الفصل الواحد و العشرون

15K 447 96
                                    

الفصل الواحد والعشرون

رغما عنها غفت وأغلقت جفناها بإستسلام وارخت جسدها المبكل بإرهاق وتعب وقله حيله ،كانت مستلقيه على جانبها وارخت رأسها على الارضيه البارده خصلاتها الناعمه قد تهدلت على وجهها لتعطيها براءه ولكن كانت ترتجف من أثر بروده الجو القارص ،لم يذق طعم الراحه كان يدور في دائره مغلقه كيف استطاعت تلك النكره ان تقلل من شأنه بل وتقارن بينه وبين عدوه بهذا الشكل ولكن سيريها الجحيم ويعلمها كيف تكون الفريسه في حضرت وجود الصياد ولكن ليس الآن ليس قبل تدميرها تدميرا نفسيا ،نظر الي "سالي " والتي كانت قد غفت من أثر بكائها المستمر ،تركها مستلقيه على الاريكه ودلف إليها بملامحه الصلبه المتيبسه وجدها نائمه قطب جبينه بإستغراب كيف لها ان تنم في ظل هذا الرعب المحاط بها فلو وضع في مقارنه معها في راحه البال والطمأنينة لانتصرت عليه بجداره ولكن ماهي القوه التي تدعمها رغم حياتها الفقيره وكيانها الهش لتجعلها تلقى على مسامعه مااثار جنونه حتى الآن آفاق من أفكاره ورفع دلو الماء البارد وسكبه  على  وجهها فشهقت بصدمه وهي تفتح عيناها لتجده يضع دلو الماء الفارغ على الأرض ويجر الكرسي وجلس أمامها يبتسم بسخريه قد ارعبت أوصالها وهو يقول بتهكم
_اتمنى .....الخدمه هنا تكون عجبت سيادتك
ارتجف جسدها وارتعش عندما لامست هذه المياه وجهها وجسدهاوقالت بنبره مرتعشه باكيه
_انت .....عايز مني ايه ،أنا معملتش حاجه وأنا والله مهتكلم ولا هفتح بؤي بحرف واحد من اللي انا شفته
وضع قدم على الاخرى ليهز ثباتها أكثر وهو يشعل لفافه التبغ ويأخذ عده أنفاس منها ثم أخرج سحابه رماديه لينفثها في وجهها وهو يقول ببرود
_مش بمزاجك .....ده غصب عنك مش هتقدري تتكلمي أو تقولي حرف من اللي انتي شفتيه
فتحت عيناها على وسعهما وبدأت تسعل من رائحه الدخان الذي ملأ الغرفه وهي تقول بتساءل 
_انت ....عايز ايه مني طالما ضامن اني مش هتكلم !!
القى بالسيجاره على الأرض وانحني بجسده عليها وضغط على فكيها باصابعه وهدرا  من بين أسنانه ويذكرها بحديثها واهانتها له منذ قليل
_بقى ....أنا مش راجل ،أنا هعرفك أنا راجل ولالا وهعرفك ازاي تخليني في مقارنه مع" عاصم زيدان"
بتاعك أما خليت رأسك اللي انتي رفعاها فوق دي تبقى في الأرض وساعتها مش هيبقى قدامك غيري أنا تطلبي مني انك تبقى تحت أمري مبقاش انا "يوسف " وراجل زي ماقولتي
زحفت بجسدها المكبل بعيدا عن انفاسه وعن تهديده وأسلوبه الذي أسقط قلبها بين قدميها وهي تقول بذعر قد جلي على نبرتها المرتعشه
_انت .....هتعمل ايه !!!!!  
ابتسم ابتسامه متهكمه وهو يعض شفته السفلي و غمز لها وقال بوقاحه
_عيب ....السؤال ده ، انتي فاكره أنا من اللي بيغصب حد على حاجه ،انتي لسه متعرفنيش ياحلوه ،ده انتي بنفسك اللي هتطلبي مني تكوني تحت أمري ووقتها أنا اللي هفكر يا بيبي
تعالت أنفاسها وهي تسمع نبرته الهازئه وطريقته الوقحه في حديثه فقالت بتحدي
_أنا ..... عندي أموت ولا اني أعرض نفسي عليك ابدا ...انت فاهم
صدرت ضحكته الرنانه من أثر حديثها وثقتها الهشه  ولوي فكه وهو يقول بتحدي
_ولو ....قفلت معاكى زي الدومينو وملقتيش قدامك غيري وقتها هتعملي ايه !!!!
ترقرقت الدموع من حدقتيها وهي تنظر إلى عيناه الحادتين كعيون الصقر وهي تقول بثقه
_ عمري ... ماهحتاج لمساعدتك ابدا ،الله الغني عن اللي يجي منك
ضغط على أسنانه بقوه وهو يرى نبرتها الواثقه وعيناها المتحديه له ،اقترب منها وضغط على ذراعيها من الخلف وهو يقول بنبره صارخه
_هنشوف كلام مين اللي هيتحقق ،وساعتها وحياه ابويا الغالي ماهرحمك ابدا
فك وثاق كفيها  وألقى بالحبل على الأرض تآوهت بخفوت وهي تحرك يديها بألم فلقد أنغرس الحبل حول كفيها بوضوح ،شهقت بصدمه وهو يفك وثاق قدميها وهو يلمس ساقها بجراه وكأنها معتاده على هذه اللمسات ،امسكها من مقدمه ملابسها يقربها منه  وهو يقول لها بنبره تحذيريه واضحه
_لو ....عايزه تمشي من هنا معنديش مانع بس طبعا مدام" سالي " عايزه ضمانات قبل خروجك من هنا تضمن بيه سكوتك قولتى ايه
ابتلعت ريقها وهي تحدجه بنظرات ناريه وقالت بصدمه
_يا ترى ...ايه هى الضمانات دي !!!
سحب من على الكمود عده ايصالات امانه وأوراق بيضاء رفعها إليها وهو يقول بإصرار
_أمضى ....على الايصالات دي والورق ده وانتي تروحي حالا بدون أي خساير قولتي ايه !!
أزاحت بيديها الايصالات وهزت رأسها بالنفي عده مرات وهي تقول بذعر
_أنا ....لا يمكن أمضى على الايصالات دي انت عايز توديني في داهيه اكيد
وضع الايصالات والأوراق على الكمود مره أخرى وهو يحدجها بنظرات شرسه وهو يخلع قميصه الأسود وهو يقول بنبره متهكمه
_يبقى .....انتي اللي اخترتي الحل التاني
صرخت وهي تتراجع إلى الخلف بذعر بخوف وجسدها ينتفض وقالت بنبره مرتعشه صارخه
_خلاص .....همضي والا انت عايزه هعمله بس بلاش الحل التاني ابوس ايدك
لوي فكه بسخريه وأعاد غلق ازرار قميصه شعر بالانتصار عندما لمح نظراتها المذعوره الخائفه  عكس حديثها الجامد ونبرتها الواثقه ،لمعت عيناه بمكر وسحب الأوراق والايصالات وهو يقول بنبره صارمه
_تبقى ...تمضي وتخلصي وتخلصينا من الليله دي
أمسكت القلم بأصابع مرتعشه وهمت بوضع توقيعها على الأوراق الفارغه والايصالات الغير مرقمه فقال لها بلغه الأمر والنهي
_هتوقعي باسمك الكامل اللي موجود في البطاقه ورقمك القومي كمان انتي فاهمه
اومات برأسها وأخرجت من حقيبتها إثبات هويتها  ووقعت على جميع الايصالات والأوراق الفارغه بأصابع مرتعشه ،رفع أحد الايصالات إلى عينيه وهو يردد اسمها باستغراب
_"ميلا " اسمك" ميلا " غريب جدا الاسم ده بس حلو
ارتعشت شفتيها وكفكفت دموعها بأصابع يدها وقالت بخفوت وهي تنظر إليه نظرات متوسله
_انا .....نفذت اللي انت طلبته وضمنت اني متكلمش أنا أضمن منين انك مش هتاذيني بالايصالات والاوراق دي
ربت على خدهاالناعم ببرود وهو يحدجها بنظرات ناريه جعلها تنتفض
_أنا ..... كلمتي واحده وعمري مارجعت فيها وبعدين هيبقى كلامك قصاد الايصالات دي تحفظي لسانك أنا كمان هحفظ الايصالات دي
تنهدت بضيق وهي تسحب حقيبتها وتساءلت بنبره خائفه
_اقدر .....اروح دلوقتي !!!!
أشار إلى باب الخروج وهو يقول بنبره بارده
_اتفضلي .......هو انا منعك
لا تعلم كيف التقطت حذائها وركضت إلى الخارج بسرعه البرق حافيه القدمين من أثر الرعب الذي ملأ قلبها نزلت دموعها إلى خديها وهي تشهق بصدمه حتى خرجت من البوابه الرئيسيه للمكان ومازالت ممسكه بحذائها بين يديها
اتجهه إلى "سالي " المنكمشه على نفسها من أثر الرهبه لكزها في كتفها بهدوء وهو يقول
_"سالي " اصحى .... الموضوع خلاص اتحل
انتفضت من نومها وهي تضع يدها على صدرها وقالت بتساءل
_انت بتتكلم .......جد يا "يوسف "
جلس على الاريكه وهو يضع الايصالات في حجرها فالتقطتها بسرعه وهي تحدق بها وقالت بتساءل
_ايه .......ده !!! ،أنا مش فاهمه حاجه
_دي ......إيصالات امانه خلتها توقع عليها ،أظن كده اطمنتي دلوقتي ....البنت دي لا يمكن تفتح بؤها بكلمه واحده يعني انتي دلوقتي في امان
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تضع الايصالات على الطاوله الزجاجية وقالت بنبره جامده
_بس ....ده مش كفايه يا" يوسف " أنا خايفه دي ممكن تفضحني قدام "حسين " أو تقول ل "كارما "وانت عارف دي بيتردد عليها كل سيدات الأعمال ان خايفه اوى
برزت أنيابه وهو ينهض من مكانه وقال بنبره شيطانيه أجاد التحدث بها
_متقلقيش يا" سالي " ...... لأن أنا ناوي والنيه لله أقطع لها لسانها لأنها غلطت في "يوسف مختار "
وانتي عارفه كويس  انا مش بسامح في حقي
نهضت من مكانها ووضعت يدها على منكبه وهي تقول بنبره متسائله
_ناوي .....تعمل ايه معاها  يا يوسف !!!!!
هز رأسه بثبات وهو ينظر الى هذه الأوراق والايصالات وقال بشراسه
_هعرفها مين هو" يوسف مختار القاضي "
___________________________________________
خرج "رفعت" من غرفه الكشف وملامح الضيق قد ارتسمت على ملامحه فهو منذ تركها
على مضض بسبب أفعالها الطائشه وهو لا يتحدث إليها فقد سئم تصرفاتها الطفوليه  بينما
هو يسير داخل الرواق إذا بالطبيبه "اميمه " تلحق به وهي تقول بخجل
_دكتور ..."رفعت " ممكن اتكلم مع حضرتك لو سمحت
ابتسم إليها بهدوء وهو يضع يديه في جيبي معطفه الأبيض وقال بثبات
_اتفضلي ....اتكلمي يا دكتوره" اميمه " اي خدمه اقدر اقدمها
لانت ملامحها  فطالما عرف بنبرته الهادئه ورزانته فقالت بخفوت
_كنت .....عاوزه اطلب منك طلب ممكن يا دكتور !!
تنهد بهدوء وهو يلاحظ خجلها وخديها وتخضبهما  بالحمره
_اؤمريني ......يا "اميمه " مالك متردده ليه
_دكتوره ..."سهام " ناويه تسيب المستشفى ممكن حضرتك تطلب منها
تلغي فكره الاستقاله دي انا اتكلمت معاها ومافيش فايده  ،هي مش بترفض لحضرتك طلب
قطب جبينه بدهشه وهو يرفع زرقاوتيه ينظر إليها بتساءل وهو يقول
_هي ......عايزه تسيب المستشفى طيب ليه حد زعلها أو ضايقها
رفعت منكبيها لأعلى ومطت شفتيها بضيق وهي تقول بتوتر
_مش ....عارفه ...بس اللي متأكده منه أنها هتسمع كلامك
تحركت حدقتيه يمينا ويسارا بتعجب وهو يقول بجديه
_هتكلم معاها .....وربنا يقدم مافيه الخير يا دكتوره
ابتسمت إليه بسعاده فهو سيكون له تأثير كبير عليها فهي تعلم ذلك جيدا حتما
ستعيد نظرها بعد حديثه معها وتتراجع عن استقالتها وتبقى معها داخل المشفى
توجه "رفعت "إلى الغرفه الخاصه بالاطباء وطرق على الباب بأدب فما أن سمحت له
بالدخول ،دلف إليها بابتسامته المشرقه وملامحه الجذابه وهو يقول بخفته المعهوده
_ايه ....يا دكتوره "سهام " هتشدي الرحيل وتسبينا ليه !!!
رفعت رأسها ترمقه بنظرات استغراب فرغم خفته إلا أنه يجهل السبب بل وجاء إليها بذاته  ،
انتصبت في وقفتها وهي تقول بعدم استيعاب
_"رفعت " انت مين قالك انى هسيب المستشفى
جلس على المقعد وهو ينظر إليها بعينان ضيقتان وهو يقول
_مش ....مهم يا" سهام " عرفت منين ولو أن الاجابه بسيطه اكيد من دكتور "عاصم "
تهاوت بجسدها على المقعد ونظرت إليه بعينان شاردتان وهي تقول بدهشه
_وانت .....كنت عايز تعرف السبب يا "رفعت "
هز رأسه نافيا وهو ينظر إلى حدقتيها والتي امتلئت بالدموع وهو يقول
_لا .....مش عايز اعرف اكيد ،لكن جاي اقولك مافيش شئ يستحق انك
تضيعي مستقبلك علشانه ، وبعدين هتروحي فين يا "سهام "
كان سؤاله يثير دهشتها وبالرغم من ذلك إلا أنها قالت بهدوء وصدق
_هبعد ....يا" رفعت " علشان اللي  أنا هسيب المكان علشانه يستحق فعلا
اتسعت عيناه على وسعهما فلقد شعر بالصاعقه من إجابتها فهي تعترف بأن هناك أحد في هذه المشفى ستترك المكان من أجله هز رأسه بيأس وهو يقول بصدمه
_انتي هتسيبي المكان ومستقبلك علشان خاطر حد هنا انتي اكيد بتهزري
هزت رأسها نافيه وتنهدت بضيق وهي تدافع عن هذا الشخص والذي أحبته بكل جوارحها
_لا......مش بهزر يا "رفعت " لأنه يستحق اسيب الدنيا كلها علشانه
نهض من مكانه وهو يحدق بها نظر إليها مطولا لعله يفهم مخزي حديثها ولكن كانت كلماتها
مغلفه بالغموض والأسرار تنحنح قليلا ثم قال بتساءل
_افتكر  ..... يا" سهام "انك شخصيه متعرفش اليأس أو الهروب ممكن تتكلمي مع الشخص ده
وتقوليله ايه مضايقك منه وليه  هتسيبي المستشفى علشانه 
ابتسمت بمراره وهي تنظر إليه نظرات متعجبه وقالت بنفاذ صبر
_تفتكر .....يا "رفعت " أنه حاسس اصلا بيه أو بيكن ليه أي مشاعر
نظر إليها بعينان شاردتان غير مصدق حديثها أمن الممكن أن تكون قد أحبت وهذا
الشخص لا يعلم شئ عن هذا الحب ،انتبه على صوتها المتساءل
_تفتكر .....فعلا هو ممكن يقبل أن أتكلم معاه في موضوع زي ده وهو شخصيا له حياته
الخاصه ، تفتكر يا" رفعت "!!
كانت تحدثه وهي تجهل علمه بأنها تكن له المشاعر ذاتها ولكن انتظرت الاجابه لعله يفهم ويشعر ولكن كانت صادمه إليها عندما قال بنبره جاده محمله بالألم
_طالما ليه حياته الخاصه يبقى الصمت لغه العظماء زي ما بيقولوا يا دكتوره  ،وتستمري في مكانك ، عادى يا" سهام " ماحدش بيتخلي عن طموحه علشان أي حد وخصوصا لو مكنش بيبدلوا نفس المشاعر
لقد اتضحت إليها الرؤيه فكلماته القاسيه بدت طبيعيه ولكنها  لاذعه ،أصابتها في مقتل
توقعت  أي شئ الا هذا الحديث يريدها ان تكمل في هذه المشفى رغما عنها بل وتلتزم الصمت
لمعت عيناها بالدموع فآخر شخص كانت تتوقع منه هذه الكلمات كان هو ،جلست على المقعد وهي تخفض رأسها للأسفل وقالت بنبره متطفله
_سعيد .....في حياتك يا "رفعت " ،أقصد مبسوط مع" رؤى "
ابتلع ريقه وهو ينظر في مكان ما وكأنه يحاول أن يجد الاجابه ،تساءل في نفسه
هل هو بالفعل سعيد مع زوجته ،أما أنه بات لا يشعر معها بأي سعاده ولكن حدق في
هذا المكان الفارغ وكأن طيفها ينظر إليه وهي تبتسم له بشقاوتها وعفويتها حتي بلاهتها وجد
نفسه يبتسم ابتسامه واسعه وكأن الاجابه باتت حاضره أمامه وهو يقول بصدق
_معرفتش .....معنى السعاده إلا وهي جنبي يا "سهام "،بنت عمي وحب عمري من
لحمي ومن دمي ،هي مراتي بحبها ومقدرش أتخيل نفسي من غيرها
لعنت نفسها ليتها ما سألته وليته مااجابها لقد أحرق قلبها ،أنهى الباقه المتبقيه من أملها
لقد أنهت كلماته عليها لتصيبها بشرخ كبير داخل قلبها ، نزلت دموعها أمامه في صمت تبعتها
تنهيده حارقه ،جحظت عيناه وهو يرى دموعها اقترب منها اكثر وهو يقول
_مالك ....يا "سهام " أنا كلامي ضيقك في حاجه
وضعت خصلاتها خلف اذنها وتحدثت من بين بكائها بإختناق
_مافيش ....حاجه يا "رفعت " شويه تعب بسيط وهبقي كويسه
اومأ برأسه وهو يتجه ناحيه الباب ويضع يده على المقبض وهو يقول
_اعتبر ....انك معانا خلاص وهتترجعي عن الاستقاله ولا هتكسفيني متنسيش" رفعت زيدان "جالك بنفسه يطلب منك تبقى معانا في المستشفى
نهضت من مكانها وهي تجفف دموعها وقالت بألم
_مقدرش اكسفك ابدا يا "رفعت" انت متعرفش ان بعزك اد ايه
ابتسم ابتسامه ساحره وفتح الباب ليتفاجئ بزوج من العيون اللامعه تحدجه
بنظرات قاتله تكاد تحرقه تنظر إليه من أعلى إلى أسفل ،أمسك ذراعها بلهفه
_"رؤى " .....انتي هنا من أمتي !!
رفعت ذراعهابقوه لتنفض عنها كف يده وسقطت دموعها على خديها  وهي تقول بنبره باكيه
_من ....وقت ماكنت بتطلب من الهانم أنها تبقى معاك في نفس المستشفى يا دكتور
ثم تركته وركضت إلى الخارج تبكي فأول مره تشعر بالاختناق ،تشعر بالاحتراق
لقد التزمت الأدب ولم ترتكب كارثه كما اعتادت حتى لاتحنث يمينه  ،لقد جاءت إليه وأصابع الندم تقتلها
تريد أن تعتذر إليه تريد أن ترتضيه فلقد أخطأت في حقه ولكن أصابتها الصاعقه عندما سألت عنه وعلمت أنه داخل غرفه الأطباء ومع هذه الطبيبه والتي كرهتها من أعماق قلبها لتتفاجئ به يطلب منها  ان تبقى معه داخل المشفى طالما شعرت بالغيره منها ومن طريقتها
__________________________________________
لا تعلم كيف وصلت إلى  بنايتها القديمه مره أخرى بهذه السرعه فتحت الباب بأصابع مرتعشه ودلفت إلى شقتها وارتمت بجسدها على السرير وأخذت تبكي بقوه ،فطالما شعرت بالاشئمزاز من هذه الشخصيه الغامضه وتلك السيده التي  يقيم معها في نفس المكان ،فهذه الأفعى تغفل زوجها وتقيم علاقه مع آخر هزت رأسها بعدم تصديق لقد رأته وهو يعتلي جسدها بجرأه دون النظر بأنها تحمل اسم رجل آخر بل وتحمل شرفه وكرامته لتضيعها بهذه العلاقه المحرمه ،شهقت بقوه عندما تذكرت نفسها وهي تمضي على هذه الأوراق والايصالات حتى يتسنى لها الخروج من بين براثنه ،ابتسمت بتهكم وهي تتذكر من أحبت هل استطاع نسيانها بهذه السرعه فلم يبحث عنها أو يأتي ليبرر لها حديثه مع الماضي المجهول والذي ظهر على حين غفله تدثرت جيدا فلقد شعرت بارتعاش جسدها وأغلقت جفونها عده ساعات  ولكن أعادت فتحهما بعد أن سمعت طرقات الباب العاليه ،نهضت من مكانها بضعف وهي تقول بتساءل
_طيب .....أنا جه يااللي بتخبط طيب
تفاجئت بالجاره "اعتماد" تحتضنها إلى صدرها وتمسد على خصلاتها وهي تبكي بصوت خافت وهي تقول لها بنبره معاتبه
_بقى كده يا ..."ميلا " تغيبي ده كله وتخضيني عليكي طمنيني "أمال " عامله ايه يا بنتي
ربتت "ميلا " على كتفها وهي تقول بنبره حانيه
_أنا ....كويسه يا طنط ،ادعى لماما اوى لأن حالتها صعبه
شهقت" اعتماد " بصدمه وهي تبكي وقالت بعدم تصديق
_"آمال " ....حالتها خطر ربنا يلطف يا بنتي دي طول عمرها في حالها من وقت ماجت الحاره
تنهدت بيأس وهي تشير لها بالدخول فما ان دلفت إلى الداخل وجلست على الاريكه البسيطه قالت لها بتساءل
_كنتي ....فين يا بنتي ده في واحد سأل عليكي من أسبوع وكان باين عليه قلقان عليكي
رفعت مقلتيها بعدم تصديق وهي تقول بنبره جامده
_ده ....مين ده يا طنط اللي سأل عليه وكان عايز ايه !!!
حكت "اعتماد " مقدمه رأسها في محاوله لها بالتذكر وقالت بعد فتره من الوقت
_اسمه ......"عاصم " ... يا بنتي
سقطت على المقعد تنظر إليها بشرود وهي تردد اسمه ،لقد خفق قلبها عندما علمت أنه قد سأل عنها ،لمعت عيناها بالدموع وهي تتذكر ذلك الماضي اللعين الذي كان سبب فراقهما ،افاقت على نبره اعتماد المتسائله
_هتعملي ايه يا بنتي .....انتي سمعاني يا "ميلا "
_هاااا  ....بتقولي ايه يا طنط مااخدتش بالي
زفرت "اعتماد "بضيق وهي تردد حديثها مره أخرى
_بقولك ....خلاص هتقعدي معانا في العماره وإلا هتسيبي المكان تاني
حركت رأسها نافيه وهي تقول بنبره مرتعشه
_لا .....مش ممكن اقعد هنا لوحدي ،خايفه من طنط" زينب" و"سعيد "
شهقت "اعتماد "بسخريه وهي تحرك فكيها يمينا ويسارا وقالت بتهكم
_"سعيد "مين ...و"زينب" مين ،ده انتي غلبانه اوى  ،طب ده الواد "حمدي "
بيقولي ياخالتي الاسطي بقى ايه حاجه ابهه خالص وعايش عيشه ميحلمش بيها
دلوقتي والنعمه بانت عليه وبقي عليوي اوى وفات الحاره ومشى
ضمت حاجبيها باستغراب وهي تقول بعدم تصديق
_"سعيد "....اغتني وبقي حاجه تانيه ،منين يا طنط ده على اد خالص
اقتربت" اعتماد" من اذنها وهي تقول بصوت خافت لتقول  ما يردده أهل الحاره
_كلام في سرك بيقولوا ....كان بيتاجر في الآثار وعامل الورشه دي سيم كده ولما
ربنا كرمه واخد نصيبه بانت عليه النعمه ابن "زينب " يلا الاقصد ربنا ينتقم منه هو وأمه
تاففت "ميلا " وهي تستمع لهذا الهراء وقالت بعدم استيعاب
_أثار ....ايه يا طنط انتي بتصدقي الكلام الفارغ ده ،ده كلام مايدخلش عقل حد ابدا
نهضت "اعتماد "من مكانها وهي تحكم وشاحها الوردي حول عنقها وهي تقول بعدم اكتراث
_بلا أثار ....ولابتاع احنا مالنا يروح في داهيه هو وأمه العقربه ،مافيش حد يا بنتي بيطير لفوق إلا وأن شاء الله يقع على جدور رقبته وبكره تقولي خالتي "اعتماد" قالت
ابتسمت على حديثها وطبيعتها الفطريه وقالت بصدق
_فعلا ....يا طنط عندك حق ،بس ياريت يبعد عن الحاره للأبد بقى وينسانا
رفعت "اعتماد" كفيها عاليا تناجي ربها وهي تقول بتضرع
_يارب  يا "سعيد " تجيك مصيبه من السما ما تعرف تحلها يابعيد انت وأمك القرشانه دي
واتجهت ناحيه الباب وهي تقول بنبره حانيه
_كل من جه عليكي ...يا بنتي منه لله ياقادر يا كريم
ثم خرجت وأغلقت "ميلا "الباب خلفها صعدت "اعتماد " عده درجات ووقفت
على حين فجأه وهي تقول بتذكر
_يووووه ...نسيت اطمن الجدع السكره اللي اداني رقم تليفونه من أسبوع لما أطلع اطمنه بقى
__________________________________________
قاد بسرعه فائقه عندما علم بأنها عادت إلى شقتها مره أخرى ،يريد أن يتحدث معها ،يريد أن يعرف حالها الآن ،يدافع عن نفسه أمامها كان يشعر بالخجل من نفسه كيف تحدث بهذه الألفاظ واستمعت إليها ،يعلم أنها تحتقره بل وتكره ومن حقها إذا ولكن سيبرأ نفسه وبعد ذلك القرار يعود إليها  ،صف سيارته أمام بنايتها وصعد الدرج المتهالك بخفه وهو يمسك بالدرابزين الخشبي ووقف أمام شقتها وطرق طرقات خافته ،تململت فوق الفراش بتعب ووضعت يدها على صدرها وهي تنهض بألم وسارت تجاه صوت هذه الطرقات وفتحت الباب رأت ابتسامته والتي اذابت قلبها ،نظرات الهلع والتي بدت في عينيه من الداخل جعلتها تفغر فاهها كالبلهاء وهي تردد اسمه من بين شفتيها بإشتياق
_"عاصم " .......انت هنا بجد !!
أغمض عينيه يستمع إلى نبرتها والتي افتقدها منذ فتره مضت وكأنها حقبه من الزمن التزم الصمت وكأنه يريد أن يسمعها فقط لا يريد أن يتحدث اكتفى بايماءه بسيطه لها ،مدت أصابعها تتحسس وجنتيه ومنكبيه وتهز جسده لتشعر به وأنه حقيقه ولكن لوهله واحده استدارت بجسدها وهي تمنع شهقاتها من الخروج وقالت بنبره جامده
_جيت ....ليه دلوقتي ،يا دكتور لسه فاكر "ميلا "!!!
دلف إلى الداخل وهو مازال ينظر إليها بإشتياق ولهفه وقال بصدق
_عمري ....مانسيتك ...وربنا شاهد على كلامي
ابتسمت بتهكم قبل أن تخرج شهقه منها عاليه وهو يضمها إليه بقوه يحتضنها إلى صدره فلابد أنها اشتاقت إليه مثله ،ضربته بقبضتها في صدره عده مرات وهي تقول باستنكار
_اوعى .....ملكش دعوه بيه سبني في حالي وروح لحالك في غيري أولى بسؤالك ده
شدد من ضغطه حول منكبيها وهو يضع رأسها على صدره وقال بصدق
_عمري .....ماكان في أهم منك في حياتي  ،انتي كل حاجه ليا ،بقالي فتره حاسس بتأنيب الضمير من وقت ما فهمتي غلط  وأنا مش عارف أفكر جيت لك هنا وقتها وملقتكيش روحتي فين يا "ميلا"
شهقت بقوه وهي تدفعه بكل قوتها واتجهت إلى غرفتها وأغلقت الباب في وجهه وهي تقول من بين بكائها بهستريه
_قولت ....اريحك مني ،وتروح لحبيبتك والماضي اللي مش بيفرقك ولا عايزه يفرقك
طرق على باب غرفتها عده طرقات وهو يلوي المقبض ولكن كانت قد اوصدت الباب من الداخل وانتهى الأمر ضغط على أسنانه وهو يقول برجاء
_طيب ....افتحي نتكلم مع بعض وبعدين ابقى قرري اللي انتي عايزاه يا "ميلا "
استندت بظهرها على الباب تضغط بكل قوتها على الباب تمنعه من الدخول وهي تقول بنبره صارخه وهي تركل الباب بباطن قدمها
_مش ....هفتح روحلها يا"عاصم "،روحلها هي أولى بيك وانت أولى بيها
صرخ بها وهو يستند بظهره على الباب وقال بعدم اكتراث
_دي ....أحقر واحده شوفتها في حياتي عمري ماكرهت في حياتي غيرها ولا هكره
انحدرت بجسدها على الارضيه الصلبه تنظر إلى يديها وقدميها وتلك العلامات التي ظهرت عليهما مكان تقيدها وهي تقول بتساءل
_كنت بتحبها .....كنت بتتمناها ،عايز تروحلها وتبقى زبون دايما عندها مش ده كلامك صح
مزق حديثها فؤاده واغمض عينيه بيأس وهز رأسه نافيا وهو يقول بتمنى
_بتمناكي انتي .......بحبك انتي ...متصدقيش أي كلمه قولتها في لحظه غضب
كلماته صادقه نابعه من داخل أعماق قلبه ولكن عقلها رافض تصديقه طالما سمعته باذنيها وعلمت أنه كان يعاني من أجل أخرى  فقالت بنبره صارخه
_تعبت بعد ما سابتك وإلا لا ...... اتصدمت فيها وإلا لا رد عليه أنا هتجنن
ابتلع ريقه بصعوبه فهي تذكره باصعب مرحله مرت عليه ولا زال يتذكرها كيف له أن ينسى تلك الفتره والتي رحل فيها عمه فقد كان شديد التعلق به فهو لم يكن عمه فقط بل كان بمثابه الأب لديه فطالما كان يشبهه في تصرفاته وأفعاله حتى عصبيته أخذها عنه فقال بصدق
_انتي ....رجعتيني كام سنه لورا ،كنت لسه صغير يدوب بتعلم وبعرف يعني ايه مشاعر  ،كان بيتهيألي أنها اوفى ما عرفت لكن اتضح لي عكس كده وكالعاده دكتور "شاكر " حذرني منها وللأسف مسمعتش كلامه ،لكن اتضح لي أنها اسوء شخصيه عرفتها سيبنا بعض ورحت ألمانيا مش علشان اتعالج زي ما قالت ولكن علشان اريح أعصابي لأني مريت بحاله نفسيه سيئه اتفاجئت باسوء خبر سمعته في حياتي هو وفاه عمي مقدرتش اتحمل وللامانه الصدمه كانت كبيره من جميع النواحي دخلت في مرحله اكتئاب فضلت فيه شهور رافض فكره موته "رفعت " كمان مبقاش زي الأول اتغير بقي شخص تاني محدش فينا قدر يصدق أن عمي مات
نهضت من مكانها غير مصدقه أنه تحمل كل هذا رغما عنه، فتحت الباب وجدته جالس على المقعد ودموعه قد عرفت الطريق إلى وجنتيه فاسرعت إليه تحتضنه وقالت بعدم تصديق
_"عاصم " ......انا  أول مره اشوفك كده ،أنا اسفه ان قلبت عليك جراح مكنش المفروض تنفتح ابدا أنا مش هسامح نفسي على اللي قولته 
ابتسم ابتسامه مريره وهو يقول بندم
_انا ...اللي لا يمكن اسامح نفسي على الكلام اللي سمعتيه مني بس كنت بردلها الألم بعشره
صدقيني كانت حلاوه روح مش اكتر
_خلاص ...انسى وارمي ورا ضهرك اللي فات مات وانت لسه قدامك المستقبل
ضمها إليه بشده كاد أن يحطم جسدها وقال بصدق
_اكيد هنسي وانتي معايا ،يلا علشان ترجعي تاني لا يمكن اسيبك هنا ابدا
_بس ....انا خلاص بقيت في أمان" سعيد" خلاص مشي من هنا
ضيق عينيه وهو يقول بعدم تصديق
_مشى من الحاره ....راح فين الحقير ده
مطت شفتيها وهي تنظر إليه بعينان ضيقتان وقالت باستغراب
_معرفش ... سمعت أنه اغتني ومشي من هنا خالص
ضيق عينيه وابتسم بتهكم وهو يهز رأسه بسخريه فتذكر حديث "صافي " إليه عندما قالت إن والده قد أنهى الأمر مع الميكانيكي ثم قال بصوت خافت لا يكاد يسمع
_والله وظهرت  عليك نعمه ولاد" زيدان " يا ميكانيكي ال ***
رمشت بعينيها عده مرات وهي تنظر إليه بعدم تصديق
_هااا ...بتقول حاجه يا "عاصم "
اومأ برأسه نافيا وهو يرفع كف يدها إلى شفتيه يقبله باشتياق لمح تلك العلامه الغريبه والتي التفت حول كفها رفع غابتي الزيتون إليها  بشك وهو يقول
_ايه .....اللي في ايدك ده يا "ميلا "
زاغت عيناها يمينا ويسارا وقد شحب وجهها من أثر الصدمه شدت أكمام ملابسها حتى تخفي هذه العلامات فكيف ستقول له بعدما أنكرت أن ليس هناك من يدعي" يوسف " ستستمر في كذبتها وليقضي الله أمراً كان مفعولا استدارت بجسدها تبتعد عنه وهي تقول
_ده المفتاح علق وأنا بفتح الباب فاضطريت ادخل ايدي افتح من جوا علشان كده علمت واخدت الشكل ده
ضيق عينيه وكأن حديثها لم يصل إلى عقله فوزع نظراته بينها وبين الباب وقال بشك
_انتي .....متأكده أنها من الباب !!!
  _____________________________________
وصل" رفعت " إلى غرفته بعد يوم شاق فقد استطاعت أن ترد له الصاع صاعين فتركته ورحلت مع السائق الخاص بها فطالما كان تحذيره لها واضح بعدم المكوث مع هذا السائق بمفردهما ولكن لاحياه لمن تنادي رفع معصمه ينظر إلى ساعته وجد الوقت قد تأخر وهي مازالت في الخارج لم تأتي إلى الآن ذرع الأرض ذهابا و ايابا لقد يأس مع عقلها المتحجر طالما كانت عنيده إلى أقصى درجه رفع إحد حاجبيه بضيق عندما سمع صوت كعب حذائها يمر من أمام غرفته فركض إلى الخارج ينظر إليها وكأنها تتعمد تجاهله فهدرا بعصبيه وهو يلوح بكف يده
_ كنتي  ......فين يا هانم !!!
تشدقت وهي تمضغ اللعكه داخل فمها وقالت ببرود
_عادى .....كنت بشم الهوا .....ممنوع والا ايه !!
ضغط على أسنانه بقوه وهو يمسكها من ذراعها وجرها خلفه إلى غرفته وما ان دلفا إلى داخل الغرفه دفعها بكل قوته لتسقط فوق الفراش وصرخ بها
_لما ...اكون بتكلم معاكى ،تردي عليه كويس انتي سامعه !!
ابتسمت ببرود وكأنها تريد اغاظته وهي تطرقع اللعكه واسترخت بجسدها على الفراش
وهي تقول بعدم اكتراث
_يوووه ....ما انا بتكلم معاك كويس فين المشكله بس يا حبيبي
كاد عقله ان ينفجر فلقد تبدلت لتصبح بارده كالثلج بل وأصبحت غير مدركه لافعالها ،حدجها بعينان ضيقتان وهو يقول بتساءل
_كنتي ...فين يا "رؤى " ...بردوا مع السواق بتاعك مش أنا قايلك بلاش السواق ده
اعتدلت في جلستها وهي تحدجه بنظرات قاتله وهي تقول بنبره مختنقه
_افندم ...."رؤى " دلوقتي بتخاف عليها ،فين اهتمامك ده يا دكتور كان زمان لما كنت بتحبني
لكن دلوقتي انت مش بتحبني ، انت بتحب" سهام "يا" رفعت "
ضم جبينه بصدمه وهو ينظر إليها بعينان متسعتان وهدرا بها بقوه
_انتي ....اكيد مجنونه ،أنا بحب" سهام " انتي لا يمكن يكون عندك عقل ابدا ،انتي مدركه اللي انتي بتقوليه ده كلام واحده متخلفه
تعالت أنفاسها وهي تتمسك بمقدمه قميصه تهز جسده بيأس وهي تقول بعدم تصديق
_تفسر ....بإيه دخولك ليها وأنك تتحايل عليها تبقى جنبك اكيد مش قادر على بعدها يا دكتور
_اتحايل عليها .....ابقى اختاري الفاظك يا هانم انتي بتتكلمي مع جوزك مش السواق بتاعك
لمعت عيناها بشراسه فلقد سمعته باذنيها وهو يطلب منها ذلك ،تلكات ابتسامه ساخره على شفتيها وهي تتوجهه ناحيه الباب وتحدثت  من فوق  كتفها
_لما ....تعرف انت ازاي تحافظ على كرامه مراتك في غيابها يا "رفعت " ابقى انا وقتها أخد
بالي من تصرفاتي وكلامي قدام الناس
هز رأسه بيأس فلقد ضاق صدره بمالا يطيق وقال بعصبيه
_ ولما غفلتيني ورحتي مع "أكمل " بيته من ورايا واتعاملت قدام الناس وكأني عارف وراضي تخرجي مع واحد غريب مكنش وقتها بحافظ على كرامتك
وضعت يدها على صدرها وانكمشت ملامحها وهي تقول بصدمه
_أنا .....بغفلك يا "رفعت " أنا أنت واعي لكلامك ده
صرخ بها بقوه وهو يشير إليها وقال من بين أسنانه
_أيوه ...غفلتيني ومالهاش معنى عندي غير كده يا "رؤى "
سقطت دموعها على خديها بغزاره  وهي تصرخ به بقوه
_خلاص "رؤى "بقت كلها عيوب مبقاش فيها أي شئ يشدك دلوقتي طالما  "سهام " موجوده
_مافيش ...فايده هتفضلي مستهتره وعيله عمرك ماهتعقلي ابدا
التفتت إليه تحدقه بعينيها اللامعتين وهي تقول بعدم تصديق
_أنا .....عيله يا" رفعت " لكن معلش ما انت معاك العاقله الواعيه لازم اكون عيله في نظرك
ركل الكرسي بقدمه من أثر نوبته العصبيه فلقد وصل إلى ذروه غضبه وهو يقول
_ انتي عماله تدوسي تدوسي ،انتي مبقتيش شايفه غير نفسك ،معندكيش ثقه في حد
ولا حتى في نفسك ،هنكمل ازاي بأسلوبك ده مش هقدر آتحمل ابدا كده لأن بجد تعبت
وضعت يدها على قلبها تحاول أن تهدأ هذه الرعشه التي أصابت جسدها من أثر أسلوبه الحاد وطريقته المنفعله تحركت حدقتيها يمينا ويسارا وهي تقول بعدم استيعاب
_أنا ....دوست عليك يا "رفعت " ...أنا مش بشوف غير نفسي ده رأيك فيه دلوقتي !!
انتفخت عروقه وهو يقترب منها أكثر وهو يقول بنبره تحذيريه
_صدقيني ...أنا أعصابي تعبت من تصرفاتك وانانيتك وغيرتك العاميه دي لازم تعملي توازن
في انفعالتك وتقدري تعملي كنترول علي نفسك لأن أنا مش هدادي كتير مبقاش عندي جهد
رمشت بعينيها عده مرات وهي تقول بعدم تصديق
_يعني ...ايه معندكش جهد ،اومال هحس بنفسي أمتي هحس اني معايا راجل مش آله أمتي
انت يا تعبان وعايز تنام ،يا اما وراك عمليات وهتبات في المستشفى ،اومال لمانتجوز هتبقي
دي حياتنا ،دي تبقى ملل تبقى عيشه تزهق
تافف بيأس وهو يراها تنظر أسفل قدميها بعقلها الطفولي تحدث بنبرته الساخره
_ليكي عليه يا "رؤى " أوقف شعري زي العيال المتكهربين دول عرفاهم  والبس على الموضه العره اللي
طلعه دي وافتحلك القميص لحد الكمر ونروح الملهى بقى علشان تكمل الصياعه أصل
دي اللي ناقصه ابوكي ناقص فضايح صح علشان يروح فيها واسم العيله يبقى
في الأرض اكتر من كده ...انتي حد مسلطك عليه
ضغطت على أسنانها وضربت بحذائها الأرض ووضعت يدها في خصرها وهي تقول
_انت ....بتتريق عليه أنا مطلبتش كتير انا بقول نخرج من الجو ده
مسح على خصلاته بضيق فقد شعر بارتفاع ضغطه و توجه ناحيه الفراش وتمدد عليه ورفع ذراعه يفتح اضاءه الاباجور وأشار إلى أزرار الاضاءه المجاوره للباب وهو يقول بتثاءب
_اطفي النور ....وخدي الباب في ايدك .....وانتي خارجه لأني بجد تعبان
عضت شفتيها بضيق ورفعت الوساده والقتها على جسده وهي تقول بتوعد
_طيب يا" رفعت" .....طيب أما اشوف آخرتها معاك ايه
_اطفي النور يا مجنونه واخرجي من هنا يلااا
أشارت إلى نفسها وصرت على أسنانها وهي تردد كلمته وتغلق الباب خلفها
_بقى .....أنا مجنونه .....طيب يا "رفعت "طيب
ابتسم بمكر وهو يسحب الغطاء ويدثر به جسده وأغلق جفونه  بإستسلام وهو يقول بصوت خافت
_يا ترى ......مين اللي الشخصيه اللي كنتي عايزه تسيبي المستشفى علشانها يا" سهام "
______________________________________
كان يقف أمام الشاطئ تداعب المياه الزرقاء قدميه العاريتين فلقد اشتاق إليها وإلى صغيره كيف حالها الآن لا يصدق أنها قد ارسلت إليه رساله اعادت إليه روحه وعقله فقد كانت فحواها
_إذا كان ذنبك كبير فقلبي أكبر بكثير فلقد غفرت لك
ارتسمت ابتسامه ساحره علي شفتيه وهو يحدق بهذه الرساله ولا يدري ماهي عدد المرات التي قرأ فيها محتوى هذه الرساله تراقص قلبه من الداخل  فلقد غلبها عشقها إليه واشتياقها له فلقد  غفرت له
خطيئته وسوف تبدأ معه من جديد بدون قيود بدون شروط ،فتح قميصه الداكن على مصرعيه ليشعر بدخول الهواء إلى رئتيه فقد كان يشعر بالاختناق وهو بعيدا عنها داعبت نسمات الهواء خصلاته الناعمه لتحركها يمينا ويسارا بتمرد ،لقد عادت الحياه إلى وجهه الذي اكتسي بالشحوب ،حتما سيعود اليها بعد معاناه بعد مشقه بعد حرمان ،ولكن ليس كل مايتمناه المرء يدركه شعر بكفين ناعمين تعصبان عيناه من الخلف فقطب جبينه بدهشه وهو يقول بعدم تصديق
_ مش مصدق جيتي بالسرعه دي
تلاشت ابتسامتهاوقد شعرت بالصدمه وهي تسمع حديثه وكأنه ينتظر أخرى فقالت بنبره ساخره
_انت مستني حد دلوقتي !!!
تسمر مكانه عندمااستمع إلى صوتها تمنى لو اصيب بالصمم على انه يسمع نبرتها الشيطانيه ،فهي من كانت لها اليد العليا في خيانته لزوجته ،أزاح يديها ودفعها بكل قوته إلى الوراء والتفت إليها يرمقها بعينان ضيقتان وهو يقول بنفاذ صبر
_جايه .... ورايا ليه انتي معندكيش كرامه ولادم
رفعت حاجبها لأعلى وعيناها الماكرتان لاتحيدان  عنه وهي تقول بثقه قد ارعبت اوصاله
_أنا .....لازم أكون معاك دلوقتي أنا أولى الناس بيك
ابتسم اليها ابتسامه متهكمه واولاها ظهره وهو يقول بسخريه
_ليه .....تبقى معايا انتي فاكره نفسك مراتي
وضعت يدها حول خصرها ورفعت حاجبها لأعلى بثقه وهي تردد كلمته بتهكم
_ مراتك ....والا حصل بينا قبل كده ده  كان ايه !!
جز على أسنانه وهو يحك موخره عنقه بضيق واجابها بنفاذ صبر
_انتي ...عارفه اللي حصل بينا ده حصل ازاي ،وانتي استغليتي الفرصه اوعى تنكري ده
تاففت وهي ترى عصبيته وتوتره ،نظرت إليه طويلا وهي تراقب رجفه أصابعه وهي تقول بثقه
_ واللي حصل حصل وخلاص ،متفتكرش انك تقدر تمحيني من حياتك انت فاهم
ضرب كفيه ببعضهما بسخريه ولوي فكه بتشدق وهو يقول بنبره جامده
_خلاص الحبل اللي كنتي خنقاني بيه اتفك ومراتي عرفت بالخيانه وبحمد ربنا أنها زوجه صالحه قدرت تغفر لي ذنبي وخطيئتي وهنبدا من جديد
تعالت ضحكاتها وهي تضع يدها على قلبها فلقد انتابتها موجه من الضحك أثر نبرته الواثقه
_حسبت حساب كل شئ  ماعدا حاجه بسيطه اوى يا حبيبي لازم تعيد النظر فيها هي كمان
ارتفع حاجبيه بصدمه وقد انكمشت ملامحه وضيق عيناه  وهو يقول بتساءل
_ويا تري .....ايه هى يا" إيناس " الحاجه اللي محسبتش حسابها ممكن تعرفيني
مسدت بأصابع يدها حول بطنها التي أثارت دهشته وصدمته فجحظت عيناه للخارج وهي تقول بنبره متقطعه تفننت في نطقها ببراعه
_أنا .......حاااااامل يا "خالد "
سكون تام ظل  يحدق بها بعينان ذاهلتان فلقد كانت جملتها كمن سكب على رأسه دلو من الماء البارد تحركت شفتيه يردد كلمتها بصدمه
_حاااااامل .......ازاي !!!
ضمت حاجبيها بدهشه وهي تنظر له بذهول وقالت بعدم استيعاب
_يعني ...ايه ازاي، حامل منك انت يا" خالد "
لم تستطع قدميه  احتماله فارتخت أعصابه وسقط جاثيا على ركبتيه استند بكفيه على الرمال الصفراء ينظر إلى البحر بشرود فلقد انقلبت حياته رأسا على عقب بعد هذه المفاجاه
تقدمت منه وهي تضع كف يدها على كتفه وقالت بتحذير
_لازم ....تتصرف في الموضوع ده لان لو مااتصرفتش هروح بنفسي بيتك واحكي لمامتك
وأخواتك وقابلهم مراتك هاديك فرصه يومين تفكر وترد عليه يا "خالد "
ثم تركته وغادرت بعدما شلت حركته وجعلته يلتزم الصمت بعد أن قذفت في وجهه قنبله موقوته كانت محتفظه بها منذ فتره فقد حان الآن وقت كشف الأوراق
لا يعلم كيف ظل جالسا هكذا لم يشعر بمرور الوقت حتى استفاق على نبره صديقه الصدوق
"قاسم "وهو يقول بتساءل بعد أن شعر بالقلق عليه فلقد استأذن منه أن يظل بمفرده قليلا
_ايه ....يا" خالد " التأخير ده كله !!!
لم يجيبه وكأنه لم يستمع إليه من الاساس فانحني "قاسم " بجسده ينظر إليه بصدمه
_مالك .....يا "خالد " انت مش بترد عليه ليه
نزلت دموعه في صمت وهو يراقب انهيار  زوجته عندما تعلم بهذا الخبر ،كيف له أن يخبرها فلقد سامحته وغفرت له بصعوبه بعد معاناه بعد حرمان ،رفع عينيه الحمراوتين ينظر إلى "قاسم " بلا حياه بلا أمل بلا روح وهو يقول بنبره متقطعه
_أنا ....خلاص هفقد "اميمه "للأبد يا "قاسم "
سقط" قاسم" على ركبتيه وهو يقول بدهشه 
_ليه ....يا" خالد " مش هي خلاص هتبدا معاك من جديد
هز رأسه نافيا وهو يبكي ويلعن نفسه وقال وأصابع الندم تقتله
_لأني ....مستهلش "اميمه " تخيل من علاقه قذره مع  "إيناس " تبقى حامل
وأنا ومراتي اللي بقالنا فتره مع بعض مجبناش غير" أنس "  بعد معاناه
شهق "قاسم " بصدمه من أثر المفاجاه وهو يقول بتساءل 
_"إيناس " .....حامل يا خبر وهتتصرف ازاي في الكارثه دي
سقطت عبراته الغزيره لتلسع خديه ليقول من بين بكائه
_مش عارف اعمل ايه ...حتى ماليش عين اتكلم معاها بعد مابهدلتها واهانتها وفكرتها بحياتها
القديمه علشان تبقى جنبي  وياريت سكت على كده انا كمان أخدتها غصب وضربتها
تلقى" قاسم "الصدمات بضيق ونفور وامسكه من تلابيب قميصه وقال بعدم تصديق
_كمان .......بعد ماخنتها رايح تضربها وتاخدها بالعافيه كمان انت بتستغل ضعفها يا" خالد "
مسح بابهامه دموعه والتي جاءت متاخره لقد قتلته دموع الندم ولكن بعد فوات الأوان
_لما كنت بشوف نفورها مني كانت بتقتلني من غير ما تحس مقدرتش قولتلها كلام كتير وندمت عليه اوى ،لكن لسه خطئيتي صعب غفرانها بل تكاد تكون مستحيل
ابتلع قاسم ريقه بصعوبه ونهض من مكانه وهو ينظر له بجمود وهدرا بإصرار
_لازم ....تقولها ...على المصيبه دي وهي حره ليها حريه الاختيار انت فاهم ،وانت كمان لازم تتقبل الحمل ده لأنها كارثه مش ممكن تتهرب منه ابدا لأن ده في الأول والآخر ابنك
رفع حدقتيه الشاردتين وهو يقول بعدم تصديق
_اقولها .....أنا أقول ل"اميمه " دي ممكن تموت دي مش هتتحمل
هز قاسم رأسه نافيا وهو يقول من بين أسنانه
_لازم يكون عندك الشجاعه ...و تقولها خليها تيجي منك أفضل صدقنى
مسح على خصلاته بضيق وهو ينظر إليه بعينان باكيتان وقال بعدم استيعاب
_ أنا .....اقولها ان إيناس" حامل "
يتبع
الكتله الصامته تتحرك شويه

الخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن