الفصل التاسع عشر ....."مشاعر عمياء "
الليله هي الليله الموعوده تشعر بثقل حملها لكنها أصرت أن تتفاني في عملها لآخر لحظه انهت نوبتها وهمت بإرتداء ملابسها ولكنها شعرت بألم أسفل بطنها عضت علي اصابع يدها في محاوله منها بالثبات ولكنها شعرت بتزايد الآلام جلست فوق المقعد وقد بدأ جبينها بالتعرق وبالرغم من شعورها بالاعياء الشديد الا أنها سحبت هاتفها للاطمئنان عليه فمنذ أن تشاجرت مع تلك الدخيله وهي لاتعلم عنه شئ ليته يعود إليها ويطمئن قلبها ولكن خابت ظنونها عندما رفض الاجابه عليها عبر الهاتف أغمضت عينيها بحسره تعلم بأنه في مقارنه لايستطيع أن يأخذ قراراً صائباً ولكن في النهايه عليه أن يحسم الأمر ،حاولت أن تنهض ولكنها لم تستطع زاغت نظراتها حينما دلفت "سهام " إلي غرفه الأطباء لتغير ملابسها فصدمت بها داخل الغرفه كان يحتم عليها أن تتساءل عن حالها فقالت لها بخفوت
_عامله ايه ....يا "أميمه "....؟
تناست تعبها للحظات ونهضت من مكانها وقد اغرورقت عينيها بالدموع لقد مر علي فراقهما وقت طويل كانت تريد أن تعتذر إليها نظراً لما تركته في نفسها من جرح عميق لم تكن تتوقع أن يحدث بينهما شئ كهذا وبالرغم من ذلك اقتربت منها وقد قبضت علي ساعديها بإشتياق ثم قالت بإرتباك
_انا .... بقيت كويسه لما شفتك يا "سهام " أنا ٱسفه علي كل كلمه قولتهالك في لحظه ضعف بتمني تسامحيني انتي طول عمرك قلبك كبير وعقلك أكبر ولايمكن تزعلي مني مش كده ؟
ابتسمت ابتسامه متوجه بالدموع ولكنها تماسكت حتي لا تفقد قدرتها علي الثبات وقالت وقد اختنق صوتها
_طول عمرنا بنقف جنب بعض وعمرنا مااستقوينا علي بعض يا دكتوره ،لما كنا حتي بنختلف في وجهات النظر كنا بردو بنوصل لحل يرضينا صدقيني انا مش زعلانه من رايك فيه يمكن رايك ده يكون جه في وقته علشان يصلح وضع كان غلط
اخفضت وجهها أرضاً وقد شعرت بالخجل الشديد من حديثها ولكن تابعت الأخري لتكمل بجديه
_ انا حقيقي بشكرك يا "أميمه " لانك خلتيني اخد بالي من حاجات مكنتش باخد بالي منها وكان وجودها في حياتي تحصيل حاصل
رفعت رأسها لأعلي وقد اشتدالٱلم عليها فأستدارت بجسدها وعضت علي أناملها شعرت صديقتها بأنها ليست علي مايرام فتساءلت والخوف يسيطر عليها
_ انتي ....فيكي حاجه يا ...."أميمه "!!
التفتت إليها وابتسمت ابتسامه لم تصل إلي عينيها لتخفي خلف هذه الابتسامه عذاب من نوع آخرفقالت
_ ابدا انا قلقانه علي "خالد " من وقت ما "أنس" فاق وهوبسأل عليه وانا مبقتش عارفه أقوله ايه
شقت ابتسامه واسعه إلي شفتيها عندما علمت بهذا الخبرواحتضنتها بشده دون أن تبالي لشعورها بالتعب وقالت بسعاده
_حقيقي "أنس " فاق أنا سعيده جدا ،انا مكنتش اعرف انا لسه راجعه المستشفي النهارده ، طيب ليه مش بتسألي علي "خالد " لازم تتمسكي بيه علشان ابنك مش لازم تسبيه لغيرك دي حياتك ومش لازم تتنازلي عنها
اخذت تنظر إليها بإعجاب لقد تغيرت للأفضل وقع بصرها علي حلقتها التي تزين كفها الأيسر فشهقت وهي ترفع كفها إلي عينيها وقالت بعدم تصديق
_وده حصل امتي ده !! بقي كده الجريمه دي تحصل وانا مش موجوده ومين سعيد الحظ ده اللي اخدك مني ؟
ضمت أصابعها إلي صدرها بسعاده وقد لمعت عينيها وهي تذكر اسم من احتل قلبها وسيطر عليه
_ "طارق " ده اجمل شخص عرفته في حياتي اد ايه كنت هخسر كتير لو مكنتش ارتبط بيه يا "أميمه "
لم تكمل حديثها الا ودلف إليهما بعد أن أشار إلي"أميمه " بالصمت فمنعت ابتسامه كادت أن تكشف امرها فتابع هو قائلا ً
_بقي كل الكلام الحلو ده ليه انا ..... مش مصدق ده انا ريقي نشف وهطلع معاش ولسه مسمعتش منك كلمه حلوه
انفجرت "أميمه " علي نبرته الساخره وباركت لهما عقد قرانهما ثم انسحبت بهدوء كي تطمئن علي صغيرها وقبل أن تفتح باب الغرفه للاطمئنان عليه تذكرت سؤاله الدائم عن والده وكيف ستجيب علي هذا السؤال سحبت حقيبتها وخرجت من المشفي لتنهي هذه الحيره استقلت سياره الاجره وتوجهت حيث هذا المكان والذي تركته بملئ إرادتها والآن تعود كي تسترد حقها مره اخرى تحركت بخطوات واهنه وماان طرقت الباب فتحت لها "سعاد " وتأففت وقالت بنبره بارده
_خير ......جايه ليه وعايزه مننا ايه.....؟
اخذت تحدق بعينيها يميناً ويساراً إلي الداخل لعلها تجده جالساً أو نائماً ولكن خابت ظنونها عندما وجدت المكان خالي دفعت الباب بذراعها وهدرت بعصبيه وبعينين جامدتين
_انا مش جايه علشانك انا جايه علشان "خالد " جوزي والا انتي خلاص قررتي أنه مبقاش جوزي وابو اولادي كمان
وضعت "سعاد " يدها في منتصف خصرها وقالت قاصده التقليل من شأنها
_اما إنك قليله الادب وبجحه كمان ازاي تهنيني وفي بيتي كمان لما يجي "خالد " انا ليه تصرف تاني معاه
خرج "خيري " من الغرفه ناهراً والدته فقال وهو يقف حائل بينهما مصححاً لها
_أمي ..... "أميمه " مغلطتش ومافيش داعي للتجريح ولازم تعرفي أن ده بيتها وبيت ولادها هي مش ضيفه هنا
نفخت "هبه " وهي تنظر إليها من أعلي إلي أسفل وغمزت ل"داليا " التي كانت في انتظاره حتي يعود من عمله وقالت
_ ماما مغلطتش يا "خيري " ولازم الدكتوره تستأذن قبل ما تدخل الذوق والأصول بيقولوا كده والا ايه يا "داليا " !!
_"داليا " ملهاش اي رأي علشان تقوله يا "هبه " ومش معقول يبقي بيتي ومراتي تستأذن قبل ماتدخل بيتها
انشرح صدرها عندما استمعت إلى صوته الاجش وتنفست الصعداء عندما اخرس الجميع بحديثه طال صمتهم فكسر هذا الصمت عندما سحبها من ذراعها ودلف بها إلي الداخل ابتسمت في قراره نفسها من شخصيته القويه رفعت عينيها الهائمتين بعشقه وأخذت تتطلع إليه بعدم تصديق اخذ ينظر إلى كل انش في وجهها احتضن وجهها بكفيه وأخذ يحملق بها وهو يقول
_انتي تيجي في أي وقت ..... انتي فاهمه !! ،ولازم تعرفي اني انا وكل مااملك بين ايديكي وتحت امرك
كانت تخشي أن يتغير ولكنها حمدت ربها بأنه مازال كما هو لم يتغير به شئ وضعت قبله بجانب فكه فتخضبت وجنتيه علي الفور أمسك كفها وساعدها علي الجلوس وقال لها وهو يخلع عنها حذائها العالي
_انتي مش عارفه أنه ده غلط وانتي في شهرك الاخير والا ايه يا دكتوره !!
صرت "داليا " علي أسنانها فلم يبالي بغيظها وتابع وهو ينظر إليها بطنها بعينين متشوقتين قائلا ً
_ شكل الواد ده هيشرف قريب مش كده باين عليكي !!
هزت رأسها عده مرات إيجاباً فأتسعت ابتسامته وهو يساعدها علي النهوض وماان نهضت حملها بين يديه وصعدا بها حيث الطابق الثاني ظلت تحدق به حتي دلف بها إلي الداخل واغلق الباب بقدمه وضعها فوق الفراش وهو يخشي عليها كثيراً تمتمت بنعومه متسائله
_وحشتني ..... بقي كده متسالش عليه يا "خالد " الفتره اللي فاتت دي كلها ؟ هو انا موحشتكش ؟
خلع سترته ورابطه عنقه وبدأ بفك ازرار قميصه وهو يراقب نظراتها المتشوقه إليه فقال
_مين قال كده ، انا قلبي وعقلي دايما معاكي بس سؤالك الاخير حيرني يا "أميمه " وكأنك اول مره تعرفي "خالد " انا شوفت في عينيكي كلام كتير من غيرماتقوليه بس كدبت نفسي
نهضت من مكانها تحتضن ظهره تطوق بذراعيها جسده وهي تشتم عبقه النفاذ وقالت بنبره هادئه
_ متلومنيش علي خوفي عليك ، انا مبقتش "أميمه " اللي تعرفها زمان انا اتغيرت انا ممكن اقبل بأي حاجه المهم تكون معايا
استدار إليها وأخذ يتطلع إليها بعينين ضيقتين لتتابع هي باكيه وهي تشهق
_ ايوه انا راضيه صدقني متستغربش يا "خالد " كان ممكن اثور واغضب زمان لكن دلوقتي انا غير ، انا اجي علي نفسي علشانك علشان تفضل كرامتك محفوظه قدام الناس ، المده اللي فاتت دي اتاكدت اني مقدرش اعيش من غيرك
رفع كفيها إلي شفتيه وبدأ يقبلهما بإشتياق جارف وهو يقول بهدوء
_ليه بتقولي كده؟ انا كمان مقدرش اعيش من غيرك ،بس كنت بحاول اكدب احساسي والشعور اللي كان مسيطر عليه
هزت رأسها لتوافقه الرأي وقدعلي نحيبها مسح دموعها بإبهامه وطبع قبله فوق جبينها المتعرق فتابعت هي قائله
_ الشعور اللي وصلك صحيح يا " خالد " انا موافقه حتي لو كانت الجوازه دي هتكسرني
شعور بالصدمه يلاحقه شعر وكأن الزمن توقف به للتو لقد جنت بالفعل هل جاءت لتبارك له زيجته بأخري ام جاءت لتنهي عليه لقد أراد أن يحسم الأمر لتأتي هي وتقسمه من الداخل إلي شطرين ضغط على ساعديها دون أن يشعر وهدر بعصبيه
_انتي بتقولي ايه !! عايزه تقوليلي انك موافقه اني اتمم جوازي من "داليا " هتبقي مرتاحه كده ردي عليه الكلام ده مش ممكن تقوله واحده عقله وبتحب جوزها وبتحافظ عليه
صدمته لم تقل عن صدمتها كيف تجرأت وطلبت منه أن يكمل زيجته بها ولكن لكي تنهي حيرته أغمضت عينيها الباكيتين وهي تستمع إلي لهيب قلبه من الداخل كان ينظر إليها بعينين ذاهلتين تحشرجت نبرته وهو يتابع
_ازاي قدرتي تطلبي مني طلب زي ده ؟ انتي بتتنازلي عن بالسهوله دي
ارتمت في صدره بقوه وتمسكت بقميصه ودفنت رأسها في جسده وهي تقول بٱلم
_ علشان احتفظ بيك شيفاك مش قادر تاخد قرار قولت انهي الدوامه اللي انت عايش فيها لوحدك دي
صك علي أسنانه بغل شديد وتحركت حدقتيه علي قسمات وجهها الشاحب وقال بعصبيه
_هتقدري تتحملي هتبقي سعيده وهي في حضني ، هتتقبلي أننا وهي يجمعنا سرير واحد هتبقي ......
وضعت يدها على شفتيه تمنعه من الإكمال وصرخت به وهي تقول بنبره راجيه
_كفايه ....بقي كفايه علشان خاطري ، انا السبب ولازم اتحمل نتيجه اخطائي للآخر
وأمام إصرارها وأمام تمسكها برأيها وعدم التراجع شعر بالاختناق يكبل عنقه فسحب سترته ومفاتيح سيارته وغادر علي الفور قبل أن يطبق علي عنقها وينهي علي حياتها ارتمت هي بجسدها فوق الفراش وأخذت تنتحب بقوه ، طلت "داليا " برأسها إلي الأسفل وجدته قد غادر ابتسمت ابتسامه شيطانيه وهي تقول لشقيقتها بتهكم
_ هو لو اللي في بطنها ده مات يا تري "خالد " هيزعل عليه اوي يا "هبه " ولا هينسي بسرعه !!
____________________________________________
وقفت أمام غرفته تحاول أن تفتح الباب ولكنه كان موصداً من الداخل وكأنه يحاول أن يلمم شتات نفسه بعيداً عنها وعن كذبتها الشنيعه عادت بها ذاكرتها منذ شهر تقريبا حينما دلفت إلي غرفته دون استئذان فقد نسي أمر الباب وتركه مفتوحاً علي مصراعيه كانت مرتديه روبها الاحمر الطويل وقد أطلقت العنان لشعرها بالانسياب ووضعت عطرها النفاذ ذو الرائحه العطره واقتربت منه تداعب خصلاته فهي مازالت زوجته رغم أنه هجرها بالفعل ولكن لن يستمر هذا الامر طويلاً فهي مازال يسيطر عليها حسها الأنثوي وانه تمنع عنها بمكره ودهائه لم يستطع رجلاً أن يغلب كيد النساء رفعت أصابعها تتحسس صدره العاري فقد كان نائماً مستسلماً لأحلامه التي ترافقه كثيراً بمفرده انتفض في مكانه وقفز علي حين فجأه كمن لدغه عقرب توترت ملامحها واخفضت بصرها أرضاً وهي تقول
_متخافش .... يا "أكمل " انا "دينا " مراتك كنت متخيل حد تاني
زفر أنفاسه بصعوبه وجلس علي طرف الفراش وهو يحمد ربه بأنه لم يكن أحد غيرها ضرب جبهته بخفه لقد غفي ولم يغلق الباب كما اعتاد دائما ً استشاط غضباً من طريقته الناعمه وقال لها ناهراً إياها
_هتخيل مين ؟ قصدك "سالي " مثلا ودي ايه هيجبها اوضتي يا هانم
اقتربت منه فبدأ يتراجع إلى الخلف يخشي أن يهتز أمام مكرها زعق بها وهو يقول
_عندك ...... ولازم تعرفي أن مافيش حاجه هتجمع بيني وبينك لأن مافيش حاجه هتتغير
رفعت حاجبها لأعلي وهي تستمع إلى نبرته الجامده لقد أصبح متبلد المشاعر والفضل يعود إليها ولكنها ستصلح ما أفسدته في السابق فقالت بنبره هادئه لاتكاد تسمع جعلته يتخشب مكانه
_ٱسفه يا "أكمل " انا جايه اعتذرلك بنفسي وعمري صوتي ماهيعلي علي صوتك ابدا وده وعد مني
ارتفعا حاجباه لأعلي بسخريه ولوي فكه وهو يستمع إلى اعتذارها الواهي منذ متي وهي تتحدث بهذه الطريقة لابد وأنها تخطط لشئ كبير حسه كمحقق جعله يشك في امرها ولكن ماالمفترض به أن يفعله فالطريقه التي يتبعها في عمله لن تتناسب معها كأنثي وخاصه بهذه الملابس الكاشفه تنفس الصعداء حينما توجهت ناحيه الباب لابد وأنها لم تجد جدوي من الحديث معه فستعود من حيث أتت ولكن لوي شدقه حينما أغلقت الباب بالمفتاح فجلس فوق الاريكه ووضع يده أسفل ذقنه اقتربت منه وجثت علي ركبتيها أمامه وقالت بخفوت
_لما كنت بتقسي عليه زمان كنت بتيجي لحد عندي وتصالحني علشان مكنتش بهون عليك ولما اتجوزتني وعدتني بالسعاده لكن دلوقتي السعاده دي انا مش حساها يا "أكمل " يمكن اكون غلط فيك بس ده من غيرتي عليك لما بغير مش بشوف قدامي الغيره بتعمي قلبي وكياني ، ماانا كمان معذوره انت فيك اللي صفات اللي تخلي اي ست تحبك يعني كان لازم تبقي كده
وعلي الرغم من حديثها الغير متناسق من وجه نظره الا أنها أدخلت السرور إلي قلبه بهذا الحديث اتسعت ابتسامته حينما لمح دمعه خائنه استقرت على خدها فقال لها بنبره هادئه
_انتي بتعيطي ليه دلوقتي بقي ،هو النكد ده بقي اسلوب حياه بالنسبه لك
فركت بأصابعها عينيها وقالت بنبره تشبه نبره الاطفال
_ابدا .........ده عينيه اطرفت مش اكتر يا حبيبي
زمجر وهو يستمع إلى اكذوبتها تلك الماكره ستودي بحياته يوماً ما ليتها تعلم بأنها هي من ملكت قلبه وكيانه ولكن لاشئ يطمئنها فدائما أبداً تصدق شيطانها أطبق علي جسدها ليحاوطها بين يديه وهمس إليها
_ احترت معاكي والله مبقتش عارف اعاملك ازاي ، اقرب تبعدي عني ،ابعد تقربي والله انا لو اتجننت هيبقي بسببك
لم تصدق انها الان بين يديه تجمدت مكانها عندما احتضنها إلي صدره تساقطت دموعها علي طول عنقه وقالت
_ انا اللي بقيت مجنونه بحبك ، قسيت عليه اوي وقدرت تهجر وتبعد كمان خايفه لأكون بضيعك مني من غير ما اشعر
وأمام اعترافها بحبه أخذ ينهل من شهد شفتيها قبل أن تعكرعليهما صفو هذه اللحظه استسلمت لقبلاتها بل وبادلته هذا الشوق الذي كاد أن يقتلها نهضت من مكانها وخلعت عنها روبها ورغبه جامحه بها في قضاء الليل معه مرت الساعات وكأنها دقائق تحاول أن تشبع كيانها من وجوده ،لم تنم مطلقاً في تلك الليله وظلت مستيقظه وعندما شعرت بهدوء أنفاسه ارتدت ملابسها و نهضت من مكانها متجهه إلي غرفتهما لتتناول بعض العقاقير الخاصه بها شعرت بإرتخاء أناملها فسقط الكأس من بين يديها انحنت بجسدها تلملم بقايا الزجاج المتناثرعلي الارض بمهاره فائقه لوهله واحده كان يعتقد بأنه يخيل إليه ذلك نعم لقد كذب عينيه التي يري بهما علي أن يصدق أن تلك المخادعه تري بعينيها لقد صدقها مثلما صدقها الجميع بأنها فقدت بصرها ولايعلم بأنها كانت تستغل قلبه كي يبقي بجانبها تراجع إلي الخلف وهو لايكاد يصدق بأنها أصبحت اكذوبه تحتل قلبه وكيانه وماان استدارت وجدته يقف متخشباً مكانه لا يبدي قبولاً أو رفضاً ركضت إليه فمنعها بكف يده أن تبقي مكانها وقال بعدم تصديق وهو يشير إليها
_بقي انا عمري كله محدش قدر يخدعني وانتي تخدعيني بالشكل ده ،اساءت لك في ايه علشان تخدعني عايز افهم !!
مشاعرها تجاهه لم تكن سوي مشاعر عمياء فهي تفكر بقلب اعمي وعقل أصم لا تسمع غير نداء قلبها فكرت كثيراً وجدت نفسها بأنها لاتملك اي مقومات تجعله يتمسك بها لجئت إلي الخداع كي تحتفظ به زوجاً لم تجد مايميزها عن باقي النساء كي يظل بجانبها فكرت بأن تدعي فقدان البصر كي تكتشف حقيقه مشاعره ، صمتت وكم كان هذا الصمت يمزقه رفعت رأسها وأخذت تنظراليه كثيراً وقالت مدعيه الثبات المزعوم
_انا مخدعتكش ، لو كنت بتسمي حبي ليك خداع فاسميه زي ماتسميه انا اي واحده كانت في مكاني كانت هتعمل اكتر من كده يا "أكمل " انا كدبتي مأذتش حد علشان تتأثر كده ومتلومنيش اني بحافظ عليك بشتي الطرق
صفعها علي خدها بشراسه لدرجه انها لم تشعر بفكها السفلي وعلي صوته ليعم ارجاء المكان وهو يقول
_بجحه وعينيكي جامده لسه بتكملي كدبتك للآخر ،كدبتك دي اذت مشاعري خلتني اعيش الذنب واني كنت السبب في اللي حصلك تأنيب الضمير مكنش بيفارقني لحظه ازاي وصلتك للمرحله دي ممرش عليه يوم واحد راحه من وقت اللي حصلك واقول لنفسي بقي انت تعمل فيها كده ،مكنتش بنام وانا شايفك ناقصك كتير كنت بحاول اعوضك واكون عينيك اللي راحت وفي الاخر يطلع كل ده تمثيل ، انتي معجونه من ايه عايز اعرف ؟
وضعت يدها على خدها بعدم تصديق لقد كسر كبريائها بصفعته انكمشت علي نفسها وهي تراقب نظراته الغاضبه وعينيه الضائعتين همست باكيه وهي تنظر إلى الأسفل
_ واحده مهزوزه تعملها ايه ، نصيبك كده يا "أكمل "
اقترب منها وأخذ يحملق بها وقال ضاغطاً علي كلماته
_ وانا ايه اللي يغصبني علي كده لو علي النصيب اغيره
علت دقات قلبها وكأنها فقدت حاسه السمع وهدرت بعدم تصديق
_انت بتقول ايه !! يعني ايه اللي يغصبك ونصيب ايه اللي هتغيره انت هت .....
بترت كلمتها حينما هزرأسه ليكمل لها جملتها الناقصه وتابع وقد شعر بالاختناق
_ايوه .....هطلقك ، انا وانتي خلاص حكايتنا انتهت ومبقاش بينا حتي الاحترام علشان نقدر نكمل
خرج من الغرفه بعد أن دفعها بكتفه دون أن يشعر ،ظلت واقفه أمام أعتاب غرفته لعله يفتح لها أو تسنح لها الفرصه الاعتذار اليه وجدت من يربت علي كتفها وهي تقول
_وبعدين يا بنتي بقالك شهر بالحال ده ولا بتاكلي ولا تشربي زي الناس خلي عندك امل ربنا كبير وكل مشكله وليها حل
تساقطت دموعها علي وجنتيها لتغرق وجهها وقالت هامسه برجاء
_ انا جرحته اوي يا طنط ياريته يسامحني مش علشاني انا علشان خاطر ابنه
ابتسمت "ٱمال " ابتسامه خفيفه ووضعت يدها فوق بطنها المسطحه وهي تقول بتساؤل
_انتي حامل ....يا "دينا " ؟ اكيد "أكمل " هيفرح اوي بالخبر ده
كان يقف يستند بظهره خلف الباب يستمع لحديثهما بداخله جرح غائر لايشعر به أحد ولكن هناك شعور اخر أضحي يحتل فكره هل حملت في هذه الليله والتي انكشف فيها المستور تُري ما السر وراء هذا التوقيت والذي حدث فيه هذا الحمل والذي انتظره شهوراً كثيره ليأتي الان بمحض الصدفة ويكتشف بأن هناك طفل صغير ينمو بداخلها
ابتسم ابتسامه ساخره عندما قالت بنبره متقطعه اجادت التحدث بها
_ تفتكري يا طنط ممكن "أكمل " يثق فيه ويصدق اني حامل اصلا
________________________________
عملها بالقرب منه كونها سكرتيره مدير مشفي "زيدان" جعلها تستحوذ علي مساحه لابئس بها ولاتعلم بأن هذه المساحه ستكبلها في يوم من الايام كانت تنقل المعلومات الخاصه به إلي ابنه خالته ربما لحصولها علي أموالاً طائلة مقابل أن تفشي بعض الأسرار دلفت إليها "ليليان " والتي تعمل كموظفه للاستقبال بالمشفي ولديها الكثير من التساؤلات والتي لابد أن تستمع إليها وان تجيب عليها لا مفر وجدتها تغلق الهاتف بعد أن أنهت مكالماتها السريه جلست أمامها دون أن تكترث لنظراتها المتعجبه ثم تمتمت بنعومه زائفه قائله لها بنبره بدت وكأنها طبيعيه
_ اكيد شغلك في الاستقبال ساعدك تترقي لدرجه انك وصلتي لمنصب السكرتيره الخاصه بمدير المستشفي مره واحده وده بقي لاخلاصك في العمل والا للرشاوي اللي بتاخديها من ورا شغلك هنا !!يا سمر
لم تتغير تعابير وجهها وظلت محتفظه بإبتسامتها واخذت تمرر أصابعها في خصلاتها وهي تقول
_اظن مش من حقك تتجاوزي حدودك معايا وشغلك كموظفه في الاستقبال ميسمحلكيش انك تتكلمي معايا باللهجه دي
ظلت "ليليان "تدور حولها في دائره مغلقه كي تبث الرعب بداخلها فقالت بذكاء
_علي فكره علاقتك ب"صافي عزام " مش هتشفع لك لما اكشفك لدكتور "عاصم " وخصوصا اني سمعت كلامكم مع بعض وعارفه كويس انك بتوصلي ليها كل حاجه وانك كنتي سبب رئيسي لما خدعتي "ميلا " ووهمتيها أن مامتها ماتت وان الدكتور كمان بقي مرتبط ب"صافي " هانم وقصاد كده اخدتي فلوس كتير ،مش عيب يا "سمر "تخوني ولي نعمتك بردو وبعدين توصل بيكي الدرجه انك تخططي وتدبري علشان تظلمي واحده عمرها ماأساءت اليكي
نهضت من مقعدها وأخذت تحوم بنظراتها يميناً ويساراً وهي تقول بنبره خافته
_هش اسكتي ... ووطي صوتك انتي جبتي الكلام ده منين عايزه اعرف !!
تشدقت "ليليان " بصوت مسموع وقالت وهي تداعب خصلاتها القصيره
_عجايب ....، بتسأليني يا "سمر " وانتي اكتر واحده عارفه أن الشغل في الاستقبال بنسمع فيه اكتر مانتكلم وانا بقي مااتواصاش عليه ودن بتسمع دبه النمله ،الا قوليلي طلعتي بقي من الموضوع ده بفلوس كويسه والا انضحك عليكي
اقتربت "سمر " من اذنيها وهي تقول ببريق من الامل كي تحثها إلي الانضمام إليهما
_ إلا كتير ،وهي كتير بعقل ده انتي لو تشغلي عقلك هتنولي الشهد بس لازم اي حاجه تسمعيها تعرفيني بيها الاول
انفتح الباب علي حين فجأه ليظهر هو بنظراته المترصده اليها وابتسامته الساخره والتي تزين محياه وقال لها بتهكم
_بس .. "ليليان " متعرفش الخيانه لأنها ببساطه مش شبهك ،انتي معندكيش ضمير وقليله الاصل ،اديتك فرصه لما شكيت فيكي ونقلتك من مكان لمكان علشان ارضي عينيكي الفارغه لكن الطمع والخيانه في دمك
وقبل أن تتحدث ببنت شفاه تلقت صفعه صارخه علي وجهها وأشار إليها وهو يزعق بها قائلا ً وقد خرج عن طوره الهادئ
_امشي اطلعي بره ، وبلغي الهانم اللي بتوصلي ليها الكلام اني ميشرفنيش انها تكون بنت خالتي انتي سامعه ...!!
اومأت برأسها عده مرات والتقطت حقيبتها وفرت هاربه من أمامه ،نظرت "ليليان " اليه متسائله
_ يعني انت كنت شاكك ومع ذلك موجهتاش بكل اللي عملته ؟
تنهد تنهيده خافته وتوجه إلى مكتبه فتبعته هي علي الفور لابد وأن تعلم ماهيته كيف يفكر ؟ جلس على المقعد ورجع بجسده إلي الخلف وقد شبك أصابعه ببعضهما البعض جلست أمامه وقد انتابها الذهول فقال لها برزانه
_من وقت مااتسرعت وصدقت "ميلا " في كدبتها وانا بقيت إلتمس الأعذار للغير وادي الفرص لحد مااللي قدامي يستنزفها كلها وقتها احكم بنفس راضيه علشان مظلمش ،لما سمعت "سمر " عرفت أن مكنش لها مبرر غير أنها تجمع اكبر قدر من المال لذلك انتهت اخر فرصه ليها هنا ، شايفك مستغربه كلامي علي فكره
تنحنحت بخفوت ونظرت إلى حدقتيه من الداخل لم تمنع نفسها من الابتسامه فأبتسمت بالفعل وهي تقول
_ ابدا .... بس عندي احساس ان جواك اسئله كتيره وعايز رد عليها أو محتار في الاجابه
يالا فطنتها وذكائها هل جاء اليوم الذي يحاكي فيه فرد من أفراد "القاضي " يالا سخريه القدر تقدم بجسده إلي الأمام قليلاً وقال مبتسماً وكأنه يفكر بصوت عالي كي تشاركه أفكاره
_هل من المنطق أن شخص يتهم نفسه بأسوء اتهام علشان ينتقم من اللي قدامه ؟ ممكن ده يحصل يا "ليليان "؟
رمشت بأهدابها عده مرات وكأن السؤال لم يكن مقنعاً وكافياً لعقلها كي يستعب فقالت بعدم فهم
_مش فاهمه .... تقصد أن ممكن ست تتهم نفسها ظلم علشان تنتقم من الشخص اللي قدامها وده علشان ايه !!
مط شفتيه وكأنه غير قادر على فهم مايدور بداخل عقلها نهضت من مكانها وقد شحب وجهها وقالت بإرتباك
_اللي يعمل كده مالوش غير حل واحد يا دكتور مالوش تاني
ترك مقعده ووقف في مقابلتها وكأنه يريد أن يكذب ماوصل اليه عقله فقال بإنكسار
_ يكون بيداري علي كارثه أو خايف حد يعرفها مش كده !!
لمعت عينيها بوميض من الحزن وقالت بنبره متحشرجه
_او يكون خايف علي اللي منه يتأذي بسببه علشان كده فضل أنه يبقي لوحده
اندفع "أدهم "الي الداخل دون أن يكترث لحديثهما وقال بنبره غاضبه وهو يشير إلى "عاصم "
_ازاي ....يا دكتور تسمح للدكتور "رفعت " أنه يدخل المستشفي في الوقت ده !!
..........................................................................
منذ أن علم بخبر مرضها وهو لم يغلق له جفن أخذ ينتظر داخل سيارته أمام المشفي واستغل تناول أمن المشفي لوجبه العشاء وقفز من فوق السور الملاصق للمشفي ركض بكل قوته إلي الداخل وهو يضع كف يده بجانب وجهه كي يداري ملامحه والتي لم تكن مجهوله بالنسبه إليهم سار في الرواق المؤدي الي القسم النفسي وأخذ يتطلع إلي الغرف حتي عثر عليها فتح الباب بهدوء فوجد الممرضه بجانبها وما أن رأته شهقت بصوت مسموع جز علي أسنانه وهدرا بعصبيه وهو يشير إليها بالخروج فخرجت مسرعه اتكأ بمرفقيه فوق الفراش وأخذ يلملم خصلاتها المتناثرة فوق الوساده الصغيره ابتسم وقد أدمعت عيناه وهو يراها بهذا الشكل فقد فقدت وزنها بشكل ملحوظ وشحب وجهها وتساءل هل هو يستحق أن تصل إلى هذه الدرجه من أجله ؟ همس إليها بجانب أذنها مازحاً
_فكره لما كنتي بتعملي نفسك نايمه علشان محدش يعرف انك عملتي مصيبه ولما يصحوكي تجري تستخبي ورايا علشان عارفه أن محدش هيقدر يقرب منك طول ماانا موجود
ثم تابع وهو يمرر أصابعه علي قسمات وجهها الشاحب وهو يقول بإصرار
_عارف أن قسيت عليكي ويمكن اكون ضغط عليكي بكل قوتي بس في المقابل كنت بقسي علي نفسي ،عارفه انا امي مش فاكرها مش فاكر حتي ملامحها حمدت ربنا لما لقيتك بتبادليني نفس المشاعر وقولت هو ده التعويض اللي استحقه بعد سنين حرمان مكنتش أتوقع أن العيله اللي شيلتها وهي صغيره تبقي هي نفسها اللي شوفتها في الوضع ده لو مكنتش حبيتك كان ممكن مايفرقش معايا اللي شوفته كان ممكن اتغاضي عنه واسكت انا كمان لو مكنتش مهم في حياتك مكنتيش وصلتي للمرحله دي انا اكتشفت أن كل واحد فينا مايقدرش يعيش من غير التاني يا "رؤي "
رفرفت بأهدابها عده مرات وكأنها في حلم لا تريد الاستيقاظ منه فتحت عينيها الواهنتين لتجده ينظر إليها وقد غلفت حدقتيه هذه الطبقه الشفافه حاولت النهوض وقد ساعدها علي هذا فنهضت وعيناها لاتحيدان عن عينيه وقالت بنبره خافته
_ انت جرحتني اوي يا "رفعت " خلتني احس اني نكره ملهاش معني ولاوجود عارفه اني رخيصه في نظرك بس والله العظيم من وقت ماحبيتك وعمري ماخنتك حتي اللي اسمه "حازم "ده انا مبقتش شيفاه ،انت خلتني ماشوفش غير راجل واحد بس اسمه "رفعت زيدان " لكن "زين الحديدي " انا معرفوش عمره ماحبيته ولا هحبه شخص غريب عني
ابتسم لها وهو يلحظ الطريقه الساخره والتي تتحدث بها فقال لها مؤكداً
_هتصدقيني لو قولتلك ان انا كمان عمري ماحبيته بس كان لازم علشان اجيب حقنا يا "رؤي " دم ابويا لسه بيصرخ في أيدي وكنت خلاص هوصل للحقيقه بس اخترتك انتي ورميتي كل حاجه ورا ضهري
ارتعشت شفتيها وهي تقول ببلاهه قد أفقدته الباقه المتبقيه من عقله
_يعني خلاص هتردني لعصمتك والا خلاص كده لازم محلل يا "رفعت "
لم يستطع أن يمنع نفسه من الضحك أكثر من ذلك فأنفجر ضاحكاً علي قله إدراكها وعدم وعيها وقال مصححاً لها
_محلل ايه ...بس اه ماانتي اخوكي "عاصم زيدان "حقيقي ، الموضوع مش محتاج لكل ده يا "رؤي " انتي لسه مراتي
صرخت بأعلى صوتها وهي تتعلق بعنقه وتمتمت ببعض الكلمات الغير مفهومه فلم تلتقط أذنه غيرالقليل
_ يعني هنتجوز ، ونجيب بنت تسميها علي اسمي يا "رفعت "
حاول أن يفك تشابك أصابعها ولكنها قبضت على عنقه بكل قوتها ، دلفت إليهما وهي تحمل بعض الأوراق الهامه وسارت نحوهما علي استحياء وقالت بإبتسامه تشبه الاموات
_ كنت متاكده اني هلاقيك هنا ....يا "زين " أسفه اسم "رفعت " تقيل عليه
نهض من مكانه وهو ينظر إليها بعينين متسعتين لقد اتت لتشهد علي حبهما وقوه تماسكهما ببعضهما البعض ولتعلم بأنها لم يكن لها مكان بحياته من قبل هدرا بعدم تصديق مردداً اسمها
_"سيرين " ..............!!
اومأت برأسها ولازالت محتفظه بإبتسامتها المزيفه والتي تزين شفتيها الزرقاء وقالت بنبره خافته
_ايوه ...."سيرين " واللي وجودك جنبها كان جزء من رد الجميل بشكرك عليه ،جيت علشان اقولك اني سعيده علي الايام اللي قضتها معاك واني مدينه لك بالباقي من عمري وجيت اردلك جزء بسيط من الدين ده
قدمت اليه الاوراق التي تحملها بأصابع جامده فنظر إليها بعينين متسائلتين فقال لها
_ايه الاوراق دي يا "سيرين " ........؟
تلاشت ابتسامتها تدريجياً وهي تقول بنبره حازمه
_دي الاوراق اللي استنيت عليها كتير علشان تثبت حق والدك نسخه من عقد الشراكه اللي كانت بين "مختار " وبين بابي ووالدك واللي بتأكد أن والدك اتقتل بسبب الاوراق دي خدها يا "زين " وقدمها كمستند ضد "مختار " وانا هخلي بابي يشهد المره دي بالحق لازم القضيه تتفتح من تاني والظالم ياخد جزاءه والحق يرجع لأصحابه
هذا ماكان ينقصها ظهور هذه المتطفله الان لوت شدقها وهي تستمع إليهما ،التقط الاوراق بأصابع قويه وقدم إليها الشكر والامتنان وماان همت بالخروج شعرت بضعف قلبها غرست أصابعها في صدرها واستسلمت لشعورها بالسقوط أسرع إليها وهو يتحسس نبضها اقتحم "عاصم " الغرفه وهو يحملها بين يديه متجهاً بها حيث غرفه العمليات ركض "رفعت "خلفه وهو يقول له بعدم استيعاب
_انت .... هتعمل ايه يا "عاصم " !!
جز الآخر علي أسنانه وهو يضعها على السرير النقال وقال صارخا ً به
_هكون بعمل ايه يعني ،دي لازم تدخل العمليات فوراً ولازم حد من عيلتها يمضي علي الموافقه يا خفيف
توقف عن السير وهويتذكر قائلاً وهو يراقب نظرات "رفعت " إليه
_علي مانستني حد من أهلها يجي تكون راحت مننا نادي علي "ليليان " من الاستقبال بسرعه
حك مقدمه رأسه بعدم فهم وقال له بتعجب وهويسير متجهاً إلي الأسفل
_حاضر ....يا "عاصم " بس ايه علاقه "ليليان " ب"سيرين " علشان تيجي
صرخ به وهو يشير إليه أن يسرع في احضارها وهو يقول من بين أسنانه
_ "ليليان مختار " تبقي اخت " سيرين الجارحي " يا لا يا حضرت المحقق بسرعه
تخشب مكانه وقد زاغت نظراته يمينا و يساراً قائلا ً بعدم تصديق
_إااايه ....... !!
____________________________________
كان يتمني أن يكون قد انتابه كابوساً مفزعاً علي أن يكون هذاهو الواقع المؤلم خرج من سيارته وهو لايكاد يصدق أن أمر ربه قد نفذ بفراق قطعه منه كان له كل ماتبقي من الحياه والان اصبح دون رفيق يؤنس وحدته وقف يتأمل هذه اللوحه الرخاميه والتي ترسخت عليها اسم صغيره لم يكن يتوقع أن يحتضن هذا القبر جثمان الصغير كانت تقف بالقرب منه تنظر إليه بعدم تصديق فقد اهتز الجبل وتمرد علي الواقع وتساقطت دموعه دون أن يشعر غرست أصابعها فوق كتفه وقالت بنبره خافته
_طول عمري بشوفك اقوي من الصدمات وقلبك ميت لاول مره بشوفك بالشكل ده خالي من الجبروت من القوه من الطغيان والغرور اول مره بشوفك انسان عنده مشاعر زينا
قبض علي أصابعها واستدار إليها وبعينين لامعتين خالتين من الحياه قال لها دون سابق إنذار يذكر
_ انا ٱسف ........ يا "ميلا " !!
سحبت أصابعها بهدوء وأخذت تتأمل كفها المرتعش بعدم استيعاب وهي تحدق به لقد اعتذر إليها حقاً لقد تمنت هذه اللحظه كثيراً أن يخضع لها ويكن ذليلاً أمامها ولكنها أتت متأخره فلم تكن مرضيه لها مطلقاً تمتمت بعدم تصديق وقد اتسعت عيناها علي وسعهما مردده كلمته وقد انزلقت دموعها علي خديها
_أسف ..... ؟ دي تقولها لما تدوس علي رجلي أو تخبطني كتف مش مقصود إنما انت دوست علي شرفي وقضيت علي مستقبلي و اللي كان مصبرني علي الحياه خلاص راح دلوقتي لازم امشي وياريت تنسي "ميلا "للابد يا "يوسف "
اغمض عينيه وهو يستمع إلى حديثها لقد انهي عليها وعلي ماتبقي منها فأصبحت بقايا انثي قبض علي كفها وهو يقول نافياً
_ انا مش ممكن افرط فيكي ولازم تعرفي أن وجودك مانع ظهور الشيطان اللي جوايا ياريت تديني فرصه تانيه مش علشاني علشان خاطر "براء " يا "ميلا "
لازال يستغل الفرص لصالحه عن أي شيطان يتحدث لقد تناسي مافعله بها اين هو من صراخها وبكائها كي يتركها وشأنها الان يتحدث عن التسامح عن الغفران منذ متي وهو ينساق خلف هذه الاكاذيب بالنسبه إليه نظرت إليه بعينين شامتتين وهي تقول كي تذكره بمعاناتها في السابق
_وعدتك انك هتيجي لحد عندي وتعتذر ووقتها كابرت وشوفت أن ده شرف مستهلوش ، كنت دايما بتشوف نفسك فوق الاعتذار فوق القانون فوق قدرات البشر ونسيت انك انسان بتمر بمراحل انكسار ،استقويت ونسيت ان فيه الاقوي منك شاهد علي كل أفعالك ، اترجيتك كتيرمسمعتش غير صوت شيطانك اللي دايما شايفه هو الصح ونسيت ان فيه المنتقم الجبار ،متخيل ايه ده انت لو فضلت عمرك كله تعتذر انا مش مسامحه يا بشمهندس اصل انا زيك مش بسامح في حقي بسهوله
اهتزت نظراته بعدم تصديق لديها قوه تسيطر عليها قوه لايستهان بها عيناها اللامعتان بهما بريقاً واضحاً لازال متماسكاً رغم جمود حديثها فقال لها بصوت خشن
_عمرك ماكنتي تعرفي الشماته يا "ميلا " مش لايقه عليكي لانك نضيفه من جواكي متخليش غضبك يعمي قلبك متبقيش زي والغضب يسيطر على قلبك ويخليكي مش عارفه حتي تحبي اللي منك ،انتي اقوي مني اكيد
تراجعت وهي تنظر إلى قبر الصغير وأشارت اليه وهي تقول ببكاء
_انت فاكرني شمتانه فيك أنه مات ....يبقي متعرفش انا كنت بحبه ازاي ؟ لازم تعرف ان كان في ايدك نعمه مكنتش حاسس بيها ماهو البني آدم اللي ميقدرش نعم ربنا عليه يبقي ميستهلهاش وانت مقدرتش
اغمض عينيه وهو يستمع إلى حديثها بل الي وعظها إليه لقد لقنته درساً عن فضل الله عليه ونعمه التي لا حصر لها هز رأسه مؤكداً علي حديثها وقال وقد هدأت نبرته
_عارف ومتأكد انك كنتي بتحبي "براء " ومعنديش شك في حبك ليه بس انا دلوقتي بمد ايدي ليكي وبطلب منك تديني فرصه اخيره وهديكي الوقت الكافي انك تفكري
ارتفعا حاجباها لاعلي بعدم تصديق من المفترض بها أن تتناسي كل ماحدث لها وأن تبدأ معه من جديد من يظن نفسه إذا ، اتسعت عيناها علي وسعهما وهدرت ساخره
_والمفروض أمسك ايدك وابدا معاك من جديد وانسي ببساطه كده كل حاجه حصلت انت بتفكر ازاي هاا بتفكر بأي منطق انت عارف اللحظه اللي سحبت روحي بأيدك اتمنيت الموت كام مره !! طيب عارف مدي احتقاري ليك اكيد مش عارف لان اللي زيك فاقد للشعور والاحساس
قبض على ذراعها بأصابع متملكه وتحدث بغضب عارم وهو ينهرها قائلا
_بالرغم من كل كلامك ده الا اني مش قادر اكرهك ،ومشاعري من ناحيتك زي ماهي
نفضت ذراعها بقوه واقتربت لتنظر إلي عينيه الحادتين وهي تقول برجاء
_ خليني امشي وانا هحاول انسي أني قابلتك في يوم من الايام وصدقني هفضل ممنونه لك طول عمري انك وافقت علي طلبي بإرادتك ، وبلاش دايره الانتقام اللي انت عايش علشانها دي
تركها وتوجه ناحيه سيارته قاصداً الرجوع الى مزرعته فنفخت بضيق وهي تجلس بجانبه صمت تام يسيطر عليهما حتي وصلا المكان المقصود كان شقيقه "مراد " في انتظاره ،هبطا من السياره فأقترب منه "مراد " قائلا ً
_الامانه ....وصلنا ليها وهي دلوقتي في المخزن يا "يوسف "
لوت فكها من المؤكد بأنها أحد البضائع التي يقوم بالإتجار بها رافقه حيث المخزن وتوارت هي خلف الأنظار كي تشبع فضولها ضيق عينيه عندما سحب شقيقه هذا القناع الأسود الذي يغطي وجه الشخص المقيد بالحبال شهقت هي مردده اسمه
_ مش ممكن"سعيد "....... !!!!!!!
يتبع
أنت تقرأ
الخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمد
Romantizmالخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمد جميع الحقوق محفوظة للكاتبة .... يست قويه على الإطلاق ليت لديها أنياب لتكشر عنها ولكن ضعفها وقله حيلتها جعلها لقمه سائغه سهل الحصول عليها وقفت تتأمل نفسها في المرأه وما آلا اليه حالها لم تتعرف على ملامحها من كث...