الفصل الرابع والعشرون

13.8K 381 155
                                    

الفصل الرابع والعشرون ......(مؤامره )
لم تكن تقصد ما قالته ولكن كانت تريد الفرار تريد الرحيل ،فالكلمه إذا خرجت كالرصاصه إذا انطلقت لاتعود مره أخرى لقد طلقها وانتهى الأمر ولتبدأ من جديد بعيد عنه وعن حياته الثريه ترجع إلى حياتها مع والدها وزوجته مره أخرى لم تنسى معامله زوجه ابيها  السيئه لها ولكن ليس بيديها حيله ،افاقت من أفكارها عندما قال لها سائق سياره الاجره
_وصلنا ........يا مدام !!
هبطت من السياره وهي تحمل صغيرها على كتفها واليد الأخرى تمسك بها حقيبه ملابسها ،تنظر إلى منزل أبيها المتواضع تقارن بين حياتها في السابق وحياتها التي عادت إليها  مره أخرى ،تعلم بأنها لن تجد الراحه في هذا المكان ولكن ستحتفظ ببعض من كرامتها بعيداً عن حياه عائله "الصيرفي " باكمالها وقفت أمام باب الشقه تدق الجرس بأصابع مرتجفه ففتحت لها "زينات " وقد شهقت بصدمه وهي تراها تحمل حقيبه ملابسها فأخذتها منها على مضض وبملامح بارده ووجهها الممتعض سألتها بضيق
_يا اهلا .....يا"اميمه " اومال فين "خالد "
وضعت صغيرها على الكنبه الصغيره التي توجد داخل الصاله وقالت وهي تلتقط أنفاسها
_ مسااافر ....يا طنط لأنه عنده شغل كتير لازم يخلصه
تشدقت "زينات " واشاحت بوجهها بعيدا عنها وهي تتجهه ناحيه غرفه نومها تنادي على زوجها "عبدالحميد " وقالت له بنبره مختنقه
_قوم ....يا" عبدالحميد " بنتك بره و معاها ابنها" أنس " اصحى يا "عبدالحميد "
استيقظ من نومه ونهض من مكانه يرتدي خفيه البيتي وتوجه ناحيه غرفه المعيشه فوجدها جالسه تداعب خصلات صغيرها بشرود فقال له بنبره معاتبه
_عاش ...من شافك يا دكتوره ....كده يا بنت "عبدالحميد " الغيبه دي كلها
ارتمت في صدره وأخذت تبكي فلقد وجدت حضن دافئ تلجأ إليه اخيراً فعند المحن تضيق القلوب بما لا طاقه بها رفع ذراعه يربت على ظهرها بحنو تعالي صوت بكائها المستمر فرفع حاجبيه بدهشه وقال لها بتساءل
_مالك .....يا" اميمه " وليه جايه لوحدك بعد نص الليل وفين "خالد "يا بنتي
اسئله كثيره وجهت إليها ولكن لن تستطيع قول أي شئ الآن ليست على استعداد لذلك ،كيف تقول له بأنها قد طلقت وخرجت من بيتها بلا عوده ليس لديها القدره على الحديث الآن تنهدت تنهيده خافته وقالت وهي تجلس بجوار صغيرها
_مافيش ....يا بابا ....أنا عايزه ارتاح شويه وبعدين ابقى اتكلم معاك
_على .....راحتك يا بنتي ،ادخلي أوضتك هتلاقيها زي ما كانت يا دكتوره
حملت صغيرها ودلفت به إلى غرفتها وضعته فوق الفراش ودثرته بالغطاء واخذت تنظر إليه كثيراً فقد أصبح يشبه والده "خالد " ولذكري اسمه وجدت نفسها تبكي مره أخرى ليس من أجل صفعته إليها لأنها كانت تعلم بأنه لن يمر هذه الكلمات  مرور الكرام ولكن من صدمتها ،نعم فلقد اذهلتها الصدمه وأخرجتها عن شعورها لتقول إليه ما قالته ،هل بالفعل هو طلقها من أجل بضع كلمات ليس لديهم قيمه أم من أجل كرامته والتي لم يتقبل عليها شئ ،ولكن لما تتقبل هي كرامتها كل هذه الاهانه إلا إذا كان يعتقد أنها سترضي بالأمر الواقع ،ولكن كلا لن يحدث هذا فوجئت بابيها يدخل إليها ويحمل لها كآس من الليمون البارد لتهدأ أعصابها فهو لم يجهل ملامح ابنته والتي كانت شارده وعبراتها تهبط في صمت فقال بدهشه
_مالك .....يا" أميمه " شكلك مش طبيعي عارف انك مش قادره تتكلمي بس مايمنعش أن أسألك مالك يا بنت "عبدالحميد " شكلك مهموم وشايل كتير
اعتدلت في جلستها وأخذت من بين يديه كأس الليمون ووضعته على الكمود وقد حانت منها بسمه بسيطه على شفاها وقالت بخفوت
_هيكون في ايه بس .....يا حاج "عبدالحميد "انت عارفني كويس مش بعرف اخبي حاجه
جلس بجانبها ونظر في عينيها الحمراوتين بإمعان وقال بعدم تصديق
_ مش بتعرفي تداري يا دكتوره وبيبان عليكي ،طول عمرك دوغري يا" اميمه " وعمرك ما كنتي بتعرفي تخبي حاجه فى ايه انتي اتخنقتي مع الحاجه "سعاد " معلش يا بنتي استحمليها علشان" خالد " ده ابن حلال ويستاهل كل خير
هذا ما دار  داخل عقله لم يستوعب ان من أخطأ في حقها هو زوجها ،من دمرها ودمر كيانهما الأسرى هو ،ودت لو قالت إليه على ما حدث ولكن بعد كلماته أجلت هذا الاعتراف قليلا حتى يتسنى لها التفكير  في هذا الأمر ،اخفضت رأسها ارضاً وبدأت تفرك في أصابعها وقالت
_متقلقش ......يا بابا ....مافيش حاجه" خالد "مسافر وأنا هنا لحد مايرجع من السفر ،انت عارف انا وطنط "سعاد" مش بنتفق مع بعض لذلك جيت هنا وعلشان انت وحشتني كمان
حانت منه ابتسامه واسعه ،وقال وهو يرفع كف يده على رأسه ويربت بها على خصلاته الرماديه
_يا ....سلام ده لو الأرض مشالتكيش اشيلك على رأسي انتي والبشمهندس الصغير
تلاشت ابتسامتها ليحل بدل منها الجمود والخوف ،أمن الممكن أن يكون صغيرها مهندساً ويسير على نهج والده الذي صار عليه ،هي لا  تنكر أنه مهندس بارع ولكن لا تحبذ ان يكون نسخه مصغره تشبهه فلن تتحمل هذا بالطبع
ترقبت نهوضه من فوق الفراش ورفع سبابته وقال لها بتحذير
_اقفلي .....الباب على نفسك كويس انتي وابنك لأننا مش لوحدنا في البيت
شهقت وهي تضرب بيدها  على صدرها بقوه و قالت بارتباك
_ليه .....يا بابا .....مش انت وطنط" زينات " بس اللي في البيت
لوي فكه وزمجر وهو ينظر إليها وهز رأسه نافياً وقال بضيق
_"عمر "......رجع يا "اميمه " من شهرين
سقطت فوق الفراش بجسدها وزاغت عيناها يميناً ويساراً وقالت بعدم تصديق
_"عمر "........."رجع " تاااااااني
_____________________________________
أسدل الليل ستائره وحل الصباح ليحمل في طياته الكثير من الصدمات ،وقفت" سمر " أمام المشفى تنظر إلى ساعه يدها فلقد تأخرت" صافي " عن ميعادها كثيرا ولكن  تنهدت عندما توقفت بسيارتها أمام المشفى ،ضغطت "صافي " على الزر الاتوماتيكي فانفتح باب النافذه الزجاجيه  تقدمت" سمر "منها وقالت لها بنبره معاتبه
_انتي ....اتاخرتي اوى ....يا هانم في مفاجأه كنت محضرهالك هتعجبك اوى
تاففت "صافي " ببرود وقد بدأت تمرر أصابعها في خصلاتها البنيه وقالت بتهكم
_دايما .....اخبارك مش بتعجبني ....مش بالقوه اللي تشدني عندك ايه غير اللي قولتيه قبل كده
_لا .......ده عندي كتير وخصوصا ان اللي عندي هيقرب مابينك وبين الدكتور
خرجت من السياره مسرعه فلقد أدركت أنها لديها الكثير ،ثبتت بأصابع يدها نظارتها  الشمسيه والتي حجبت منتصف وجهها وقالت بثبات
_هااا .....قولي ....عندك ايه........ يا" سمر "
فتحت "سمر "كف يدها وقد وضعت القلاده والتي قد قدمها "عاصم "إلى "ميلا " في السابق على كفها
_هااا .....شوفي كده دى الأول وبعدين قوليلي رأيك يا فندم
رفعت حاجبها بمكر فهي تحفظ هذه القلاده جيداً عن ظهر قلب ،ابتسمت بخبث وهي تقول
_ انتي ......حقيقي .....ملكيش حل يا" سمر " وجبتيها منين دي
حركت "سمر "عيناها بمكر وهي تضع الحقيبه السوداء على مقدمه السياره وقالت بخبث
_هقولك .....بصي يا "صافي " هانم جه من حوالي ساعتين مندوب عن شركات القاضي وقدم الشنطه دي والعقد ده وقال الحاجات دي تخص واحده  اسمها" ميلا " ومعرفوش يوصلوا لها إلا من خلال التقارير الخاصه بوالدتها اللي كانت موجوده في الشنطه واللي عليها شعار المستشفى وسلموا الحاجات دي في الاستقبال وطبعا لازم توصل لدكتور "عاصم " بما أنها تخصها
قبضت "صافي " على الحقيبه بأصابع جامده فلقد أيقنت ان "عاصم "أصبح بين يديها الآن ولكن كانت تجهل بأن هناك شئ آخر داخل الحقيبه فقالت بمكر
_ شركات" القاضي " ........أنا هطلع له حالاً،ومش هوصيكي بقى تعملي ايه !!
أومأت "سمر " برأسها ونظرت إليها بعينان ماكرتان ،غادرت" صافي " وصعدت إلى الطابق الثاني حيث "عاصم "الذي كان يجلس ينظر إلى الأوراق التي أمامه بإهتمام ،دلفت إليه مدعيه الخجل وقالت بخفوت
_وحشتيني .....يا "عاصم " عارفه انك زعلان مني بس انا جيت بنفسي اعتذرلك
خلع نظارته الطبيه وأخذ يحدق بها غير مصدق أنها أتت إليه لكي تعتذر بعد مرور هذه الفتره وضع الأوراق فوق سطح المكتب وقال برزانه
_ الاعتذار......... يا "صافي " يبقي لصاحبه الشأن مش ليا انا وده طبعا انتي مش ممكن تعمليه
جلست على المقعد وخلعت نظارتها الشمسيه ووضعتها على الطاوله الزجاجيه وقالت بخفوت
_انت .....واخد فكره عن "صافي عزام " وحشه اوى يا "عاصم " أنا أدركت اد ايه اني كنت غلطانه ولازم أعتذر لصاحبه الشأن بنفسي ماعنديش مشكله اكيد بس هي فين "ميلا "
ابتسم إليها ابتسامه طفيفه فلقد تغيرت كثيرا عن السابق وباتت تعترف بخطأها ولما لا طالما أتت بنفسها للاعتذار رفع معصمه ينظر إلى ساعته وقال بتساؤل
_هي مش هتتاخر ..... طنط "فريال " عامله ايه !!
_زعلانه منك جدا .....مش بتسأل عليها خالص حقيقي يا" عاصم "انت اتغيرت
رفع حاجبه وهو يترقب هدوئها وحديثها الرزين ،ضيق عينيه وقال بدهشه
_واضح .....أن مش أنا لوحدي اللي اتغيرت انتي كمان يا "صافي "اتغيرتي
نهضت من مكانها واتجهت إليه ووقفت أمامه تنظر إلى شموخه ورزانته وأخذت تحدق به ملياً فلقد استكثرته عليها اخفضت رأسها إلى الأسفل وقالت وهي تفرك في أصابعها بارتباك
_لازم ....اتغير ....الحب بيعمل المعجزات ..ربنا يسعده في حياته واشوفه أفضل واحد
رفع حاجبيه بدهشه واضحه ينظر إليها بتعجب وقال بعدم استيعاب
_ عندك حق ....الحب فعلا بيعمل المعجزات ربنا يسعدك معاه
رفعت عيناها الماكرتان  وأخذت تنظر إليه نظرات ذات مغزى وقالت بخبث
_ياريت .....كان يعرف أو يشعر بيه ربنا يسعده  لأنه متعلق بغيري رغم أنه أقرب لي منها
كان سريع الذكاء علم أنها تلمح له بذلك ولكن ليس الامر بيديه فقلبه متعلق بحب آخر ،همت بالانصراف من أمامه ولكن اوقفها  دلوف "سمر "إليه وهي تقول بعمليه
_حضرتك ...المتعلقات دي خاصه بآنسه" ميلا " يا دكتور
حدق بهذه المتعلقات بتذكر فقد تذكر هذه الحقيبه ولكن لا يعلم ما بداخلها ونظر إلى قلادته التي تمسكها بين يديها وقال بتساؤل
_هي .....نسيتهم ......في المستشفى هنا  يا "سمر " خليهم لما تيجي
ضغطت "صافي" على أسنانها بضيق ونظرت إلى "سمر " بمكر لتصحح له اعتقاده
_لا .....يا دكتور ....ده حد جبهم من شويه وقال إنها نسيت العقد ده في عربيه صاحب الشركه والشنطه دي نسيتها في الشركه عنده و............
لم تكمل حديثها إلا ووجدت ملامح وجهه قد تبدلت واظلمت عيناه  وقال بعصبيه
_انتي ......هتفضلي ترغي كتير ...اخلصي شركه ايه دي ومين صاحبها
_شركات "القاضي " .......يا دكتور ......قالتها بتوتر
دارت به الدنيا وسقط بجسده على المقعد دون أن يشعر فلقد الجمته الصدمه وجعلته يفقد اتزانه ترقبت "صافي " انهياره فقالت وهي تلوح باصابعها تجاه" سمر "
_طيب ......تمام سيبي الحاجات دي وروحي شوفي شغلك
_مالك ......يا "عاصم " انت حاسس بإيه بس قولي متقلقنيش عليك
فك رابطه عنقه فقد شعر بالاختناق، فكيف كانت تدعى كذباً عدم معرفتها به ،كاد الشك ان يقتله ولكن عندما نفت معرفتها به وقام بتصديقها  فعقله الباطن رفض فكره أنها تكذب
_مافيش ....يا "صافي " سيبيني لوحدي شويه
ربتت على كتفه بأصابعها الرقيقه ورفعت ذقنه إلى الأعلى وقالت بخبث
_انت "عاصم زيدان "......مافيش شئ يخليك بالشكل ده او يهزك ،انت غالي عليه اوى
ثم غادرت وتركته بمفرده تركته لافكاره تعصف به كورقبضته وأخذ يضرب بيده سطح المكتب وآطاح بقبضته حقيبتها فسقطت على الأرض فتدلت منها علبه باللون الأزرق مستديره فالتقطها على الفور وفتحها كان أسوار ماسي يجذب الانتباه ويبدو عليه باهظ الثمن ،تجهمت ملامحه أكثر فعلم أنها كانت تتلقى الهدايا منه ومن غيره ،أعاد النظر إلى الحقيبه مره أخرى،والتقطها وأخذ يفتش بها فوجد التقارير الخاصه بوالدتها فلم يهتم بها ولكن لفت نظره هذا المظروف الأبيض وضع الحقيبه بإهمال على الطاوله وفتح المظروف وجد ورقه عريضه لم تلتقط عينيه إلا اسم هذا الشيطان والذي يمثل عائله" القاضي " واسمها الذي يقترن بإسمه في زيجه عرفيه تحمل توقيعها هي وفي خلال معرفتها به في هذه الفتره علم أنها متآمره عليه من قبل هذا المخادع ضغط على الورقه بأصابع جامده قويه حتى انكمشت بين أصابعه كم وجد شيك به مبلغ كبير لحامله وكان اسمها هي،الذي يزين هذا الشيك  ،قست ملامحه فقد أصبحت تأخذ شكل الإجرام أخرج هاتفه من جيب بنطاله وبعث إليها رساله صغيره جعلتها تشك بأمر هذه الكلمات فقد كانت فحواها
_تسيبي اللي في ايدك و تيجي حالا ......في مفاجآت في انتظارك
لملم شتات نفسه وأخذ حقيبتها ووضع داخلها متعلقتها وقبض على مفاتيح سيارته وتحرك بخطوات مسرعه قاصدا سيارته
............................................................
ما اصعب الانتظار داخل قلوب لاتعرف الصبر ،ظل يذرع الأرض ذهاباً واياباً ينتظرحضورها بفارغ الصبر تخشب مكانه عندما وجدها تفتح الباب وتدخل ببراءتها المعتاده نظر إليها بغضب
_خير ....يا حبيبي .....في حاجه مهمه خلتك تسيب المستشفى و تيجي دلوقتي
ابتلع ريقه وقد اهتزت حدقتيه ينظر إليها نظرات مشتعله وشدها من خصلاتها وقال من بين أسنانه
_ازاي بتعرفي تمثلي كده وتبقى بالإتقان ده لحد امتى هتعيشي دور البريئه وانتي مش ساهله ابدا ......انتي معموله من ايه عايز اعرف
رفعت حدقتيها تنظر إليه بإستغراب من طريقته القاسيه وأسلوبه الصارخ ،لم تصدق الشرار المتطاير من عينيه ما الذي غيره بهذه الطريقه تألمت رأسها من قبضته فسحبت خصلاته و
انزلقت دموعها من حدقتيها وقد تآوهت بقوه وقالت بنبره راجيه
_عايزه ......اعرف انت قصدك ايه بالكلام ده فهمني أنا مش فاهمه حاجه !!
تحرك بخطوات مسرعه وفتح حقيبتها ورفع القلاده إلى عينيها فشهقت بقوه فلقد سألها عنها من قبل وقد كانت إجابتها بأنها قد فقدتها ولم تجدها قال بتهكم
_مش ....دي كانت ضاعت منك ومكنتيش لقياها صح والا أنا بيتهيألي
هزت رأسها بخفوت ولكن لم تكن هذه الصدمه ،كانت الصدمه عندما أخرج هذه العلبه الزرقاء والتي كانت تحتوي على أسوار لامع من الماس فشهقت وهي تهز رأسها نافيه هذه الهديه أنها قد قبلتها من أحد ولكن لم يكتفي بذلك فكانت المفاجأه الكبرى عندما أخرج هذه الورقه المطويه ووضعها على الطاوله لكي تقرأ فحواها كادت حدقتيها الزرقاء تخرج من مكانهما ،وشيك به مبلغ كبير يحمل اسمها علمت أن هناك  مؤامره للإيقاع بينهما ولكن لن تستطيع التحدث حفاظاً عليه لا اكثر، القي بهذه الأشياء ارضاً وقال صارخاً بها
_ ملقتيش غير القذر ده ....وتتفقي معاه عليه .....كنتي عايزه ايه مني عايز اعرف وانتي على علاقه بواحد تاني .....انطقي يا قذره يا بنت ال *** تعرفى "يوسف مختار " وإلا لا
أغمضت عيناها تستقبل اهانته رغماً عنها وارتجفت وانكمشت على نفسها فلم تصدق أنه قد كشف كذبتها البيضاء وأصبحت حياتها جحيم ،اعادت فتح عينيها مره أخرى ولكن
رغماً عنها صمتت وكم كان صمتها يقتله كاد عقله ان ينفجر من أثر الصدمه فأخذ يحدق بها وكأن عيناه ستخرجان  من مكانهما  أصبحت ملامحه شرسه وعيناه الدافئتان أصبحتا تنضحان كرهاً واضحاً لها منذ متى وكان بهذا التغفيل ،كيف لم يشعر بكذبتها فقد كانت تدعى عدم معرفتها به ،ليأتي الآن ويكشف كذبتها بمنتهى البساطه ودون أدنى  مجهوداً منه التقط الورقه المطويه وقام بفردها أمام عينيها الذاهلتين من أثر تلاقيها لهذه الصدمه وصرخ بها قائلاً
_لسه بردو بتنكري انك متعرفهوش !!
تحركت حدقتيها المذعورتين يميناًويساراً على توقيعها غير مصدقه أنه قد استغل هذا التوقيع في شئ كهذا باتت الصوره واضحه أمامها لقد انتقم منهما في آن واحد لقد استغلها أبشع استغلال لكي يصطاد عصفوران بحجر واحد فبئست روحه الانتقاميه  ،ترقب سكونها الذي يثير اشمئزازه وسخطه كم تمنى  قلبه انكارها  مره أخرى رغم  كل هذه الادله الواضحه  ولكن هذا الصمت يحرق أعصابه أكثر وأكثر ، هبطت عبراتها في صمت لقد أسدل الستار على هذه العلاقه لقد تلاشت أحلامهما الورديه ، رمقها بعينان مشتعلتان وصرخ بها مره أخرى
_نستيها في شركته وإلا لا .....كنتي عنده و تعرفيه وإلا لا انطقي ،الورقه دي حقيقه والا كذب ردي عليه ،ردي وقولي انك  كنت مغفلاني طول المده دي كلها
كانت كلماته كخنجر مسموم انذرع داخل قلبها ليمزقه أشلاء فهي تعلم تمام العلم بأنه لا يستحق كل هذا العذاب لا يستحق كل هذا الاحتراق وهي ايضاً لا تستحق كل هذا الألم ولكن للحقيقه كانت ملامحه مقروءه بالنسبه إليها تعلم بأنه يتعذب لن يستطيع تحمل صدمه كهذه جراح الماضي لم تندمل بعد ولكن خابت ظنونه عندما خرجت نبرتها المتحشرجه والممتلئه بالخوف والذعر لتصدق على حديثه
_أيوه ..........كنت أعرفه .....أيوه ده توقيعي !!
سقطت الورقه من بين يديه لتسقط معه خيبه أمل كبيره بها ، لتسقط هي من نظره إلى الأبد  فلم يصدق أنها بمثل هذا الرخص وباتت بهذا الانحطاط ،كيف انخدع في براءتها وملامحها الملائكيه ليراها الآن في صوره شيطانيه ولما لا وقد اقترن اسمها بجانب اسم  هذا الشيطان الأعظم هدرا بعدم تصديق
_ازاي ....كنت في غفله عن كذبك وسفالتك   ،ازاي اتخدعت فيكي بالشكل ده  وانتي أحقر انسانه مرت عليه  في حياتي ....انتي متفرقيش حاجه عن بنات الليل اللي بيبعوا جسمهم بمقابل مادي ......انتي ارخص واحده شوفتها، بتمنى من كل قلبي انك تتعذبي عذابي                                                                        
ابتلعت اهانته بمراره لقد أصبحت هي المخطئه الأولى في هذا ، فلقد كانت تحمل نوايا حسنه بداخلها بالنسبه لهذه الكذبه ولكن منذ متى وكان الكذب ينجي صاحبه ، كانت تعلم بأن الإنكار لا يفيد ولكن يؤجل المواجهه ليس إلا ،ولكن لو بحثت عن النجاه هل ستنجو بنفسها أم تنجي شقيقته !! وتغرق هي بمفردها لقد وعدتها بأنها ستحمل سرها مهما كانت العواقب ،وجدت أنه لايستحق إلا الخير فستقدم نوع من التضحيه نوع من حباً آخر هو رد الجميل للآخرين ،فهو يستحق ذلك فكانت هي القربان المتوج بالخطيئه ولكن كانت تجهل أنها ليست في زمن التضحيات ، لقد تحولت كذبتها إلى خطيئه يصعب غفرانها ، لمست باصابعها المرتجفه كتفه وقالت بنبره راجيه
_أنا .....فعلاً زي ماقولت كده واكتر بس بلاش تعمل في نفسك كده علشان خاطري
نفض أصابعها عن جسده فقد أصبحت هذه اللمسات تثير نفوره وسخطه وحانت منه بسمه ساخره لمحتها وترجمت معناها سريعاً  ،حقاً هي تهذي هل مازال  لها مكانه داخل قلبه ،لم يكره في حياته أحد غيرها ،قست ملامحه وقال من بين أسنانه وهو يدفعها بكل قوته فسقطت على الأرضيه الصلبه
_تفتكري .....لسه جوايا ليكي إي مشاعر أو احساس وانتي طلعتي بالرخص ده  ،عملتلك ايه علشان تعذبيني معاكى .....وملقتيش في الكون ده كله غير ابن "مختار " تتجوزيه عرفي
تآوهت بصوت عالي من أثر هذه السقطه ولكن لا تقارن بسقوطها من عينيه لقد أنهى عليها هذا الشيطان الماكر عندما استغل توقيعها ليزج بها من خلال زيجه عرفيه ،جعلها تبدو في دور المتآمره عليه لقد فهم صمتها خطأ بأنها مذنبه ولكن كان صمتها قله حيله ليس أكثر ،لمحت انهياره كم تمنت الموت في هذه اللحظه ليتها لديها الشجاعه ان تقضي على حياتها  ولكن سترتكب ذنباً فادحاً وتلقي ربها وقد ارتكبت معصيه من أعظم الكبائر ،تعالى صوت بكائها فكتمت باصابعها شفتيها وحاولت حبس أنفاسها والتي باتت تؤرقه ،ومن حقه كيف لأي شخص أن يتحمل بأن يكون لعبه بين يدي من أحب ، ومع من ألد أعدائه ،لقد وعده بأن يمزق قلبه وهي من قامت بالتنفيذ دون أن تدري ،مسح على خصلاته بضيق وقال لها بعصبيه وهو يلوح أمام وجهها بكف يده
_مش ....عايز اشوفك تاني في حياتي انتي سامعه !!
هزت رأسها وهي تنظر إلى الأسفل ،كم لعنت صمتها ولكن بماذا ستتفوه !!،وقد ظبطت بهذه الورقه والتي تحمل توقعيها وبجانبها شيك به مبلغ مالي كبير مما يدل أنها قد وافقت على هذه الزيجه بكامل ارداتها ومعها هديه قيمه  ،رفعت رأسها تنظر إليه النظره الاخيره  قبل أن تغادر من هذا المكان للأبد
ترقب نظراتها إليه  فأشاح بوجهه عنها واستدار بجسده وقال من بين أسنانه
_يلا ..... روحي كملي معاه حياته الحرام مستنيه ايه
نهضت من مكانها بمنتهى الصعوبه فلم تعد قدماها تتحمل ثقل جسدها ،أخذت عيناها تتحركان عليه في كل مكان تعلم بأنه ينعتها في سره بل ويحتقرها أيضا ، تشعر بتمزقه من الداخل رغم هذا الجمود الذي يظهر به ويتواري خلفه من الخارج ،تقدمت منه ووقفت خلفه مباشره تستنشق انفاسه والتي ستفتقدها دائما ،وزعت نظراتها على خصلاته البنيه الداكنه تتأمل كل شئ به حتى صمته والذي كان نتيجه الخذلان ،نعم هو يشعر بأنها خذلته على الأقل أمام نفسه ولكن ستنسحب من حياته يكفي ما تعرض له بسببها ،التفت إليها ورفع غابتي الزيتون ينظر إليها نظرات محمله بالاوجاع  دون أن يتحدث كانت نظراتها زائغه تحاول الابتعاد عنه لقد قرأت في عينيه الحسره والألم كما قرأت كلمه "كفى "نعم يكفى ما آلت إليه الأمور ،سارت متجهه ناحيه الباب فاستوقفها بصوته الرخيم والمحمل بالانكسار
_استنى ........عندك خدى دي !!
وما ان التفتت بجسدها أطاح حقيبتها في الهواء فقبضت عليها بأصابع مرتجفه وضمتها إلى صدرها وقالت بنبره راجيه
_بتمنى ......من كل قلبي انك تقابل اللي تستحقك وتلاقي معاها اللي ملقتهوش معايا
لمعت عينيه الشاردتين وتحركت بخطوات بطيئه ،هل بالفعل تتمنى له السعاده مع أخرى ، رفع حاجبه لأعلى غير مصدق أنها بمثل هذا البرود ،ضرب بقبضته علي صدره مكان قلبه و هدرا بعصبيه
_انتي حقيقي قذره ......بتمنى من كل قلبي تتعذبي عذابي و ماتشوفيش يوم واحد راحه في حياتك
اعتصرت جفونها بشده فما قال هذا إلا لأنه يتألم هي تعلم ذلك جيداً ،توجهت ناحيه الباب وفتحته ببطء شديد وقالت بخفوت
_ قضيت معاك اجمل أيام حياتي ...... اسفه اني خذلتك ومكنتش عند حسن ظنك ،ربنا يوفقك في حياتك ويريح بالك وقلبك ، عارفه انى بطلب المستحيل لكن انا طمعانه في قلبك الكبير أنه يغفر لي ويصفح عني في يوم من الأيام
ثم خرجت وأغلقت الباب بهدوء لتغلق خلفها قلباً قد أحبها وكان يخشى عليها كثيراً ،من سيحنو عليها ويخفف عنها الأيام القادمه
_______________________________
عاد وخيبه الأمل تلاحقه لقد تحدي الدنيا كلها من اجلها ،تحدي والده وهو لم يكن يجرؤ ان يفعلها من قبل ولكن قد خذلته وانتهى الأمر ،دلف إلى غرفه المكتب بخطوات شارده لم يكن في حساباته ان تنتهي علاقته بها هكذا، عاد إلى صومعته من جديد ينظر في كل اتجاه لقد غدرت به وعصفت بقلبه للأبد إلى متى سيتحمل كل هذه الصدمات إلى متى !!
ترقبت" الهام " انفاسه الهادئه في الداخل وملامحه الانكساريه عندما مر من جانبها وكأنه لم يراها من الأساس وضعت الصحيفه على المنضده وقالت موجهه حديثها لزوجها
_شوفت ....يا "شاكر " ابني داخل عامل ازاي ابني مش طبيعي ابدا
خلع "شاكر " نظارته الطبيه ووضعها بجوار الكتاب الذي كان  يقرأ فيه وقال بعدم تصديق
_شوفت ....يا" الهام "  هو ده اللي كنت خايف منه
وكأنه كان يشعر به وباحتراقه من الداخل ،التفتت إليه تنظراليه بإستغراب وكأن حديثه لم يكن مقنعاً إليها فقالت بعدم استيعاب
_تقصد .....ايه بكلامك ده ابني حصله ايه يا" شاكر "رد عليه !!
فرك أصابعه ببعضهما مما يدل على توتره وضيقه ونهض من مكانه على حين فجأه وقال لها بإصرار ونبره جامده
_ كنتي .....بتلوميني على خوفي على ابني ،عجبك منظره وهو راجع مكسور يا "إلهام "
تحركت حدقتيها العسليتين بذعر ولطمت صدرها بقوه وقالت بتساءل
_ابني .....مالووو يا" شاكر "رد عليه متسبنيش تايهه كده وقولي ان اللي رجع ده ومجروح بالشكل ده حد تاني مش "عاصم "ابدا
ضغط على أسنانه وهو يميل  بجسده عليها  وقال صارخاً بها
_انا ......قولتلك قبل كده ابنك مش بالقوه اللي انتي متخيلاها دي مصدقتنيش ،كنتي معجبه وسعيده  بإبنك الكبير  وأن اللي في دماغه هو اللي بيعمله
بدأت تبكي فأصبحت لا تحتمل انهيار فلذه كبدها لقد عاودته تلك الأيام الاليمه والتي مر بها ،من قبل هزت رأسها نافيه كل هذه الآلام التي تعرض إليها وقالت من بين بكائها
_ابني .....بيضيع يا" شاكر " اتصرف في الموضوع ده او ادخل اتكلم معاه علشان خاطري
تنهد بضيق وهو يسحب نظارته الطبيه وتوجه ناحيه غرفه المكتب حيث "عاصم " الذي يجلس واضعاً يديه على جانبي راسه صامتاً لم يحرك ساكناً ،عقد " شاكر " أصابعه ببعضهما خلف ظهره وقال له ليذكره بحياته في الماضي
_كنت..... دايما وانت صغير  لما تعمل اي غلطه أو خطأ تقفل على نفسك باب أوضتك ،وكنت لما اجي علشان اتكلم معاك تفضل ساكت كده .....ولما كبرت شويه بقيت بتنسحب في هدوء احتراماً للقدامك ....ولما قربت من عمك" طاهر " اخدت منه العصبيه بقيت بتتعصب وترجع تهدي تاني ....... وتعتذر وأنا أقبل اعتذارك ،دلوقتي بقى بقيت بتتعصب وتغلط وشايف ان الاعتذار ملوش لازمه .....أقول سيبه  هو كبروبقي دكتور  ويمكن عارف هو بيعمل ايه !!
_لكن .....انك توصل للحاله دي وترجع تاني لنفس نقطه البدايه ،كده يبقى في حاجه غلط ولازم واقفه للموضوع ده لان انا مش هسمحلك ترجع تاني وتبقى بالضعف ده
رفع حدقتيه الزيتونيه ينظر إليه بإمعان فقد كانت كلماته صادقه نابعه من داخل وجدانه ليته استمع إليه منذ البدايه ... كانت الأمور لم تصل إلى ما وصلت إليه همس بنبره مختنقه
_يمكن ....اكون أخطأت في حقك لما اتحديتك وعصيتك ،جه الوقت اللي لازم اسمع وانفذ كفايه بقى كده مش ده اللي انت عايز تقوله
انقض" شاكر " عليه  وقام بإمساكه من تلابيب قميصه وجره إليه  وهدرا بعصبيه
_انت فاكريني .......شمتان فيك فوق ،انت ابني فاهم يعني ايه !!
أغمض عينيه واعاده فتحهما مره أخرى وهو ينظر إليه نظرات انكساريه نظرات ضعف هو يحتضر يشعر بثقل الجبال على صدره  وقال بتساؤل
_ليه .....مش مكتوب لي أن أعيش سعيد يا بابا ،ليه دايما فرحتي مش كامله
ترك" شاكر " قميصه وأخذ ينظر إليه بخوف  شعر بوخزه داخل قلبه فكم كان سؤاله صعب للغايه يعلم بأنه عانى ومازال يعانى  ولكن أجابه بتلقائيه ونفس راضيه
_اسمع يا" ابني  " الدنيا مش هتديك كل حاجه مكانه وعلم وفلوس وتديك سعاده كمان مش كل اللي بنتمناه بنقدر ناخده ،ارضي يا" عاصم "
جلس على المقعد وعيناه لاتحيدان عن والده والذي كان يبادله نظرات خوف واضحه على ابنه يعلم بأن هذا الحديث ليس بالهين لكي يتقبله انتبه على صوته الضائع
_ارضي ..... طول عمري راضي ،الدنيا جايه عليه اوى اوى يا بابا ومبقتش قادر اتحمل خلاص أنا تعبت
لمعت عيني "شاكر " بالدموع فلقد كانت كلماته قاسيه تحمل الكثير من العذاب والتعب ،مسح بإبهامه دموعه التي تساقطت من أسفل نظارته الطبيه وقال بعدم تصديق
_انت ....لازم تتقبل الأمر الواقع وتبقى قوى ....في كل محنه منحه  وانت طول عمرك راجل
اقترب  "شاكر " منه  واحتضنه ليدفنه داخل صدره وضرب بقبضته على ظهره بخفه وقال له ليهدأ من روعه
_اللي كان بينك وبينها ده تنساه ،بكره تقابل حد يقدر قلبك ومشاعرك دي متستهلش ابدا
دلف إليهما "رفعت " وجدهما يحتضنان بعضهما البعض ضم حاجبيه بدهشه وقال بلهفه
_"عاصم ".........انت كويس !!
ربت "شاكر "على كتفه الأيسر ونظر إليه نظرات ذات مغزي يعلم بأنه يريد أن يتحدث إليه ويبوح له بالكثير من الأسرار فقال له بداعبه
_أيوه ،كويس يا وسيم العيله ،عامل ايه فى المستشفى !!
عقد "رفعت " حاجبيه فقد علم من "الهام " بالخارج أنه عاد إلى القصر وقد كان على غير عادته
_هااا .....تمام يا عمي متقلقش انت عارفني بحب شغلى جدا
هز" شاكر " رأسه بتفهم فهو يعرف بأنه يقدس عمله ولا يضيع دقيقه بعيد عن المشفى
_بيعجبني فيك يا "رفعت " انك عملي ومتحمس وبتحب شغلك ومافيش شئ يبعدك عنه
_اكيد .....يا عمي وده شئ اتعلمته من بابا الله يرحمه ومنك ولازم يبقى عندنا طموح ومافيش شئ يرجعنا خطوه لورا ودايما نبص لقدام منبصش ورانا ابدا
كم كان فخوراً بابن أخيه فلقد أحسن الاختيار عندما عقد قرانه على ابنته فهو يعلم جيدا برغم خفته إلا انه شخصيه لا تقبل الجدل داخل عمله ،بل ولديه من الطموح ما يجعله على القمه
_أنا ......عايز انزل العمليات يا بابا كفايه بقى كده على الاداره
هز" شاكر " رأسه نافيا وقال بإصرار ونبره جامده
_لا .......مش دلوقتي طبعا لما الاقي انك تقدر تنزل هسمحلك بكده ،عن اذنكم
وما ان خرج من باب المكتب أسرع "رفعت " بإغلاق الباب وقال بتساؤل
_مالك ......يا "عاصم " شكلك مش طبيعي ابدا
ابتسم لنفسه بسخريه وأخذ يقص عليه ما بدر منها ومن تصرفاتها المخادعه الماكره فلقد كان لعبه بين يديها اجادت التلاعب بها فقد كانت مندسه من قبل عائله" القاضي "
احتل الغضب قسمات "رفعت "وهو يستمع إلى حديثه وقال له بتهكم
_كل ....ده يطلع منها دي مش سهله ابدا ،أحمد ربنا انك كشفتها على حقيقتها
ضرب بقبضته السطح الزجاجي للمكتب وتحدث بشراسه
_ده .....اقذر واحده شوفتها في حياتي ، مكرهتش في حياتي ولا هكره حد ادها
ترقب "رفعت " كلماته القاسيه ولكن شعر أنها تخرج من قلب جريح ،لمعت زرقاوتيه بقسوه وقال بنبره جامده
_ اوعى ......تهز فيك شعره ،دي متستهلش يا صاحبي
كانت تقف في الخارج لم تلتقط اذنيها إلا القليل ولكن استطاعت أن تفهم ان "ميلا "قد انتهى أمرها مع شقيقها كانت تخشى أن يتعلق الأمر بها ولكن من الواجب عليها أن تصلح بينها وبينه  فدلفت إليهما تنظر لهما بعدم تصديق وقالت بنبره صارخه
_لا ........يا ابيه انت ظلمتها حرام "ميلا " متستهلش كده ابدا
تحرك بخطوات مسرعه وامسكها من كتفيها ونظر إليها نظرات غاضبه وهدرا بعصبيه
_اوعى .....أسمعك تتكلمي أو تدافعي عنها انت سامعه !!
ارتعشت شفتيها فهي لم تصادف في حياتها شخصيه طيبه مثلها لم تعد بمقدورها التحمل أكثر من ذلك فهزت رأسها ببطء وقالت بنبره صارخه
_حرام ....عليكي يا ابيه عمري ماشفتك بالقسوه دي كنت سمعتها ،كنت التمست ليها العذر دي ملهاش حد غيرك دلوقتي ،انت ظااالم .....ظاااالم
صرخ "رفعت" بها فهي تجهل الحقيقه وتتحدث مع شقيقها بطريقه خارجه عن اللياقه والأدب
_"رؤى "...............انتي مش عارفه انتي بتقولي ايه
_اسكت ....يا" رفعت " انت مش عارف حاجه ده بقى ظااالم
اهتزت حدقتيه بوميض من الشر وارتفعت دقاته قلبه وبدأ صدره يعلو ويهبط من أثر كلماتها والتي أصبحت تزعجه فمن هو الجاني ومن هو المجني عليه في هذا الأمر ،لقد أصبح هو الظالم ليته استطاع أن يظلمها ولكن هي من ظلمت نفسها بيديها عندما اوهمته أنها على علاقه بهذا الافاق المخادع صك على أسنانه وهدرا بعصبيه وهو يدفعها بقبضته فارتطمت على الأرض وسقطت على ظهرها وقال من بين أسنانه
_هعتبر نفسي ....مسمعتش حاجه وهقولك روحي على أوضتك لأن مش ضامن نفسي دلوقتي
تسمر "رفعت" مكانه فصديق عمره في اسوء حالاته وهي لم تعي حالته العصبيه أو تقدر ما يمر به من ظروف نفسيه صعبه ،ولكن يعلم بأنها تقصد الصلح بينهما ليس أكثر ولكن بطريقه خاطئه ود الآن لو أطاح فكه بلكمه قويه تسقط أسنانه جزاء مااقترفه بصغيرته ولكن التزم الهدوء ،التفت برأسه ينظر إليها وجدها تنهض مستنده بيديها على المقعد وما ان وقفت على قدميها قالت بنبره مرتعشه ممتلئه بالخوف
_كانت جواك رحمه وطيبه متتوصفش ...دلوقتي مبقاش عندك قلب كمان
ثم ركضت إلى غرفتها  وهي تبكي ،لم تتوقع ان تسطر النهايه بهذا الشكل المميت لقد كانت تقف في جانبها تساعدها في أزمتها ولكن كانت تجهل أنها المتسببه الأولى في هذا الفراق
..............................................................
صعدت إلى غرفتها ومازالت تبكي وشهاقتها تعلو بكائها ،ارتمت بجسدها فوق الفراش تبكي بحسره وألم نعم فآلم الفراق صعب للغايه وهي تعلم ذلك ولكن لم تصدق أنها قد باعت شقيقها بهذه السرعه إذا هناك في الأمر شئ، وجدت من يتلقفها ويدفنها داخل صدره ويربت على خصلاتها الشقراء بآسي وحزن وقال لها بصوت خافت
_ليه .....كلامك ده يا "رؤى "حقيقي " عاصم " مش متحمل علشان تتكلمي معاه كده
ضمت حاجبيها بضيق وهزت رأسها نافيه هذا الظلم هذا التسرع وقالت بعصبيه
_ظلمها ......اكيد ظلمها هي متستحقش كده،قولي يا" رفعت " احنا فين، ايه الزمن ده بالسرعه دي كل شئ ينتهي علشان ايه ومافيش غير العقاب ده ،كان يسمعها كان يفهم منها
ضغط "رفعت" على نواجزه ،ماذا تقول هذه البلهاء !! ،لقد أصابها الجنون هل يعقل أن يستمع إلى خيانتها بهذه السهوله رفع مقلتيه ينظر إليها بغيظ وسخط وقال بعصبيه
_تفتكري ......أنه كان يقدر  يسمع واحده خاينه أوتكون  على علاقه بشخص وتتجوز شخص تاني عرفي انتي اكيد اتجننتي ،ده اسمه انحطاط وسفاله يا "رؤى "
صرخت حتى انجرحت حنجرتها وقد تهدجت أنفاسها وبدأت تشعر بالاختناق وقالت بعدم تصديق وهي تنفي هذه الزيجه العرفيه
_مش مصدقه .......مش مقتنعه مش قادره استوعب إنها  ممكن تعمل حاجه زي دي
_تصدقي .....أو لا دي الحقيقه ومش هيفرق معاه رفضك من قبولك يا "رؤى "
رفعت كف يده إلى شفتيها تقبله بتوسل  فقد كان طلبها صعب للغايه ولكن ستطلب منه وتتمنى أن يقبل هذا الطلب فمن الممكن أن تعود العلاقه بينهما مره أخرى
_علشان ....خاطري لو كان ليا ....خاطر عندك تخليه يتخلى عن فكره الفراق دي وتقرب المسافه ما بينهم يمكن يوصلوا لحل  يا "رفعت "
سحب كف يده فهي باتت تطلب المستحيل هو غير مقتنع ببرائتها حتى يتسنى له إقناعه ،هل من الممكن أن يتقبل على نفسه شئ كهذا أنها فوق احتمال قدرات البشر ،رد بضيق ونفور
_آسف .....يا" رؤى " مش بأيدي اقدر أقنعه وأنا غير مقتنع من الأساس ده شاف عقد الجواز بنفسه وهي اعترفت انها مضت عليه انتي بتتكلمي ازاي !!
وضعت يديها على جانبي رأسها تحركها بيأس بقله حيله بعدم اقتناع ،هل يعقل أن من حاولت مساعدتها تكون هي ذاتها من أدخلت الحزن إلى قلب شقيقها كلا لن تصدق هذا قالت بإصرار
_لا ......مش ممكن اقتنع ،انت مش بتحبني ابدا ،لو كنت بتحبني كنت حاولت تلبي طلبي على الأقل انت بقيت زيه من غير قلب من غير مشاعر
ترقب انهيارها ونبرتها الصارخه طريقتها المهتزه يعلم بأن الصدمه كانت قويه ولكن ليس بهذا الشكل تنهد بيأس وقال لها بنبره حانيه
_لو ....مكنتش بحبك ،مكنتش جيت علشان اطمن عليكي ،وعلشان اثبتلك اني بحبك هاخد المحروس اخوكي ونلف بالعربيه شويه وهنروح لها وأنا اللي هتكلم معاها مبسوطه يا ستي
ابتسمت رغم دموعها التي ملئت وجهها سترد إليها الجميل حتما ستحاول جاهده ان تعيد هذه العلاقه مره أخرى فهي تستحق ذلك ،اقتربت منه واحتضنته بسعاده لا توصف وقالت بخفوت
_انت .....طيب اوي يا حبيبي ،حقيقي أنا مش عارفه أشكرك ازاي ربنا يخليك ليا
ابتسم إليها ابتسامه واسعه فقد تبدلت في لحظات ،يعلم بأنها مجنونه ولكن ليس بهذا الجنان المتقلب يالا هذه الماكره تغير مزاجه من الحزن إلى السعاده بمجرد أن تبتسم فقط تتغير من حوله الدنيا وما بها لتصبح في ابهج حالاتها ،ترقب قبلتها والتي وضعتها بجانب شفتيه على حين فجأه اتسعت ابتسامته حتى ظهرت أسنانه البيضاء والمتناسقه بعنايه شديده وقال بمكر
_يعني ......اللي هعمله ده كله علشان خاطرك ،وجايز اخوكي ميعجبهوش وانت عارفه أنه ايده تقيله وكمان غبي ،وتبقى حته بوسه خطف وكمان على خدي
شهقت بخفوت وهي تضع أصابعها أمام شفتيها وتراجعت إلى الخلف وقالت بإستغراب
_انت .....عايز مقابل الخير اللي هتعمله ،انت مش بتعمل حاجه ببلاش خالص كده
رفع منكبيه لأعلى وقام بتقليدها بطريقه كوميديه وقال نبره خافته
_"رفعت "...... انت طيب اوى يا حبيبي ،ربنا يخليك ليا ،انتي شاطره في الكلام الشفوي لكن العملي لا .......مش هتحرك من هنا إلا بمقابل وانتي عارفني كويس يا "رؤى"
ابتلعت ريقها وهي تقترب منه وعقدت أصابعها ببعضهما وقالت بخفوت
_ممكن ....اطلب منك طلب وياريت تقبله من غير مناقشه
رفع حاجبه الأيسر  لأعلى يعلم بأنها تراوغه بمكرها وعقلها الصغير فقال بتساؤل
_خير .......يا مكاره انتي عايزه ايه بقى !!
اتجهت ناحيه الفراش  واستلقت فوق الفراش ودثرت نفسها جيدا وقالت بخفوت
_ياريت تفضل جنبي .....لحد ماانام لأني بجدمحتاجه انك تبقي  جنبي اوى النهارده
جلس بجانبها ومدد جسده فضمته إليها فشعر برجفتها وقال بلهفه
_مالك .....يا"رؤي " الرعشه جت لك تاني انتي حالك مش عجبني
أغمضت عيناها فكأن انفاسه الهادئه هي الأمان منتهى الأمان بالنسبه إليها فلم تغلق جفناها إلى إذا شعرت بوجوده جوارها الآن همست اليه بإشتياق
_طول .....ما انت جنبي عمري ما هخاف ....انت أماني يا" رفعت" فى الدنيا دي
أخفض رأسه ووضع قبله على جبينها المتعرق  وقال بسعاده
_مكنتش ....اتوقع ان يجي يوم من  الأيام واسمع منك الكلام ده
أستسلمت لإغلاق جفنيها رغماً عنها وقالت وهي تخلد إلى النوم
_أنا .......نفسي مكنتش اتوقع ان أحبك بالشكل ده يا "رفعت "
_________________________________________
أخذت تحدق في قلادته كثيراً هذا ما تبقي لها منه ،ضمتها إلى صدرها بقوه تحاول أن تستوعب أنها كل ماتبقت من رائحته ،ليتها قالت الحقيقه ولكن ستكون صادمه له وهو أصبح لا يتحمل تلك الصدمات ،لقد اراد مبرر لوجودها في هذه الشركه وهي لا يوجد لديها مبرر آخر غير اتهام نفسها كذباً أنها على علاقه بهذا الشيطان ،لا تريد أن يدخل معه في صراع  الله وحده يعلم ماهي عواقبه ،كان خوفها على شقيقته وعليه وعلى اسم هذه العائله يفوق الحد ،ولكن في المقابل لا احد يخاف أو يخشى عليها الآن ،رحل من كان يخشى عليها هذه الحياه وكان هذا بيديها هي لا بيد غيرها ،تساقطت عبراتها فكانت دموع الفراق وليست دموع الندم فهي غير نادمه على هذه التضحيه ،انتبهت على دقات باب شقتها فإبتسمت رغم هذا الحزن لم تتوقع حضوره الآن ولكن اعتقدت أنه هو من جاء لسماعها مره أخرى فنهضت مسرعه تفتح الباب فتحركت حدقتيها يميناً ويساراً غير مصدقه هذا الضيف الغير مرغوب به في هذا المكان
فوضعت يدها حول خصرها ولوحت بكف يدها الآخر أمام وجهه وقالت من بين أسنانها
_خير ....ولو أن اللي يشوفك لايمكن يشوف  الخير ابدا في حياته
كانت عيناه الحادتان تتحركان على وجهها وخاصه حدقتيها الزرقاء ودموعها التي تتساقط على خديها علم بأنه قد أحكم قبضته عليها وأنهما قد افترقا للأبد والسر تفكيره الشيطاني ،دلف إلى الداخل قبل أن تأذن له وقال بتهكم  وعيناه مازالت مثبتتان عليها
_ انتي ......لسه بتبكي على الأطلال ...انتي قديمه اوى على فكره
ماذا يقول هذا المعتوه هو يسخر منها ومن دموعها ومن مشاعرها وهو المتسبب الأول في هذا مسحت دموعها بظهر يدها وتساقطت غيرها من مقلتيها فأخذ يحدق بها كثيراً وابتسامته المتهكمه لا تفارق وجهه خرجت منها تنهيده حارقه أمام وجهه وقالت بعصبيه
_انت .....عايز ايه تاني مش خلاص كده ارتحت وريحت قلبك ولو أن اللي زيك لا يمكن يكون عنده قلب زينا ابدا ....انت شخصيه كده غريبه عايشه تاذي غيرها وبس
اقترب منها أكثر ومازال يحملق بها فلقد تمادت معه وهو لا يقبل هذا التمادي أنها مازالت لم تتعلم من هذا  الدرس الذي لقنها إياه بعد ،لم تستوعب بعد أنها على مقربه من عرين الأسد وهي لا تشعر ،قبض على فكيها على حين فجأه فشهقت بفزع والصقها في الحائط وقال بشراسه
_لسه ....بردو متعلمتيش من الدرس ....انتي بتتحديني وأنا اللي يتحداني بدمره
ابتلعت ريقها بصعوبه بالغه فلقد كانت انفاسه المقربه منها تثير سخطها ونفورها ،حاولت دفعه بكل قوتها فلم تستطع تحريكه من أمامها ضغط باصابعه الجامده على فكيها وقال من بين أسنانه وهو مازال ينظر إليها نظرات غاضبه
_انتي مش مدركه ...انتي بتتحدي مين فبلاش تخليني اوريكي اللي عمرك ماشفتيه
دفعته بكل قوتها وأخذت تتحسس فكها السفلي الذي كان يؤلمها بقوه ورفعت بصرها تنظر إليه من أعلى إلى أسفل وقالت وهي تلتقط انفاسها بصعوبه
_هشوف منك ايه تاني..اللي كنت خايفه عليه خلاص راح ،هتعملي ايه تاني اكتر من كده ،بقى انا كنت متجوزاك عرفي ....منك لله ،انت شيطان ماشي على الأرض
شقت ابتسامه ساخره شفتيه لمحتها هي وأدركت معناها سريعاً ،جلس على الاريكه البسيطه وهو ينظر إلى المكان بتعجب  فهو يعلم بأن حياتها فقيره ولكن ليس بهذا الفقر ،وقعت عيناه على القلاده ذاتها والتي أرسلها إلى مشفى "زيدان " والتي سقطت منها سهواً في سيارته عندما كانت تبدل ثيابها داخل السياره عندما انقذها من براثن "سعيد " لتقع هي بين براثنه ،التقطها بين أصابعه وقال بتهكم
_كانت هديته صح ....اكيد طبعا ودفعتي مقابلها على كده بقى
انتزعتها من بين يديه لتضمها إلى صدرها بإشتياق ونظرت إليه من أعلى إلى أسفل وقالت بعصبيه
_وانت مالك .....انت جاي تحقق معايا دي حياتي الخاصه وملكش دعوه بيها
_ده أبن "زيدان " ...مااثر فيكي قوي بقى لسه شايفه أنه يستاهل بعد مااكيد مرمط بيكي الأرض ورماكي في أول الطريق
تساقطت دموعها بقوه ليس من أجل حديثه ولكن من أجل حباً لم يكتمل رجلاً كان من اجمل مارأت في حياتها لم تصادف ولن تصادف شخصيه كهذه فقالت بإصرار
_يمكن ....انت متعرفش المشاعر اللي بمر بيها دي، لأنك معدوم الإحساس والمشاعر الراجل اللي بتتكلم عنه ده ماشفتش ولا هشوف في رجولته وهفضل أبكي علشانه اللي باقي عمري
صفق بكفيه بسخريه وهو يترقب أدائها التمثيلي والذي أثار دهشته وقال لها بسخريه
_نهايه مؤثره ....اوى بجد مش قادر استوعب النهايه الترجيدي دي ،فوقي يا حلوه احنا مش فى زمن المثاليات احنا في زمن المصالح وبس في زمن معاك كام وتقدر تعمل ايه وانا اقدر اعمل كتير اوى زى ما شفتي
حدقت به كثيراً لم يمر عليها شخصيه شيطانيه كهذه ،أمن الممكن أن يكون هذا من بني البشر مثلها ام انه قادم من عالم آخر ليس لديه مشاعر قلبه متحجر شخصيه بارده
_ده ....الزمن اللي انت عايش فيه .....جايز تقدر تعمل كتير بفلوسك لكن متقدرش تشتري قلوب الناس ..متقدرش تتحكم في مشاعرهم
ثم أخرجت الشيك من حقيبتها وقامت بتمزيقه أمام عينيه وتبعتها الورقه التي تحمل اسمها واسمه وقالت بنبره صارخه
_مش ....دي أفعالك الشيطانيه انت استغلالي ربنا ينتقم منك 
رفع سبابته أمام وجهها وقال بنبره تحذيريه واضحه
_انتي .....بتتمادي معايا لتاني مره وانتي مش ادي أنا ممكن افعصك تحت جزمتي
فقدت السيطره علي عقلها على اعصابها  وقالت صارخه به
_انت ايه يا اخي ...انت ولا حاجه قدام المولى عز وجل ده ممكن في لحظه لحظه واحده متبقاش موجود ،عايش تدوس على الناس برجليك وناسي ان فيه المنتقم الجبار انت شخصيه مريضه
قبض على خصلاتها في لمح البصر وقرب اذنها  إلى شفتيه وقال بفحيح كفحيح الأفعى
_يعني كمان ......بقيت مريض ...حاضر أما خليتك تبوسي جزمتي مبقاش أنا" يوسف مختار"
ودفعها بكل طاقته فإلتصقت بباب الشقه وغادر بخطوات مسرعه إلى الخارج فلقد أخرجته عن شعوره وأصبح لا يري أمامه ولكن علمت أنها لن تهنأ في الأيام القادمه ،أخذت تبكي ما الذي اكترفته في حياتها حتى يحدث إليها كل هذا العذاب ولكن لن يهم طالما هو بعيداً عن الآخرين
توقف "رفعت "بسيارته أمام الشارع الموازي لبنايه " ميلا " ضيق "عاصم" بين حاجبيه وقال له بعصبيه وهو يلكمه  في صدره بضيق
_انت ...ايه اللي هببته ده وكنت بتلف بينا ده كله علشان تجيبنا هنا في الآخر
ادعى "رفعت " الصدمه وقال بعدم تصديق
_أنا .....مش عارف جيت هنا ازاي ...بس اقولك كده أفضل علشان نقرب المسافات ونقدر نفهم ليه هي عملت كده أديها فرصه علشان خاطري
رفع "عاصم "حاجبيه بصدمه وقال له بعدم استيعاب
_انت ...عايز لسه تتكلم معاها دي واحده كدابه ومخادعه يلا نمشي من هنا وإلا والله هيكون آخر ما بيني ومابينك وهنسي انك ابن عمي
_انت ظلمتها .....يا "عاصم " أديها فرصه أنا بنفسي هنزل افهم منها وخليك انت ......
لم يكمل حديثه إلا ووجد "يوسف " يخرج من باب البنايه كادت عيناه تخرج من مكانهما ،لم يصدق أنه كان يتردد عليها ،شهق "رفعت " عندما وجده يقف بكل ثبات يعدل من هيئه قميصه المفتوح ويشعل سيجارته وينفث دخانها في الهواء الطلق خلع حزام الامان وهم بفتح باب السياره فأمسكه "عاصم " من معصمه وقال له بتساؤل
_انت... هتعمل ايه يا" رفعت "!!!
_هنزل ...ادغدغه دلوقتي اوعى سيبني  ده ابن "مختار " شكله  عايز يتربى
سيبه يا"رفعت"هما لايقين علي بعض
يتبع

الخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن