الأخير

14.7K 531 256
                                    

"الجزء الثاني من الفصل العشرون والاخير "

لم يكن في غفله عن الكراهيه التي تحملها لها ولكنه لم يتوقع أن تتسبب لها في هذا قلبه يحدثه انها هي من قامت بإذائها ولكن لايوجد دليل غير الانتظار فقط انتظار التقرير الطبي والذي حتما سيؤكد له صدق حس كانت عائلته بالقرب  منه داخل المشفي وظلت نظراته تخترق أعين عائلته دون أن يستثني أحد وخاصه تلك الماكره نهض من مكانه ليطمئن عليها وما أن دلف إليها شعر بالإختناق يكبل عنقه عندما لمح دموعها تتساقط وهي نائمه شعوراً اخر أضحي يحتل قلبه وكيانه وهو الندم علي تركها بمفردها ليته ظل بجانبها مسح بإبهامه دموعها المالحه والتي لم تتوقف جثي علي ركبتيه  بجانبها وقال بخفوت
_دموعك دي بتعذبني  يا "أميمه " بتخليني احس بالعجز اني حتي مقدرتش احميكي من أهلي
أطبقت علي جفونها أكثر وشهقت بصوت مسموع وهي تستمع إلى قله حيلته واحتراقه من الداخل كم تمني أن يسمع صوتها ولكنها ظلت صامته قبض علي ساعدها الذي يعلوجبينها وقال لها بهدوء
_ بس صدقيني انا مش هسيب حقك وحق ابني ، لازم تثقي فيه وتعرفي انك اهم شئ في حياتي واللي حصل ده كان لازم يقربنا مش يبعدنا واثقه فيه  يا "أميمه "....؟
الآن يتساءل عن مدي ثقتها به ؟نعم تثق به ثقه عمياء ولكن تخشي أن يشعر بالسأم طالما كان هذا الشعور يلاحقها دائما ابتلع ريقه ببطء شديد يترقب حديثها نهض من مكانه وجلس بجانبها يمسح فوق خصلاتها الناعمه بحنو شديد واخرج من جيبه مفاتيح وأخذ يحركها بجانب أذنها فقال مبتسماً
_كنت عايز اقولك علي خبر بس يا خساره اجيلك وقت تاني
استرقت اذنيها صوت المفاتيح فقفزت علي حين فجأة وقبضت علي كف يده تنظر إلى هذه المفاتيح فقالت بلهفه
_ إيه هو الخبر ده يا "خالد " ....؟!
مرر المفاتيح أمام عينيها فشهقت وهي تتطلع إليها تنفس الصعداء حينما توردت وجنتيها  فقال لها برزانه
_ هنستقل بحياتنا بعيد عن أي شئ يأثر علينا ،مش هنسمح لاي حد يدخل في حياتنا اكتر من كده كفايه كنتي هتضيعي مني
اهتزت حدقتيها الهائمتين بعشقه يميناً ويساراً وطبعت قبله فوق شفتيه وقالت  بخفوت
_للدرجه دي ممكن تتخلي عن اي شئ علشاني ....؟
حانت منه بسمه هادئه جعلته اكثر جاذبيه ربت فوق كفها وهو يقول بإصرار
_ده مش تخلي ده قرار كان لازم اخده ومن زمان اوي انتي اتحملتي كتير علشاني وعمرك مااشتكيتي
ارتمت في صدره بكل قوتها تبكي من اعماق قلبها اغمض عينيه وهو يستمع إليها بعدم تصديق
_ انا علشان خاطرك اتحمل أي شئ لازم تعرف اني بحبك ومقدرش ابعد عنك
نفي برأسه يميناً ويساراً وهو يستمع إلى بكائها هل اصبح البكاء المفضل لديها دائما أم أنه وسيله لتعبير عن سعادتها وحزنها وضع المفاتيح فوق راحتيها  وقال لها وهو يشير إليها بسبابته
_لازم تعرفي أن ده مش تعويض ومافيش شئ هيعوض اللي حصلك ، المفاتيح دي خاصه بعربيتك الجديده وبيتنا الجديد
قبضت عليها بأصابع جامده وهي تنظر إليه بسعاده لقد أراد أن يدخل السرور إلي قلبها فنجح بالفعل رفعت كفه وقبلته وهي تقول بنبره باكيه قد جلت علي صوتها
_ التعويض الحقيقي اللي حاسه بيه هو انت ربنا عوضني بيك وعن كل حاجه شوفتها في حياتي
قطع حديثهما طرقات الباب المنتظمه ففتح الباب فدلفت "سهام "إليهما وابتسامتها المصطنعه تزين وجهها وهي تنظر إلى ساعتها وقالت بنبره عمليه وهي تشير إليه بإصرار
_ وبعدين بقي مش قولنا يا بشمهندس لازم المريضه ترتاح شويه والا حضرتك مش قادر على بعدها
اتسعت ابتسامتها عندما ظهرت صديقتها أمامها فهمست مردده بنبره خافته
_"سهااام " ....علشان خاطري عديها بقي وخليه معايا شويه
نفت بسبابتها يميناً ويساراً فهكذا هي في عملها  استقام في وقفته بعد أن قبل جبينها وقال ساخراً
_ خلاص يا دكتوره ،انا هخرج معاكي بالذوق احسن
انفجرت "أميمه "ضاحكه علي طريقته الساخره والتي قد برع في التحدث بها وماان خرجا سويا من الغرفه تبدلت ملامح "سهام "وهي تتطلع إليه بعدم استيعاب ضيق نظراته وهو يبادلها النظرات ذاتها فقال لها بتساؤل
_ في كلام عايزه تقوليه يا دكتوره وشكلك متردده انا سامعك
رفعت التقرير الطبي إلي عينيه وقالت بنبره محتده وهي تلقي الاتهام إلي عائلته
_في عقار اتحقن في العلاج الخاص ب"أميمه "يا بشمهندس وهو اللي اتسبب في اجهاضها لو حضرتك مااخدتش الإجراءات اللازمه المستشفي هتاخد الإجراءات دي لان الدكتور "عاصم " مش هيسمح بالمهزله دي
قبض علي التقرير الطبي بأصابع قويه وتحرك بخطوات مسرعه حيث الرواق المؤدي إليهم وماان وصل زعق وهو يقول
_ايه الكراهيه اللي في قلبك دي واللي تخليكي تنتقمي منها الانتقام ده عايز اعرف .. ؟!
تعالت دقات قلبها وشعرت بأن امرها قد انكشف لامحاله فهدرت بعدم فهم
_انت لسه شاكك اني انا السبب في اللي حصلها فوق يا بشمهندس انا مش محتاجه اعمل كده
قبض على معصمها وهدرا بعصبيه وقد صر علي أسنانه وهو يقول
_ده مش شك ده يقين انا متأكد انك السبب في اللي حصلها انتي مش هتخرجي من هنا الا لما تعترفي بالحقيقه
نفضت أصابعه بكل طاقتها وهدرت صارخه وهي تدفعه في صدره بغيظ شديد
_ الحقيقه .... ؟ الحقيقه انك مش شايف غيرها في حياتك كنت فاكر ايه ...!! ربنا هيديك كل حاجه كان لازم تعرف ان اللي يفكر يخدع "داليا " يبقي لازم يخسر وخساره مش ممكن تتعوض يا "خالد "
أيقن الان انها تعترف بأخطائها بدم بارد دون ندم منها رفع ذراعه لأعلي وصفعها بشراسه فسقطت علي الارض شهقت وهي تضع يدها علي شفتيها لتتفاجئ بالدماء تنبثق من شفتيها وماان نهضت صفعها مره اخرى فسقطت ثانيه فجرها من خصلاتها علي الارض اسرع شقيقه "خيري "يحاول أن يفك تشابك اصابعه ولكن قد تمكنت منه عصبيته وانتهي الأمر صرخت "سعاد " وهي تتوسل إليه أن يتركها وشأنها ولكنه أبي أن يتركها ركلها بحذائه فتمزقت حقيبتها فتدلي منها هذا العقار والذي كان بمثابه الحقيقه الكامله أخرج منشفه ورقيه وأمسك بهذا العقار وهدر بعصبيه وهو يوجه حديثه ل"سهام " التي وقفت مذهوله حينما تطلعت اليه والغرض الخاص من استخدامه
_ ياريت الأمن يتحفظ عليها لحد ماالشرطه تيجي تقبض عليها بتهمه قتل ابني و محاوله قتل مراتي
شهقت "سعاد "وهي تربت فوق صدره وهي تقول بتوسل
_استهدي بالله يا ابني وبلاش سوء الظن ده "داليا" مش ممكن تعمل كده
_انتي لسه بتدافعي عنها ومين يدافع عن مراتي اكيد مش انتي ، كل مدي بتأكد اني كنت صح لما اخدت القرار وبعدت عنك
توقف الزمن بها حينما تحدث بقرار الرحيل عنها وسقطت فوق المقعد وانتابها دوار مفاجئ فسقطت مغشياً عليها لم يكترث بأمرها واصر علي الزج بها إلي السجن وفي اقل من ساعه كانت قوات الشرطه تلقي القبض عليها بعد أن حرر محضر ضدها وأرفق معه التقرير الطبي الخاص بزوجته وقبل أن تتحرك من مكانها استوقفها هو بصوته الاجش وهو يقول لينهي قراره
_ استاذه "داليا " ......!! انتي طالق
تجمدت " أميمه "مكانها وهبطت دموعها فوق خديها وابتسمت اليه ابتسامه واسعه ركض إليها يحتضنها إلي صدره وهو يقول بإصرار مشيراً إليها بثقه عاليه
_عرفتي اني مكتفي بيكي انتي يا "أميمه".......!!
__________________________________
ظلت واقفه تحاول أن تستمع إلي حوارهم بالداخل ولكنها لم تستطع أن تستمع إلى شيء انقبض قلبها ولاتعلم سر هذا الانقباض تخشي أن يصيبه مكروه تنهدت بضيق وهي تتنصت إليهم وقفت خلف الباب وظلت تناجي ربها أن يحفظه من كل سوء فهو قره عينها ورفيق دربها ووالد صغيرها الذي ينمو بداخلها توقف الزمن بها حينما استمعت إلي اسم تلك المخادعه في حديثهم هل يتعلق الأمر بتلك الٱثمه رجع "أكمل "بمقعده إلي الخلف وهو يقول للصبي
_هاااا..يا "حمدي " فهمني ايه علاقه "سالي نصار "ب"سعيد "!
ابتلع الصبي  ريقه ببطء شديد وهو ينظر إليه فأشار إليه بالجلوس فجلس فوق الاريكه وهو يقول بإرتباك
_انا مش هاخد من وقت سيادتك كتير انا بس جيت علشان اقولك أن الاسطي اللي انا شغال معاه اختفي بقاله يومين ومش ظاهر ومالوش حد غيري وجيت هنا علشان .....
ضرب" أكمل " بيده سطح المكتب وانحني بجسده وهو يقول بنبره عاليه
_ادخل في الموضوع دوغري  وبلاش مقدمات ملهاش لازمه
ارتعد الصبي وانتفض في مكانه وضم منكبيه إلي جانبي عنقه وقال بصوت خافت لايكاد يسمع
_ الاسطي "سعيد " اتورط في جريمه قتل واللي ورطوا اتنين ستات وقالي يا "سناره " لو حصل لي حاجه او مالقتنيش في يوم وليله قدم الفيديو ده ل "أكمل "بيه هو يعرفني كويس ايام  قضيه الدكتور "عاصم "
ضيق" أكمل "نظراته وهو يحاول أن يتذكر وصلت به ذاكرته حيث المشفي نعم لابد أنه ذلك الميكانيكي والذي حصل علي أموالا طائلة من قبل عائله "زيدان " كي يتنازل عن اتهامه مقابل المال نهض من مكانه وهو يلوح بكف يده تجاه الصبي
_ هات الفيديو ده انا عايز اشوفه يا "حمدي " ..... ممكن !!
أخرج الصبي من جيب بنطاله هاتفه والذي نقل عليه هذا الفيديو والذي يؤكد تحريض كلاً من "سالي" و"صافي" علي قتل " "ميلا "حيث اتفقتا كتلتا الشر علي الخلاص منها مقابل إعطائه مبلغ مادي كبير لم يصدق أذنيه عندما استمع الى صوتها ووجدها داخل الفيديو اتسعت عيناه وهو يراها تذكر اسمها بحقد شديد تساءل بنبره مهتزه وهو يقول
_ والاتفاق ده تم فعلا يا "حمدي" وقدروا يوصلوا ليها ....!!
أومأ  "حمدي " برأسه إيجابا  وهو يقول مؤكداً علي حديثه
_  ايوه ...يا فندم وصلوا ليها لكن الرصاصه جت في عيل صغير ومات في الحال واللي عرفته منه كمان أنه ابن واحد من عيله كبيره انا خايف على اسطي "سعيد " يكون الراجل ده عرف باللي عمله وخلص عليه
اعتلت الصدمه ملامحه وهدر بعصبيه وهو يقول ل"سليم " موجهاً إليه الحديث وهو ينظر إلي ساعته
_  امر الضبط والاحضار هيكون علي مكتبك كمان ساعه خلي القوه تستعد لازم ننهي الموضوع ده قبل ماتحصل كارثه
وماان خرجا من غرفه المكتب ركضت هي اليه ونظرت إليه بعينين متسائلتين فقالت
_  علي فين .......يا "أكمل".......…؟!
مسح علي وجهه بنفاذ صبر وحاول أن يطمئنها عليه فحانت منه بسمه هادئه وهو يقول
_متقلقيش عليه ولازم تفهمي ان الكابوس اللي عشته فيه سنين طويله هينتهي وللابد يا" دينا "
نفت برأسها وتشبثت به  أن تتركه يرحل تخشي عليه كثيراً كانت لفطنته وذكائه السبق أن يتفهم خوفها وقلقها الدائم رفع ذقنها بأطراف أصابعه وهو يتطلع إلى بريق عينيها الخائفتين
_ مقلقش عليك اومال هقلق علي مين ....؟ انا ماليش غيرك خايفه تروح ومترجعش علشان خاطري بلاش يا "أكمل "
ابتسم في قراره نفسه من تمسكها به فسال الكحل من عينيها عندما قالت ببكاء
_انت ليه مش قادر تعيش بعيد عن الخطر ،سيبها لربنا ينتقم منها
ضمها إليه فمالت برأسها فوق صدره وقال لها بإصرار
_الخطر الحقيقي هو وجودها معانا في مكان واحد مينفعش اسيبها تنشر سمها في حياتنا واعمل نفسي مش واخد بالي
أمسكت كف يده ووضعتها فوق بطنها وقالت وهي تشير إلى صغيرها بنبره باكيه
_لازم ترجع علشان ابننا يا "أكمل " محتاجلك انا كمان محتاجه لك اوي احنا مالناش غيرك
اهتزت نظراته بعدم تصديق لقد تغيرت بالفعل والفضل يعود إليه بعد ربها لقد تحملها كثيراً وصبر عليها كثيراً تحسس بطنها بأصابع متشوقه وهمس إليها مداعباً إياها بشقاوه
_ كان فين الكلام ده يا"دينا "من زمان  جايه دلوقتي تقوليه خلي بالك انا مش هتنازل عنه لما ارجع انتي سامعه ...!!
هزت راسها ببطء شديد بالموافقه وقالت بنبره راجيه
_ ارجع لنا انت بس ومش هتسمع غيره يا" أكمل " علشان خاطري خد بالك من نفسك
أومأ برأسه إيجاباً وصعد إلى غرفته كي يبدل ملابسه وانطلق حيث مزرعه القاضي
__________________________________
تراجعت إلي الخلف تدريجياً وهي تنظر إليه بعينين زائغتين لقد كان يراقبها طوال هذه الفتره من المؤكد بأنه قد كشف كذبتها وخيانتها أيضا وقفت "ميلا"أمامه تمنعه من معاقبتها فدفعها بكل قوته جهه الحائط فأنصدم رأسها فسقطت علي الارض انحني" يوسف " بجسده واخذ يربت علي وجهها حتي استفاقت وماان نهضت مره اخرى هدرت صارخه وهي تقف في وجهه تطلب منه أن يطلق سراحها ويطلقها فهي لاتستحق أن تنشب بينهما الحرب من اجلها فهي زوجه خائنه استقرت نظرات "حسين "عليها وهو يقول بإصرار قد جلي في نبرته الحاده
_ تفتكري في زوج ممكن يسامح في حقه وفي حق شرفه ده وصلت بيكي الدرجه انك تنسبيلي عيال مش عيالي
صرخت" سالي "وهي تتسمك به وقالت بنبره تمثيليه اجادت إتقانها
_لا يا "حسين " حرام تظلمني دول كانوا ولادك" أكمل" هو  اللي ملا عقلك بالكلام ده
صفعها علي خدها بغيظ شديد ودفعها بكل قوته جهه المقعد وهو يقول بإصرار
_كدابه ... ، طول عمرك كدابه وللاسف دي غلطتي كان لازم ارميكي للشارع اللي جبتك منه زمان مكنش ينفع واحده ذيك تشيل اسمي وشرفي وتمرمطه مع حقير ذي ده التوأم اللي راحوا  كانوا منه هو ربنا شاء أنهم ينزلوا علشان كان عارف نيتك القذره بس ربنا عاقبك وعقابه كان عادل انتي عمرك ما هتجيبي اولاد  تاني ابدا
تعالت دقات قلبها من هول الصدمة وعلمت من حديثه بأنه قد ارتكب شئ يفوق مكرها فهدرت بتساؤل
_ انت بتقول ايه......... يا "حسين ".... ؟
تعالت ضحكاته لتصل إلى عنان السماء وهو يراقب رجفتها الواضحه فقال بنبره شيطانيه أجاد التحدث بها
_ انتي متعرفيش اني ردت لك الضربه وانك يا حرام شيلتي الرحم متخلقش اللي يقدر يخدع "حسين السمري "
شهقت" ميلا" بصوت مسموع وهي تستمع إلى حديثه الماكر وتراجعت إلي الخلف وهي تنظر إليهم من أعلي إلي أسفل ،قبضت الأخري علي السكين وركضت إليه تحاول أن تغرسها في قلبه ولكنه ضغط على قبضتها وهدر من بين أسنانه
_عايزه تقتليني بعد كل اللي عملته معاكي انتي حقيقي قذره وتربيه حواري
قبض على شعرها وجرها خارج المخزن فدفعته وركضت حافيه القدمين إلي الطريق السريع حيث هذه الشاحنه الكبيره والتي لم تلحظها فدعسها سائقها أسفل عجلاتها الضخمه وقف "حسين " ينظر إلي دمائها التي جرت على الطريق الاسفلتي وهو يقول بنبره شاكره
_الحمد لله انك انتهيتي وانتهي شرك للابد
علي الصعيد الآخر كان "سعيد "مازال مكبلاً بالحبال التفتت "ميلا "إليه وهي تقول بنبره حازمه
_ لازم تسلمه للنيابه بلاش تاخد حقك بدراعك هو ميستهلش اللي هتعمله فيه لازم تفهم اننا مش بنخضع لقانون الغاب يا "يوسف " بلاش تفضل  مغيب عمرك كله
التقط نصل السكين وبدأ بقطع الحبال التي تلتف حول جسد "سعيد" والقي السكين جانبا  فأبتسمت ابتسامه واسعه وظنت أنه قد استمع لحديثها ولكنه أخرج سلاحه الناري من خلف جزعه وهدر بعصبيه وهو يضعه بجانب رأس هذا الميكانيكي
_لو هيقدر يرجع لي ابني انا معنديش مانع اسيبه دلوقتي ،هتقدر يا "سعيد" ترجع لي" براء ".....!!
شحب وجهه وهو يستمع إلى طلبه والذي لن يستطيع أن ينفذه رفع" يوسف "مؤخره سلاحه وضربه في وجهه فسقط الاخر على الأرض علي صراخها وتوسلت إليه أن يتركه وشأنه ولكن رفض أن ينصاع لاوامرها
_ سيبه بقي انت مافيش فايده فيك ، مافيش حاجه بترجع ولا اللي انكسر بيتصلح لازم تفهم انك بتحصد نتيجه أفعالك
ركله في بطنه عده مرات بحذائه وخرج من المخزن بعد أن وضع سلاحه خلف جذعه خرجت مسرعه خلفه لتجده يقول بمراره وهو يتسائل
_لحد امتي هفضل احصد نتيجه افعالي انا تعبت ، مبقتش قادر اتحمل اكتر من كده ابني مات قدام عيني وانا واقف متكتف مش قادر حتي اخد حقه ، انتي عايزه ايه ...!! امشي يلا امشي من هنا مش ده اللي كنتي عايزاه
_ انا اكيد همشي ،بس لازم تعرف يوم ما تتخلي عن سلاحك هتقدر تعيش في أمان مسالتش نفسك انت ليه دايما شيله ورا ضهرك لأن اعدائك كتير واللي بيدعوا حبك وقربك اكتر خايف الضربه تجيلك من اقرب الناس ليك فدايما مستعد للحظات  الغدر
تحسس بأصابعه سلاحه خلف ظهره وتطلع إليها وهو يقول بإصرار
_ سلاحي مش ممكن يفارقني طول ماانا عايش انتي فاهمه ... ؟
اسرع "أكمل "اليهما وتبعته قوات الشرطه وهدربنفاذ صبر وهو يوجهه اليه الحديث
_والله ووقعت يا "يوسف" يا "مختار " كان لازم تعرف انك مش هتقدر تنفد من العداله انت وابوك لازم تبقواعبره
اخفض رأسه إلي الأسفل عندما انهي" أكمل " حديثه ،حاصرت الشرطه المخازن وهدر" سليم" صارخا أن يتم إلقاء القبض علي"سعيد" تحت تهديد السلاح فرفع ذراعيه لاعلي كعلامه استسلامه دفعه "أكمل " بكل قوته إلي الأمام فسقط على وجهه فماان نهض من مكانه قبض علي نصل السكين وقام بوضعه علي رقبتها بجانب نحرها وهدرا مهددا إياهم
_ اللي هيقرب مني هقتلها ....واحسرك عليها باقي عمرك يا بشمهندس
بدأ "أكمل "يتراجع وأمر القوات أيضا بالتراجع إلي الخلف ،عينيه الماكرتين كانتا تتطلعان إلي راسه سحب سلاحه من خلف جزعه وصوب الهدف تجاه منتصف جبهته فسقط صريعاً علي الفور وسقط معه نصل السكين ركضت هي بكل قوتها تبتعد عنه وقبل أن تصل إليه كانت القيود الحديديه قد أحكمت حول كفيه نظرت إليه بعينين دامعتين ،تقدم" أكمل "من جثمان "سعيد "الراقد علي الارض فعلم أنه قد فارق الحياة ،تمتمت هي بخفوت وهي تقول لتطمئنه
_ موته ده كان دفاع عني يا" أكمل "مش كده ده دفاع النفس
ربت فوق خصلاتها بهدوء وهز رأسه عده مرات إيجاباً وهو يقول
_بس ده مش هيمنع أنه لازم يتحاكم والاتهامات  كتير ومش هو بس لا ده ابوه و"مراد "كمان في محاوله قتل طليقته لأنها اعترفت بكل حاجه يعني من الاخر هو هيتعاقب و بالقانون يا "ميلا "
ألقت عليه نظره اخيره وهو يتوجه ناحيه سياره الشرطه فألتفت إليها وهو يقول بإصرار
_ لو رجع بيه الزمن من تاني كان لايمكن اعمل اللي عملته معاكي ، انا ٱسف حقيقي
طأطأت راسها إلي الأسفل عندما اعتذر إليها للمره الاخيره وماان رفعت وجهها وجدت الشرطه تلقي القبض علي شقيقه "مراد " من الداخل وبصحبته والده "مختار " وماان هم بالدخول إلي السياره اخترقت ثلاث رصاصات صدره وكأنها عرفت مصيرها للتو صرخت هي وركضت إليه بكل قوتها وجدته قد سقط علي ظهره بدأت بفك ازرار قميصه وقالت بخفوت
_"يوسف " ......!!؛  رد عليه انت سامعني ؟!
أطبق علي جفونه ثم أعاد فتح عينيه مره اخرى وهو يقول بنبره خافته
_استنيت اللحظه دي كتير اكون بين ايديكي وتكون دي نهايتي ،وبدايه جديده ليكي مافيهاش الم ولا قسوه ،لو كنت اعرف اني هحبك كده مكنتش ضيعت وقتي في كرهك ولو دقيقه ، ومكنتش جريت ورا وهم اسمه "مختار القاضي"
صرخت صرخه مدويه حينما اغلق عينيه وقد فارقت روحه جسده حاول والده التقدم إليه فمنعته قوات الشرطه فصرخ وهو يقول بإصرار وقد اقترب منه وهو يحتضنه إلي صدره
_رد عليه يا "يوسف " ، انا السبب قضيت عمري كله أذرع جواكم الحقد والشر وفي الاخر ماحصدتش غير الحسره
التفت" أكمل" ليري مصدر هذه الطلقات فوجد "حسين " يحمل سلاحه ويقف شامخاً مرفوع الراس وابنه يعاتبه
_ليه كده يا بابا ضيعت نفسك علشان ايه؟!
زفر أنفاسه بهدوء واخذ ينظر إليه بعينين جامدتين ولكنه سقط علي الارض حينما صوب "مراد " رصاصه صائبه اخترقت قلبه علي الفور بكي" أكمل" وهو يتمسك به وهو يقول
_بابا .....؟ متسبنيش انا مش هقدر أكمل من غيرك انت كل حاجه في حياتي
ابتسم إليه وهو يراقب دموعه والتي أتت متأخره وزفر أنفاسه الأخيرة وهو يقول
_بابا ....!!  اول مره تقولها يا "أكمل " من غير "حسين" بيه ،هتقدر تكمل من غيري لانك اقوي مني ، حاولت كتير تعرفني انها رخيصه وان اختياري كان غلط واديني بدفع نتيجه أخطائي
صرخ" أكمل " وهو يراه قد فارق الحياة  أيضاً حاصرت قوات الشرطه المتهمين وقامت بإلقاء القبض عليهم ظل" أكمل " جالساً بالقرب من والده حتي أتت سياره الاسعاف ونقلتهما حيث المشفي
وصل "عاصم " ورفعت " متأخران فقد كانت واقفه مذهوله والدماء تلطخ كفيها أطبق علي كفيها وقد علم ماحدث عندما شاهد سياره الاسعاف فقال لها برزانه وهدوء
_ده الحلم اللي شوفته من فتره طويله واتاكدت انك فعلا ضيعتي مني يا "ميلا " .....؟
ارتعشت يداها بين يديه عندما استمعت إلى صوته ورفرفت بأهدابها عده مرات وتراجعت إلي الخلف وهي تقول
_ انا ضيعت من زمان اوي من وقت ماكدبت عليك وانكرت اني معرفهوش ، بس خوفت عليك والله يا "عاصم "
ضغط على اصابعها وأصابع الندم تقتله فقال مؤكداً لها
_ مكنش المفروض اسيب ايدك حتي لو انتي سيبتي ايدي ، ربنا عاقبني اشد عقاب لما بعدتي عني
حاولت التملص من بين يديه ولكنه شدد من ضغطه علي أصابعها فقالت له بشراسه
_انت قدامك المستقبل ليه مصمم تتمسك بشئ مالوش مستقبل انا وجودي جنبك هيدمرك مش المفروض انك تتمسك بيه انا منفعكش ،انت محتاج واحده تليق بيك وبمكانتك واحده ميبقاش عندها ماضي بيطاردك انت تستاهل كل خير ، انا ٱسفه مقدرتش أحافظ علي نفسي بس مش بإيدي والله ،سامحني يا "عاصم "
اهتزت نظراته بالدموع واخذ يحدق بها كان يشعر بأن هناك مكروه قد أصابها رفع راحتيه علي جانبي وجهها وهو يقول
_اسامحك ...؟! انتي مش مذنبه أو مدانه علشان اسامحك انتي اللي مجني عليكي شلتي تهمه مش بتاعتك علشان تحمي شرفي وأفضل مرفوع الراس لو ليه مكانه ولسه في حد بيحترمني يبقي الفضل ليكي انتي يا "ميلا "
وقف "رفعت " منكس الرأس وهو يستمع إلى حديثهما والذي اهتز له الأبدان رفع حدقتيه وقد اغرورقت عينيه بالدموع وهو يقول بداعبه كي يذكرها بصله القرابه التي تجمعهما
_نكدت علينا الله ينكد عليك يا أخي ،وبعدين لازم تعرف أني مش هسمح لك تزعلها تاني دي بنت خالي  انت فاهم ؟!
ارتمت بين أحضانه وتنفست الصعداء وهي تشعر بالأمان فلقد ظهر سندها فقالت بخفوت
_ خايفه وجودي يبقي نقمه تدمر حياتك وقتها مش هسامح نفسي انا عملت ده كله علشانك انت هتتعب معايا اوي انا مش "ميلا "اللي تعرفها انا واحده تانيه غيرها
أطبق علي جفونه وهو يقربها منه فقد عادت إليه روحه الان فقال لها بنبره هادئه
_مستقبلي في وجودك جنبي الدمار الحقيقي هو بعدك عني أنا مش عايش علشان تبقي فاهمه ، بلاش تحكمي علينا بالعذاب وادينا فرصه نبدا من جديد
وقف "رفعت "منكس الرأس وتركهما بعد أن اغرورقت عينيه بالدموع بعد أن سمع توسله إليها ولكنها أبت فسقطت مغشياً عليها في الحال فحملها واتجه بها حيث مشفي "زيدان "
___________________________________

الخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن