الفصل السابع والعشرون ........"تهديد "
كان نائما مستسلماً لاحلامه التي لا تنتهي ،كان يحرك رأسه والعرق يتصبب من جبهته بغزاره وكأنه يحارب واقعه في أحلامه وكأن الدنيا قد ضاقت به فأصبح يرى مستقبله دون ملامح ، وكأنه يشعر بها وكأن روحهما قد تلاقت للتو ،حدق به "رفعت "كتيراً وجده مستسلماً للعالم الآخر ترقب حبات العرق اللامعه على طول عنقه انقبض قلبه عليه ،انتفض "عاصم "من نومه مفزوعاً واضعاً كف يده على صدره وبدأ يلهث وكأنه كان يركض في ماراثون صرخ دون أن يدري ،اتسعت حدقتي "رفعت " على وسعهما وقال له بلهفه
_مالك ........يا "عاصم " نفس الحلم بردو ده بقي بيتكرر معاك كتير
ابتلع ريقه ببطء وأمسك زجاجه المياه وصب بعض من المياه داخل الكوب الزجاجي وارتشف القليل من المياه ووضع الكوب على المنضده وحرك بانامله خصلات شعره وقال بعدم استيعاب
_مش ....عارف يا "رفعت " الحلم ده مش راضي يفارقني
هز "رفعت" رأسه بيأس لأول مره يرى صديق عمره بهذا الشكل ،هل أحبها لهذه الدرجه هو لا يشعر بنفس شعوره ولكن يعلم بأنه يمر بالكثير من الضيق والحزن ،جلس بجانبه وربت على ساقه بهدوء وكأنه يواسيه وقال له بخفه
_حد ......ينام النومه دي يا بني آدم !!!
تنهد" عاصم " بصوت مسموع لما دائما تتردد عليه في أحلامه لقد افترقا إلى الأبد ، ما سر ظهورها الآن ،ولكن علم أنها ليست على ما يرام ، رفع غابتي الزيتون بأسى وحزن وقال بخفوت
_حقيقي .... قلبي مش مطمن ... حاسس أنها في ازمه يا "رفعت "
أغمض عينيه واخذ يهز رأسه بيأس لقد انتابه كابوس مفزع ،فقد كانت تقف داخل حفره عميقه منكمشه على نفسها وعيناها مهزوزتان تتحركان يميناً ويساراً تتساقط دموعها على خديها في صمت وما أن ظهر هو أمامها انبطح على وجهه ومد ذراعه إليها هزت رأسها نافيه اقترابه منها ولكن كان مصر على على التقاط ذراعها وما أن قبض على كف يدها وجد أصابعه ممتلئه بالدماء فقد كانت غارقه في دمائها ولكن ما جعله ينتفض من مكانه عندما وجد من يطعنه في ظهره من الخلف بسكين حاد ،علم بأنها وقعت في كارثه ،قطب جبينه بدهشه هل مازال يفكر بها بالرغم ما حدث منها !!!، لما دائما تسيطر على تفكيره إلى متى هذه المعاناه ،آفاق على صوت رفيقه وصديقه الصدوق وهو يقول بتساؤل
_لسه بتفكر ....فيها يا صاحبي وقلبك عليها يا "عاصم "
لمعت عينيه من الداخل وتحركت حدقتيه بعيداً عنه وكأنه يهرب من نفسه لا منه ،لقد سئم حياته لما دائما الدنيا تعانده ماهو الذنب الذي اكترفه لكي يشعر بهذا العذاب ،نعم لقد أراد لها العذاب كي تشعر بمعاناته وتمزقه من الداخل جزاء خداعها ومكرها ولكن بعد هذا الحلم دعي ربه بأن يحفظها من أي سوء كما تمنى ألا يستجاب دعائه
_بتمنى .....أوقات اكون عايش في كابوس واكذب نفسي وأن اللي حصل ده يكون مش حقيقي،بس للأسف هو واقع وكمان واقع مرير مش قادر اغفر لها ابدا حاسس أنها أكبر كذبه في حياتي ،يمكن اكون مشتت مكنتش اتوقع أنها تتآمر عليه مع العيله القذره دي وأنها كمان تدبحني بالشكل ده وتعترف بكل سهولة أنها على علاقه بيه
ترقب "رفعت " كلماته هي نابعه من قلب جريح يتألم ما حدث له ليس بالأمر السهل وخاصه من هذه العائله والتي يكرهها من أعماق فؤاده فهذه العائله ليس لديها مبادئ في حياتها ودائما حياتهم فوق القانون ، نظر إليه نظرات متعجبه وقال له بتساؤل
_دخلت ......العمليات علشانها .......صح ولا غلط !!
ابتسم بشحوب وكأنه يتذكر حديثها بإنه سيأتي اليوم الذي يدلف فيه إلى حجره العمليات وسيعود من جديد ولكن تلاشت ابتسامته عندما تذكر حديثها اليائس بأنها لن تحضر هذا اليوم فقلبها يحدثها بأنها سيحدث لها شئ يمنعها من رؤيه هذا الحدث
_للأسف أيوه ......لكن كان عندها احساس أنها مش هتشوف اليوم ده ابدا
ربت "رفعت" على منكبه بهدوء وكأنه يحثه على الوقوف على أرض صلبه ثابته ،وأن ينسى فهناك أشياء قابله للنسيان حتى يتسنى له ان يبدأ من جديد
_انسى ......يا "عاصم " وابدأ من جديد العمر قدامك الدنيا مش بتقف على حد
أغمض عينيه يحاول أن يستجمع رابطه جأشه وقال دون تردد
_ تفتكر هعرف ابدا من جديد !!!!..........انا شغلى بقى كل حياتي وبس والحمد لله أنا كنت عند وعدي ليها ونفذت طلبها كده انا راضي عن نفسي
____________________________________
أنت تقرأ
الخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمد
Romanceالخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمد جميع الحقوق محفوظة للكاتبة .... يست قويه على الإطلاق ليت لديها أنياب لتكشر عنها ولكن ضعفها وقله حيلتها جعلها لقمه سائغه سهل الحصول عليها وقفت تتأمل نفسها في المرأه وما آلا اليه حالها لم تتعرف على ملامحها من كث...