الفصل الرابع ........"صدمه "

12.5K 465 141
                                    

الفصل الرابع ........"صدمه "

كانت تسير داخل الرواق واضعه يديها في جيبي معطفها الأبيض تنظر في كل اتجاه لقد رحل بلاعوده لم تكن تتوقع أن تكون هذه هي النهايه نهايه قاسيه كانت في انتظاره ،لم يشعر بها وهي تعلم ذلك ولكن كانت مكتفيه بوجوده فقط في هذه المشفى ،تكتفي بنظراته الهادئه وابتسامته المشرقه أما الأن وبعد رحيله لم تعد تشعر بأمل في الحياه ،صبت كل الاهتمام بعملها فقط حتى ردائها الأسود مازالت ترتديه أسفل معطفها الأبيض ،جلست على الطاوله التي كان دائما الجلوس عليها حتى قهوته المفضله أصبحت مفضله لديها أيضا ،سقطت دموعها دون أن تشعر فوجدت من تجلس أمامها تنظر إليها بعينان متسعتان وقالت لها بخفوت

_ليه كده يا "سهام " الدموع دي مش هترجع اللي راح !!

سحبت منشفه ورقيه وجففت بها دموعها وهي تقول بضيق

_عارفه ومتاكده أنها مش هترجع اللي راح بس ده غصب عني مش بأيدي يا "اميمه "

تنفست "اميمه" الصعداء واقتربت منها أكثر وقلبها يتمنى أن تعود إلى رشدها فقالت وهي تربت على كفها بهدوء

_ طيب على الأقل غيري اللون ده المستشفى كلها بدأت تلاحظ وده شئ مش طبيعي

ألقت نظره على ملابسها ثم اعاده النظر إليها وابتسمت بسخريه قائله

_ المشكله دلوقتي بقت في اللون الأسود مش مشكله حياه بني آدم يا دكتوره تروح كده هو ده المهم، لازم تعرفى اني فعلا حبيته رغم أنه مكنش بيبدلني نفس الشعور يارتني كنت اعترفت له الحب مش عيب يا "اميمه " ابدا ......

ثم أشارت إلى حملها وهي تقول بإصرار ونبره محتده

_انتي .....كمان لازم تعترفي ل"خالد "بأن اللي في بطنك ده ابنه قبل فوات الأوان

شهقت ووضعت أصابع يدها على صدرها وقالت بعدم تصديق

_اقوله .......انتي اكيد متعرفيش "خالد " ده مش ناسي كلامي له لحد دلوقتي هيقدر يستوعب ان كدبت عليه وأن ده ابنه مش ابن "عمر "

هزت "سهام "رأسها نافيه اصرارها على كذبتها الشنعاء وقالت لها وهي ترفع سبابتها أمام وجهها وهي تقول لها بنفاذ صبر

_اسمعي .....لما اقولك الكدبه دي انتي اللي وصلتي نفسك ليها من الأول ماهو مكنش ينفع تنسبي ابنه لغيره ده مش كلام ناس عقله ابدا وخلي بالك الكدبه دي كل يوم بتكبر جواكي وانتي مش حاسه لازم تواجهيه لازم تعتذري ليه انتي غلطتي في حقه ........احنا بشر يا "اميمه "ومش عيب انك تتنزلي عن جزء من كبريائك

اهتزت حدقتيها الواسعتين بالدموع وحانت منها بسمه ساخره أثارت ضيقها وتحسست باصابعها ذراعها وهي تحتضن نفسها وقالت بخفوت

_كنت محتاجه حضنه اوى وقربه مني بس للحظه حسيت انه مبقاش ملكي شاركتني فيه واحده تانيه ..تخيلي قدر ينساني بالسرعه دي انا اللي كنت كل حاجه فى حياته مبقاش ليه وجود وكأن السنين اللي عشتها معاه كانت سراب

الخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن