لها
_اولا ......أنا بشمهندس" يوسف" طالما في الشغل يا" بيري " تبقى تحترمي نفسك وتتكلمي كويس معايا وإلا هقلب عليكي وقلبتي وحشه اوى صدقيني
قضبت بين حاجبيها بصدمه فلقد ادهشتها طريقته الجامده معها فقالت بعدم تصديق
_انت .....عايزني اتكلم معاك رسمي ،ماشي يا بشمهندس على العموم في بنت مستنيه بره عايزه مستر "مراد " في أمر شخصي جدا
تعالت ضحكاته عالياً فلم يستطع أن يتمالك نفسه من أثر حديثها الساخر وقال بعدم استيعاب
_واحده ......ست عايزه "مراد" وكمان في أمر شخصي ده من أمتي "مراد" له في الحاجات دي
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بنفاذ صبر
_يعني .....اعمل ايه دلوقتي ادخلها وإلا اقولها تمشي !!
أشار إليها بالصمت وقال لها بلغه الأمر والنهي
_خليها .....تدخل طبعا لما اشوف آخرتها ايه مع امور "مراد" الخاصه دي ومتقولهاش أنه مش موجود سامعه يا "بيري " يلا على مكتبك
وما ان خرجت من مكتبه نظرت إلي "ميلا "من أعلى أسفل بإشمئزاز وأشارت إلى غرفه المكتب وقالت بضيق ونبره تحذيريه
_اتفضلي ......ادخلي وياريت متتاخريش !!
رفعت "ميلا "حاجبيها بصدمه من طريقتها المتعجرفه وحملت حقيبتها إلى كتفها واتجهت ناحيه الباب وما ان سمح لها بالدخول ،ولجت إلى الداخل وملامح الارتباك قد سيطرت عليها وقد تعرق جبينها كما تعرقت راحتي يديها وقالت بخفوت وهي تنظر إلى الأسفل
_أنا ....آسفه ان جيت من غير ميعاد يا فندم بس كنت حابه اتكلم مع حضرتك في موضوع مهم
لم يصدق اذنيه عندما استمع الى صوتها بقى يحدق في الأوراق الموضوعه على المكتب ومازال يستمع إليها لقد أتت إليه بنفسها ودون ترتيب أو تدخل منه ،رفع رأسه ينظر إليه بمكر وهو يقول بتهكم
_مافيش ......داعي للأسف ربا صدفه خير من ألف ميعاد
أنت تقرأ
الخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمد
Romanceالخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمد جميع الحقوق محفوظة للكاتبة .... يست قويه على الإطلاق ليت لديها أنياب لتكشر عنها ولكن ضعفها وقله حيلتها جعلها لقمه سائغه سهل الحصول عليها وقفت تتأمل نفسها في المرأه وما آلا اليه حالها لم تتعرف على ملامحها من كث...