الفصل السابع عشر.... اتفاق

14.2K 447 96
                                    

الفصل السابع عشر ..... "اتفااااق "

ابتسامته الساخره ظهرت علي محياه ربما لم يستطع أن يخفيها ولما لا وقد طعنه في مقتل لقد اقتص منه ومن أفعاله الدنيئه ربما أعتقد أنه كان سهل المنال ولا يعلم بأن ٱل "السمري " فوق التوقعات تشدق ساخراًبصوت مسموع وهو يطوي الصحيفه جانباً وشرع في تناول طعامه دون انتظارها فلقد قرر الرجوع إلى حياته السابقه فهي من اضطرته إلي ذلك رفعت "سالي "نظراتها إليه ولم تتساءل عن سر سعادته العامره نظراً لخوفها من بطشه تنحنحت "ٱمال " وتطلعت إليه بعينين ذاهلتين لقد استطاع بذكائه وشخصيته القويه أن يعيد تلك الافعي إلي جحرها لاول مره منذ أن وطئت قدماها هذا المكان تراها بهذا الشكل صامته لا تبدي قبولاً أو رفضاً انضمت إلي المائده زوجته في صمت تام فقد تسارعت خفقات قلبها وهي تقترب منه لقد تغير حقاً والفضل يعود إليها،جلست بمقربه منه وتساءلت بداعبه وهي تتحسس كتفه الأيسر بنعومه قائله بفضول
_ هونت عليك تاكل من غيري ......يا "أكمل " ....!!
واحتراماً للإتفاق الذي جمع بينهما حاول أن يرسم ابتسامه طفيفه علي شفتيه فأمسك كفها وطبع فوقه قبله رقيقه انتفض قلبها من الداخل بل كاد أن يخرج من مكانه حينما ربت بيده علي خدها قائلا ً
_عمرك ما تهوني عليه ...... يا "دينا "حتي لو انا نفسي هونت عليكي
وكأنه أراد أن يذكرها ببشاعه ما أقبلت عليه من قبل شعرت بالندم الشديد كلماته تبدو وكأنها طبيعيه ولكنها تحمل معاني قاسيه استشاطت الاخري غضباً ولكنها أسرتها في نفسها كان يراقب نظراتها إليه بعينين ماكرتين يحفظها جيداً عن ظهر قلب ولم لا وهو يعلم حسها الماكر وطرقها الملتويه حدثه قلبه بأن زوجته تغار من جلوسهما سوياً علي مائده واحده ولكن الأمر ليس بيديه ،ابتسمت "ٱمال "ابتسامه واسعه وهي تترقب هذا المشهد المثير للدهشه وقالت بتساءل وهي تنظر إليه بعينين ضيقتين
_ ده ايه الرومانسيه دي كلها يا "أكمل " ؟ ده "حسين " مش رومانسي ابدا طول عمره بيفكر بعقله والقلب معندوش له أي اعتبار ، طالع لمين رومانسي أو كده !!
غمز لها وهو يمضغ الطعام ببطء شديد وقال لها بداعبه
_منك .........طبعا يا "عمتي " ......، وإلا مش باين عليه
تخضبت وجنتيها بالحمره وتحدثت بخجل وقد وكزته في كتفه علي حين فجاه قائله
_ووووولد ........احترم نفسك ........... !!
ضرب كفيه ببعضهما وهو يشير إلى نفسه بسخريه وقال لها مدعي الصدمه
_انا .......مش محترم يا عمتي طيب مش بذمتك كلامي صح والا لا تنكري اننا ميولنا واحده وكمان تفكيرنا واحدا والمشاعر كمان متقاربه طيب عيني في عينك كده
أغمضت عيناها وقد انتابتها نوبه من الضحك الهستيري انفجر ضاحكاً علي خجلها وتحدث  بمشاكسه لزوجته وهو يقول بنبره هادئه كي يشاركها الحديث
_ عرفت .....دلوقتي انتي خجوله لمين يا "دينا " لعمتي ....اكيد ،بس خلي بالك عيله "السمري "مش بتحب حد يخدعها لأن وقتها بتظهر أنيابها الحقيقيه وبتعرف تاخد حقها كويس جدا
_ انتي فكرتك عن  "حسين "غلط خالص يا "ٱمال " انتي متتخيليش مدي حبه ليه وقلبه الكبير
قالتها "سالي"لتثير إغاظته فبدا واثقاً من نفسه ولكن غمز لها بوقاحه قائلا ً لها بجرأه
_والحب ..........لواحده كافي يا مدام ....؟
تجهمت ملامحها واتسعت عيناها علي وسعهما كيف تحدث معها بهذه الطريقه والتي لم يلحظها أحد غيرها
نبرته الساخره تفننت في خوفها  ، تغيرت قسمات وجهها حينما تساءلت "ٱمال"عن سر سعادته قائله
_الا ...... قولي يا "أكمل " ايه الخبر اللي كان سر سعادتك من شويه ؟
لوي فكه وهو يشير إلى هذه الصحيفه قائلا ً بنبره بارده
_ ده رجل اعمال مشهور متهم بقتل طليقته فالموضوع ده أثار فضولي مافيش حد يا عمتي يفكر نفسه أنه فوق القانون
ابتلعت ريقها بتوتر وأخذت تنظر إليه بعينين زائغتين وقالت "سالي "بتعجب
_ يا تري ايه علاقتك بيه علشان تفرح فيه بالشكل ده !!
ملامحها المرتبكه جعلت الشك يغزو قلبه حينما هدر بنبره بارده وهو يرفع الصحيفه أمام عينيها
_ أظن مافيش علاقه هتجمع بيني وبين "يوسف مختار"يا "سالي "يا "نصار "
شهقت بصوت خافت وهي تنظر إلى صورته التي تحتل المنشت الاول في الصحافه تحركت حدقتيها يميناً ويساراً بعدم تصديق شحب وجهها في الحال ولم تستطع السيطره على أعصابها فقالت بإرتباك وهي ترفع كتفيها لاعلي مدعيه الثبات المزعوم قائله
_ممكن تكون المحقق في القضيه دي يا "أكمل " ؟ بيه
صر علي أسنانه حينما استشعر مكرها في حديثها لقد غيرت مسار الحديث ليأخذ منعطفاً آخر نهض من مكانه مستنداً علي المقعد المجاور لها وقال لها بمكر وقد رفع حاجبه لأعلي
_ كويس انك عارفه انتي بتتكلمي مع مين ،يعني فاهمه أن  اللف والدوران مينفعش معايا
وماان هم بالمغادره بعد انهي حديثه تفاجئ بها تستأذنه للخروج فأستدار إليها وقال
_ مافيش .......مانع اكيد انك تخرجي يا "سالي "
اتسعت ابتسامتها حينما وافق علي خروجها الي النادي  فسحبت حقيبتها وهمت بالتحرك من مكانها قاصده سيارتها فتسمرت مكانها حينما أكمل جملته لتخترق أذنيها وهو يفرك كفيه ببعضهما قائلا ً
_بس اكيد ............ وانا معاكي .....!!
حقاً لقد وضعها في مأزق كيف نست بأنه لايثق بها مطلقاً شردت قليلاً  فمال عليها وهو يشير إلى البوابه الرئيسيه قائلا بنبره تحذيريه واضحه
_لازم تعرفي أن الدخول والخروج هيبقي بحساب انتي فاهمه .....!!
اومأت برأسها عده مرات في طاعه وسارت بجانبه علي مضض وما أن خرجا سويا ضربت زوجته بقبضتها المائده وقالت والغيره تنهش قلبها
_عجبك ......يا طنط "ٱمال "اللي بيحصل ده هي حصلت كمان أنه يكون لها سواق خصوصي
ألقت "ٱمال " المنشفه فوق المائده ونهضت من مكانها وهي تقول لها بشراسه
_تستاهلي .... لانك غبيه ، لما يضيع من ايديكي متبقيش تبكي على الاطلال بعد كده ده انتي تقصري العمر
وضعت كفها اسفل ذقنها وبدأت تبكي تأففت "ٱمال " وهي تتقدم منها متسائله بدهشه
_بينام فين ..............بسلامته دلوقتي ؟
مسحت دموعها بأصابعها وقالت شاهقه وهي تشير جهه الاعلي
_في اوضته .......انا مش عارفه هو اتجوزني ليه علشان يعذبني معاه انا عارفه ويذلني بحبه القديم
مصمصت "ٱمال " بشفتيها وأخذت تلوح بذراعيها بعدم تصديق وهي تقول بسخريه
_في اوضته ......؟ يا خيبتك التقيله وهو كان لحق يسيبها علشان يرجعلها تاني !!
