الفصل الثاني والعشرون

15.1K 455 77
                                    

الفصل الثاني والعشرون

عادت " سالي " إلى فيلا" السمري " بعد خروج زوجها من المشفى حتى لا تثير الشكوك نحوها ولكي تحاول التفكير بعنايه في أمرهذه الفتاه والتي كشفت المستور  ولكن لن يتسنى لها التحرك في هذا الأمر الابمساعده شخص واحد فقط ولقد وجدته ،انتبهت على صوت "حسين "والذي تحسنت حالته الصحيه وأصبح يمارس حياته الطبيعيه بعد تماثله للشفاء وهو يقول
_ايه .....يا" سالي " بتفكري في ايه شايفك مش بتاكلي
نظرت إلى الاطباق المرصوفه على المائده بدقه وهي تقول بتأفف
_هاااا ....ابدا يا "حسين" ست "دينا "بقالها ساعه بتجيب باقي الأكل
رفع "أكمل "عينيه من الأوراق التي كان ينظر إليها وقال بدهشه
_انتي ....بتتكلمي على "دينا " بقى هي بنفسها بتحضر الغداء ولازمه الشغالين هنا ايه !!!
ابتسم "حسين " بهدوء وهز رأسه وهو ينظر إليه بعينان ماكرتان وقال بخفه
_ما تتحرك .....يا" أكمل " وروح ساعدها دي ما صدقت أنك موجود وقامت من بدري تحضرلك كل اصناف الأكل بنفسها يلا يا ابني روح ساعدها
ترك" أكمل " الأوراق وهو يبتسم وخلع نظارته وتركها على المائده وهو ينظر إلى والده بخبث بعد أن غمز له "حسين "بخفه ،انتبهت" هدى " لهذه النظرات فقالت بعدم تصديق
_انت ....داخل المطبخ بجد يا"اكمل " !!!
_هاااا ....طبعا يا عمتي عايزه حاجه اجبهالك معايا غير "دينا "
تجهمت ملامح" سالي " إلى الضيق ولكن رغما عنها ادعت الابتسامه أمام الجميع
ضحكت" هدى " على خفته وهزت رأسها نافيه وأشارت إليه باصابعها الرقيقه بالمرور
سار على أطراف أصابعه إلى الداخل كانت منحنيه بجسدها تنظر إلى الطعام داخل الفرن فوجدته قد نضج فقامت بإخراج صينيه البطاطس من الفرن ووضعتها فوق السطح الرخامي للمطبخ وخلعت القفاز من يديها والتفتت لتجد "أكمل " يغرس الشوكه في الطعام ويأكل منها التقطت منه الشوكه بعد أن ضربته على أصابعه وقالت بتحذير
_ايدك .....مش ممكن كده بتاكل  يا" أكمل" دلوقتي طيب استنا لما ناكل مع بعض
اقترب منها لتتراجع هي الخلف ورفعت سبابتها أمام وجهه وهمست إليه بخفوت
_مكانك ....كده مايصحش اونكل بره وماما وبعدين هنتفهم غلط كده
غمز لها بخفه وقربها منه واحتضنها إلى صدره وقام بتقبيل جبينها المتعرق وهتف بصدق
_لو ..الدنيا كلها اللي بره أنا ميهمنيش وبعدين انا سعيد انك رجعتي ليا من تاني اوعى تسبيني يا" دينا " انا من غيرك حياتي مش ممكن تكمل ابدا متخليش شئ يهزك أو يهزمك
رفعت ذراعه إليها  وضمت كف يده إلى صدرها وزفرت بهدوء وهي تقول
_غصب عني ...يا"اكمل " الست اللي بره دي وجودها مضيقني وحاسه أنها هتبقي سبب كل الكوارث بينا بعد كده انا مش مرتاحه ليها ابدا
قبل كفيها بلهفه ورفع بصره ينظر إليها بعينان هائمتان وقال بعدم اكتراث
_مالكيش ....دعوه بيها اعتبريها مش موجوده يا" دينا " علشان خاطري
هزت رأسها بتفهم وقد تعالت أنفاسهما وهما يقتربان من بعضهما أكثر أغمضت عينيها عندما اقترب بشفتيه ليقبل شفتيها الرقيقتين ولكن انتبها على حديث تلك الأفعى
_والله ....عال الأكل برد وأحنا بنستنا حضراتكم  بره لكن واضح ان الحراره هنا عاليه اوى
شهقت "دينا " بخفوت وتملصت من بين يديه  ولكن جذبها  "أكمل "وضمها إليه بقوه وقال بتحذير واضح
_أولا ...لما تبقى تدخلي تبقى تنادي ولا حضرتك في بيت اهلك ممرش عليكي حاجه اسمها الذوق وآداب الاستئذان يا مدام
تحجرت فيروزتاها عندما شعرت بإهانته لها فرفعت حاجبها لأعلى وقالت بهدوء مصطنع
_ بعتذر يا"اكمل "بيه بس يا تري انت بتعمل كده لما تعدى من على باب اوضتي !!
كانت تقف تنظر لهما بذهول هل بالفعل توجه إليه تهمه التنصت عليها وهي بمفردها ،لاحظت انتفاخ عروقه وهو يضرب السطح الرخامي بقبضته وهو يقول بعصبيه
_قصدك ....ايه يا مدام بكلامك ده ،تقصدي ان بتجسس عليكي زي المراهقين من الباب ،فوقي انتي ولا حاجه بالنسبه لي انتي سامعه ولا لا وكلامك ده اتهام ليا ولاخلاقي
_ليه ....بتاخد كلامي على محمل السوء يا"اكمل " !!
استشاط غضبا من طريقتها الملتويه وقال بعصبيه
_لأنك....... اسوء مما انا أظن يا مدام
أغمضت "دينا "عيناها فها هي تعود من جديد لطريقتها الناعمه معه طريقه الشد والجذب فهي تعلم أنها تريد مضايقتها، كم تمنت ان ترحل من هذا المكان فأصبحت تشعر بالاختناق فمنذ مكوثها معهم  وهي تتعمد اهانتها لقد سئمت هذا الوضع ولابد من وضع رادع لهذه الماكره ، افاقت على نبره" أكمل " وهو يقول بهدوء
_يلا يا "دينا "اخلعي المريله دي وانا هسبقك بالاكل على السفره
أومأت برأسها وهي تسحب رباط المريول من الخلف وخلعتها من حول عنقها والقتها على الطاوله بضيق انحنت" سالي " على اذنها وقالت بتهكم
_شوفتي ان اخرك ....مريله المطبخ تفتكري انتي واجهه تليق بوكيل نيابه يا "دينا "
ابتلعت غصه مريره في حلقها نظرت إليها بعينان لامعتان بالدموع  من الداخل وقالت بتحدي
_اوعى ...تقليلي من شأني لأن رأيك فيا ميلزمنيش ،أنا عارفه انتي بتفكري في ايه عايزه الفلوس والعربيات وكمان الشباب مش كده بس اللي في دماغك ده مش هيحصل انتي فاهمه
كانت عيناه الماكرتان تلمحان انهيارها عكس قوتها المزعومه فقالت بسخريه
_اللي في دماغي ...مش لما تفهمي اللي في دماغه هو الأول ابقى شوفي موبايله كويس وانتي تعرفى ان" سالي "الأولى والأخيره في حياته يا "دينا "
غادرت إلى الخارج وتركتها لافكارها تعصف بها ،أصبحت تحترق ولا أحد يبالي بهذا الاحتراق طالما تأكدت ظنونها بأنه مازال يحبها مازال يكن لها مشاعر دفينه ،تحركت إلى الخارج بخطوات شارده غير منتظمه انتبهت لحديث والدتها وهي تقول بدهشه
_مالك .....يا "دينا " اتاخرتي ليه يا بنتي !!
جلست بجانب "أكمل " دون أن تنظر إليه حدقت بالطعام الذي أمامها بشرود ،قطب "حسين "بين حاجبيه وقال بعدم استيعاب
_"دينا"........ مالها يا "سالي " واضح أنها مضايقه من حاجه
مطت "سالي "شفتيها بعدم اكتراث ورفعت منكبيها لأعلى وقالت بمكر
_مش عارفه ....يا حبيبي ،ده انا حتى بقول عليها هتبقي ست بيت هايله بصراحه الأكل مالوش حل يا "دينا "تسلم ايدك حقيقي وإلا ايه رأيك يا" أكمل "!!
رفع "أكمل " كف يدها إلى شفتيه وقبله دون أن يبالي بنظراتهم وابتسم إليها ابتسامه واسعه وقال بهدوء ورزانه
_حقيقي ..الأكل جميل تعبتي نفسك يا حبيبتي انا مش بعرف أكل غير من ايديكي الحلوين دول
نظراليها طويلا يراقب صمتها ثم قال ليذكرها
_على فكره ميعاد الحفله النهارده يلا علشان تلحقي تظبطي نفسك علشان تستقبلي اصحابك
رفع "حسين "حاجبيه بدهشه وقال بعدم تصديق
_النهارده ....طيب يلا يا بنتي الحقي ألبسي واكدي  على اصحابك الميعاد
ابتلعت ريقها بتوتر وفركت كفيها ببعضهما وقالت بخجل
_ممكن تليفونك يا"اكمل " علشان اعمل منه مكالمه !!
اتسعت إبتسامته وهو يلتقط هاتفه من جيب بنطاله واعطاه  اليها بعدم اهتمام ،أخذته وقبضت عليه بأصابع جامده سوف تقطع الشك باليقين وينتهي الأمر  ،صعدت إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها بحرص حتى يتسنى لها التفتيش فيه بدقه
__________________________________
ألقت" رؤى " نظره اخيره على نفسها في المرآه فقد راق لها هيئتها بإرتدائها هذا الفستان القصير الذي بالكاد يلامس الربع الأول من فخذها لقد أظهر عظمتي لوح الكتف وكشف عن جمال مفاتينها لفت الحزام البراق ذات اللون الفضي حول خصرها حتى يظهر عن جمال جسدها النحيل فقد كان الفستان باللون الاسود وارتدت حذاء عالي ماثل لون الحزام أعطاها انوثه وجاذبيه حتما ستستمد الثقه من نفسها وليس من الآخرين ولكي تشعل الغيره داخل قلب زوجها بالتأكيد سيجن عندما يرى أنوثتها والتي كان يجهلها ،اطبقت على شفتيها لكي يمكنها تثبيت لون طلاء الشفاه الأحمر القاني ورفعت شعرها كعكه عاليه واسدلت خصلاتان على جانبي وجهها وامسكت حقيبتها الصغيره وهبطت الدرج بأناقه ودلفت إلى والدتها التي كانت تتابع التلفاز ،استدارت" الهام "بوجهها عندما سمعت صوت كعب حذائها العالي وقالت بدهشه
_ايه .....ده يا "رؤى " انتي مش شايفه ان الفستان ده مفتوح شويه!!
اخفضت رأسها تنظر إلى الفستان ثم اعادت  النظر إلى "الهام "وقالت ببرود
_عادى ...يا مامي كل البنات بتلبس كده وبعدين انا رايحه حفله لازم اكون اشيك واحده
هزت "الهام " رأسها بيأس ثم أشارت لها بتحذير وقالت
_الفستان ...ده لازم يتغير حالا "عاصم " لوشافك كده هتبقي كارثه ،أحمدي ربنا كمان ان باباكي مش هنا كانت بقت مصيبه ،انتي خارجه لوحدك ولا مع "رفعت "
مطت شفتيها بسخريه وهي تشير للطابق الثاني وقالت بعدم اكتراث
_لا ....طبعا الدكتور بيلبس فوق ومستنيه لما يخلص علشان يجي معايا الحفله طالما بيضايق من السواق الخاص
_يا "رؤى " حرام عليكي ده لسه واصل من شويه المفروض يرتاح لكن طبعا اللي يعرفك مش ممكن يعرف الراحه ابدا ،اطلعي غيري الفستان ده بلاش مشاكل ربنا يهديكي
هزت رأسها نافيه تغيير هذه الملابس وقالت بإصرار
_لا .....مش هغيرها وهروح الحفله بيه يعني هروح بس
كان قد أبدل ملابسه وارتدي حلته الزرقاء والتي أظهرت جمال عينيه وسحرهما  واتجهه إلى غرفتها وجدها فارغه توجه إلى الدرج وهبط بخفه ،انتبه على صوتها واصرارها على ارتداء الفستان دلف إليهما ليتفاجئ بهذا الفستان العاري وتسريحتها وملامحها التي باتت تشبهه نجمات هوليود ابتلع ريقه بصعوبه بالغه فهي لم تصبح طفله كما كان يعتقد بل أصبحت شديده الانوثه والجمال ولكن كان يجهل هذا بالطبع ،اقترب منها أكثر شهقت بصدمه وتراجعت إلى الخلف عده خطوات تضع أصابعها الرقيقه على صدرها ،ضيق عينيه وهو يقول بتساءل
_ده ......الفستان اللي اخترتيه وهتروح به الحفله وانا كمان معاكى
رفعت حدقتيها المهتزتين وقالت بإصرار مزعوم
_مالووو ........يا "رفعت " الفستان مافيش في حاجه وعلى الموضه كمان
أشار إليها وهو يضغط على أسنانه وقال بعصبيه
_اطلعي .....غيري المسخره دي حالا يا مافيش خروج يا "رؤى " وانتي بالشكل ده
ابتلعت ريقها وهي ترفع منكبيها لأعلى رافضه فكره تغيير هذا الفستان وقالت بتحدي
_لا .....مش هغيره وهروح الحفله كده انا مش أقل من إي بنت في الحفله
أمسك معصمها وضغط عليه بقسوه وأشار إلى الدرج وهو يقول بنفاذ صبر
_هتطلعي تغيريه  وحالا أنا مش هكرر كلامي مرتين انتي سامعه !!
اهتزت مقلتيها بنصر غريب فلقد أيقنت أنه مازال يغار عليها حتما ستزيد من هذا الجنون رفعت حاجبها لأعلى وهي تزيح قبضته القويه من ذراعها وركضت إلى غرفتها بسرعه البرق وهي تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومه،حدق في مكانها الفارغ غير مصدق أنها بهذا الجمال فكانت تدفن أنوثتها خلف هذه المنامات الكرتونيه التي كانت  ترتديها آفاق على نبره" الهام " وهي تربت على كتفه
_معلش .....يا "رفعت " استحمالها هي مش متعوده منك على المعامله دي ،انت للأسف أخدتها على العند وخليت كل طلباتها مجابه لازم توصل لعقلها علشان تقدر تفهمها
تنهد بضيق لطالما هو السبب في هذا فليتحمل طريقتها العنيده ،هز رأسه بيأس وقال بإختناق
_انا ....يا طنط بخاف عليها ،زمان كنت بتحمل طريقتها علشان كانت صغيره ،لكن دلوقتي هي كبرت وللأسف لسه عقلها صغير جدا ،ربنا يقدرني واقدر افهمها
_طيب يا ابني اطلع لها وراضيها بكلمتين علشان تخرج تروح حفله "دينا "
أومأ برأسه وهو يتوجه ناحيه الدرج وركض إليها وجدها تقف على مقدمه الدرج وتضع يدها في خصرها النحيل أثار جنونه ارتدائها هذا الفستان وقال بتحذير
_انتي ....لسه بالفستان المسخره ده ادخلي غيري الفستان ده وإلا مش هيحصل لك  كويس
لمعت عيناها الماكرتان بوميض من العشق فطالما عشقت غيرته العمياء والتي افتقدتها منذ فتره ولكن هي لا تعرف المستحيل فلم  تكن تلك الطفله بعد الآن انتبهت على نظراته التي افترست جسدها تراجعت إلى الخلف لا اراديا فتقدم هو إليها بخطوات بطيئه حذره ،رفعت منكبيها لأعلى ترفض حديثه  وانصياعها لاوامره ،قطب جبينه بدهشه وقال بعدم استيعاب
_حضرتك .....تقصدي ايه بالحركه دي !!!
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تقبض على مقدمه فستانها وقالت بإصرار
_مش هغير الفستان ده بقى ايه رأيك
رفع حاجبيه عاليا وابتسامته المتهكمه  لا تفارق وجهه وقال بسخريه
_وانتي بتسمي ده فستان ده قميص نوم يا هانم
عضت شفتها السفلي بخجل و شهقت بصدمه أثر كلامه الوقح وقالت بعناد
_انت ....بتتكلم معايا كده ليه ،ثم انت من أمتي بتهتم بيه يا دكتور ،وبعدين انا حره البس اللي يعجبني انت مش ولى أمري انت فاهم !!
كانت تتحدث بثقه ادهشته ولكن للحقيقه كانت اوصالها ترتعد من الداخل فهي لا تضمن رده فعله مطلقا  فهو والمعروف بخفته ومرحه يتحول في عصبيته ليصبح شخص آخر لا تكاد تصدق أنه هو
اقترب منها أكثر حتى أصبحت داخل غرفتها فدلف خلفها وأغلق الباب بقدمه وقال لها وهو يقرب اذنه ناحيتها بإنصات وهو يقول بمكر
_انتي .....اد الكلام اللي انتي قولتيه وعارفه عواقبه ايه !!
انتفضت في وقفتها لدرجه أنه لاحظ رجفه أصابعها التي تحاوط صدرها ولكن كان عنادها الذي بات واضحا في عينيها الزيتونيه أثر عظيم جعلها تدعي القوه اقتربت منه أكثر حتى أصبح لا يفصل بينهما غير بعض أنشات فقط وقالت مدعيه القوه
_أيوه .....انا اد كل كلمه قولتها ولازم تعرف حاجه ................
ابتلع باقي كلماتها بهجومه على  شفتيها فقد نفذ صبره وهو يراها بهذا الفستان المثير والذي جعل رغبته فيها تشتعل استسلمت لقبلاته التي سحقت شفتيها حتى أزال لون طلاء الشفاه الأحمر القاني والذي زين شفتاها الكريزيتان ليعطيها انوثه صارخه وزع قبلاته على طول عنقها حتى احمرت بشرتها الرقيقه البيضاء ،باتت تشعر بنفسها بكيانها لم تكن تلك الضعيفه بعد اليوم فإذا أرادت أن تحتفظ به زوجا ً لابد أن تثق في ذاتها أولا بعد ذلك تأتي الأمور تباعاً ، كانت شفتيه تتحرك على جسدها وكأنها ماساً كهربائياً يصعقها تعالت أنفاسها اللاهثه وهي تقول بخفوت
_"رفعت " احنا كده هنتاخر على الحفله و"دينا" هتزعل جدا
نهض على مضض وغمز لها وهو يسحب محرمه ورقيه يمسح بها شفتيه من أثر طلائها الصارخ وقال بمكر
_طيب يا حبيبتي بس لازم تغيري الفستان لأن مش هينفع تخرجي كده مافيش قدامك اختيار تاني يا قطتي
شهقت وهي تسير ناحيه طاوله الزينه وقعت عيناها على تلك العلامات والتي ظهرت على جسدها وكأنه كان يقصد هذا ضغطت على أسنانها وقالت بعدم تصديق
_انت .........كنت قاصد مش كده !!!
ابتسم إليها ابتسامه واسعه وهو يغلق أزرار سترته واتجهه ناحيه الباب وهو يرسل لها قبله عبر الهواء وقال بتهكم ضاغطا على كلماته
_على مااشرب فنجان قهوه تكوني لبستي فستان غير ده وياريت يبقى مقفول يا حياتي
ضربت بقدميها الأرض وهي تغلق الباب خلفه بقوه وتحسست شفتيها المنتفختين من أثر قبلاته باصابعها الرقيقه وقالت بتحدي
_ أما نسيتك اسمك مبقاش أنا" رؤى زيدان "
______________________________________
دلفت معه داخل إحدى المطاعم الفاخره تتشابك أصابعها حول ذراعه القويه ،لقد اصر على اصطحابها ليتناول وجبه العشاء معها بعيدا عن جو الحزن والكآبه التي مرت بها ،سحب لها المقعد الوتير جلست عليه وابتسامتها لا تفارق وجهها انسدل فستانها الطويل على جانبي المقعد رفعت أصابعها تتحسس كف يده وقالت بهدوء
_ماكنش في لزوم اننا نيجي هنا يا" عاصم " اكيد وراك شغل كتير في المستشفى
تنهد بهدوء وهو يربت على كفها الناعم برقه وقال بثبات
_متقلقيش .....يا "ميلا "  أهم شئ تكوني مبسوطه وتخرجي من حاله الحزن والقلق اللي انتي عايشه فيها دي مالك يا "ميلا "شايفك متغيره من فتره
كم راقت لها نظراته التي بدت في عينيه الساحرتين فقد كان بهما شئ يجذبها دون أن تشعر نظرت له طويلا وهي تقول بخفوت
_مافيش .....يا "عاصم " ممكن علشان ماما تعبانه ولسه معرفش مصيرها ايه
_متقلقيش .....هتبقي كويسه هتفوق وتعمل العمليه وهترجع أفضل مما كانت كمان
هزت رأسها بيأس وقد لمعت عيناها بالدموع ولكن أبت ان تسقط وقالت بإصرار
_بتمنى .....ولو اني عندي احساس ان اليوم ده مش هشوفه ابدا ،بس عندي امنيه ونفسي تحققها لي يا "عاصم " ممكن
ابتلع ريقه وهو يحدق بها مليا وكأنها تريد شئ يصعب عليه تنفيذه  رغم ذلك قال بهدوء
_قولي .....يا حبيبتي اللي انتي عايزاه أنا سمعك يا "ميلا "
_لو ربنا أراد لأمي الحياه من تاني تعملها انت العمليه مش هآمن عليها إلابين ايديك
رفع حاجبيه بصدمه فهو لم يمارس مهنه الطب منذ فتره طويله وهذه العمليه تعد من العمليات المعقده فهو لم يستطع أن ينفذ هذا الوعد مسح على خصلاته بضيق وقال بأسى
_أنا .....بعتذر مش هقدر اوعدك أنا من  فتره مدخلتش  العمليات ،ان هجيب لها أمهر أطباء ألمانيا وهخلي" طارق " يبقى موجود كمان في العمليه دي لأنه كان في المستشفى الالماني هو من افضل الأطباء في مستشفى "زيدان " واخد خبره كبيره جدا
هزت رأسها نافيه طريقته في تبرير الرفض بحنكه قد أجاد التحدث بها وقالت بعدم اكتراث
_ده .....كله ميهمنيش ،أنا عايزاك انت اللي تعملها العمليه دي ومش هرتاح إلا لما توعدني حالا
تجهمت ملامحه واحتل الضيق قسماته وقال بعدم تصديق
_انتي .....كمان عايزاني اوعدك مش ممكن صدقيني أنا دلوقتي مكتفي باداره المستشفى لكن مش هينفع اكون ...........
وضعت أصابعها على شفتاه تمنعه من خلق المبررات الواهيه لها وقالت بهدوء
_ولا كلمه  .....لازم توعدني انك انت اللي تعمل لها العمليه دي
هز رأسه إيجابا وهي مازالت تضع أصابعها على شفتيه تمنعه من الحديث ،تنهدت بهدوء عندما لمحت نظراته الصادقه طالما اجادت فهم لغه العيون ،سحبت أصابعها عندما جاء إليهما النادل بصينيه المأكولات ووضعها على الطاوله الزجاجيه وهو يقول بجديه
_منور المكان يا دكتور "عاصم " اصناف حضرتك المفضله نتمنى تعجبك يا فندم
اومأ برأسه وابتسامته المعهوده لا تفارق وجهه  واشار إليه بالانصراف وهو يقول لها بتمنى
_ياريت ذوقي في اختيار الأكل يعجبك ،المكان ده أفضل مكان والخدمه فيه ممتازه
ابتسمت وهي تضع قطعه من اللحم المشوي في الطبق وتغرس الشوكه بها وتقطع بالسكين قطعه صغيره ووضعتها داخل فمها ومضغطها ببطء شديد واردفت بخفوت
_فعلا .....جميل جدا ذوقك رائع حقيقي يا" عاصم "
ابتسم ملئ شدقيه وهو يراها تأكل بسعاده وكأنها لم تذق الطعام منذ فتره ولم تأكل بشهيه من قبل ،شرع في تناول طعامه هو الآخر ولكن ضيق عينيه عندما لمح هذا الشخص الذي يجلس بمقربه منهما ويرفع كأس النبيذ ويشرب في نخب صحتها لم يصدق عينيه عندما توقفت عن مضغ الطعام كاد أن يقف في حلقها سحبت كوب الماء وارتشفته على دفعه واحده وكأنها تشعر بجفاف حلقها ،اشتعلت عيناه بنيران قد خمدت منذ زمن ليأتي اليوم ويراه أمامه الآن ،مال عليها وتحدث من بين أسنانه وهو يصك عليها بقوه
_تعرفي .....الحيوان ده منين !!!!
شحب وجهها فلو أقسمت ان الدنيا صغيره وآخر ما كانت تتوقع أن تجده في هذا المكان وهو ينظر إليها بهذه الجراه وكأنه لا يبالي وجوده ولا وجود شقيقه الأكبر "مراد " همست بخفوت وهي تخفض وجهها تنظر إلى الطعام حتى لايكشف كذبتها داخل عينيها 
_معرفوش ......ودي أول مره اشوفه يا "عاصم "
رفع أحد حاجبيه لأعلى وكأن حديثها لم يكن مقنعا وكافيا لعقله فقال بتحذير واضح
_لما ...انتي متعرفهوش بيشرب في صحتك ازاي وكأنه يعرفك كويس
زاغت عيناها يمينا ويسارا وقد ارتجف قلبها من الداخل فخشت بأن أمرها ينكشف في لمح البصر وقالت مدعيه الصدمه
_معرفش .....عن كده حاجه ،يمكن مايقصدنيش أنا ،أو يمكن يكون سكران ومش عارف هو بيعمل ايه ياريت متشغلش نفسك بيه
كان يجلس بجانب شقيقه يراقب الأجواء بعينان ماكرتان حادتان لا تحيدان عنهما فقد جاء لإنهاء إحدى الصفقات تحت ما يسمى بعشاء العمل ليتفاجئ بها في نفس المكان ومع من ألد اعدائه ،مال عليه "مراد " وقال له بتحذير قد بات واضحا
_يا ريت نحترم نفسنا ..... ونلتفت لشغلنا يا "يوسف " وبلاش مشاكل
وضع الكأس على الطاوله وهو يحرك الكأس بين يديه وقال بتهكم
_وهو .....حد قالك انى جاي العب اكيد جاي علشان نتمم الصفقه دي يا "مراد "
زفر "مراد " زفره قويه وهو يهز رأسه بضيق فلقد سئم تصرفاته البارده وأسلوبه المتهكم وقال له وهو يضغط على نواجزه
_ياريت ......اللي بتقوله ده تنفذه وبلاش عينيك اللي هتخرج على البنت اللي هناك دي وعلى "عاصم " انت عارف كويس الكلام ده مش هيعجب "مختار القاضي "
أزاح خصلاته الناعمه إلى الخلف وابتسم بتهكم وهو يغمز له بخفه
_تفتكر .... يا "مراد " ان "يوسف مختار " ممكن يقول حاجه ويرجع فيها أو مينفذهاش
ضم "مراد "حاجبيه بتعجب وحك ذقنه بسبابته وقال بعدم استيعاب
_ليه بتقول الكلام ده يا" يوسف " مش فاهم تقصد ايه !!
_بعدين ....بعدين يا "مراد" خلينا دلوقتي مع العملاء
على الجهه الأخرى كان جالسا يضم قبضته جانبا كيف له أن يستمر في هذا المكان أكثر من هذا في وجود هذا الجلف البارد كألواح الثلج ،ضم جبينه بصدمه عندما جاء إليه النادل بكآسان من عصير الليمون قال "عاصم" بتساءل
_ايه .......ده احنا مطلبناش عصير !!!!
التفت النادل بجسده وهو يشير إلى  الطاوله التي يمكث بها آل" القاضي " وكأنها علامه واضحه ليسخر منه ويهدأ من روعه في آن واحد ، ضرب الطاوله بقبضته وهدرا بعصبيه
_خد العصير ده معاك .....ونزله قهوه ساده  وقوله "عاصم زيدان" بيقولك القهوه أفضل  بدل الويسكي يمكن تفوق شويه
شهقت بخفوت وهي تراقب الأجواء بعينان مصدومتان حقاً هو يريد مضايقته لذلك أرسل إليه هذا العصير حتما يريد أن يكشف أمرها أمامه رفعت رأسها تنظر إليه بذهول ،قبض على مفاتيح سيارته من فوق الطاوله وفتح كف يدها ووضع عليه المفاتيح وقال بإصرار
_اسبقيني على العربيه ........يلاااا
نهضت وهي تنظر إليه بعينان ذاهلتان غير مصدقه أنه يريدها ان تغادر بمفردها ويبقى هنا ،حدق بها وهو يقول من بين أسنانه
_ايه .....بتبصي لي كده ليه .......قولتلك اسبقيني يلااا
قبضت على المفاتيح بأصابع مرتجفه وسحبت حقيبتها وتحركت بخطوات مسرعه نحو الخارج وهي تناجي ربها بأن لا ينكشف أمرها فهي لم تقصد ان تخبأ عنه إلا لتفادي المشاكل
نهض من مكانه بعد ان وضع ورقات نقديه فوق الطاوله وتحرك بخطوات بطيئه ينظر إليه بعينان ضيقتان  ولكن تلكأت خطواته عندما تقدم من الطاوله الزجاجيه الخاصه بهما ،وجد وجهه قد احتقن بالدماء عندما وضع النادل مشروب القهوه أمامه بعد أن أمره بأن يجلبها إليه لعله يستفيق ويعود إلى رشده ،مر من جانبه وقد ظهر على زاويه فمه ابتسامه هازئه فلقد أيقن أنه رد إليه الصاع صاعين وما ان خرج من الباب الزجاجي ووقف أمام المطعم وقف مسمراً مكانه عندما وجد من ينطق اسمه ،وهو يقول له بسخريه
_ما ....لسه بدري يا "عاصم " بيه
التفت إليه وهو ينظر إليه بضيق ونفور فطالما كره عائله" القاضي " بأكملها ،رفع حاجبه لأعلى ينظر إليه من أعلى إلى أسفل وقال بجمود
_بدري ....أو متأخر شئ ميخصكش يا ابن "مختار "
ابتسم ابتسامه ساخره وهو يرجع خصلاته المتمرده الناعمه إلى الخلف  وقال بتهكم
_بقى ترفض هديتي المتواضعه  أنا كنت أقصد تهدي اعصابك شويه اصل شايف ان اعصابك تعبانه جدا
اقترب منه أكثر وهو يحدق به بعينان غاضبتان وقال بسخريه
_أنا طلبت لك قهوه يمكن تفوق شويه لأن اللي زيك عايش في كل المحرمات دي ميعرفش يعني ايه هدوء اعصاب أو حتى ضمير
تقابلت غابتي الزيتون أمام عيناه الحادتان كعيون  الصقرلينظر كلا منهما للآخر  نظرات شرسه
مد "يوسف " ذراعه وربت بظهر يده على صدره بسخريه وقال بنبره بارده
_انت ....عارف انا عذرك فعلا ،اكيد الصدمه شديده متخيلتش ان" يوسف مختار " ممكن ياخد منك حد غالي عليك اوى يا "عاصم" يا "زيدان"
ابتسم الآخر بتشفي فهو لم يكن أقل منه خساره هو يعلم تمام المعرفه أنه ما قال هذا إلا ليذكره بالماضي  رفع قبضته وازاح كف يده بنفور وقال من بين أسنانه
_انت ....اللي زيك ميعرفش يعني ايه أعذار ،انت فاكر انك اخدت شئ يستحق صدقني هي معاك عارفه طريقها كويس أخرها تبقى  بنت من بنات الهوى
ضحك ملئ شدقيه حتى ادمعت عيناه فقد انتابته نوبه من الضحك الهستيري أثر كلامه الساخر والذي لم يتفاجئ به عقد ذراعيه أمام  صدره وكأنه يحثه على التكمله فقال ببرود
_هاااا ......وبعدين كمل لأني حابب اسمع اللي عندك يا "عاصم "
استدار الآخر وقد اولاه ظهره لكي ينهي الحديث وتحدث من فوق كتفه وأردف بقوه
_احنا ......مافيش بينا وبينكم كلام يا ابن "مختار "
أمسكه من تلابيب قميصه من الخلف وضغط على نواجزه بضيق وقال بعدم تصديق
_انت .....بتغلط في ابويا وده شئ أنا مش بعديه بالساهل
توقف الزمن به عندما وجده يمسكه من ياقه قميصه انتفخت عروقه وكور قبضته ولكمه في فكه بقوه جعله يترنح إلى الخلف عده خطوات ،لم يصدق نفسه بأنه قد لكمه في فكه على حين غفله فكور الآخر قبضته ليرد له لكمته ولكن تفاجئ به يرفع ذراعه لأعلى ليتفادي لكمته بحرص جن جنونه أكثر عندما وجد مهارته في تفادي اللكمه ،فرفع ساقه ودفعه بقدمه في صدره أدت لترنح الآخر للخلف وأخرج سلاحه الناري من خلف جزعه ورفعه في وجهه وقال بعصبيه وهو يشير إليه
_طلقه واحده .....في قلبك تنهي عليك ودلوقتي حالا
ظل "عاصم " يحدق في هذا السلاح الناري ملياً يعلم بأنه يريد أن يرى نظرات الذعر في عينيه ولكن هو لن  يهنأ طويلا لكي يرى هذه النظرات دون أن يشعر فتح أزرار سترته تبعه  أزرار قميصه حتى أصبح يظهر منتصف صدره وهدرا بعصبيه
_اضرب ....لو عندك الشجاعه .....اضرب لو كان عندك ذره تفكير
مد  ذراعه في اتجاهه ومازال ممسك بسلاحه الناري مصوبه أمام صدره وقد برزت أنيابه وهو يقول بتحدي جلي في عينيه الماكرتين ونبرته الصارخه
_هحول .....حياتك لجحيم ...افتكر كلامي كويس اوى لأنك مش هتشوف يوم حلو طول ما انا عايش وفيه  نفس صدقني .....
نظر إليه من أعلى أسفل بإشمئزاز وهتف بعصبيه
_عارف ....انت أجبن شخصيه شفتها في حياتي  عارف ليه لأنك زي أبوك وارث قله الضمير والخيانه ، انت اخرك تضرب في الضهر لكن ماتضربش حد في وشه وتوجهه وتبقى عينك في عينه وده اكيد مش جديد عليكم ابدا يا اولاد" القاضي "
ابتلع الآخر ريقه وقد انتفخت أوداجه بضيق من أثر كلماته ورفع قبضته الأخرى ولكزه في صدره بعنف مره أخرى وقال بنبره مخيفه
_طيب ......احذرني بقى ،لأنك هتشوف مفاجآت كتير الأيام الجايه يا ابن" زيدان " ووقتها هتعرف ان ابن "مختار " لما يوعد بينفذ ،أما حسرتك على أغلى شئ عندك ومزعت قلبك بإيدي مبقاش أنا "يوسف مختار "
اظلمت عيناه وقد التوي فكه ببسمه هازئه وقال بصدق
_لو كان فيه  عندك شئ من الإيمان ....كنت هتعرف ان الحذر لا يمنع قدر يا ابن "مختار "
أنهى حديثه واستدار بجسده ،رفع الآخر سلاحه الناري وسحب ذر الأمان وقام بتوجيهه  ناحيه ظهره ولكن تفاجئ بمن يركل السلاح بقدمه فخرجت طلقه مدويه في الهواء ،نظر إلى الشخص الذي أمامه وجده شقيقه والذي قال بعصبيه
_انت .....اكيد اتجننت انت كنت عايز تضربه بالنار يا "يوسف "
دفعه يوسف بقبضتيه في كتفه بقوه وهدرا بعصبيه
_وانت ......مالك بتمنعي ليه ،اوعى تفتكر علشان انت الكبير يبقى خلاص تتحكم فيه
رفع "مراد " كف يده وصفعه على وجهه صفعه قويه وقال من بين أسنانه
_ده .......علشان تبقى تفكر كويس قبل ماتنفذ جاي تضربه بمسدسك حوالين مكان زي ده مزروع بالكاميرات عايز تودي نفسك في داهيه وتموت أبوك بحسرته
تحسس صفعته بكف يده وهو ينظر إليه بشراسه  وقال بتحدي واضح
_هدمره .......وهدمر عيلته كلها ،واوعى تقف في طريقي يا" مراد " انت فاهم !!
.............................................
خرجت من السياره مسرعه عندما سمعت صوت إطلاق النار ركضت إليه بكل قوتها لدرجه أنها اصطدمت في صدره بقوه فتلقفها بين احضانه وضمها إليه بشده وهمس إليها
_أنا .....بخير متقلقيش عليه يا "ميلا "
دفنت رأسها داخل صدره وأخذت تحرك يديها تتحسس قسمات وجهه وكأنها تريد أن تطمئن نفسها أنه لم يحدث له مكروه فقالت بانفاس متقطعه
_ضرب النار ....ده كان عليك يا" عاصم "!!
أوما برأسه نافيا وهو مازال قابضاً على جسدها وقال بهدوء
_لا ....يا حبيبتي مش عليه اكيد على حد تاني
انتبهت لصدره العاري فشهقت وهي توزع نظراتها بينه وبين صدره العاري وقالت بتساءل
_انت .....فاتح القميص ..كده ليه فهمني !!
_هااا ....أصل الجو حر جدا يا ميلا ،يلا علشان متتاخريش
لم يكن حديثه مقنعاً لها حتما هناك شئ يخفيه عنها ،لامست قدماها الأرض عندما فك تشابك أصابعها من حول عنقه وتوجها إلى السياره وتحرك بها ،كان يقود بأعين شارده ،كانت تراقب هدوئه تنظر إليه من الحين للآخر بأعين مترقبه مسح على وجهه بضيق وقال بتساءل
_ تعرفيه  ......منين يا "ميلا "!!
تشنجت عضلات وجهها فقد تفاجئت بسؤاله حتما انكشف أمرها الآن ،لم تجد غير الإنكار كما اعتادت دائما فهي لا تحبذ المشاكل فلو تحدثت بحرف واحد سينتهي أمرها هكذا كان تحذيره لها في السابق إذا الإنكار هو الحل الاسلم فقالت بتردد
_هااا ......مين ده وبتتكلم عن مين يا" عاصم "
التفت إليها ينظر إليها بعينان شاردتان يحاول أن يفهم ماتداريه خلف قناع الإنكار فقال بإصرار
_اللي ....كان موجود في المطعم وكان بيشاورلك بالكأس اكيد مش صدفه ابدا أنه يبقى سكران ويسيب كل اللي في المطعم ويبصلك انتي يا "ميلا "
ابتلعت ريقها بصعوبه فلقد شعرت بجفاف حلقها بللت شفتيها بطرف لسانها قبل أن تقول
_يقصدني أنا .......اكيد لا يقصدك انت  ،اكيد بينك وبينه حاجه زمان علشان يدخل الشك قلبك من ناحيتي شوف بقى بينك وبينه ايه يا" عاصم "
ضرب المقود بقبضته عده مرات بقوه وقال بنبره صارخه
_هيكون بينه وبيني ايه مثلا !!!!
وضعت خصلاتها خلف اذنها ونظرت من نافذه السياره وقالت ببرود
_معرفش .....انت بتسالني أنا ،أسأل نفسك ،وشوف ليه اتأخرت ده كله في المطعم وضرب النار ده كان على مين وانت عايز تقنعني ان مافيش بينك وبينه حاجه لا يمكن أنا مش مقتنعه
تنحنح قليلا قبل أن ينظر إليها بعمق يراقب شرودها وقال بصدق
_بينا وبينهم اللي مش ممكن ننساه أو يموت يا "ميلا "
تنهدت تنهيده مسموعه وعقدت ذراعيها أمام صدرها فلقد اصبح حديثه غامضاً لم يعد بمقدورها أن تتحمل هذا الغموض وحل هذه الطلاسم المعقده فقالت بنفاذ صبر
_تقصد .....ايه بكلامك ده مش فاهمه !!
وقعت عيناه المتعلقتان على عيناها التائهتان الشاردتان وقال لها بعدم اكتراث
_متشغليش بالك ....انتي باللي بينا وبينهم
لمعت عيناها بوميض من الدموع فتساقطت دموعها على خديها دون ان تشعر ،انقبض قلبه عندما لمح دموعها فتوقف بسيارته على جانب الطريق ورفع أصابعه يجفف دموعها وقال بتساءل وهو يرفع بسبابته ذقنها ببطء
_ليه دموعك .....دي يا "ميلا " انا زعلتك في حاجه
اخفضت رأسها ومازالت تبكي وقالت بخفوت
_انت ....بينك وبينه حب قديم مش كده يا "عاصم " !!
ابتسم ابتسامه خفيفه من أثر حديثها وغيرتها فهو يعلم بأنها تغار ودموعها هذه تدل على اختناقها رفع كف يدها وقبله بحنو وقال بهدوء
_الحكايه مش كده يا ميلا ،الحكايه أكبر من حب قديم ،بينا وبينهم شئ مش ممكن يتعوض ولا بمال الدنيا كلها، بينا وبينهم اللي مش ممكن يتغفر ولأني وعدت دكتور "شاكر "أن متكلمش في الموضوع ده فلازم ابقى عندي وعدى ،بس لازم تعرفى شئ مهم اننا لا يمكن نتفق في يوم من الأيام مع العيله دي ابدا
أغمضت عيناها بقوه فلقد أيقنت أنها قد سقطت في قبضه الشخص الخطأ ستلتزم الصمت لا محاله فالأمر لا يتطلب أن تسوء العلاقه بينهما أكثر ،ولا تعلم بأن كذبتها ستصبح خطيئه تجذبها لبئر من الظلمات لتنغرس قدميها داخله لتصبح سيقانها في الوحل
_______________________________________
دلفت معه داخل الحفل تمسك بأصابع يدها جانبي فستانها الطويل فلقد قامت بتبديل الفستان بفستان آخر طويل عاري الأكتاف ولكن مغلق بإحكام حول عنقها ولكن بفتحه تاخد شكل القلب من الظهر فأصبح جزء من ظهرها مكشوف ارتدته بعد مشادات  معه ولكن حقاً كان اروع وخاصه بلونه النبيتي والذي لائم لون بشرتها والحزام البراق الذهبي الذي أعطاها جمال واناقه ،دلف معها على مضض ينظر إليها باشمئزاز فتوقفت عن السير وقالت بتشدق
_مالك .....يا دكتور زي ما يكون في حبهان تحت ضرسك ومش طايقني
رفع حاجبه لأعلى وهو يحدق بها لم يصدق أنها قد ارتدت فستان آخر ولكن مازالت ملفته للأنظار كانت عيناه تتحركان عليها دون أن يشعر فلقد بات مسحورا بها  وانتهى الأمر
_انتي .....جميله كده .......ازاي !!
لم تصدق أذنيها بعد هذه الهمسات رفعت عيناها الهائمتان تنظر إليه بدقه هل كانت مجامله أم نابعه من داخل قلبه تلك الكلمات والتي سحرتها فقالت بخفوت
_"رفعت " .....احنا في الحفله كده مينفعش
تأفف بضيق وهو يضم ذراعه إلى  صدره لتعقد هي أصابعها حول معصمه واتجها إلى الداخل حيث" دينا " التي تقف في استقبال الحضور بفستانها الأسود اللامع القصير فكان ذو كتف عاري والآخر مغلق يصل الفستان إلى منتصف فخذها كانت واقفه بجانب "أكمل " ولكن ابتسامتها  لم تصل إلى عينيها صافحت "رفعت " ثم صافحت "رؤى " واحتضانتها وهي تقول
_كده ....يا "رؤى " ليه  التأخير ده كله وأنا فاكره انك هتيجي أول واحده
وزعت نظراتها بين "دينا " وبينه وقالت بنفاذ صبر
_معلش ....يا "دينا " اعذريني" رفعت "لسه واصل من المستشفى حالا
هزت رأسها بتفهم وهي تصافحه وقالت بابتسامه هادئه
_نورت .....المكان يا دكتور "رفعت "
اكتفى بإيماءه بسيطه وابتسامته لا تفارق وجهه ،صافحه" أكمل " ثم تحرك إلى داخل الحفل بعد أن دلفت" رؤى" مع صديقتها "دينا " توقفت "رؤى "عن السير وقالت بجديه
_مالك يا "دينا " .....شكلك انتي و"أكمل "مش طبيعي خالص
لمعت عيناها بطبقه شفافه من الدموع وبهتت ملامحها وقالت بخفوت
_مافيش .....يا "رؤى  " متشغليش بالك المهم عامله ايه مع "رفعت "
وضعت يدها حول معصمها تحاول أن تصل إلى هذا الحزن الدفين داخل حدقتيها المشتعلتان بالكثير من الآلام فقالت لها وهي تربت على ذراعها
_لو مكنتيش تحكيلي هتحكي لمين يا "دينا "ليكي صديقه غيري
تنهدت بضيق فلقد فاق الأمر قوه تحملها فلم يعد بمقدورها التحمل والصبر أكثر من هذا فقالت بعدم تصديق وهي تشير إليه
_شايفه ......من أول الحفله مابدات وهي راحه جايه وراه وهو مديها المجال لكده
شهقت بصدمه وهي تضع يدها على صدرها وقالت بعدم تصديق
_"أكمل " ........انتي بتهزري طبعا والعقربه دي عايزه منه ايه !!
_معرفش .....معرفش انا بتحرق وهو مش حاسس ،أنا كمان اخدت موبايله بحجه اني اكلمك ولقيته  محتفظ بكل رسايلها انتي متخيله واحد خاطب وهيتجوز يحتفظ برسايل مرات أبوه ليه يا "رؤى "قوليلي أنا هتجنن خلاص مبقاش فيه عقل
عضت شفتيها بخجل و شهقت بعفويه وهي تقول بتوتر
_ما يمكن ......مااخدش باله ونسي يمسح رسايلها يا" دينا" مش شرط يكون بينهم شئ
هزت رأسها نافيه هذا المبرر وقد تساقطت الدموع من حدقتيها رغما عنها وقالت بإصرار
_لا .....ده مش مبرر ،اكيد لسه بيحبها مافيش غير كده
رفعت "رؤى" حاجبيها بدهشه وقالت بنبره عاليه يشوبها الاتزان
_يبقى .....انتي اللي غلطانه بتسمحي لها تاخده منك ليه ،اوعى تستسلمي أو تضعفي لامثالها اللي زي دي بتبقى عايزه تاخد كل حاجه عايشه علشان تستمتع بأذى الآخرين ،روحي شوفي خطيبك ولو كنتي شايفه انك جديره بيه عافري علشانه ،علشان تقدروا تجتازوا الصعب
جلس أكمل على الطاوله الزجاجيه بمفرده فهي لم تعيره انتباه منذ أن بدأ الحفل لم يعرف ماهو سر تغيرها طيله اليوم انتبه لتلك التي تجلس في مقابلته وتدخن سيجارتها الفاخره نفثت دخانها أمام وجهه فنهض من مكانه قبل أن يسحق فكها بلكمه قويه ويجعلها عبره لمن يعتبر ،ولكن سارعت هي بإمساكه من ذراعه  وقالت بمرواغه
_على ....فين يا"اكمل " انت كل ماتشفني في مكان تقوم ليه بتعملني بالقسوه دي
أزاح يديها بقوه ونظر إليها بضيق وتحدث بصرامه
_ايديكي .....لو لمستني تاني ،مضمنش رد فعل وقتها فاهمه يا مدام "سالي "
همست من بين شفتاها المثيرتان وقالت وهي تداعب خصلاتها الناريه
_طيب .....ممكن يا" أكمل " تسمعني عايزه اتكلم معاك
جلس على مضض وهو ينظر إلى عيناها الفيروزيتان الماكريتان وقال بنفاذ صبر
_يا ......نعم حضرتك عايزه مني ايه ،طول الحفله بتلفي ودوري حواليه في ايه !!
ضمت حاجبيها  بتعجب وخلعت حذائها ورفعت أصابع قدميها تحركهما على قدميه ،جحظت عيناه للخارج وهو يشعر بأصابع قدميها تلامس حذائه ،انعقد لسانه وتسمر مكانه عندما لمح "دينا " امامه أصبح الآن في مأزق كيف له أن يتصرف الآن ، كانت تقف عاقده ذراعيها أمام صدرها تنظر إليهما نظرات ناريه ،حاول سحب قدمه ولكن أحاطت أصابع قدميها حول قدمه تصبب العرق من جبهته بغزاره فهو في موقف لايحسد عليه ، مالت "دينا " بجانب اذنها قائله
_ احترمي ....نفسك وإلا هفرج عليكي الحفله دي كلها
_انتي بتتكلمي معايا كده ليه يا "دينا "!!
ضغطت على أسنانها بقوه ولوحت بكف يدها وصرخت في وجهها وهي تقول
_انتي .....عارفه ليه يا مدام خدى بعضك وشوفي مكان غير ده وإلا هنادي على اونكل" حسين"
حالا وهقوله يشوف حرمه المصون بتعمل ايه !!
نهضت من مكانها بخطوات مسرعه بعد أن كشرت " دينا "عن انيابها ،انكمشت ملامح "أكمل " وهو يرى نفورها منه وضيقها فهي محقه فلقد تمادت "سالي " معه ولو كان مكانها ما سمح لها بهذا التمادي مطلقا نهض من مكانه ليبرر لها موقفه وهو يقول
_"دينا "...... افهمي أنا والله متكلمت معاها هي اللي متطفله
وكأن حديثه لم يكن كافياً ليصبح عذر أقبح من ذنب فقالت بنبره جامده
_ولا ......كلمه يا "أكمل " .....  لأن وقت الحساب بينا لسه مجاش
ثم تركته وغادرت تحاول رسم الابتسامه على وجهها أمام الحضور  ولكن لم تجيد لغه التمثيل وكأن السعاده رافضه ان تدخل قلبها وتزين حياتها لتصبح حياتها جحيم طالما داخلها هذه الأفعى المتحركه
وقفت "رؤى "تراقب زوجها وهي تبتسم من بعيد فقد أصرت على أن لا تكون متثاقله عليه بعد اليوم وحتى يشعر بإفتقداها آفاقت على أصابع رقيقه تستقر على كتفها العاري وهي تقول
_واقفه ......لوحدك ليه يا "رؤى "معقول" رفعت" يكون زهق منك بالسرعه دي
وضعت يدها في خصرها وهي تحدق بها وقالت بنبره بارده
_مين ....ده اللي يزهق انتي اكيد متعرفيش هو بيحبني ازاي ،"رؤى زيدان " محدش يزهق منها يا"نانسي " خصوصا لما تبقى  حرم الدكتور "رفعت "
هزت" نانسي " حدقتيها بمكر تراقب طريقتها الواثقه والتي أصبحت تتحدث بها مؤخرا وقالت
_طيب ....بالراحه على نفسك يا "رؤى " وشوفي كده كميه البنات اللي حوالين الدكتور وبعدين قولي رأيك يا حبيبتي
استدارت بجسدها تنظر إليه وجدت حشد من الفتيات يلتقطوا بعض الصور التذكاريه معه ،ابتسمت رغما عنها وهي تنظر إليها وقالت بهدوء
_طبيعي .....يا "نانسي " رفعت "يبقى حواليه كتير مش وسيم عيله "زيدان "المهم هو قلبه وعقله مع مين ،أنا الأولى والاخيره في حياته أنا حب عمره
هزت ساقها وحكت باناملها مقدمه رأسها وقالت لتذكرها
_و يا تري بقى الدكتور .....عارف حب عمره كانت على علاقه بمين قبله
رفعت حاجبها عاليا وقالت بثقه بالغه وذقن مرفوع ونبره متزنه
_اسمعي يا "نانسي " لما اقولك يمكن أظهر في نظرك ضعيفه ومش قويه لكن انا غير ما انتي متخيله لو جايه تعرفى  اني لسه على علاقه ب" حازم " أو لا  تبقى غلطانه لأن ببساطه مقدرش اسيب وسيم العيله علشان" حازم" بتاعك زي ما انتي شايفه "رفعت "فى كل الصفات اللي تخليني مااقدرش اشوف غيره ،أما لو كنتي فاشلتي معاها فده بقى مش مشكلتي لأني مش مسئوله عن علاقتكم يا" نانسي "
_فشل .... ايه اللي بتتكلمي عنه  يا "رؤى " انتي سرقتي "حازم "مني ولا ناسيه اني عرفتك عليه وضربتي صحبيه معاه من ورايا واكلتيني الاونطه
تأففت "رؤى " ببرود وهي تسمع اعذارها الواهيه وقالت بنفاذ صبر
_وسيبته وبعدت عنه خالص فين المشكله دلوقتي ،مش مشكلتي انك معرفتيش تاخدي مكاني بقى أو أنه مش شايف غيري
تعالت ضحكاتها لتصل لعنان السماء وقالت بمكر
_ما يمكن علشان ماكنتش معاها زيك يا "رؤى "
اتسعت عيناها بصدمه وتجهمت ملامحها وقالت بعدم تصديق
_تقصدي .....ايه بتلمحيك ده  .....يا" نانسي " !!
ربتت على خدها الناعم ولمست باناملها ذقنها المرفوع وقالت بخبث
_أقصد .....رحلات السفاري اللي كنتي بتطلعيها معاه يا "رؤى " لحقتي تنسيها
_انتي ......بتقولي ايه ،انتي اكيد اتجننتي
عضت شفتها السفلي وشهقت مدعيه الصدمه وقالت بنبره تحذيريه واضحه
_أنا مش مجنونه ،واوعى تتكلمي باللهجه دي معايا لأنك مش اد" نانسي مهران " لأن أنا عندي كتير أوي يا "رؤى " وياما في الجراب يا حاوي
يتبع

التفااااااعل بلاش احباط 👌👌😁😁😁

الخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن