الفصل التاسع والعشرون ........"وقيعه"
خرجت من غرفه العمليات وبوادر التعب قد ظهرت عليها والعرق يتصبب من جبينها ،توجهت إلى غرفه الأطباء فوجدت" رفعت " في قابلتها تحركت حدقتيه بعدم تصديق عندما وجدها تلتقط انفاسها بصعوبه بالغه فقال لها وهو ينهرها بشده
_انتي .......محتاج للراحه يا "اميمه " وأنا ماأكد عليكي الموضوع ده !!
ابتسمت بشحوب وهي تمسح بذراعها جبينها المتعرق وقالت بإرهاق وعيناها مغمضتان من أثر التعب الشديد الذي حل بها فهي لا تحبذ فكره الراحه مطلقاً
_عادى متعوده على كده يا "رفعت "مش اول مره ليا في العمليات وبعدين الشغل ده كياني
وضع كفيه في جيبي معطفه الأبيض رافعاً حاجبيه بضيق وقال بعمليه
_مش في حالتك دي يا" اميمه " انتي غير الأول ولازم تعرفى ان كل خطوه بحساب
جلست على المقعد بإرهاق فقد أصابها دوار شديد ،وضعت يديها على جانبي رأسها تحاول أن تسيطر على نفسها لتظهر بأنها مازالت بخير ومازالت قادره علي العمل كطبيعتها فقالت بتحدي
_انا .....زي الأول ومافيش خوف عليا متقلقش يا "رفعت".......... أنا تمام
هز رأسه نافياً حديثها وطريقتها العنيده وجلس في موازتها ينظر إلى وجهها الشاحب وعيناها الزائغتان يميناً ويساراً وقال لها بجمود
_بتضحكي عليا وعلى نفسك انتي شكلك مجهده جدا وبتكابري ،بلاش معانده وخدي اجازه علشان ترتاحي انتي شكلك مرهقه جداً
اتسعت حدقتيها على وسعهما فلقد وضعها أمام نفسها فلا مجال لها للهرب الآن ، أطلقت زفيراً عاليا جعله يقطب جبينه بدهشه من أسلوبها المختنق وطريقتها العنيده فقالت مصححه له
_أنا ......مش بعاند بس حقيقي لو اخدت راحه وفضلت في البيت هتخنق وأنا مش بحب الخنقه ابداً ،أنا حياتي دلوقتي شغلى لو بعدت عنه هحس اني مش عايشه
حرك رأسه بيأس فعقلها متحجر، لم يعهدها بهذه الطريقه من قبل يخشى على حياتها وخاصه في ظروفها هذه ،ابتسم إليها ونظراته لا تحيد عنها وقال بمراوغه
_لأول .....مره ألاحظ انك عنيده جداً ودماغك نشفه اوى و ده غلط عليكي
ابتسمت إليه بمجامله تعلم بأنها أصبحت عصبيه وتفكيرها متيبس ولكن ليس بيديها حيله ،فحالتها المزاجيه ليست على مايرام شبكت أصابعها في محاوله لها بالثبات وقالت بخفوت
_فعلا .......انا نفسي مش مصدقه اني بقيت بتعصب بسرعه ، وعلى أي شئ
_طبيعي .....يا "اميمه " وإلا انتي نسيتي ده انتي حتى طبيبه وعارفه التغيرات دي كويس
لم يكمل حديثه إلا ودلفت "سهام " إليهما تنظرلها بعدم تصديق فهي قد الحت عليها من قبل أن تأخذ راحه من عملها لتستريح فقالت لها بضيق
_ماتتعبش نفسك معاها هي مافيش فايده فيها طول عمرها عنيده ومش بتسمع الكلام ابدا
تطلع إليها "رفعت " ونهض من مكانه مؤكدا عليها وقال وهو يشير إليها بسبابته
_مش.......هقولك تاني لازم الراحه ،ياريت تعرفيها حالتها بالظبط يا "سهام "
تنهدت "سهام " بضيق ووقفت أمامها تضع يدها في خصرها وقالت بإختناق
_أنا ......تعبت معاها صدقني لكن هي مش بتسمع غير صوت عقلها وبعدها معاكى يا"اميمه "
ابتسم "رفعت " بخجل واتجهه ناحيه الباب وهو يقول بعمليه ناظراً إلى ساعه يده
_أنا .......مضطر استأذن لأني ورايا شغل لكن كلامنا لسه ماانتهاش على فكره يا دكتوره
وما ان خرج من باب الغرفه ،هرولت "سهام "خلفه وأغلقت الباب بسرعه وقالت لها وهي تنظر لها بعينان مشتعلتان ممتلئتان بالغضب وقالت لها بتساؤل
_تفتكري دي طريقه واحده عاقله وعايزه تحافظ على حياتها وحياه طفلها انتي بتهزري صح !!
وضعت يدها خلفها ظهرها ونهضت من مكانها تنظر إليها بعينان شاردتان وقالت بعناد
_ متحاوليش لأني مش هاخد اجازه ....وعارفه ان وضعي غير الأول وخاصه اني حامل لكن بردو هشتغل وإلا عايزاني أفضل في البيت
_أنا خايفه عليكي وعلى الجنين اللي في بطنك ربنا كرمك بيه بعد معاناه وتعب لازم تحافظي عليه وإلا انتي مش عايزاه يا "اميمه "
شردت بعقلها بعيداً على ذكرى احتفاظها بالجنين ،لمست بأصابع يدها بطنها المنتفخه تقارن بين حالها الآن وحالها في السابق ،لوكان الزمن غير الزمن لكانت اكتملت سعادتها اما الان فسعادتها غير كامله ،نظراً لعدم معرفته بهذا الخبر،هل أراد لها ا لله الخير وأن يعوضها خيراً بهذا الحمل ،أما جعله عائق يقف في طريق حياتها
_مكنتش اعتقد اني أحمل في اليوم ده وبالطريقه دي ،الأمور بقت معقده جدا
ضيقت "سهام " عيناها وربتت على منكبها فقد لاحظت اختناقها فقالت بإصرار
_لازم ....."خالد " يعرف انك حامل ده ابسط حقوقه يا "اميمه " أنا هكلمه مش ممكن أوافقك على طريقتك دي وتفضلي مخبيه عليه كتير
وما إن أخرجت هاتفها من جيب معطفها وهمت بالتحدث إليه ،أسرعت "اميمه" إليها والتقطت الهاتف بعصبيه وألقت به على السرير الطبي ونهرتها بقوه
_"سهام " ارجوكي ياريت تسبيني على راحتي مش لازم "خالد "يعرف صدقيني الموضوع وقتها مش هيفرق معاه وإلا عايزاني ارجع له شفقه ،ياريت تحترمي قراري
ابتلعت "سهام " ريقها ببطء وهي تنظر إليها نظرات متعجبه ،رأت فيها الانانيه لأول مره تلحظ هذه الصفه لم تعهدها بهذا الشكل من قبل ربما أرادت الانتقام منه ولكن في المقابل هي تنتقم من نفسها فقط ،سحبت هاتفها واتجهت ناحيه الباب وقالت من فوق كتفها
_صدقيني .......انتي بتنهي على آخر أمل بينك وبينه ووقتها مش هينفع الندم
______________________________________
كانت تجلس على الطاوله تحتسي المشروب المخصص بها داخل الحرم الجامعي ،تنتظر ظهور صديقتها "دينا " فلقد تأخرت اليوم على غير عادتها ،أخذت تنظر إلى هاتفها فلم يحدثها زوجها منذ فتره ،تاففت وهي تنظر إلى شاشه الهاتف ووضعته داخل حقيبتها مره أخرى وقالت وهي تحدث نفسها بضيق
_ماشي ......يا "رفعت " أما وريتك مابقاش أنا ......"رؤى "
ضحكت "دينا " بصوت مسموع ووضعت اناملها على شفتاها وقالت بعدم تصديق وهي تنظر إليها بإستغراب وتقبلها من وجنتيها بإشتياق
_مش .....ممكن ...للدرجه دي بقيتي مجنونه ب "رفعت " مش مصدقه !!
تشدقت بضيق وهي تكتف ذراعيها أمام صدرها ،فهي لم تراه منذ فتره طويله وعندما تساءلت تحجج لها بأسباب لم تقتنع بها مطلقاً ،فعقلها الصغير رافض فكره تصديقه
_انتي ....بتضحكي والله انا غلطانه اني استنيتك وكنسلت ميعاد المحاضره
ابتسمت لها وامسكت يدها بين راحتيها وقالت لها بهدوء وهي تربت على كفها
_انا .....اسفه .... بس ايه مضايقك على كده "رفعت " زعلك وإلا ايه !!
هزت رأسها بالنفي ،فلقد اشتاقت إليه كثيراً ولكن هو لم يعد يكترث بها فلديه أسباب غير مقنعه من وجهه نظرها ،ارتشفت بعض قطرات العصير ووضعت الكأس مكانه على الطاوله وقالت بعفويه وهي تحك باناملها خصلات شعرها
_أيه .....مضايقني !!تخيلي أنه مش بيتكلم معايا من فتره أنا خلاص هتجنن يا "دينا"
قطبت حاجبيها بدهشه ورفعت نظارتها الشمسيه فوق خصلاتها الناعمه وقالت بسخريه
_لا ......مالوش حق ازاي ميكلمش "رؤى زيدان " لا الدكتور زودها جدا بصراحه
استشفت من حديثها السخريه ،ارتفعا حاجبيها لأعلى بعدم تصديق ،ولوت فكها وهي تقول
_انتي بتتريقي عليه ......تستاهلي "أكمل "واللي بيعمله معاكى والله
ادعت"دينا" الغضب فجمعت اغراضها ونهضت من مكانها وقالت لها بمراوغه
_أنا غلطانه اللي قاعده اسمع واحده مجنونه وعقلها طايش زيك عن اذنك
شهقت بعفويه وامسكت ذراعها على حين فجأه ونظرت إليها بعدم استيعاب وقالت لها
_سوري ...."دينا" بس صدقيني أنا مضايقه جدا والموضوع مش متحمل هزار "رفعت "اتغير عن الأول كتير ومبقاش بيحبني خالص كل تصرفاته بتقول كده
لكمتها "دينا "بخفه في كتفها فهي تري أنها تزايد في حديثها ،فهي لم تعهد شخص يعشق زوجته مثله ولكنها هي ترى الأمور في غير موضعها الصحيح فقالت لها بتهكم
_حرام عليكي ....انتي مبالغه جدا ،أنا عمري ما شفت حد بيحب حد كده ابدا
ظلت تقرض في أظافرها،تحاول أن تصل لسر تغيره هل سبب هذا التغير هذه الطبيبه التي تبغضها ،عقلها رافض وقلبها ينهرها بشده ،لقد اختلط عليها الأمر فهو لم يبتعد إلا من أجل مستقبلها ،اهتزت حدقتيها بالدموع وتغيرت قسمات وجهها إلى الضيق وقالت بخفوت
_تفتكري .....يكون بعد زي ما بيقول علشان الامتحانات واقدر اذاكر كويس ،أنا مش مقتنعه
تنهدت "دينا "بيأس ورمتها بنظرات ناريه فكيف لها أن تشك في حب زوجها اليها ،على ما يبدو أنها فقدت الباقه المتبقيه من عقلها فقالت بعصبيه
_انتي ....ازاي بتشكي في حبه ليكي ،انتي متستهاليش حبه بصراحه ،واحد وبعيد عنك وبيعاقب نفسه قبل ما يعاقبك علشان تقدري تذاكري كويس وتنجحي ،تقومي تقولي أنه مش بيحبك ،بقيتي لا تطاقي بصراحه الله يكون في عونه
لانت ملامحها الرقيقه ،نعم بداخلها حرب طاحنه تعصف بعقلها ،فدائما تخشى من افتقاده لا تعلم سر هذا الاحساس ولكنه دائما بداخلها ،اخفضت "دينا "رأسها وقالت وهي تنظر إلى اسم المتصل الذي يضئ الشاشه والابتسامه لا تفارق وجهها
_"أكمل " ......مستنيني حالا علشان نروح المستشفى ميعاد الجلسه الخاصه جت ولازم نروح
ربتت "رؤى" على كف يدها وحانت منها بسمه هادئه على شفتيها وقالت بأمل
_أنا .....سعيده انك اتغيرتي واقتنعتي انك لازم تغيري تفكيرك ربنا معاكى
نهضت من مكانها واعاده وضع نظارتها الشمسيه على عيناها ،وسحبت حقيبه يدها ونظرت إليها بسعاده وهي تقول بصدق
_"أكمل" ....يستاهل اعمل المستحيل علشانه هو وقف جنبي كتير ولازم يشوف نتيجه مجهوده ،مش عايزه حاجه من مستشفى "زيدان " أو من الدكتور
تنهدت بإشتياق وكست الحمره خديها واخفضت وجهها إلى الأسفل وقالت بخفوت
_ياريت يعرف انه بجد واحشني ،ومش لازم طريقته دي ويبعد عني لأن بعده مش حل ابدا ،أنا ناقصني كتير من غيره ، بس ياريت يفهم كده أو يعرف انه كل حاجه ليا
ابتسمت إليها ولوحت بكف يدها وهي تغادر من أمامها بسرعه البرق، أخرجت بعض الورقات النقديه على الطاوله ولكن تفاجئت به يجلس أمامها على الكرسي الموازي لها ،شهقت بصدمه عندما وجدته يتطلع إليها بعينان ماكرتان فقالت بعصبيه وهي تتلفت حولها
_انت ....مين سمح لك تقعد في مكان أنا موجوده فيه !!
ابتسم بخبث وقد ملئت الابتسامه وجهه ،اهتزت حدقتيها بعدم تصديق فها هو الماضي اللعين يظهر الآن ليهدم حياتها ولكن لن تسمح له بذلك ،اجابها بتهكم وهو يغمز لها بعينه اليسرى
_ما ....كنتي بتسمحي باكتر من كده زمان ....وإلا انتي نسيتي يا بيبي
لم تحتمل هذا الحديث أكثر من ذلك هبت واقفه من مكانها وسحبت حقيبتها ،فامسكها من ذراعها بقوه ،توقف بها الزمن ودارت عيناها يميناً ويساراً وقالت بصدمه
_سيب ....دراعي يا "حازم " انت عايز مني ايه ،لازم تفهم ان اللي بينا انتهنا من زمان
_لا .....ماانتهاش ،وانتي اللي غدرتي الأول وأنا محدش يضحك عليه ولازم تعرفى ان "حازم مختار " مش سهل زي ماانتي متخيله وعليه وعلى أعدائي
تسارعت دقات قلبها ولكن أظهرت عكس ما بداخلها ،شحب وجهها وزاغت عيناها الدافئتان تخشى أن يراها أحد وخاصه زوجها فقالت له بخفوت
_طيب ...انت عايز مني ايه !! ، أنا بعدت عنك من فتره لكن انت بردو مش عايز تسيبني في حالي ياريت تبعد وتسبني بقى انا خلاص اخترت الإنسان اللي اقدر أكمل معاه حياتي
نظراته الخبيثه ترعب أوصالها من الداخل ،ترقب سكونها وصمتها بعد هذا الحديث نهض من مكانه وهو يضع يديه في جيبي بنطاله وقال بسخريه
_ الإنسان اللي تكملي معاه حياتك ،تفتكري لو عرف باللي كان بينا وقتها هيكمل معاكى حياتك ،انتي عايشه في الأوهام يا بيبي ،"رفعت "بتاعك ده مش ملاك لما يعرف بأنك كنتي بتحبيني
تحجرت عينيها وابتلعت غصه مريره في حلقها ،تهديده أصبح واضحاً لم يكترث بحياتها الخاصه ،ارتعش قلبها من الداخل أصبح بركان يهدد استقرارها وكيانها فقالت بخوف
_احنا ممكن نتفاهم .....وبلاش طريقه التهديد دي لأنه مش حل يا "حازم"
شعر بإرتباكها وخوفها الشديد علم بأنه يهدد خطر كبير على حياتها الزوجيه ،لمعت عينيه بمكر
_تمام .....يبقى نتقابل الليله ولازم تعرفى أنها آخر فرصه ليكي نصفي اللي بينا ونوصل لحل يرضيني ،ماشي يا بيبي ،اظن العنوان ملحقتيش تنسيه وإلا ايه !!
تركها والدنيا تدور بها لولا تماسكها الشديد لسقطت مغشياً عليها في الحال ،ماذا ستفعل إذا بعد هذا التهديد ،لقد وضعها أمام خيارين لا ثالث لهما فماذا هي فاعله إذا !!
كانت جالسه خلفهما والغيره تأكل احشائها من الداخل فقد استمعت إلى حديثهما منذ الوهله الأولى ،علمت بأنها ستخضع لتهديده وسوف تتقابل معه ،ولكن لن تقف عاجزه ستنهي هذه المهزله
_____________________________________
كانت تقف أمام مكتبه المرموق لكي تقدم له الشكر والامتنان ،فهو له الفضل الأكبر بعد ربها في شفائها لقد دلف إلى حجره العمليات بنفسه وأجرى لها جراحه معقده في القلب لم تكن تتوقع بأنه بالرغم من صغر سنه إلا أنه بهذه المهاره الفائقه ،ترددت في بادئ الأمر ولكن حسمت الموقف وطرقت على الباب من الخارج ،كان مشغولاً ولكن بالرغم من ذلك سمح لها بالدخول فدلفت على استحياء ،ابتسم إليها بسعاده فشتان بين حياتها في السابق وحياتها الآن فلقد تخطت مرحله الخطر واستقرت حالتها وها هي الآن تقف على قدميها ،نهض من مكانه واتجهه إليها ومد ذراعه ليصافحها بثبات ،حانت منها ابتسامه هادئه يرى فيها هدوء ابنتها وبرائتها همس إليها برزانه
_حمدلله على سلامتك ......يا أمي متتخيليش سعادتي النهارده وحضرتك واقفه على رجليكي
تأملت ملامحه كثيراً تري فيه الشباب والأمل ،ابتسمت إليه ابتسامه طفيفه وقالت له بإمتنان
_انا اللي عاجزه عن الشكر ....لك الفضل الأكبر بعد ربنا في رجوعي للحياه من تاني ، مافقدتش الأمل في حالتي وبالرغم من كده عملت العمليه ومتقضيتش ولا مليم من شهور
لمعت عينيه من أثر حديثها فالفضل كل الفضل يعود إليها هي من وضعته على أرض صلبه وعدها بممارسه الطب مره أخرى والرجوع إلى حياته العمليه فأوفي بوعده وسدد دينه
_كنت على يقين انك هتبقي أفضل من الأول ، والفضل يرجع لدكتور "طارق" هو من الأطباء المتميزين في مستشفى "زيدان" كان متابع الحاله وقدرنا نتخطي الصعب ونعمل العمليه وتمت بنجاح الحمد لله ..... انا لوحدي مقدرش اعمل حاجه فريق كامل ساهم في رجوعك لينا
نظرت إليه بعينان ممتلئتان بالدموع ،شخصيه متزنه تنحني لها تبجيلاً واحتراماً لم يذكر نفسه بشئ نسب نجاحه لغيره كم كانت فخوره بشخصيه كهذه ، كم تمنت ان يكون ابنها ولكن أين ابنتها فلذه كبدها لم تسأل عنها منذ عده أشهر أين هي الآن كيف حالها تساقطت دموعها وشعرت بدوار من أثر حزنها فاستندت عليه فأمسكها على حين فجأه وقال لها بفزع
_مالك .......يا أمي ليه دموعك دي ،دكتور "طارق " مااكد عليكي بلاش حزن علشان قلبك
جلست على أقرب مقعد وأخذت تبكي بقوه على حالها وحال ابنتها ، اتسعت عيناه على وسعهما عندما قالت من بين دموعها
_كان نفسي اشوف بنتي وبنتي كمان تشوفني هي "ميلا " مسالتش عليه ابدا
شعر بقلبه يتمزق من الداخل سؤال يصعب الاجابه عليه فمنذ أعترافها بتوقيعها على عقد الزواج العرفي وهو لا يعلم عنها شئ ، حتى لم تأتي لترى والدتها ،هل أصبح قلبها متحجر إلى هذا الحد وبالرغم من ذلك التمس لها الأعذار فمن المؤكد أنها تشعر بأنه ينفر منها لذلك لم تستطع أن تأتي ،هز رأسه بضيق وسحب محرمه ورقيه وجفف بها دموعها وقال لها بهدوء
_يمكن يكون في شئ قوي منعها .......اهدي وكل شئ وله حل صدقيني
هزت رأسها بالنفي تشعر بأن هناك شئ قد حدث لابنتها لابد وأن هناك مكروه قد أصابها قلبها يحدثها بذلك ربتت على صدرها بخوف وقالت وهي تنفي بسبابتها
_لا بنتي اكيد حصلها حاجه "اعتماد " متكدبش عليه بتقولي مشفتهاش في الحاره من شهور
انعقد حاجبيه بعدم تصديق وتجهمت ملامحه إلى الضيق ،هل مازال يخشى عليها "سعيد" أمن الممكن أن يكون قد تعرض لها مره أخرى ،بدأت عروقه تنتفض من أثر الغضب الذي أجتاح جسده ، تأكد بأنه مازال يحبها مازال يشعر بها أحلامه ليست من فراغ ،أغمض عينيه بيأس لقد سيطرت على تفكيره ووجدانه زفر بضيق وهو ينظر إليها وقال بتساؤل
_طيب ..... حضرتك يا امي مالكيش إي معارف أو اقارب ممكن تكون راحت ليهم
على ذكرى عائلتها انتفضت من مكانها كمن لدغها عقرب ،لم يساعدها أحد غيرهم في هذا المأزق ،حان الآن وقت المواجهه فهم من تسببوا لها في كل هذا ،ترقب شحوب وجهها بعد أن كان متخضباً بالحمره همس إليها بخفوت مؤكدا على حديثه
_حضرتك ..........مجاوبتنيش على سؤالي ممكن تكون عند معارف ليكم أو أقارب !!
تخشبت مكانها فإبنتها لم تعلم شئ عن عائلتها إلى الآن ،ولكن هم من يستطيعوا إيجادها والعثور عليها نظراً لمكانتهم وعائلتهم الثريه فمنذ أن تزوجت وخرجت عن طوع هذه العائله وهم يقفوا لها عائق يعركل حياتها هم من كانوا لهم اليد العليا فما حدث لها ولابنتها
_عيلتي ......آخر حد هي ممكن تلجأ ليهم "ميلا" متعرفش حاجه عن عيلتي هي متخيله أنها ملهاش حد لكن في الحقيقه احنا لينا أصول وعيلتنا عريقه ،لكن انا صممت اننا نبعد عنهم
ارتفعا حاجباه عاليا بدهشه شلت تفكيره جعلته يفقد التركيز لبرهه ،هل والدتها من عائله عريقه وهي لا تعلم في الأمر سراً خطير ،هي تبدو من أسره ارستقرطيه فلديها عزه نفس لم يراها عند أحد وبالرغم من ذلك كانت تعمل فهي لا تشعر بالنفور من عملها ،لم يسألها عن هويتها فلا يريد أن يضغط عليها ولكن تركها لافكارها ،الخوف ينهش قلبه وعقله ازداد خوفه عليها أكثر من ذي قبل يخشي عليها بطش عائله والدتها ،هدر بعصبيه دون تفكير
_حضرتك ....لازم تعرفى ان حياه "ميلا " في خطر وأنا مش ممكن أسمح لاي حد من عيلتك ان ياذيها طول ما انا عايش وفيه نفس
اتسعت عيناها على وسعهما ،هو من كانت تتحدث عنه ابنتها تذكرت حديث "زينب" عنه إذا هو الطبيب الذي أقترن اسمه بإبنتها في السابق وهو صاحب القلاده ،توقف الزمن بها وقالت بعدم استيعاب وهي تنظر إليه تحاول أن تؤكد ظنونها اشهرت سبابتها نحوه وقالت بتساءل
_انت .....الدكتور اللي "ميلا "كلمتني عنه !!!
لمعت غابتي الزيتون بأسى وحرك رأسه مؤكدا على سؤالها شرد بعقله قليلاً يتذكر حديثها لم يهنئ بحياته منذ ابتعادها اجابها بثبات وثقه ادهشتها وجعلتها تنظر إليه كثيراً
_أيوه ........انا "عاصم زيدان "
الجمها اعترافه و قطبت جبينها بتعجب وهمت بالحديث ولكن صمتت عن الكلام عندما دلفت إليه هذه الماكره والتي تتلون كالحرباء أسرع إليها وهو يجرها من معصمها وقال بعصبيه
_انتي مين سمح لك تدخلي المستشفى أنا مانع دخولك هنا !!
بدأت تبكي وأخذت تبرر له أسباب اختلاقها وكذبها بأنه ارد ان يقبلها دون رغبتها منذ عده أشهر ،واخذت تتحدث ولم تلحظ وجودها من الأساس وهي تقول بصوت متحشرج
_أنا اسفه .....يا "عاصم " انت متعرفش أنا ضميري تعبني جدا بسبب الموضوع ده ازاي غصب عني صدقني ولو كنت قولت كده عليك ده لانى بحبك وعايزاك
تسمرت مكانها عندما تحدثت بهذا الحديث أمامها أخذت توزع نظراتها بينهما بعدم تصديق علمت بأن هناك شئ كبيرقد حدث بينهما يصعب غفرانه ،سحب ذراعه وأخذ ينظر إليها بعينان ماكرتان ،تنفس الصعداء وحمد ربه كثيراً عندما تذكر خداعها واتهامها له بالباطل بأنه قد تهجم عليها ولكن لم ينقذه من هذا الموقف إلا عندما سجل الحوار الذي دار بينهما في غرفته كما تذكر صفعته القويه لها أمام عائلته وتوبيخه إليها والى والدتها دون أن يبالي بوجود أحد
_لو اعتذرتي عمرك كله .......مش ممكن أقبل اعتذارك لأني ببساطه مش ممكن اغفرلك اتهامك ليا ولاخلاقي ، لولا انك بنت خالتي كان زماني ليه تصرف تاني معاكى امشي اطلعي بره
ضغطت على أسنانها عندما رأتها أمامها تقف على قدميها تحركت حدقتيها بشراسه وقالت بتهكم وهي تشير إليها من أعلى إلى أسفل بسبابتها
_انت .....بتطردني وعلشان مين دى خايف على مشاعرها هي وبنتها
اغتاظ بشده من وقحتها وطريقتها المتعجرفه ،اتجه ناحيه الباب وأمسك المقبض وقال بعصبيه وهو يشير إليها بالخروج
_قولتلك اطلعي بره ......انتي لا يمكن تكوني طبيعيه ابدا ،انتي مريضه ولازم تتعالجي
وضعت يدها في خصرها واتجهت ناحيه الباب والتفتت إليهما وقالت بسخريه
_ميرسي جدا ...يا دكتور على كرم الضيافه بس لازم تعرفى كويس ان بنتك المصون مش هتلاقيها هنا دوري عليها في الأقسام أو النيابه لكن الدكتور ميعرفش عنها حاجه من شهور
شهقت بقوه ولطمت على صدرها عند سماعها هذه الكلمات وقالت بعدم تصديق
_الأقسام......... أو النيابه ليه بنتي عملت ايه!!
__________________________________
حدقت بها كثيرا بعد اعترافها بأنها زوجته ،ماهو السر وراء حبسها وتقيدها لابد وأن هناك خطب ما قد حدث بينهما همت بفك وثاقها ولكن وجدت من يقبض علي كفها فصرخت وهي تنفض كف يدها بعيداً عنه ،التفتت إليه وجدت عيناه تطلق شراراً وكأنها قد ارتكبت جرماً عظيماً صرخت به وهي تدفعه بكل طاقتها وهدرت بعصبيه
_انت ..... شخصيه مريضه ، مش غريب عليك انك تعذبني اللي يحبس مراته بالشكل ده ويرميها في مكان زي ده يعمل أي حاجه ،انت مجنون عارف يعني ايه مجنون
أطلق ضحكه عاليه وتقدم منها لتتراجع هي إلى الخلف لا ارادياً وبدأجسدها ينتفض لاحظ ارتجاف جسدها ودقات قلبها المتسارعه فقال لها بتهكم
_مراتي .....حلوه دي وانتي اخدتي كلام واحده زي دي ثقه على كده !!
قطبت بين حاجبيها بإستغراب قد جلي على ملامحها هزت رأسها تنفي حديثه الكاذب فقالت مؤكده على حديثها وهي تبتعد عنه
_أيوه .....مراتك انت هتنكر دي كمان ، مهما كان اللي عملته مش مبرر انك تحبسها كده
صرخ بها وهو يشير ناحيتها ،جعلها تنتفض أكثر من أثرحالته العصبيه لابد وأنه قد جن جنونه وأصبح لا يستطيع التحكم في أعصابه ،أين ذهب قناع البرود الذي كان يتظاهر به
_ انتي بتحكمي بمشاعرك لسه متعلمتيش الدرس ،دي اقذر واحده مرت عليه في حياتي لا يمكن تكون انسانه ،مش عارف دي معموله من ايه !!
لوحت بكف يدها أمام وجهه تنهره بشده ،ماذا جنت كي تحصد كل هذا الألم ، انتفخت عروقها وهي تقول بنبره عاليه
_انت ....فاكر نفسك ايه ، عايش تدوس على الكل وناسي ان في عداله السماء موجوده بتحكم على الناس من وجهه نظرك بقانون انت اللي عملته واقريته بنفسك
لم يزيده هذا الحديث إلا اصراراً على ما بدا ، تحرك نحو "دارين " وامسكها من خصلاتها وتحدث من بين أسنانه وهو ينحني بجسده وهو يقول لها
_لسه بتكدبي وتقولي انك مراتي ،فاكره ان كنت متجوزك ومش فاكره عملتي ايه مع ابني
صدمه احتلت ملامحها جعلها تفقد اتزانها ،ترقبت دموعها التي تتساقط وهي تقول بخفوت
_أنا عملت كده ...لأن الحياه بينا كانت مستحيله وقتها ،كان لازم اخلص منه علشان تطلقني
أطبق على عنقها بغل واضح شعرت بالاختناق ،اتسعت عيني "ميلا " وأسرعت إليه وتشبثت بقميصه من الخلف وصرخت بكل قوتها وهي تقول بتوسل
_سيبها .......لعداله السماء تنتقم منها هي بتستفزك بكلامها ده
ضغط على نواجزه وتوحشت نظراته وازداد ضغطه على عنقها أكثر وقال بشراسه
_لا .....يمكن اسيبها انتي بتطلبي المستحيل
تشبست بقميصه أكثر في محاوله منها في جذبه بعيداً عنها فقالت صارخه به
_سيبها ......يا "يوسف " علشان خاطري
دون أن يشعر ترك عنقها ولا يدري ماهو السبب ،هل بعد توسلها إليه أم بعد أن نطقت اسمه فهي ولأول مره تهتف باسمه مجرداً من إي شئ التفت إليها وقال لها بإختناق
_لازم .....تعرفى أنها متستهلش ابدا ....دي مجرده من كل شئ ، انتي متعرفيش هي عملت ايه معايا زمان ، ميغركيش دموعها دي دموع التماسيح
_طالما طلقتها خلاص سيبها في حالها .....لكن متعقبهاش بالطريقه دي
رفع قدمه وركلها بحذائه في جسدها عده مرات وهي ملقاه على الأرض ،أغمضت "ميلا " عيناها وهي تحتضن نفسها ولكن اعاده فتحهما بعدم تصديق عندما قال لها
_اسيبها في حالها ......انتي عارفه شكلي كان ايه وانا بدور على ابني في كل مكان وهو في الملجأ ...متخيله حالتي وقتها وأنا مش عارف شكله وتايه مش عارف ملامحه
جحظت عيناها للخارج عندما تفاجئت بحديثه ،لأول مره تشعر بالنفور منها تري فيها حب النفس والانانيه ،شعرت بالاختناق يكبل عنقها بهذه السهوله تتنازل عن صغيرها مقابل حريتها ،انزلقت دمعتان خائنتان على خديها وهزت رأسها بعدم تصديق ،حرك خصلاته الناعمه إلى الخلف وهو ينظر إليها ،خرج صوتها الضعيف وهي تقول بنبره خافته
_ مش ممكن .....يستحيل يكون اللي بسمعه ده حقيقه ده كدب اكيد كدب
ابتسم بتهكم وهو يترجم ملامحها المتيبسه وعيناها الجامدتان ، مازالت لا تصدقه ولكن سيجعلها تعترف بالحقيقه ويقطع الشك باليقين أخرج سلاحه الناري وقام بتصويبه ناحيتها وهدرا من بين أسنانه وهو يشهر سلاحه الناري أمام وجهها
_ هتسمعي منها دلوقتي .....ازاي قدرت تخوني وازاي رمت ابني في الملجأ علشان مقدرش اوصل له ،ونسيت هي بتلاعب مين وممكن يعمل ايه معاها
شهقت بصوت مسموع واتجهت إليه وصرخت وهي تتوسل إليه
_أرجوك .....بلاش المسدس ده ، لو كانت خاينه ده لأنها ضعيفه ومعندهاش مبدأ ،ولو كانت رمت ابنك في الملجأ ده لأنها رفضت هديه ربنا ليها وهيعقبها على كده سيبها تمشي وانساها
_هي فاكره نفسها تقدر تخوني بالسهوله دي ،لسه متعرفش "يوسف مختار " كويس لازم تعرفي أنا مش بسامح في حقي وأن ال *** اللي خانتني معاه بقى في خبر كان
صرخت "دارين " عندما استمعت إلى جملته ،تأكدت أنه قد قضى عليه وأنهى على حياته حتى يحرق قلبها ،تعالى صوت بكائها وقالت من بين دموعها
_ كنت متأكده انك قتلته لكن كنت بكدب نفسي ، انت متعرفش الرحمه ،أيوه كنت بحبه ومحبتش غيره اتجوزتك غصب علشان فلوسك لأن اهلي كانوا محتاجين انا عمري ما حبيتك ،كان لازم اعاقبك بأنك تتحرم من ابنك زي ما حرمتني منه طول عمري ، بتمنى تتعذب عذابي وعذاب كل حد ظلمته
صدرت ضحكته الرنانه والتي تثير غضبها ،رفع حاجبه بمكر بعد أن استشف من حديثها الشماته صرخ منادياً على "مجيده " ولكن تفاجئ بدخول شقيقه الأكبر "مراد" وهو يصرخ بإسمه
_ سيبها .......يا "يوسف "هي متستهلش
ضيق عينيه الحادتين عندما وجد شقيقه أمامه ولكن لانت ملامحه عندما ربت "مراد "على ظهره فسحب منه سلاحه الناري وقال لها
_لازم ......تعرفى انك أغبى واحده شوفتها في حياتي ، النار اللي حوالتي تحرقيني بيها من خمس سنين هي نفسها اللي حرقتي بيها نفسك دلوقتي
رمشت باهدابها عده مرات غير مدركه مقصده ،تحركت حدقتي "ميلا"يمينا ويسارا عندما وجدت هذه النسخه المصغري منه ممسكاً بأصابع "مراد"نظرت "دارين " إليه ثم اعاده النظر إلى هذا الصغير ذو الخصلات الناعمه السوداء والعينان الرصاصيتان فقالت له بعدم تصديق متسائله
_مين ده ........يا "يوسف " !!
نظر إليها بسخريه ثم انحنى بجسده إليه فتلقف الصغير بين احضانه ووقف بجانب "ميلا " وكأنه يعرفه بها فقال لها ليفجر إليها مفاجئه من العيار الثقيل وهو يقول
_ده ......."براء يوسف مختار " ابني يا "دارين "
هدرت "ميلا " بعدم تصديق وهي تنظر إليهم بعدم استيعاب وقالت
_مش ممكن .......ده ابنك !!
________________________________________
جلست على المائده تنظر إلى الاطباق بعينان شاردتان نفخت بضيق وألقت الشوكه بجانب الطعام تحاول أن تجد مخرجاً من هذا المأزق كيف ستبرر لهم سبب خروجها من القصر وخاصه زوجها والذي يتجاهلها عن عمد ،انتبهت والدتها لشرودها فقالت لها بتساؤل
_ساكته .....ليه يا"رؤى" وليه مش بتاكلي !!
تنحنحت بهدوء وهي تنظر إليها نظرات مختنقه ونظرت إلى ساعه يدها وقالت بخفوت
_مافيش ....يا مامي بس "رفعت " بقى يتأخر في المستشفى وأنا مش متعوده على كده
ابتسمت "الهام " ابتسامه واسعه وربتت على كتفها وهي تقول
_بكره ......تتعودي يا"رؤي " ده دكتور وقته مش ملكه وبعدين انتي عارفه "رفعت"بيحب شغله
تأففت من أثر كلماتها تعلم تمام العلم أنه يقدس عمله جيداً ولكن أين هي الآن من حياته ،نهضت والدتها من مكانها وضربتها على رأسها وهي تقول مازحه
_ عقلك ده مش معاكي.....لازم تبطلي تفكير كتير ولازم تذاكري كويس لأن "رفعت "هيزعل جدا
لم تكمل حديثها إلا وتفاجئت به يبدو عليه الإرهاق والتعب،تسارعت دقات قلبها وزاغت عيناها
وتوردت وجنتيها عندما دلف إليهما وهو يحمل بين أصابعه حقيبته السوداء نظرت إليه بإشتياق ،نعم لقد اشتاقت إليه كثيراً وهو لا يشعر بها ،مر من جانبها وهو يتحرك بخطوات مسرعه إلى الأعلى وهو يقول
_مساء الخير.......... اعذروني لأن تعبان ومش هقدر أكل ولازم ارتاح في اوضتي
لم تعقب على حديثه ،علمت أنه قد تغير بالفعل، تغيرت ملامح وجهها إلى الضيق واعتذرت هي الأخرى و تحرك بخطوات واسعه إلى غرفتها وهي تقول
_ولا يهمك يا دكتور...........عن اذنكم
تنهد تنهيده مسموعه وأسرع ورائها يعلم بأنها غاضبه منه ولكن هو أيضا يشتاق إليها ولكن يخشى عليها فمستقبلها أهم من اي شئ فهو يريد لها النجاح حتى لا يتهمها والدها بالتقصير ويكون هو المتسبب الرئيسي في ذلك ،لا تعرف كيف دلفت إلى غرفتها ودموعها تسبقها ، انتابتها حاله من البكاء الهستيري دون أن تشعر ، لمس بإصابعه دموعها ليزيلها وقال لها
_"رؤى" ........ليه دموعك دي انا زعلتك في حاجه !!
ابتسمت بسخريه وازدادت في بكائها ،أغمض عينيه بضيق يعلم بأنها لديها الكثير من الأفكار التي تعصف برأسها ولكن أفكارها غير صحيحه على الإطلاق ،دفن رأسها داخل صدره وقال لها
_والله العظيم ......غصب عني عارف انك مضايقه ومن حقك لكن انا عايزك تنجحي وتبقى أحسن صحفيه في الدنيا دي ،وأنا لو عليه عايز ابقى جنبك دايما ،أنا كمان مضايق لأنك بعيد عني ......صدقيني مافيش غيرك في حياتي يا "رؤى"
استنشقت انفاسه الدافئه والتي قد حرمت منها منذ عده أشهر ،اقترابه يشعرها بالاطمئنان والراحه ،أما ابتعاده فيثير خوفها كيانها مرتبط بوجوده همست بخفوت إليه
_خايفه ....تكون مبقتش تحبني زي الأول ،انت مش متخيل أنا بحبك أد أيه
أطبق على جسدها بكل قوته يحاول أن ينقل لها اشتياقه إليها ،مازالت لا تصدقه ،ماذا يفعل كي يطمئنها بأنها هي من ملكت قلبه وعقله ،يعلم بأنها مازالت في سن صغير لا تشعر بشعوره
_ يا "رؤى " حياتي مكملتش غير بيكي ، أنتي كل حاجه ليا انا ماليش حد غيرك
ألهبت دموعها الساخنه وجهها تخشى ضياعه وفقدانه من بين يديها ،ماذا تفعل في هذا التهديد والذي سيدمر حياتها ،شعر بأنفاسها الهادئه فقال بخفوت
_للدرجه دي مضايقه وزعلانه مني ،طيب اعمل ايه علشان تسامحيني وتصدقيني
_أنا اللي بتمنى انك متزعلش مني في يوم من الأيام يا "رفعت "
تحركت زرقاوتيه نحوها بعدم استيعاب يحاول أن يفهم مغزى حديثها المبهم نبرتها مختنقه وطريقتها جامده فقال لها متسائلا
_ازعل منك .......ليه بتقولي كده يا "رؤى" !!
ابتسمت بمراره وهي تتخلص من احضانه الدافئه واتجهت ناحيه الفراش وقالت بهدوء وهي تستلقي بجسدها فوق الفراش وأصابع الندم تقتلها
_لو كنت .....في يوم زعلتك من غير قصد أو طريقتي كانت جافه معاك زمان
اتجه إليها وجلس بجانبها وأخذ ينظر إليها بعينان شاردتان ،لما تذكره بإسلوبها معه في الماضي هو لا يريد أن يتذكر هذه الفتره يريد أن يسقطها من ذاكرته فقال
_ ليه بتفتكري أيام مش حابب افتكرها ،ليه بتقلبي في الماضي يا "رؤى"
اطبقت على جفونها وكأنها تريد أن تبدو متماسكه فقالت بخفوت
_ أنا ......مش عارفه مالي أنا عايزه ارتاح شويه
نظر إليها نظرات ضيقه ونهض من مكانه واتجهه إلى الخارج بعد أن شعر بانفاسها الهادئه علم بأنها تريد أن تستريح ،اتجهه إلى غرفته وخلع سترته وأخذ يفكر في حديثها ماذا تعني بهذا الحديث ولما تتذكر الماضي الآن فهناك شئ يشغل فكرها
وصلت إليها رساله عبر الهاتف فكانت فحواها أنه في انتظارها بالخارج نهضت من مكانها وتسللت على أطراف أصابع قدميها وقامت بارتداء ملابسها وسحبت حقيبتها بعدما وضعت بداخلها سكين حاد ، أخذت تتلفت حولها تراقب المكان وخرجت إليه وجدته ينظر إليها بمكر فتحت باب السياره وجلست بجانبه في المقعد الامامي دون أن تتحدث وانطلق بسيارته تحت نظراتها الانتقاميه
كان قد غفي إلى النوم بملابسه فاستيقظ على طرقات الباب الخاصه بغرفته فارتدي نظارته الطبيه وسمح لمن بالخارج بالدخول
فدلفت الخادمه وهي تقول له بطاعه
_في حد عايز حضرتك يا دكتور "رفعت " ومستنيك في الصالون
قطب جبينه بدهشه ومسح أسفل عينيه وهبط الدرج بخطوات واسعه وما أن دلف إلى غرفه الصالون وجد من تجلس أمامه واضعه قدم على الأخرى رافعه حاجبها الأيسر لأعلى
_ أنا اسفه ......جيت لك من غير ميعاد يا دكتور
صافحها بثبات وجلس أمامها يحك خصلات شعره يحاول أن يتذكر اسمها ولكن سبقته هي في الحديث وقالت بنبره ماكره
_أنا ........"نانسي مهران "وعايزاك في أمر يخص "رؤى"
يتبع
أنت تقرأ
الخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمد
Romanceالخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمد جميع الحقوق محفوظة للكاتبة .... يست قويه على الإطلاق ليت لديها أنياب لتكشر عنها ولكن ضعفها وقله حيلتها جعلها لقمه سائغه سهل الحصول عليها وقفت تتأمل نفسها في المرأه وما آلا اليه حالها لم تتعرف على ملامحها من كث...