عقدت حاجبيها بصدمه وهي تستمع إلى حديثها فهي محقه ولكن قد احتل اليأس قلبها ماذا هي بفاعله ؟ لقد تمرد عليها وأصبح يعاملها بجفاء يالا غبائها وقله ثقتها بنفسها فإذا أرادت أن تحتفظ به زوجاً لابد وأن تثق بنفسها ولكي تستطيع أن تخطو هذه الخطوه لابد وأن تجذبه إليها أولاً بعد ذلك تأتي الأمور تباعاً
_عندك حق .....بس انا هعرف ازاي ارجعه ليه من تاني
......................................................................
لم تصدق نفسها فلقد عادت إليها روحها مره اخرى عندما حصلت على ما تريد فلقد عاد امانها الوحيد ولما لا وهو قره عينها ورفيق دربها لقد عادت ثقتها بنفسها فلقد استمدت قوتها من وجوده تنفست الصعداء عندما تركت العيش مع والدها لتعيش بين احضانه الدافئه لقد سارت الامور كم خططت اليها ماذا سيحدث بعدما تعلم زوجته بأمر عودتها اليه ؟من المؤكد انها لن تكمل هذه الزيجه وستنقلب حياتهما رأس علي عقب تستحق هذه الدخيله أكثر من ذلك فهي من اقتحمت حياته ليكون لها وحدها كلا لن يحدث طالما اقترن اسمها بإسمه مره ثانيه وضعت كفها فوق بطنها تراقب ركلات الصغير فها هي  تشعر بالجوع الشديد ذمت شفتيها وهي تراقب قطعه الشيكولاته والتي التقطها من بين يديها ووضعها فوق الكمود الخاص به ، وما أن تأكدت بأنه مازال خالد الي النوم مدت ذراعها والتقطتها بسرعه البرق ابتلعت ريقها بسعاده وفتحت الغلاف الخارجي وهمت بألتهامها فقبض هو علي أصابعها بقبضه حديديه انتفضت أثرها من مضجعها وقال لها وهو ينظر إليها بعينين ضيقتين
_متفقناش علي كده ....  يا دكتوره !!
تصبغت وجنتيها بالحمره فشعرت بالخجل الشديد ولكنها حاولت إخفائه تشعر بأنها بحاجه إلي تناول الحلوي ولكنه يصر علي تناولها الحليب أولاً مقابل هذه القطعه البنيه الداكنه صرت علي أسنانها وهي تقول
_"خالد " علشان خاطري بلاش حكايه اللبن دي انا ممكن اشرب اي حاجه تانيه صدقني انا دايسه في أي حاجه
نفي برأسه وهو يقضم بأسنانه قطعه من الشيكولاته وبدأ في إغاظتها بسحر جمالها وطعمها اللذيذ كشرت عن أنيابها عندما انفجر ضاحكاً علي ملامحها الشرسه فبدت وكأنها لبؤه مفترسه ستطحن عظامه بأسنانها الحاده فقال لها ساخراً
_ خفت انا كده .......؟ مافيش شئ بديل اللبن ،قولتي ايه ؟
لم يعط لها حريه الاختيار وجدت نفسها توافقه تناول كوب الحليب الساخن ابتسم ملئ شدقيه وقفز من مكانه ليحضر لها هذا المشروب زاغت نظراتها يميناً ويساراً بعدم تصديق عندما دس قطعه الشيكولاته في جيبه لهذه الدرجه لايأمن لها ولكن وفي الحقيقه هو محقاً فهي دائما ابدا عاشقه لهذه القطعه الداكنه والتي تشعرها بالسعاده عقب تناولها عاد إليها بعد دقائق ممسكاً بكوب اللبن وهو يشير إليه بجديه
_لو مخلصش ....مش هيحصل كويس ....،فاهمه ....!!
أخذته منه علي مضض وأخذت تتطلع إليه بعدم تصديق لقد جلس بجانبها لكي يتأكد من صدق شعوره ،منع ابتسامه كادت أن تودي بحياته ورسم الجديه علي وجهه وهو يراقبها تحتسي هذا المشروب حتي انتهت منه ،اشارت الي جيبه بمكر قائله بلهفه
_ايدك .....بقي علي الامانه اللي معاك .. .... ....انا نفذت كلامك خلاص
ارتفعا حاجباه لأعلي بصدمه من يستمع إليها الان سيظن بهما السوء تحدث بسخريه وقال
_امانه .....؟ انتي مدمنه يا "أميمه " وانا معرفش ؟
ابتسمت ابتسامه واسعه وهي تتأمل حديثه الساخر لقد عاد سر سعادتها وبسمتها إليها أي شعور هذا يحاصرها شعوراً غريب يسيطر عليها ألا وهو الاكتفاء به هو فقط قادر على احتوائها بالرغم ماحدث بينهما إلا أنها لا تستطيع العيش بدونه وماان التقطت أصابعها قطعه الشيكولاته قضمت قطعه صغيره ونظرت إليه بشرود شتان بين حالها الان وبين حالها من قبل التوي فكه ببسمه مبهمه لم تفهمها هي ولا تعرف معناها ولكنه يعلمها جيداً لقد تواري قناع الكبرياء جانباً ليظهر بدلاً منه رقتها وجاذبيتها وحسها الهادئ حاولت استرضائه بشتي الطرق فنجحت بالفعل همس بجانب أذنها وهو يقربها منه قائلا
_ ياااه .....؟ انتي مش معايا خالص !!
لمعت عيناها بوميض من الاشتياق تاهت نظراتها وهي تحدق به ليته يعلم بأنه يتوج حياتها ولكنها تغار عليه بجنون والأمر ليس بيديها فهي تعشقه فلقد ارتوت من كأس حبه حتي الثماله ،ماذا هي بفاعله إذا أتمم زيجته الثانيه حقاً سيقضي عليها تخشي أن تتحدث عن تلك الماكره فتعكر عليهما  صفو حياتهما الورديه فهمست بنبره خائفه
_ انا مقدرش اكون غير معاك ... ، لازم تفهم كده ،انت بقي ممكن تكون مع حد غيري يا "خالد "؟
هذا ماكان ينقصه الآن يعلم بأنها تريده  أن يطمئنها بأنه لها وحدها ولكنه لم يستطع أن يؤكد لها ذلك فالأمر لا يتعلق به وحده بل يتعلق بقلب ٱخر حاول أن يهدأ من حالها فقال لها بخفوت وهو يقبل عنقها
_انا قلبي معاكي انتي بس واكيد ده شئ كافي علشان تصدقيني
رفعت شفتيها الي شفتيه لتقبلهما بنعومه لم يصدق بأنها أطلقت العنان لنفسها بالاقتراب منه اين ذهب الاحساس بالرفض ليحل بدلاً منه إحساساً اخر وهو رغبتها الجامحه به غزت  قبلاتها الرقيقه شفتيه وقد لمعت حدقتيها بالدموع هزت رأسها نافيه أن يصبح لغيرها فهي لن تتحمل هذا بالطبع فهمست بخفوت
_قولي .....أنه مش هيحصل وأنها مش ممكن تشاركني فيك ......انا بحاول اكدب احساسي واقول هو مش ممكن يعمل معايا كده بس ........
بترت كلماتها فاغمض عينيه بقوه عندما لمح دموعها داخل حدقتيها فحاصرته هي بنظراتها الضائعه فما كان منه إلا أنه همس إليها بنبرته الهادئه وهو يقول
_ اهدي يا "أميمه " ... انا أول مره اشوفك بالشكل ده ، عمري ماكنت اتوقع انك توصلي للمرحله دي انا حاسس انك بتضيعي مني لازم تعرفي انك ام اولادي وحب عمري يعني انتي متتقارنيش من الأساس باي حد
ابتسمت والدموع تتوج خديها لازالت مكانتها تحتل فؤاده من الداخل تحسست بطنها بسخريه  وهي تلوح إليه
_ام اولادك ......تقصد الحدث اللي بيتكرر كل خمس سنين بصعوبه ده
هز رأسه بسخريه وهو يستمع إليها هي تهزي بالفعل ولكنها محقه فحملها صعب للغايه ومع ذلك لم يشعر بالضيق عندما ظلت عده سنوات دون أن تنجب له طفلاً كان ومازال يشعر بالرضي فقال لها بهدوء
_انا ..... راضي بقضاء الله وعمر الموضوع ده ما شغل تفكيري للحظه حاولي تهدي شويه وبلاش الأفكار دي
طرقات عاليه على الباب جعلته ينهض بسرعه فائقه وهو يغلق ازرار ملابسه وماان فتح الباب لم يصدق عينيه عندما وجدها أمامه تنظر إليه بعدم استيعاب لم تكن في غفله عن مكانهما وخاصه اذا تعلق الأمر بهذه الطبيبه هدر بعدم تصديق وهو ينظر إليها بعينين متسعتين قائلا ً
_ "داليا" ............!!
_______________________________

الخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن